جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-04@01:41:08 GMT

عين على خريف ظفار 2024

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

عين على خريف ظفار 2024

 

علي بن سالم كفيتان

زرتُ نهاية الأسبوع المُنصرم، وادي دربات، وحرصتُ على القدوم مُبكرًا، وعقدتُ النيَّة على التجوال في كافة المرافق والأنشطة الموجودة في المكان، والتجرُّد من الصورة النمطية المُسبقة للخدمات السياحية بظفار قدر الإمكان، فقد كتبتُ مقالًا في بداية يونيو الماضي عنونته "أسمع جعجعة ولا أرى طحينًا"، رصدتُ من خلاله تأخر المشاريع التي تمَّ الإعلان عنها مثل ازدواجية بعض الشوارع وتشييد الأنفاق والوجهات السياحية، وفي الحقيقة لاقى المقال متابعة واسعة واهتمامًا بالغًا.

ولعلَّ أكثر ما لفت انتباهي، ردة فعل سعادة الدكتور رئيس بلدية ظفار، الذي قابلته على هامش إحدى الندوات الرسمية، ولمحاسن الصدف تجاورنا في الطاولة، فما كان من أحد الجالسين إلّا أن أثار موضوع المقال، لعله يُريد أن يُثير جدلًا أو يدق إسفينًا بيننا! فكان رد سعادة الدكتور غير مُتوقع للحاضرين؛ ففي العادة يُدافع المسؤول ويختلق الأعذار، ويبحث عن الأسباب، وينفر من كل ناقد أو وسيلة نقد للعمل الذي يشرف عليه، لكن سعادته ردَّ بالقول "إننا نحترم الأقلام الوطنية التي تتطرق لعملنا بمسؤولية ولا نزعم الكمال ونستفيد من كل كلمة صادقة لتطوير العمل في ظفار". وأثنى سعادته على ما نكتُب، ثم وجه الحديث للشخص الذي آثار النقاش قائلًا: "هذا قلم مشاكس ويدعمنا بما يطرح من أفكار ونتقبل النقد البنّاء دائمًا".

بحكم معرفتي بالرجل لا أعتبر ذلك نوعًا من الذكاء العاطفي للمسؤول أو حتى ضربًا من ضروب الدبلوماسية الناعمة التي يلتهم من خلالها حماس الصحافة وشغف الصحفيين، لذلك أردتُ هنا أن أشكر سعادته لتقبله الرأي والرأي الآخر بكل رحابة صدر، في الوقت الذي كتب لي أحد كبار المسؤولين عن التنمية السياحية مُعلقًا على ذات المقال عبارة "هرمت الأقلام هكذا هي الحياة، تعرك الناس بأثفالها"، ولا أُخفيكم سرًا بأنني رجعتُ للمعجم الوسيط لمعرفة معنى كلمة "أثفالها"!!

وبالعودة إلى زيارتي لدربات نهاية الأسبوع المُنصرم، أودُ أن أسرد لكم رحلتي، ومثلما قلت لكم حاولت التخلص من كل أحمال النقد والنظرة السوداوية للموسم السياحي في ظفار التي أراها في كل حدب وصوب. وصلت دربات الهادئة الجميلة في تمام الساعة 11 صباحًا، وكان الجو عليلًا وأزيحت ستارة الضباب لتمنحني مشهدًا كاملًا للمكان، وصَمَتَ المطر احتفالًا بمقدمنا. لم تكن هناك زحمة مركبات، فتوجهت لموقف السيارات الفسيح عند شلالات مدخل الوادي، وسرنا مع جموع السياح المنبهرين بالمكان إلى السواقي الهادئة في ذلك السهل الفسيح، فخُيِّل لي أنها الجنة لوهلة، ثم عدت إلى الدنيا لأكمل طريقي إلى أطراف مزرعة النخيل التي تشرف على الشلال الشهير (جعفر). وبحكم أنني من الريف، فقد كنت أتنقل برشاقة بين السواقي والصخور؛ مما جذب عددًا من السياح السعوديين للسير على إثري، فعادة لا يتوغل إلى هذه المنطقة إلّا القلة، والجميع يحتشدون عند مصب الشلالات. كان المشهد خياليًا من الأعلى؛ فتمنيت لو يتم تدوير المياه عبر مضخات من البحيرة أسفل الشلال إلى الأعلى لتشكل عدة مساقط وتكتمل اللوحة.

عدتُ إلى المواقف مُجددًا، وسلكت طريق المشاة المهيأ بشكل جيد إلى الشلالات، وفي الطريق لفت انتباهي مشروع رائد لأحد الشباب، وهو تأجير عربات لنقل السياح على هيئة "توكتوك"، وذلك من المواقف إلى الشلال، وهي مسافة قصيرة. وركبت إحدى تلك العربات من باب التجربة ودعم الشباب. وفي المكان عدة أكشاك توفِّر المطلوب من الاحتياجات، وعمال النظافة متأهبون، والمكان يعج بالمصطفين على ضفاف البحيرة لتجربة القوارب في بحيرة صغيرة تصب فيها الشلالات، وتمنيتُ أن يتم دمج البحيرة مع البحيرة التي خلفها باتجاه الشلال، لمنح السياح مساحة أوسع ورؤية أفضل.

واستكمالًا للجولة، أوقفت مركبتي عند أول المناشط في الوادي، وهو موقع لتأجير القوارب المائية، واتخذت القرار بأن أسلك طريقي على الضفة مُستمتعًا بكل ما هو موجود، حتى أبلغ الكهف. لقد احتفل الوادي في ذلك النهار، فانقشعت السحب عن منظر رباني بديع؛ شباب عُمانيون يعملون في مشاريعهم بكل تفانٍ، والسياح يتجولون بحرية وسعادة، والجميع يلتقط الصور ويسجِّل الذكريات الجميلة من هذا المكان البديع. أطفال يمتطون الخيل ويتمتعون بالسير على ضفاف نهر دربات العظيم. جلستُ في المحطة الثانية لتأجير القوارب لجمال تصميم تلك القوارب؛ حيث إنها من الخشب الماهوجني، وكراسيها مبطنة بقماش بدوي جميل، ولها ستائر بيضاء ناصعة تداعبها النسمات. تلك الألوان مع خُضرة المكان وخلفية المياه والقهوة الساكنة في وسط البحيرة، أوجدت تحفة لا يمكن تجاوزها، وطلبت من مرافقي الذهاب لكشك التذاكر وحجز الجولة. ومنحنا صاحب المكان سعرًا تفضيليًا لا يُقاس بفخامة الناقل وجمال المكان. أبحرت الخشبة في دربات، فتسمرت على ذلك المقعد مُستمتعًا بكل ما حوالي، فقد أطلت علينا الشمس بحياء، ثم عادت لتحتجب خلف السحاب، ومررنا بأُسر مُبتهجة يُبحرون معنا في ذات البحيرة؛ عمانيون وخليجيون وعرب وأجانب، جميعهم مبهورين، وكل واحد يحاول جاهدًا توثيق هذه اللحظات الاستثنائية؛ صغارًا وكبارًا. كان القبطان يسير ببطء غير معتاد، ومررنا على النافورات المائية والأكواخ المصفوفة بانتظام ودقة على ضفاف البحيرة.

وبعد العودة إلى المرسى أكملنا الجولة، لنختار مقهى يقدم المأكولات المحلية، واستمتعنا بالغداء في هدوء وسكينة مع سقوط الشلالات الاصطناعية من الضفة الأخرى، ولفت انتباهي جمال التصميم لواجهة البحيرة الشمالية من ممرات ومنصات، وتمنيتُ أن تستمر إلى نقطة البداية عند موقع تأجير القوارب الأول الذي بدأت جولتنا من عنده.

اختتمنا جولتنا بزيارة واجهة الشلال المطل على سمهرم، لنُلقي نظرتنا الأخيرة عن كثب على شلال جعفر المنهمر، قبل تسجيل الخروج من دربات؛ حيث قضينا قرابة 7 ساعات، لم نحس بها مطلقًا، وهنا نسجل كلمة شكر لبلدية ظفار على تحمُّلها كامل المشهد السياحي في ظفار.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إصابة 19 شخصًا إثر إنقلاب ميكروباص بـ "صحراوي" البحيرة

أصيب قبل قليل، عدد 19 شخصا بكسور وجروح وكدمات متفرقة بأنحاء الجسد، إثر وقوع حادث إنقلاب سيارة ميكروباص أمام مدخل مدينة غرب النوبارية بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي بمحافظة البحيرة، وتم نقل المصابين إلى مستشفى غرب النوبارية المركزي لتلقي العلاج اللازم، وحرر محضر بالواقعة.

تلقى مساعد وزير الداخلية مدير أمن البحيرة، إخطارًا من شرطة النجدة، يفيد وقوع حادث انقلاب سيارة ميكروباص بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، أمام مدخل مدينة غرب النوبارية، وعلي الفور انتقلت الأجهزة الأمنية وسيارات الإسعاف لموقع البلاغ، وتم نقل المصابين للمستشفى المركزي لتلقي العلاج اللازم، كما تم رفع آثار الحادث وتسيير الحركة المرورية وحرر محضر بالواقعة للعرض علي النيابة العامة التي باشرت التحقيقات.

أسفر الحادث عن إصابة كلا من، "مني سليم سليم محمد" 43 عاما، مقيمة بالاسكندرية، مصابه بكدمة بالصدر، "يوسف فادي حسن فهمي" 17 عاما، مقيم بالإسكندرية، مصاب بسحجات وكدمات متفرقة بالجسم، "عواطف محمد صديق علي" 41 عاما، مقيمة بالإسكندرية، مصابه بكدمات وسحجات متفرقة بالجسم، "رشا محمود محمد محمود" 43 عاما، مقيمة بالإسكندرية، مصابه بكدمات وسحجات، "هدى حمدي علي سليمان" 39 عاما، مقيمة بالإسكندرية، مصابه بكدمات وسحجات متفرقة بالجسم، "كوثر محفوظ حسين عثمان" 34 عاما، مقيمة بالإسكندرية، مصابه بكدمات وسحجات متفرقة بالجسم، "عنتر رمضان عبد الباقي" 38 عاما، مقيم بالإسكندرية، مصاب بكدمات وسحجات متفرقة بالجسم، "سمر عبد المنعم حامد" 29 عاما، مقيمة بالإسكندرية، مصابه بكدمات وسحجات متفرقة بالجسم، "كريمة ناجي محمد" 14 عاما، مقيمة بالإسكندرية، مصابه بكدمات وسحجات متفرقة بالجسم.

كما أصيب كلا، "رباب ياسين عبد المنعم" 37 عاما، مقيمة بالإسكندرية، مصابه بكدمات وسحجات متفرقة بالجسم، "مشاعر بخيت كوكو" 55 عاما، مقيمة بالسودان، مصابه بكسر بالفقرات العنقية، "تسابيح محمد عثمان" 45 عاما، مقيمة بالسودان، مصابه بسحجات وكدمات متفرقة بالجسم، "أمينة سعد البشير" 20 عاما، مقيمة بالسودان، مصابه بسحجات وكدمات متفرقة بالجسم، "هدير محمد إسماعيل" 35 عاما، مقيمة بالإسكندرية، مصابه بسحجات وكدمات متفرقة بالجسم، "أيتن أحمد السيد" 14 عاما، مقيمه بالإسكندرية، مصابه بسحجات وكدمات متفرقة بالجسم، "بشري علي شعبان" 15 عاما، مقيمة بالإسكندرية، مصابه بسحجات وكدمات متفرقة بالجسم، "حسن مصطفي كمال" 15 عاما، مقيم بالإسكندرية، مصاب بسحجات وكدمات متفرقة بالجسم، "زينب إبراهيم عيسي" 32 عاما، مقيمة بالقاهرة، مصابه بسحجات وكدمات متفرقة بالجسم، "علي إبراهيم خميس" 32 عاما، مقيم بغرب النوبارية، مصاب بسحجات بالجسم، وجاري تقديم الخدمات الطبية والفحوصات اللازمة للمصابين.

مقالات مشابهة

  • من هي روبرت مجموعة الهاكرز التي تهدد بفضح أسرار ترامب؟
  • إصابة 19 شخصًا إثر إنقلاب ميكروباص بـ "صحراوي" البحيرة
  • إصابة 19 شخصًا إثر تصادم ميكروباصين بـ "صحراوي" البحيرة
  • تدشين فعاليات "وقت الطفل" ضمن موسم "خريف ظفار".. أنشطة ترفيهية وتعليمية متكاملة
  • من قلب القناطر الخيرية.. محافظ القليوبية يلتقي بسائحين ويشيد بالوجهة الساحرة
  • إصابة 19 شخصًا في تصادم سيارتين على الطريق الصحراوي البحيرة
  • القات.. خطر صامت يُهدد شبابنا
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • 20 ألف مهاجر عبروا المانش نحو بريطانيا
  • "الدفاع المدني والإسعاف" تؤكد جاهزيتها لموسم خريف ظفار 2025