الكتابة في زمن الحرب (35): عن النوستالجيا
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
يرى علماء النفس أن النوستالجيا هي آلية دفاع يستخدمها العقل لتحسين الحالة النفسية ولتحسين المزاج خاصة عندما نواجه صعوبات في التكيف وعند الشعور بالوحدة، كما ان الحنين للماضي مهم للصحة العقلية والنفسيه وله فوائد جسدية وعاطفية، فهو أسلوب ناجح في محاربة الاكتئاب وقتياً ويعزز الثقة بالنفس والنضج الاجتماعي والنفسية.
يشعرنا بالحزن او بالسعادة او بالغبن أو بالرضا؟…
ولكن هناك فرضية اخرى لعلماء النفس ترى ان النوستالجيا عارض مرضي له أضراره على
الأشخاص مثله مثل اي مرض نفسي..
وللتغلب على النوستالجيا المرضية (الارتباط المرضي بالماضي) يتطلب خطوات عملية وعلمية تساهم في تحفيز الفرد على التركيز على الحاضر والمستقبل، وتحقيق التوازن النفسي والعاطفي. فيما يلي مجموعة من الخطوات العملية المستندة إلى أسس علمية لمساعدتك في التخلص من الارتباط المفرط بالماضي:
1. فهم المشاعر وطرق معالجتها
•لابد اولاً ان نفهم ان التعرف على المشاعر: عليه فان تحديد السبب الرئيسي وراء النوستالجيا يساعد في فهم مدى تأثيرها عليك. والسؤال هل هي ذكريات إيجابية تجعلك تشعر بالحزن لأنك تفتقدها؟ أم أنها ترتبط بأحداث سلبية تسيطر عليك؟
•المعالجة النفسية: إذا كان هناك صدمات أو أحداث مؤلمة في الماضي تؤثر على حياتك اليومية، لابد لك من التفكير في الحصول على مساعدة من معالج نفسي للتعامل مع هذه المشاعر بشكل فعال.
2. تبني الوعي الذاتي (Mindfulness)
•التركيز على الحاضر: يجب عليك تدريب نفسك بقدر ماتستطيع على العيش في اللحظة الحالية. يمكن أن تساعد تقنيات التأمل وتمارين التنفس العميق في تهدئة العقل وتحسين التركيز على الحاضر.
•ممارسة التأمل: يمكن أن يساعدك التأمل المنتظم في توجيه انتباهك بعيدًا عن الماضي والتركيز على اللحظة الحالية.
3. إعادة تقييم الذكريات
•التعرف على التحيزات: المعروف انه أحيانًا، ان الذكريات قد تكون مشوهة أو غير دقيقة بسبب الطريقة التي نميل بها لتذكر الأمور. عليه ننصحك ان تحاول التفكير في الذكريات بشكل موضوعي وتحدي أي أفكار أو مشاعر غير منطقية مرتبطة بها.
•توجيه الذكريات بشكل إيجابي: بدلاً من التركيز على ما فقدته، حاول التركيز على الدروس الإيجابية والتجارب التي تعلمتها من الماضي.
4. تحديد أهداف جديدة للمستقبل
•وضع خطط جديدة: حدد أهداف قصيرة وطويلة المدى تلهمك وتدفعك نحو المستقبل. اجعل هذه الأهداف واقعية وقابلة للتحقيق.
•تحفيز الذات: كافئ نفسك على تحقيق الأهداف الصغيرة، مما يمنحك شعورًا بالإنجاز والتحفيز للاستمرار.
5. الانخراط في أنشطة جديدة
•اكتساب مهارات جديدة: حاول ان تتعلم شيء جديد أو الانخراط في هواية جديدة يمكن أن يكون طريقة فعالة للابتعاد عن التفكير المستمر في الماضي.
•التطوع والمشاركة المجتمعية: مساعدة الآخرين يمكن أن تمنحك شعورًا بالرضا والانتماء، وتوجه انتباهك بعيدًا عن الذات.
6. إدارة العلاقات الاجتماعية
•بناء علاقات داعمة:تاكد من انك محاط بأشخاص إيجابيين من يدعمونك ويساعدونك في التركيز على الحاضر والمستقبل.
•الابتعاد عن العلاقات السلبية: تجنب العلاقات التي تجعلك تعود باستمرار إلى الماضي أو تعزز من مشاعر النوستالجيا السلبية.
7. تنظيم الحياة اليومية
•وضع جدول زمني: التنظيم الجيد للوقت يساعد في تقليل التفكير العشوائي بالماضي ويزيد من التركيز على المهام الحالية.
•تحديد الأولويات: ركز على المهام والأنشطة التي تضيف قيمة لحياتك اليومية.
8. العناية بالصحة النفسية والجسدية
•ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني له تأثير إيجابي كبير على الصحة النفسية ويساهم في تحسين المزاج العام.
•النوم الجيد: الحرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم يعزز الصحة النفسية والقدرة على التركيز والعيش بشكل أفضل في الحاضر.
•النظام الغذائي المتوازن: التغذية السليمة تساهم في تحسين الصحة العامة والنفسية.
9. البحث عن الدعم المهني
•العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يمكن أن يساعدك هذا النوع من العلاج في تغيير أنماط التفكير السلبية المتعلقة بالماضي وتعليمك كيفية التركيز على الحاضر.
•الدعم الجماعي: الانضمام إلى مجموعة دعم يمكن أن يوفر لك فهمًا وتوجيهًا من الأشخاص الذين يمرون بتجارب مشابهة.
ملخص:
التخلص من النوستالجيا المرضية يتطلب التفهم العميق لمشاعرك والعمل على بناء حياة تتسم بالإيجابية والتوازن. عبر اتباع هذه الخطوات العملية والعلمية، يمكنك تعزيز قدرتك على العيش في الحاضر والتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا. إذا استمرت مشاعر النوستالجيا في التأثير على حياتك بشكل كبير، فمن المهم البحث عن دعم محترف من متخصصي الصحة النفسية.
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
osmanyousi1@icloud.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الصحة النفسیة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
مدفيديف يحذر: فشل المفاوضات قد يؤدي إلى تصعيد حرب أشد ضراوة وتدخل أطراف جديدة
حذّر دميتري مدفيديف، رئيس مجلس الأمن الروسي، السبت، من أن فشل المفاوضات السياسية قد يقود إلى اندلاع مرحلة أكثر شراسة ودموية من الحرب، مشيرًا إلى أن إنذارات الغرب التفاوضية لا تعني بالضرورة اقتراب نهاية النزاع، بل قد تؤدي إلى تصعيد غير مسبوق.
وفي منشور له عبر منصة "إكس"، قال مدفيديف: "على أعداء روسيا الذين يضعون الإنذارات التفاوضية الأخيرة أن يتذكروا شيئًا بسيطًا جدًا، وهو أن المفاوضات بحد ذاتها لا تؤدي إلى وقف الأعمال القتالية".
وأضاف أن "المفاوضات الفاشلة قد تقود إلى مرحلة أكثر فظاعة من الحرب، بأسلحة أشد فتكًا، وربما بمشاركة أطراف جديدة"، في إشارة واضحة إلى احتمال انزلاق أطراف دولية إضافية إلى ساحة النزاع المستمر في أوكرانيا.
تصريحات مدفيديف جاءت بعد أيام من توجيه المستشار الألماني فريدريش ميرتس إنذارًا لروسيا بشأن الصراع في أوكرانيا، وهو ما رآه مراقبون محاولة للضغط على موسكو للقبول بحل سياسي. لكن هذا الطرح لم يلق قبولًا في روسيا، واعتبرته شخصيات بارزة، بينها مدفيديف، بمثابة استفزاز لا يُسهم إلا في تعقيد المشهد.
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "برلينر تسايتونج" الألمانية عن المؤرخ السويسري رولاند بوب، وصفه لهذا الإنذار بأنه "دليل على العجز"، معتبرًا أن الغرب لم يعد يمتلك أدوات فاعلة للضغط على روسيا سوى البيانات الإنذارية، التي قد تؤدي إلى نتائج عكسية بدلًا من إحداث اختراق دبلوماسي.
تصريحات المسئول الروسي البارز تأتي في وقت تتزايد فيه مؤشرات الجمود في الجبهة الأوكرانية، حيث يستمر الطرفان في تبادل الضربات دون إحراز تقدم حاسم. كما تتصاعد التحذيرات من انخراط أوسع للقوى الغربية والشرقية في الصراع، ما قد يُفضي إلى توسيع رقعة الحرب جغرافيًا وسياسيًا.
وكان مدفيديف قد دأب في الأشهر الأخيرة على استخدام لهجة شديدة في تصريحاته، محذرًا من أن موسكو لن تتراجع في معركتها، وستستخدم "كل الوسائل المتاحة" للدفاع عن أمنها القومي، بما في ذلك خيار الردع النووي في حالات التهديد القصوى، بحسب تصريحات سابقة له.
ومع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثالث دون أفق واضح للتسوية، تزداد التعقيدات الإقليمية والدولية، في ظل تشبث كل طرف بمطالبه القصوى. وتتمسك موسكو باعتبار ضم المناطق الأوكرانية الأربع إلى أراضيها أمرًا غير قابل للنقاش، في حين ترفض كييف أي تسوية لا تتضمن انسحابًا روسيًا كاملًا.