قالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت يتبنى الرواية المعادية لإسرائيل ويضر باحتمال التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المحتجزين، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل.

.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إسرائيل جالانت وزير دفاع إسرائيل

إقرأ أيضاً:

غزة وتل أبيب.. ودراما التوأم وولاية العهد وخيانته

ثمة حبكة درامية شهيرة، بُنيت على عروتها أفلام كثيرة أشهرها وليس أفضلها فيلم هنديٌ اسمه "دهارام فير"، وقد عُرض لدن العرب باسم "التوأمان". وسبب التسمية هو إزالة جفوة الاسمين الهنديين لدى العرب. وفي حكاية الفيلم، أنَّ الوزير الشرير يدسُّ ابنه في مهد ابن الملك، حتى يتولى الحكم ويرث العرش منه. وقد استغرق عرضه في حلب ستة أشهر، وتقول سيرة الفيلم إنّ صناعته استغرقت ست سنوات، وقد أخبرني شاب حلبي أنه شاهده 36 مرة، فالأفلام الهندية استعراضية، حافلة بالغناء والرقص والمشاهد الجميلة، وحكايتها سهلة مأنوسة، الأفلام الهندية أحلام يقظة يحتال بها صنّاع السينما على المُشاهد المغلوب.

وللحكاية القديمة، وقد تكون أقدم حكاية معروفة، نسخ صينية وأمريكية، وهي جميعها مقبوسة من قصة "دائرة الطباشير القوقازية"، فهي الأثر المعروف في الغرب، وهي مسرحية لبرتولد بريخت، قُبست عنها أفلام كثيرة على سبيل المثال لا الحصر؛ "الأميرة" (1959)، "المدينة التي لا تفي" (1986)، "المرآة" (1975)، "لا أعتقد أن هذا هو" (1970)، "المرأة التي تحب الرجل" (1972)،"فنون الطباشير" (2003)، فيلم رسوم متحركة، "بين الأرض والسماء" (1958)، "الميرا " (1957)، "الأم الشجاعة" (1963)، "الجنون" (1962)، "أنا" (1971)، "أعطني طفلا" (1958).

يحكم المؤلف الألماني بالوليد للأم الراعية، لا للأم الوالدة ظلما وعدْوا، فالغرب المسيحي يرى أنَّ المربية أولى من الوالدة، على عكس القضاء الإسلامي (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله)، ويمكن تذكّر قصة الصحابي زيد بن حارثة، وهو الصحابي الوحيد الذي ورد اسمه في الذكر الحكيم (وحده لا غير)، تطييبا لخاطره في يتمه وطلاقه من سيدة قريش زينب بنت جحش. وهي حكاية مركبة بطابقين من حكايات التوأمين المتعاديين.

حكاية التوأمين من قصص النبي داود عليه الصلاة والسلام، جاء في الأثر النبوي: بينما امرأتان معهما ابناهما، جاء الذئب فذهب بابن إحداهما، فقالت لصاحبتها: إنما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك، فتحاكمتا إلى داود صلى الله عليه وسلم، فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان بن داود صلى الله عليه وسلم، فأخبرتاه، فقال: ائتوني بالسكين أَشُقُّهُ بينهما، فقالت الصغرى: لا تفعل، رحمك الله، هو ابنها، فقضى به للصغرى.

وإن مضينا إلى الآثار سنجد الحكاية في الإسرائيليات، القذة بالقذة، وقد كبر الأخوان، حتى بلغا سنَّ الولاية، وفيها سذاجة الأفلام الهندية، (والحكايات العبرية) وقد وجدت تلخيصا في موسوعة اليهود واليهودية للحكاية التي وردت في سفر التكوين:

"يعقوب" اسم عبري (مطابق للعربي) معناه "يعقب" أو "يمسك العقب" أو "يحلُّ محل". ويعقوب هو ثالث آباء اليهود، وهو ابن إسحاق وجَدّ اليهود الأعلى، وأن ‌يعقوب أمسك بكعب قدم عيسو (بالعبرية، عقب) عقب الولادة، ومن هنا كان اسمه. (تكوين 25/26). وتوجد قصتان أساسيتان في حياة ‌يعقوب، أولاهما أنه حينما عاد ‌عيسو من الصيد جائعا متعبا وجد أخاه ‌يعقوب قد أعد طعاما، فسأله شيئا مما أُعدّ، فانتهز ‌يعقوب الفرصة وباعه طعاما نظير بكورته (أي سبقه في الولادة)، وبحكم الشريعة كان الأكبر هو الذي يرث الزعامة بعد الأب، وقد خدع الابن الأصغر أبيه أيضا بتواطؤ من أمه! أي أنه ابتاع الولاية من الابن والأب.

ونجد في هذه الأيام صراعا حول الطعام، إسرائيل ومن خلفها أمريكا تعادل رفقة زوجة إسحاق ("ربيكا" في اللفظ الغربي) بمكرها وميلها إلى ابنها الأصغر، وكان إسحاق يميل إلى ابنه الأكبر، وقد أصاب بصره الكلال، فعمي. وأمريكا عمياء (منعت الإعلام من دخول غزة)، أو هي لا تحبّ أن ترى الحق (يمكن تذكر قصص الاغتصاب التي اتُهم بها مقاتلو القسام، وحرق الأطفال إبان وقوع طوفان الأقصى). وقد فسَّر بعض الحاخامات فقدان إسحاق البصر بأنه أطال النظر في ابنه ‌عيسو "الشرير الإرهابي"، فأفقده البصر، وسينال يعقوب جزاء من جنس العمل في قصة يوسف الإسلامية: "وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم".

عودا على بدء، يُراد من فلسطين (التي لم يبق منها سوى غزة ومن غزة سوى رفح) أن تبيع الولاية بالطعام، وفي الحكاية مفاضلة بين الصيد والنبات أيضا، وتنسب الحكاية إلى إسحاق ميلا عن الحق، وقد عرف بالحيلة، لكنه أغضى وفضّل الطعام على الحق، وكذلك فعل عيسو (أو العيص)، وعين ما يراد من غزة الأمن مقابل الطعام أو الولاية مقابل الطعام، فقال الأب: وهو يجسّ ابنه المتنكر: الصوت صوت يعقوب والمسُّ مسُّ عيسو (هذه العبارة في القانون اسمها: التواطؤ مع سبق الإصرار والترصد). وكانت الولاية هي النبوة، والأنبياء ملوك في بني إسرائيل، وقد تفضلت الخوارزميات، فقذفت إلينا بصورة لأربعة ملوك بالأسود والأبيض، وفدوا إلى لندن، وهم: عيدي أمين من أوغندا، عبد ربه منصور من اليمن، معمر القذافي من ليبيا، ولد سيدي الطايع من موريتانيا، فعادوا إلى بلادهم ملوكا! تقول تحليلات كثيرة، فيها منطق وبراهين، إن أكثر زعماء العرب ليسوا على عقائد شعوبهم، ويمكن الاستدلال على ذلك بأقوالهم وأفعالهم، وليس فيهم من ورث الحكم كابرا عن كابر، أو نالها برضى الشعب.

غزة كشفت شخصيتها ونزعت قناعها، بثمن عظيم من دماء الأطفال والنساء والأطباء والصحافيين، وإنَّ المحتال يستخدم سلاح الجوع، وهو محرم دوليا، لكن الأب الغربي أعمى أو يتعامى
ومن المعجزات المقلوبة أنَّ نبيا مثل إسحاق في الراوية التوراتية باع النبوة بوجبة واحدة! ويمكن أن نذكر نبوءة مبكرة في أثر الطعام على خلق الإنسان لابن خلدون، بل نجد في الآثار نبوءات أبكر من تلك في الطعام وأثره، والحكاية التي نقصدها، وقد علمها القارئ؛ أنَّ أوربا دسّت ابنها العبري في مهد طفل فلسطيني، فتولاها وورثها وحكمها، وأقصى عنها الابن الشرعي، وشرده عن بيته وأهله، واغتصب حقوقه، وادّعاها لنفسه. يقول سفر التكوين: كبر الغلامان، وكان عيسو إنسانا يعرف الصيد، إنسان البرية، ويعقوب إنسانا "كاملا" يسكن الخيام (التي تعني الحضارة وقتها). وهي إعادة لقصة قابيل وهابيل، وقد استبدل فيها الإله بالأب.

تقول دراسة مصورة وثائقية إنَّ الناس يسارعون إلى نجدة الغني حسن الهيئة في الشارع عند وقوع حادث له، وتهمل رثّ الهيئة ذا الطمرين، وإنّ الوريث المزيف حسن الهيئة، وكان إلى ما قبل طوفان الأقصى أقل شرا ظاهرا، أقرب إلى الناس. بل إن إسرائيل المخادعة كانت تفزع إلى الكوارث -وكنا نراها في وكالات الإعلام وأغلبها مملوك لأبناء دينهم- وهي تخرج الأطفال من تحت الأنقاض في زلزال تركيا، فتظهر بصورة الدولة الحانية، لكن غزة كشفت شخصيتها ونزعت قناعها، بثمن عظيم من دماء الأطفال والنساء والأطباء والصحافيين، وإنَّ المحتال يستخدم سلاح الجوع، وهو محرم دوليا، لكن الأب الغربي أعمى أو يتعامى.

إنَّ مصر الرسمية (التي تعادل رفقة في الرواية) ومعها حكام العرب يميلون سرا للابن القوي الجميل، حسن الزيِّ (في دراما مسلسل وادي المسك شبيهان؛ أصيل ومدّع، تميل الأخت -منى واصف- إلى المدعي المحتال لأنه غنيٌّ وظريف)، لكن الحيلة لم تنطلِ على الشعوب الغربية، مع بسالة شعب غزة، فالناس بفطرتها تميل إلى الحق والسلم، فلا يمكن السكوت عن قتل الأطفال والعجز.

أمس هتفت الحشود في شوارع ميونخ بعد مباراة نادي باريس سان جيرمان وانتر ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا، الذي أقيم في ملعب "Allianz Arena" بمدينة ميونيخ: نحن أولاد غزة، وهو تحوّل كبير في ألمانيا التي حمل أبناؤها ذنبا لم يقرفوه.

كأننا نشاهد فيلما، وليس مجازر غزة في فيلم، بل حتى أنه في الأفلام كان النظارة يصفقون للبطل، وينكرون على الشرير بالصفير، وقد انكشفت حيلة إسرائيل (وهو لقب يعقوب) وبقي أن ينتصر العيص، وقد لاحت علامات هزيمة إسرائيل أخلاقيا في أكثر من عاصمة غربية.

x.com/OmarImaromar

مقالات مشابهة

  • عاجل. الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صفارات الإنذار تدوي في القدس وتل أبيب الكبرى إثر إطلاق صاروخ من اليمن
  • إعلام عبري: أمريكا وقطر ومصر تُجري محادثات مع حماس لسد الفجوات مع تل أبيب
  • رئيس الوزراء يتسلم نسخة من التقرير السنوي لهيئة النزاهة ومكافحة الفساد لسنة 2024
  • غزة وتل أبيب.. ودراما التوأم وولاية العهد وخيانته
  • البنك الأردني الكويتي يتبنى نظام مركز المدفوعات من شركة بروجرس سوفت
  • آلاف الأتراك يتظاهرون في إسطنبول للتنديد بالحرب الإسرائيلية على غزة
  • ورشة عمل بقطاع التخطيط بمكتب رئاسة الوزراء لإعداد خطة العام ١٤٤٧ه‍
  • ورشة بقطاع التخطيط بمكتب رئاسة الوزراء لإعداد خطة العام ١٤٤٧ه‍
  • لأول مرة.. داعش يتبنى هجومين ضد قوات موالية للحكومة الجديدة في سوريا
  • لواء إسرائيلي بارز يصف مصر بأنها التهديد الأخطر على تل أبيب .. ويحذّر من أن خوض حرب في الوقت الراهن