سودانايل:
2025-12-09@23:31:56 GMT

الكتابة في زمن الحرب (35): عن النوستالجيا

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

يرى علماء النفس أن النوستالجيا هي آلية دفاع يستخدمها العقل لتحسين الحالة النفسية ولتحسين المزاج خاصة عندما نواجه صعوبات في التكيف وعند الشعور بالوحدة، كما ان الحنين للماضي مهم للصحة العقلية والنفسيه وله فوائد جسدية وعاطفية، فهو أسلوب ناجح في محاربة الاكتئاب وقتياً ويعزز الثقة بالنفس والنضج الاجتماعي والنفسية.

. وتتساءل الباحثة ليلى علي عن مدى تأثير الحنين على مشاعرنا وهل
يشعرنا بالحزن او بالسعادة او بالغبن أو بالرضا؟…

ولكن هناك فرضية اخرى لعلماء النفس ترى  ان النوستالجيا عارض مرضي له أضراره على
الأشخاص مثله مثل اي مرض نفسي..
وللتغلب على النوستالجيا المرضية (الارتباط المرضي بالماضي) يتطلب خطوات عملية وعلمية تساهم في تحفيز الفرد على التركيز على الحاضر والمستقبل، وتحقيق التوازن النفسي والعاطفي. فيما يلي مجموعة من الخطوات العملية المستندة إلى أسس علمية لمساعدتك في التخلص من الارتباط المفرط بالماضي:

1. فهم المشاعر وطرق معالجتها

•لابد اولاً ان نفهم ان التعرف على المشاعر: عليه فان تحديد السبب الرئيسي وراء النوستالجيا يساعد في فهم مدى تأثيرها عليك. والسؤال هل هي ذكريات إيجابية تجعلك تشعر بالحزن لأنك تفتقدها؟ أم أنها ترتبط بأحداث سلبية تسيطر عليك؟
•المعالجة النفسية: إذا كان هناك صدمات أو أحداث مؤلمة في الماضي تؤثر على حياتك اليومية، لابد لك من التفكير في الحصول على مساعدة من معالج نفسي للتعامل مع هذه المشاعر بشكل فعال.

2. تبني الوعي الذاتي (Mindfulness)

•التركيز على الحاضر: يجب عليك تدريب نفسك بقدر ماتستطيع على العيش في اللحظة الحالية. يمكن أن تساعد تقنيات التأمل وتمارين التنفس العميق في تهدئة العقل وتحسين التركيز على الحاضر.
•ممارسة التأمل: يمكن أن يساعدك التأمل المنتظم في توجيه انتباهك بعيدًا عن الماضي والتركيز على اللحظة الحالية.

3. إعادة تقييم الذكريات

•التعرف على التحيزات: المعروف انه أحيانًا، ان الذكريات قد تكون مشوهة أو غير دقيقة بسبب الطريقة التي نميل بها لتذكر الأمور. عليه ننصحك ان تحاول التفكير في الذكريات بشكل موضوعي وتحدي أي أفكار أو مشاعر غير منطقية مرتبطة بها.
•توجيه الذكريات بشكل إيجابي: بدلاً من التركيز على ما فقدته، حاول التركيز على الدروس الإيجابية والتجارب التي تعلمتها من الماضي.

4. تحديد أهداف جديدة للمستقبل

•وضع خطط جديدة: حدد أهداف قصيرة وطويلة المدى تلهمك وتدفعك نحو المستقبل. اجعل هذه الأهداف واقعية وقابلة للتحقيق.
•تحفيز الذات: كافئ نفسك على تحقيق الأهداف الصغيرة، مما يمنحك شعورًا بالإنجاز والتحفيز للاستمرار.

5. الانخراط في أنشطة جديدة

•اكتساب مهارات جديدة: حاول ان تتعلم شيء جديد أو الانخراط في هواية جديدة يمكن أن يكون طريقة فعالة للابتعاد عن التفكير المستمر في الماضي.
•التطوع والمشاركة المجتمعية: مساعدة الآخرين يمكن أن تمنحك شعورًا بالرضا والانتماء، وتوجه انتباهك بعيدًا عن الذات.

6. إدارة العلاقات الاجتماعية

•بناء علاقات داعمة:تاكد من انك محاط بأشخاص إيجابيين من يدعمونك ويساعدونك في التركيز على الحاضر والمستقبل.
•الابتعاد عن العلاقات السلبية: تجنب العلاقات التي تجعلك تعود باستمرار إلى الماضي أو تعزز من مشاعر النوستالجيا السلبية.

7. تنظيم الحياة اليومية

•وضع جدول زمني: التنظيم الجيد للوقت يساعد في تقليل التفكير العشوائي بالماضي ويزيد من التركيز على المهام الحالية.
•تحديد الأولويات: ركز على المهام والأنشطة التي تضيف قيمة لحياتك اليومية.

8. العناية بالصحة النفسية والجسدية

•ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني له تأثير إيجابي كبير على الصحة النفسية ويساهم في تحسين المزاج العام.
•النوم الجيد: الحرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم يعزز الصحة النفسية والقدرة على التركيز والعيش بشكل أفضل في الحاضر.
•النظام الغذائي المتوازن: التغذية السليمة تساهم في تحسين الصحة العامة والنفسية.

9. البحث عن الدعم المهني

•العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يمكن أن يساعدك هذا النوع من العلاج في تغيير أنماط التفكير السلبية المتعلقة بالماضي وتعليمك كيفية التركيز على الحاضر.
•الدعم الجماعي: الانضمام إلى مجموعة دعم يمكن أن يوفر لك فهمًا وتوجيهًا من الأشخاص الذين يمرون بتجارب مشابهة.

ملخص:

التخلص من النوستالجيا المرضية يتطلب التفهم العميق لمشاعرك والعمل على بناء حياة تتسم بالإيجابية والتوازن. عبر اتباع هذه الخطوات العملية والعلمية، يمكنك تعزيز قدرتك على العيش في الحاضر والتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا. إذا استمرت مشاعر النوستالجيا في التأثير على حياتك بشكل كبير، فمن المهم البحث عن دعم محترف من متخصصي الصحة النفسية.


عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الصحة النفسیة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

كيف يؤثر العمل من المنزل على الصحة النفسية؟

أستراليا – في خضم التحول التاريخي الذي تشهده بيئات العمل حول العالم، حيث أصبح العمل عن بعد ممارسة راسخة، يبرز سؤال محوري بشأن مدى تأثير هذا التغيير على صحتنا النفسية.

وتقدم دراسة أسترالية إجابات قائمة على أدلة دامغة، تكشف أن الفوائد النفسية لهذا النمط للعمل ليست موحدة ولا بسيطة، بل تخضع لتفاصيل دقيقة تتعلق بالجندر والحالة النفسية المسبقة.

وبعد تحليل بيانات 20 عاما لـ16 ألف موظف أسترالي، توصل باحثون من جامعة ملبورن إلى استنتاجات مذهلة: العمل من المنزل يعزز الصحة النفسية للنساء بشكل ملحوظ، بينما تأثيره على الرجال ضئيل أو منعدم. ولكن المفاجأة الحقيقية تكمن في التفاصيل.

وتوضح الدراسة أن الفائدة النفسية للنساء تصل إلى ذروتها عند اتباع نموذج العمل الهجين المتوازن: حيث تعمل المرأة غالبية الأسبوع من المنزل، وتذهب إلى المكتب ما بين يوم إلى يومين فقط. والنساء اللواتي اتبعن هذه الصيغة، خاصة ذوات الصحة النفسية الهشة، سجلن تحسنا نفسيا يعادل زيادة دخل الأسرة بنسبة 15%.

وهذه ليست مجرد أرقام، بل ترجمة ملموسة لتحسن في جودة الحياة، ويتوافق هذا الاكتشاف مع دراسات سابقة وجدت أن النمط الهجين يحسن أيضا الرضا الوظيفي والإنتاجية.

والأمر الأكثر إثارة أن هذه الفوائد ليست فقط نتيجة لتوفير وقت التنقل. فعندما عزل الباحثون تأثير المواصلات إحصائيا، وجدوا أن العمل من المنزل يقدم مزايا نفسية إضافية مستقلة. ويعزو الباحثون ذلك إلى أسباب مثل تخفيف ضغوط بيئة المكتب التقليدية، وتوفير مرونة أكبر لإدارة عبء “المناوبة المزدوجة” بين العمل والمنزل، وهو عبء ما يزال يقع بشكل غير متكافئ على عاتق المرأة في العديد المجتمعات.

في المقابل، يقدم الرجال صورة مختلفة. فالعمل من المنزل بحد ذاته لا يظهر تأثيرا إحصائيا واضحا على صحتهم النفسية، سواء إيجابيا أو سلبيا. لكن العامل الحاسم للرجال، خاصة أولئك الذين يعانون أساسا من تحديات نفسية، هو وقت التنقل.

ووجدت الدراسة أن إضافة نصف ساعة فقط للرحلة ذهابا إلى العمل تعادل نفسيا انخفاض دخل الأسرة بنسبة 2% للرجل المتوسط. وهذا يشير إلى أن التكلفة النفسية للازدحام والوقت الضائع في المواصلات قد تكون أكبر على الرجال.

وتوضح نتائج الدراسة أن الأفراد ذوي الصحة النفسية الأضعف هم الأكثر تأثرا ببيئة عملهم. فهم يستفيدون أكثر من العوامل الإيجابية (كالعمل من المنزل للنساء) ويتأذون أكثر من العوامل السلبية (كالتنقل الطويل للرجال). بينما يبدو الأفراد ذوو الصحة النفسية القوية أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع مختلف الترتيبات العملية.

وبناء على هذه النتائج، تقدم الدراسة خارطة طريق لكل الأطراف:

للموظف/ة: راقب تأثير بيئة العمل على نفسيتك. خطط لإنجاز المهام الأكثر تطلبا في الأيام والأماكن التي تشعر فيها بأكبر قدر من الراحة والتركيز. لصاحب العمل: تجنب سياسات “مقاس واحد يناسب الجميع”. اعتمد النماذج الهجينة المرنة، واعترف بأن وقت التنقل جزء من عبء العمل ويؤثر على إنتاجية الموظف ورفاهيته، خاصة لمن يعانون من تحديات نفسية. لصانع السياسة: استثمر في تحسين وسائل النقل العام لتقليل الازدحام. عزز التشريعات التي تدعم العمل المرن. ووسع نطاق الوصول إلى خدمات الصحة النفسية في أماكن العمل.

وبحسب الدراسة، فإن العمل من المنزل ليس رفاهية ولا حلا سحريا، بل هو أداة قوية يمكن تصميمها بشكل ذكي لتحسين الصحة النفسية، خاصة للفئات الأكثر حاجة.

المصدر: ساينس ألرت

مقالات مشابهة

  • واشنطن تدرس فرض حزمة عقوبات جديدة تستهدف شبكة دولية تُغذّي الحرب بالسودان
  • التركيز الأكبر فوق غزة - تفاصيل منخفض جوي يضرب فلسطين غداً ويمتد لأيام
  • اعملوا انتخابات جديدة.. ترامب يطالب الشعب الأوكراني بـ تغيير زيلينسكي
  • شاهد.. إبداعات ورشة الكتابة الصحفية بملتقى فتيات أهل مصر بشرم الشيخ
  • الكتابة كتحرُّر.. تفكيك البنية الذكورية للغة والعاطفة في قصيدة "امرأة لا تحبك بالمرة" للشاعرة منى قابل
  • كيف يؤثر العمل من المنزل على الصحة النفسية؟
  • عطية: على الحكومة التفكير بجدية بزيادة الرواتب
  • في العالم الرقمي.. لماذا يبقى تعلّم أطفالنا الكتابة اليدوية خطوة لا غنى عنها؟
  • التركيز والجاهزية.. خطة عبدالرؤوف لمواجهة كهرباء الإسماعيلية
  • معركة حمص.. بين الحرب النفسية والميدان حتى لحظة التحرير