نجح مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، جزء من مجموعة M42، وبالتعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي، بالاستفادة من إمكانات الطباعة ثلاثية الأبعاد لطباعة نموذج ثلاثي الأبعاد لقلب ووضع خطة لتدخل جراحي على مريض بعمر 41 عاماً مصاب بشذوذ نادر في القلب والأوعية الدموية، وهو ميان محمد شابي.
وتم تطوير هذه التقنية عبر المنصة التكنولوجية الرئيسية لجامعة نيويورك أبوظبي التي يمكن استخدامها في مجالات عدة مثل حالات القلب والأوعية الدموية والحالات العصبية.

وتتضمن عملية طباعة النموذج ثلاث مراحل وهي: إعادة بناء صور ثلاثية الأبعاد، وينطوي هذا الإجراء على تأسيس نموذج ثلاثي الأبعاد من بيانات التصوير التشخيصي لتقديم إطار عمل رقمي رئيسي يوضح البنية التشريحية للمريض؛ ومن ثم التقطيع ثلاثي الأبعاد، والذي يتيح إجراء تحليلات أكثر دقة لبنية المريض وأعضائه بتفاصيل أكبر، وبعد ذلك الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي تشمل إنشاء نسخة طبق الأصل من البنية التشريحية للمريض يمكن للجراح حملها، وفحصها، واستخدامها لتخطيط ومحاكاة العمل الجراحي. وتعتبر هذه التقنية عنصراً أساسياً في فهم التحديات الفريدة لكل حالة وتتيح تبني منهجية جراحية أكثر تفصيلاً وملائمة لحالة المريض، بأعلى درجات الدقة وبأقل قدر ممكن من المخاطر.
عندما تمت إحالة شابي إلى مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي بسبب حالته الحرجة، كان حينها يعاني من مضاعفات ناجمة عن تشوه خلقي في شريانه الأبهر، وهو الشريان الرئيسي الذي يحمل الدم من القلب. وفي حالته، كان هذا الشريان الذي يكون عادة له قوس أيسر بعد الخروج من القلب، متجهاً للجهة اليمنى مع تمدد كبير في الأوعية الدموية. وكان التمدد نفسه نوعاً نادراً، يُعرف باسم رتج كوميريل، وهو يحتوي على أحد الفروع الرئيسية للشريان الأبهر، مع انتفاخ في بدايته.
وحول هذه الحالة، قال الدكتور حسام يونس رئيس قسم جراحة الأوعية الدموية بمعهد القلب والأوعية الدموية والصدرية في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: “يعتبر رتج كوميريل أحد التشوهات النادرة في القلب والأوعية الدموية، ويكون أكثر ندرة عندما يصاحبه الشريان الأبهر بقوس أيمن، إذ تحدث هذه الحالة بنسبة ضئيلة للغاية تبلغ 0.03% حول العالم. ونظراً لطبيعتها التي تحدث بدون أعراض أو ظهور أعراض مرتبطة عادةً بحالات أخرى، فإنه نادراً ما يتم اكتشاف هذه التشوهات الخلقية، الأمر الذي يستدعي خبرات طبية عالية وتقنيات متطورة أثناء التدخلات الجراحية”.
من جانبه قال الدكتور يزن الجابري أخصائي جراحة القلب والصدر بمعهد القلب والأوعية الدموية والصدرية في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: “إن تصحيح حالة رتج كوميريل عندما يكون الأبهر يتجه نحو اليسار كما هو معتاد هو أمر بسيط نسبياً لأن الوصول للتشوه يكون أكثر سهولة لاسيما وأنه يكون مرئياً. إلا أنه عندما يكون قوس الشريان متجهاً نحو الجهة اليمنى، كما في هذه الحالة، يكون أكثر صعوبة نظراً لحجب الأوعية الأخرى لهذا التشوه، ما يجعل من الإجراء الجراحي تحدياً بحد ذاته. لكن استخدام النموذج ثلاثي الأبعاد يحسن من سلامة الإجراء ويتيح لنا تعزيز دقته وتصميم الجراحة لتناسب حالة المريض بأفضل شكل ممكن”.
تجدر الإشارة إلى أن مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي يتمتع باعتماد مركز التميز في جراحة القلب للبالغين المقدم من دائرة الصحة – أبوظبي، بما يُبرز مجموعته الشاملة من جراحات القلب المتكاملة وتدخلاته الفعالة في أمراض القلب الهيكلية المقدمة بأيدي نخبة من ألمع جراحي وخبراء القلب والأوعية الدموية على مستوى العالم.
ويواصل فريق المستشفى متعدد التخصصات إجراء البحوث والدراسات بهدف إثبات فاعلية هذه التكنولوجيا، ليس فقط على أمراض القلب والأوعية الدموية، وإنما في حالات الأعصاب، وقيمتها الكبيرة في المجالات الطبية الأخرى التي تستدعي محاكاة بنى تشريحية معقدة.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

توقيع اتفاقية بين جامعة أسوان ومؤسسة مجدي يعقوب لدعم جراحات القلب بالصعيد

في إطار دعم البحث العلمي والارتقاء بالخدمات الطبية في جنوب مصر، شهدت جامعة أسوان توقيع بروتوكول تعاون جديد مع مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، خلال مراسم رسمية أقيمت اليوم بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أيمن عاشور، والجراح العالمي السير مجدي يعقوب.

وقع الاتفاقية عن جامعة أسوان الدكتور لؤي سعد الدين نصرت، القائم بأعمال رئيس الجامعة، وعن المؤسسة الدكتور مجدي أديب إسحاق، رئيس مجلس الأمناء، وبمشاركة عدد من قيادات الجانبين، بينهم الدكتور محمد زكريا، مدير مركز مجدي يعقوب، والدكتور محمد صلاح، المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة أسوان، والدكتور أشرف معبد، وكيل كلية الطب ومدير مستشفى الجراحة، وخالد عسران، أمين عام الجامعة.

ويأتي البروتوكول الجديد امتدادًا لشراكة استراتيجية بدأت عام 2009 وأسفرت عن إنشاء مركز القلب بأسوان، حيث يسعى الطرفان من خلال هذا الاتفاق إلى تعزيز التعاون البحثي، وتقديم برامج تدريبية متخصصة للأطباء وأطقم التمريض والفنيين، بالإضافة إلى دعم التخصصات الطبية الأخرى داخل الجامعة.

كما نص البروتوكول على استقبال المؤسسة للحالات الحرجة من الجامعة، وتقديم الرعاية الطبية مجانًا لكافة المواطنين، في خطوة تؤكد دور المؤسسة والجامعة في خدمة المجتمع.

واختُتم اللقاء بتكريم متبادل، حيث أهدى الدكتور نصرت درع جامعة أسوان لوزير التعليم العالي تقديرًا لجهوده في دعم الشراكات الوطنية، كما قدم السير مجدي يعقوب درع المؤسسة للوزير، تعبيرًا عن الامتنان لهذا التعاون المثمر.

مقالات مشابهة

  • تعرف على تفاصيل بروتوكول تعاون بين جامعة أسوان ومؤسسة مجدى يعقوب
  • جامعة أبوظبي تدخل قائمة أفضل 400 جامعة في العالم
  • وضع حجر الأساس لأول مركز حكومي لعلاج الأورام بجامعة الفيوم
  • نيفيز: على الهلال أن يكون أكثر حسمًا أمام المرمى
  • إنشاء مركز لعلاج الأورام بجامعة الفيوم .. تفاصيل مهمة
  • أبرزها تحسين صحة القلب والأوعية الدموية.. فوائد مذهلة لأحد أنواع المكسرات
  • وزير التعليم العالي ومجدي يعقوب يشهدان بروتوكول بين جامعة أسوان ومؤسسة أمراض القلب
  • وزير التعليم العالي يشهد توقيع اتفاق تعاون بين جامعة أسوان ومركز أسوان للقلب
  • هل السعال المستمر قد يكون علامة على مشكلة في القلب؟
  • توقيع اتفاقية بين جامعة أسوان ومؤسسة مجدي يعقوب لدعم جراحات القلب بالصعيد