الصين تبتعد عن الدولار فهل تنهي هيمنته؟
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
سجل المشهد المالي العالمي تحولا هادئا ولكنه مهم، وفي قلب هذا التغيير يكمن مفهوم "التخلص من هيمنة الدولار"، وهو مفهوم يشير إلى التقليص التدريجي لسيطرة الدولار في التجارة والتمويل الدوليين.
وعلى الرغم من أن هذه العملية كانت تتزايد ببطء على مدى سنوات فإنها تسارعت مؤخرا بدافع من تزايد اعتماد الصين على عملتها اليوان (أو الرنمينبي) في المعاملات عبر الحدود وفقا لتقرير حديث نشرته منصة أويل برايس.
وتقول "أويل برايس" إن الصين اعتمدت تاريخيا كما العديد من الدول بشكل كبير على الدولار في تجارتها الدولية.
وتشير المنصة إلى أنه في عام 2010 كانت أقل من 1% من المدفوعات عبر الحدود في الصين تُسوى باليوان، في حين كان 83% منها بالدولار.
ومع مرور الزمن -وتحديدا في مارس/آذار 2023- تجاوز اليوان الدولار لأول مرة في تسويات التجارة الصينية، وبحلول مارس/آذار 2024 تجاوزت نسبة المدفوعات الصينية التي تُجرى باليوان 52.9%، وهو ما يمثل تصاعدا ملحوظا في غضون 5 سنوات فقط، حسب "أويل برايس".
ويمكن أن يُعزى هذا التحول إلى عوامل عدة وفقا للمنصة، بما في ذلك الرغبة المتزايدة بين الشركات الأجنبية في التجارة باليوان لتقليل تعرضها للدولار.
كما بدأت دول مثل البرازيل والأرجنتين في قبول اليوان للتجارة على ما ذكرته المنصة، مما عزز استخدامه الدولي.
وكان للحكومة الصينية والبنك المركزي الصيني (بنك الشعب الصيني) دور محوري في هذا التحول، حيث نفذا سياسات لتسهيل استخدام اليوان في التجارة والاستثمار عبر الحدود.
وعلى الرغم من صعود اليوان فإن رحلة التخلص من هيمنة الدولار لم تكن خالية من العقبات، ففي عامي 2015 و2016 واجهت الصين مضاربات منظمة على عملتها، مما أجبر بنك الشعب الصيني على التدخل لدعم استقرار اليوان.
وأدت هذه الأزمة إلى إعادة تقييم إستراتيجية التخلص من هيمنة الدولار في الصين، إذ تحولت من التوسع العدواني إلى نهج أكثر حذرا، وفقا لـ"أويل برايس".
وأولت الحكومة الأولوية لنظم تسوية التجارة باليوان، وشددت على مراقبة رأس المال لمنع تدفقات النقد الخارجة الزائدة، مما أدى إلى حماية الاقتصاد بشكل أفضل من ذي قبل، ولكن أيضا إلى إبطاء وصول اليوان للعالمية.
تأثير عالمي وتطلعات مستقبليةورغم أن اتجاه التخلص من هيمنة الدولار يتم بشكل تدريجي فإن له تداعيات كبيرة على النظام المالي العالمي، وفقا لمنصة "أويل برايس".
وقد يؤدي عالم أقل اعتمادا على الدولار إلى إعادة توزيع القوة الاقتصادية والنفوذ، ومع ذلك وعلى الرغم من نمو اليوان فإن الدولار يظل هو العملة المهيمنة في سوق الصرف الأجنبي، إذ يمثل 88.5% من جميع معاملات الصرف الأجنبي في عام 2022.
ومع ذلك، فإن اليوان بحصة 7% هو العملة الأسرع نموا في سوق الصرف الأجنبي، مما يشير إلى قبوله المتزايد، خاصة في التجارة مع الصين.
وتقول المنصة إنه وفي حين أن التخلص الكامل من هيمنة الدولار يبدو غير مرجح في القريب فإن صعود اليوان يمثل تحولا جوهريا في المالية العالمية.
وتشير الجهود المستمرة التي تبذلها الصين لتعزيز استخدام اليوان في المعاملات الدولية وبناء البنية التحتية اللازمة إلى أن اليوان سيلعب دورا متزايدا في التجارة والتمويل العالميين.
ومع ذلك، تبقى هناك تحديات مثل ضوابط رأس المال الصارمة والقلق بشأن استقرار اليوان على المدى الطويل قائمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التخلص من هیمنة الدولار فی التجارة أویل برایس
إقرأ أيضاً:
مختبرات «الغذاء والدواء» تنهي استعداداتها للمشاركة في تعزيز سلامة ضيوف الرحمن خلال موسم حج 1446هـ
أكملت مختبرات الهيئة العامة للغذاء والدواء استعداداتها للمشاركة في جهود تعزيز سلامة الغذاء والدواء لضيوف الرحمن خلال موسم حج 1446هـ، بوصفها ركيزة محورية ضمن منظومة الهيئة الرامية إلى خدمة الحجاج والتأكد من سلامة المنتجات الخاضعة لإشرافها.
وتعتمد مختبرات الهيئة في عملها على أحدث الأجهزة والتقنيات المخبرية المتقدمة مثل جهاز الكروماتوغرافيا السائلة المقترنة بمطياف الكتلة (LC-MS)، وجهاز الكروماتوغرافيا السائلة عالية الأداء (HPLC)، وجهاز الكروماتوغرافيا الغازية المقترنة بمطياف الكتلة (GC-MS)، وجهاز تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) وغيرها، وفقًا لأفضل الممارسات العالمية في مجال التحاليل، وضمن إطار تنسيقي مباشر مع عدد من الجهات الحكومية.
وتُستخدم تلك الأجهزة للكشف عن نطاق واسع من متبقيات المبيدات، والأدوية البيطرية، والسموم، والملوثات العضوية وغير العضوية بمختلف أنواعها، إضافة إلى المضافات الغذائية، وأنواع البكتيريا الممرضة، والفيروسات، وغيرها من مسببات الأمراض المنقولة.
وتتكامل هذه الجهود مع أعمال الفرق الرقابية في جمع وتحليل وفحص عينات الأغذية، إلى جانب تنفيذ برامج الدراسات الميدانية، التي تمكّن الهيئة من تطوير الإجراءات ودعم اتخاذ القرار بناءً على معلومات دقيقة وتفصيلية، بما يسهم في الحفاظ على السلامة العامة لضيوف الرحمن.
ويمتد دور المختبرات ليشمل فحص الأغذية المستوردة عبر المنافذ الحدودية خلال موسم الحج، للتحقق من مطابقتها للمواصفات السعودية والخليجية والدولية قبل وصولها إلى الحجاج، مع التركيز على المنتجات الأكثر عرضة للتلف مثل: اللحوم والدواجن، والألبان، والمياه، والعصائر، والوجبات الجاهزة، وذلك بهدف الحد من انتشار البكتيريا والميكروبات وضمان توفير غذاء صحي وآمن.
وتعمل المختبرات بكامل طاقتها الاستيعابية خلال موسم الحج، بكفاءة عالية ضمن أفضل الممارسات الدولية المعتمدة، وهو ما يعكس درجة الجاهزية العالية والكفاءة المخبرية في التعامل مع كثافة الحشود، دون الحاجة إلى موارد إضافية مؤقتة، مع الحفاظ على مستويات الجودة وسرعة الأداء.