#سواليف

بقلم: يوسي هدار

في زمن كتابة هذه السطور ينتظر مواطنو إسرائيل بقلق ضربة تأتي من ايران ومن حزب الله، الشمال يواصل الاشتعال، العمليات الاجرامية تعربد، القتال في الجنوب يستمر، و 115 من مواطني إسرائيل لا يزالون مخطوفين لدى حماس منذ عشرة اشهر، يعانون التنكيل ويوجدون في خطر موت دائم. يبدو ان الوضع الأمني لإسرائيل لم يسبق أن كان سيئا بهذا القدر وهذه الفوضى تقع في وردية نتنياهو.

من الصعب التصديق بان رئيس الوزراء المسؤول عن الكارثة الأكبر في دولة اسرائيل لا يزال باقيا على كرسيه وليس فقط لم يستقل بل يدير الحرب بشكل فاشل على نحو مخيف، بتردد لا نهاية له، بارتجال وبمصالح سياسية وشخصية ضيقة اعتاد عليها. ليس هكذا يهزم الإرهاب.

لئن كان بعد عشرة اشهر من الحرب لا تزال حماس تطلق النار نحو بلدات السهل الساحلي ولا تزال تسيطر في قطاع غزة بلا جدال، فلا مفر من القول انه صحيح حتى هذه اللحظة، رغم الإنجازات التكتيكية الهائلة للجيش الإسرائيلي، فشلنا في اختبار النتيجة ويجب إعادة احتساب المسار. التفويت الأكبر هو في ترجمة إنجازات الجيش الى نصر سياسي وتغيير الحكم المدني في القطاع، مما كان سيقضي على القوة العسكرية لحماس او على الأقل يمس بها مسا شديدا. ان رفض نتنياهو الحديث عن اليوم التالي وإدخال فلسطينيين معتدلين وقوات عربية ودولية الى القطاع هو ما أدى الى إبقاء حكم حماس والى الحاجة الى حملة إضافية في المستقبل القريب. كما أن الإدارة الفاشلة للحرب التي بدأت بقوة عالية جدا، فقط في شمال القطاع وليس أيضا في رفح وفي محور فيلادلفيا، منعت عنا إنجازا اكبر بكثير. تردد نتنياهو أدى الى ان فقط بضعة اشهر من العشرة اشهر من القتال حتى الان كانت قوية حقا. لا غرو أنه من التحقيق الذي نشرته الـ “سي.ان.ان” هذا الأسبوع يتبين أنه رغم الضربة الهائلة التي اوقعها الجيش الإسرائيلي على حماس، فان نصف كتائبها على الأقل لا تزال عاملة الامر الذي هو بعيد جدا عن تصريحات نتنياهو في أن “النصر المطلق” قريب. كتائب كثيرة، حسب التحقيق، “قتالية بشكل ناجع” والكثير منها اعيد ترميمها.

مقالات ذات صلة هل أصبح “الكاتب السجين” أحمد حسن الزعبي بين المُرشّحين لـ”جائزةٍ عالمية”؟ 2024/08/09

على نتنياهو أن يفهم بانه اذا لم ينتصر في عشرة اشهر فانه لن ينتصر على الاطلاق واحد ما آخر يتعين عليه أن ينهي المهمة. كان ينبغي لنتنياهو أن يتعلم من ارئيل شارون كيف الانتصار على الإرهاب. في 2002 قاد شارون حملة “السور الواقي” وفي 43 يوما أوقع ضربة هائلة على الإرهاب في معظم المدن الفلسطينية في الضفة. غير أنه حتى بعد حملة ناجحة للغاية، الإرهاب ينبغي معالجته كل الوقت – قص العشب هكذا بحيث أن الإعلان عن “نصر مطلق” هو خداع، حيلة تسويقية مكشوفة ورخيصة وذر الرماد في عيون الجمهور.

على خلفية كل هذا يبرز كما أسلفنا التفويت الهائل في هزيمة الحكم المدني لحماس، وانطلاقا من فرضية انه سيتطلب الامر المزيد من الاعمال الكثيرة لتصفيتها، فليس منطقا وليس أخلاقيا تأخير صفقة المخطوفين بهذه الحجة. في الأيام الأخيرة يبرز في صفحة الرسائل البيبية الإصرار على البقاء في محور فيلادلفيا. كما أسلفنا محور فيلادلفيا هام بقدر لا مثيل له وخسارة انه لم يتم الاستيلاء عليه في بداية الحرب، غير أنه يجب أن نتذكر بانه على مدى 15 سنة من ولاية نتنياهو منذ 2009، لم يحرك ساكنا كي يعيد السيطرة على هذا المحور وكان منشغلا في الهدوء الزائف الذي اشتراه من حماس بحقائب الدولارات التي نقلها من قطر وبامتناعه عن تصفية السنوار.

كما أن نكران الجميل تجاه بايدن لا يضيف الى وضعنا الأمني، وبينما الرئيس الأمريكي يخرج عن طوره كي يدافع عنا، يواصل نتنياهو زق اصبع له في العين لأغراض سياسية دنيئة في صالح قاعدته. نتنياهو يصون الفوضى ويبدو أنه يفضل بن غبير، سموتريتش وبقاء حكومته على مصلحة عموم الجمهور.

وفي هذه الاثناء تبقى الحكومة على عادتها وفي ذروة الحرب تواصل الانقلاب النظامي، تجد الوقت لقانون الحاخامين، وبوقاحة تدفع قدما بامتيازات في صالح قناة الحكم التلفزيونية غريبة الاطوار. مؤسف للغاية انه يتعين على إسرائيل ان تكون في حرب ضروس ومهددة فيما هي ليست موحدة حقا وليس فيها من يدير الحرب ضد الإرهاب بحكمة. من اجل الانتصار على الإرهاب يجب دمج الجسارة العسكرية بلا تردد مع الحكمة السياسية والحرص الحقيقي على سلامة الجمهور ورفاهيته.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف

إقرأ أيضاً:

خطة نتنياهو الجديدة في غزة.. إسرائيل لن تنتظر

طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع "المنتدى الوزاري المصغر" الذي عُقد مساء الاثنين، خطة عمل جديدة بشأن قطاع غزة، قال إنها تمثل "تغييرا في النهج" السياسي والاستراتيجي الإسرائيلي.

وبحسب مصادر مطلعة لصحيفة "معاريف"، تنص الخطة على منح الوسطاء الدوليين فرصة جديدة لإقناع حركة حماس بقبول مقترح الصفقة الذي طُرح قبل نحو أسبوعين، والذي سبق أن وافقت عليه إسرائيل.

ورغم فتح نافذة إضافية للتحرك الدبلوماسي، أكد نتنياهو أن إسرائيل "لن تنتظر إلى ما لا نهاية"، مشددا على أن فترة زمنية محددة ستُمنح للطرف الآخر لتقديم رد إيجابي يُمكّن من إحراز تقدم في المحادثات.

وفي حال الرفض أو المماطلة، أعلن نتنياهو عن نية حكومته اتخاذ خطوات أحادية، أبرزها ضم أراض في قطاع غزة.

كما طُرح خلال الاجتماع اقتراح بإنشاء إدارة مدنية وأمنية خاصة لإدارة تلك المناطق، في خطوة تُعد تحولا جذريا في السياسة الإسرائيلية من استراتيجية الضغط للتسوية إلى فرض واقع ميداني جديد.

ورغم التحذيرات الضمنية، ترى القيادة السياسية الإسرائيلية أن هناك فرصا واقعية لإبرام صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار، في حال أبدت حماس مرونة في المفاوضات الجارية.

مقالات مشابهة

  • مستشار نتنياهو يكشف ملامح رؤيته في غزة: لا دولة فلسطينية أو إعمار دون نزع السلاح
  • واشنطن تقود الإرهاب في الشرق
  • «الحرب الباردة» تشتعل بين برشلونة وتير شتيجن!
  • نتنياهو يحمل حماس مسؤولية إفشال المفاوضات
  • نتنياهو: نواصل جهود "إعادة الرهائن" رغم رفض حماس
  • خطة نتنياهو الجديدة في غزة.. إسرائيل لن تنتظر
  • مندوبة الولايات المتحدة تؤكد ضرورة دعم ومساعدة الحكومة السورية للانتصار في الحرب على الإرهاب
  • نتنياهو يعقد مشاورات أمنية بشأن غزة ويُصر على "هدفي الحرب"
  • ستارمر: صور أطفال غزة مروّعة.. وترامب يتحدث عن خطط مع نتنياهو
  • تلغراف: جنود وجنرالات يتمردون على نتنياهو بسبب حرب غزة