يستمر ترقب رد إيران على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة ««حماس» إسماعيل هنية في طهران والذي تتهم إسرائيل بتنفيذه، تزامنا مع ارتفاع منسوب التفاؤل بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى في قطاع غزة بعد البيان «القطري – المصري – الأميركي».

وأكد متحدث باسم الحرس الثوري الإيراني أن «الكيان الصهيوني سيتلقى الرد على حماقة اغتيال هنية في الموعد المحدد».

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، أمس أن الحرس الثوري يجري تدريبات عسكرية في المناطق الغربية من البلاد تستمر حتى الغد.

وقال مسؤول بالحرس الثوري لوكالة «إرنا» إن التدريبات التي بدأت الجمعة الفائتة مستمرة في إقليم كرمانشاه غربي البلاد قرب الحدود مع العراق «لتعزيز الجاهزية القتالية واليقظة».

على صعيد غير بعيد، قال مصدر إسرائيلي مطلع على المفاوضات، لشبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأميركية، إن زعيم «حماس» يحيى السنوار يريد اتفاقا لوقف إطلاق النار، موضحا أن هذه هي الرسالة التي نقلها الوسطاء المصريون والقطريون إلى المسؤولين الإسرائيليين في الأيام الأخيرة، قبل الاجتماع الحاسم لفرق التفاوض الخميس المقبل.

ولا يزال عدم اليقين يكتنف ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد ذلك الاتفاق، على الرغم من أن حلفاء له يقولون إنه مستعد لإبرام صفقة التبادل، بصرف النظر عن تأثيرها على ائتلافه الحاكم.

لكن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لاتزال أكثر تشككا إلى حد كبير بشأن استعداد نتنياهو لإبرام الصفقة، نظرا للمعارضة الشرسة من وزراء اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم.

وأشار المصدر الإسرائيلي إلى أن المسؤولين الأميركيين أوضحوا لنظرائهم الإسرائيليين أنهم يعتقدون أن الوقت قد حان للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار الآن من أجل تجنب حرب إقليمية أوسع.

ومن المقرر أن يجتمع الوسطاء مع فريقي التفاوض من إسرائيل وحماس في القاهرة أو الدوحة، الخميس المقبل، لكن المصدر الإسرائيلي قال لشبكة «سي.إن.إن» الإخبارية إن المفاوضات جارية بالفعل حيث تعمل الوفود الفنية «على مدار الساعة» على التفاصيل الرئيسية قبل الاجتماع المرتقب.

في هذه الأثناء، أكد ملك الأردن الملك عبدالله الثاني أن بلاده «لن تكون ساحة حرب»، وسط مخاوف من تصعيد عسكري بين إيران وإسرائيل.

ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي عن الملك عبدالله الثاني قوله خلال اجتماعه مع وفد من مساعدي أعضاء الكونغرس الأميركي في عمان أمس، تناول التطورات الراهنة بالمنطقة، إن «الأردن لن يكون ساحة حرب، ولن يسمح بتعريض حياة شعبه للخطر».

وأكد «ضرورة بذل أقصى الجهود لخفض التصعيد في المنطقة والتوصل إلى تهدئة شاملة، تجنبا للانزلاق نحو حرب إقليمية».

ورأى أن «المنطقة ستبقى عرضة لتوسع دائرة الصراع الذي يهدد استقرارها، مادامت الحرب على غزة مستمرة، ما يستدعي تكثيف الجهود الدولية لوقف الحرب من خلال التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار».

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مقابلة مع قناة «العربية» الفضائية إن «الأردن أبلغ إيران وإسرائيل بشكل واضح وصريح بأنه لن يسمح لأحد بأن يخترق سماء المملكة ويعرض حياة الأردنيين للخطر». وأضاف أنه «سيتم إسقاط أي هدف في سماء الأردن، الذي لن يسمح باستخدام أجوائه. وسيتم التصدي لأي شيء يمر فوق أجواء الأردن نعتقد أنه خطر علينا وعلى شعبنا».

من جانبه، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن قلقه إزاء التصعيد الإقليمي لحرب غزة. وأكد شولتس في اتصال هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن الوقت حان لإتمام الاتفاق على إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار، مشددا على أن «إنهاء الحرب في غزة سيكون خطوة حاسمة نحو خفض التصعيد الإقليمي».

على الصعيد الميداني، أصدر جيش الاحتلال أوامر بإخلاء عدد من المناطق قبل قصفها، بعدما أوقعت غاراته مزيدا من الشهداء في الساعات الماضية، في حين تواترت ردود الفعل المنددة بمجزرة مدرسة «التابعين» التي كانت تؤوي نازحين، والتي خلفت أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى والمصابين. وفي تطورات ميدانية أخرى، أعلنت كتائب «القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» عن معارك ضارية خاضتها مع قوات الاحتلال في رفح جنوبي القطاع، وقالت إنها أوقعت جنودا إسرائيليين قتلى وجرحى.

بدورها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية «قصفنا مقر قيادة تابعا لجيش العدو الصهيوني في محيط تبة الـ 86 (الكرد) شمال شرق خان يونس».

وفي الضفة الغربية، دارات اشتباكات مسلحة إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينتي نابلس وجنين كما قتل شخص وأصيب آخر بإطلاق نار في غور الأردن في الضفة المحتلة.

وأشارت القناة الـ 13 الإسرائيلية إلى أن عملية إطلاق النار استهدفت سيارتين على شارع 90 قرب «مستوطنة محولا».

من جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن إطلاق النار وقع في موقعين بغور الأردن.

إلى ذلك، كشف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عن أن قرابة ربع القتلى الذين لقوا حتفهم في قطاع غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي في 7 أكتوبر الماضي، من الشباب.

وأوضح جهاز الإحصاء، في بيان له بمناسبة اليوم العالمي للشباب الذي يوافق 12 أغسطس من كل عام، أن 24% من إجمالي قتلى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة من الشباب.

وأضاف التقرير ان هناك نحو 3.500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء، في حين بلغ عدد الجرحى أكثر من 95 ألفا، 70% منهم من النساء والأطفال، إضافة إلى نحو 10 آلاف مفقود.

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

بعد الهدنة.. هدوء حذر في طهران والسكان يعيشون بين الأمل والريبة

عادت الحياة تدريجيًا إلى شوارع طهران يوم الثلاثاء، بعد 12 يومًا من الحرب بين إسرائيل وإيران، في ظل وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليل الاثنين بشكل مفاجئ، في خطوة أثارت مزيجًا من الذهول والأمل المشوب بالحذر بين السكان.

ورغم عدم تسجيل ضربات جديدة، فإن الدمار وآثار الحرب ما زالت ماثلة في عدة أحياء من العاصمة الإيرانية، خاصة المناطق التي تعرضت إلى قصف مكثف من سلاح الجو الإسرائيلي.

أخبار متعلقة الصين تتهم ترامب بتأجيج الحرب بين إسرائيل وإيران: يصب الزيت على النارصفارات الإنذار تدوي مجددًا في مناطق عدة بشمال إسرائيلاليوم الـ11 للحرب.. إسرائيل تقصف الحرس الثوري وإيران تطلق دفعات صاروخية

ورغم حديث الإعلام الدولي عن وقف إطلاق نار، فإن السلطات الإيرانية لم تصف ما حدث بعبارات الهدنة، بل عدّته "نصرًا ردع العدو"، وأكدت في بيان رسمي أن إيران "لا تثق إطلاقًا بالأعداء، وتبقي إصبعها على الزناد".

وأضافت: "سنجعل كل من يهاجمنا يندم على فعلته برد قاصم".

هل يصمد وقف إطلاق النار؟

في سوق تجريش بشمال طهران، تفاوتت آراء المواطنين عن مدى إمكانية صمود الهدنة.

قال أحمد برقي (75 عامًا)، بائع إلكترونيات: "لا أعتقد أنه قابل للصمود، نرغب في أن يُحترم، لكنهم لا يطبقونه ولا يوفون بوعودهم"، في إشارة إلى الجانب الإسرائيلي.

.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الحياة تعود تدريجيًا إلى شوارع طهران بعد وقف إطلاق النار - أ ف ب الحياة تعود تدريجيًا إلى شوارع طهران بعد وقف إطلاق النار - أ ف ب var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });

أبدى الكثير من الإيرانيين دهشتهم من المواقف الأمريكية المتقلبة، إذ أشار أمير إلى أنه شعر بـ"الذهول" بعد إعلان ترامب الهدنة قائلًا: "قال إنه سيفكر أسبوعين قبل مهاجمتنا، ثم فجأة قصف، وفجأة قال إنه لا يريد تغيير النظام، ثم فجأة سلام، لا أفهم حقًا".
في المقابل، أعرب آخرون عن تفاؤل حذر، مثل الشاب أمير (28 عامًا) الذي قال عبر الهاتف من شمال إيران: "سنرى، أعتقد أننا سنبقى أسبوعًا آخر لنراقب الوضع، لا أعتقد أن الأمور ستعود إلى طبيعتها قريبًا".

الحياة تعود ببطء

بدأت بعض المتاجر والمقاهي إعادة فتح أبوابها، وتجمع بعض الشباب في المنتزهات وسط العاصمة مستمتعين بالطقس الربيعي، بينما بقيت مناطق عديدة شبه خالية بعد أن فرّ سكانها خلال أيام القصف المكثف.

وألحقت الحرب دمارًا واسعًا بالمباني العامة والمراكز التابعة للجيش والحرس الثوري، كما استهدفت منازل مسؤولي الدولة، ما أسفر عن مقتل مدنيين وتفاقم الأوضاع الاقتصادية.

وقال التاجر علي رضا جهانغيري (60 عامًا): "عندما تكون هناك حرب، يعاني الجميع اقتصاديًا، لكن الأهم الآن هو الرد على العدوان".

مقالات مشابهة

  • فرنسا: اعترضنا مسيّرات متجهة لإسرائيل قبل وقف النار مع إيران
  • خاص.. رصيد الحياد يُمكن عُمان من الموازنة بين واشنطن وطهران
  • خبير في الشأن الإسرائيلي: ترامب يضغط لوقف إطلاق النار في غزة لصرف الأنظار عن الداخل الأمريكي
  • ترامب يعلن عقد مباحثات بين واشنطن وطهران "الأسبوع المقبل"
  • واشنطن.. تهديد «الحوثيين» مستمر والجماعة تتوعّد بتوسيع الهجمات ضد إسرائيل
  • عاجل- السيسي وبزشكيان يؤكدان ضرورة استئناف مفاوضات واشنطن وطهران وتثبيت وقف إطلاق النار
  • بعد الهدنة.. هدوء حذر في طهران والسكان يعيشون بين الأمل والريبة
  • آخرها بين إيران وإسرائيل.. ما الفرق بين وقف إطلاق النار والهدنة؟
  • بعد الهدنة بين إيران وإسرائيل.. ما مصير غزة؟
  • سلاح الجو الإسرائيلي يهاجم رادار قرب طهران رغم سريان الهدنة