بوابة الفجر:
2025-06-18@05:03:39 GMT

السودان نحو مسار جديد لمناقشة اتفاق جدة

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

أعلن السودان أنه سيرسل وفدًا إلى القاهرة لمناقشة رؤية الحكومة في إنفاذ إتفاق جدة، وذلك بناء على اتصال مع الحكومة الإميركية ممثلة في المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو، واتصال من الحكومة المصرية بطلب اجتماع مع وفد حكومي بالقاهرة.

وفي الجانب الآخر اتهم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الجيش بالافتقار إلى "أي التزام حقيقي بالتفاوض أو بالعمل من أجل مستقبل السودان أو تخفيف معاناة شعبه".

وقال دقلو في تغريده على حسابه في منصة "إكس" إنه في الوقت الذي يتواجد فيه وفد الدعم السريع المفاوض في جنيف و"برغبة صادقة لإيجاد حل للأزمة السودانية" فإن مجموعة بورتسودان "تركز وبشكل أساسي في الحفاظ على امتيازاتها ومصالحها الخاصة، التي لا تنفصل عن مصالح النظام القديم، الذي أورثنا الحروب والنزوح واللجوء".
وأكد دقلو التزامهم بالتفاوض "كمبدأ أساسي واستراتيجي لتحقيق الاستقرار في بلادنا، ولذلك استجبنا لكل المبادرات الاقليمية والدولية، التي تهدف إلى وقف الحرب، لكننا في المقابل لن نسمح لمجرد مجموعة من الجنرالات ليتحكموا في مصير شعبنا، وسيكون أمامنا خيارات كثيرة، قادرين على تنفيذها متى ما أصبح ذلك ضروريًا".

تأتي هذه التطورات بعد ساعات من تصريحات متفائلة أدلى بها المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، أشاد فيها بمحصلة الأيام الثلاثة الأولى من المشاورات الخاصة لإنهاء الصراع في السودان وتقديم المساعدات الإنسانية.

ووصف بيرييلو، المناقشات بأنها "إيجابية للغاية"، وأكد أن عزم المجتمع الدولي على تحقيق نتائج ايجابية في المفاوضات الحالية التي انطلقت الأربعاء بجنيف بدعوة من الولايات المتحدة وفي ظل غياب وفد الجيش.

وقال بيرييلو في مقابلة مع راديو دبنقا، "لدينا تحالف دبلوماسي اجتمع معًا عازم على تحقيق نتائج للسودانيين".

وتضم المحادثات التي دعت لها الخارجية الأميركية قوات الدعم السريع ووفودا من مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والاتحاد الإفريقي، لكن القوات المسلحة السودانية لم تشارك حتى الآن.

وينص إعلان جدة على:

الالتزام بحماية المدنيين في السودان وتيسير العمل الإنساني والسماح بمرور آمن للمدنيين لمغادرة مناطق الأعمال العدائية الفعلية على أساس طوعي في الاتجاه الذي يختارونه.التمييز في جميع الأوقات بين المدنيين والمقاتلين وبين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية، والامتناع عن أي هجوم من المتوقع أن يتسبب في أضرار مدنية عرضية والتي تكون مفرطة مقارنة بالميزة العسكرية الملموسة والمباشرة المتوقعة.اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، مما يهدف إلى إخلاء المراكز الحضيرة بما فيها مساكن المدنيين، فعلى سبيل المثال لا ينبغي استخدام المدنيين كدروع بشرية.السماح لجميع المدنيين بمغادرة مناطق الأعمال العدائية وأي مناطق محاصرة طوعا وبأمان.الامتناع عن الاستحواذ واحترام وحماية كافة المرافق الخاصة والعامة كالمرافق الطبية والمستشفيات ومنشآت المياه والكهرباء، والامتناع عن استخدامها للأغراض العسكرية.الامتناع عن تجنيد الأطفال واستخدامهم في الأعمال العدائية.الامتناع عن الانخراط في عمليات الاخفاء القسري والاحتجاز التعسفي للمدنيين.السماح باستئناف العمليات الإنسانية الأساسية وحماية العاملين والأصول في المجال الإنساني.إعطاء الأولوية للمناقشات بهدف تحقيق وقف إطلاق نار قصير المدى لتسهيل توصيل المساعدة الإنسانية الطارئة واستعادة الخدمات الأساسية وجدولة المناقشات الموسعة اللاحقة لتحقيق وقف دائم للأعمال العدائية.الالتزام بالإعلان لن يؤثر على أي وضع قانوني أو أمني أو سياسي للأطراف الموقعة عليه، ولن يرتبط بالانخراط في أي عملية سياسية.

ومع فشل طرفي القتال في تنفيذ الاتفاق، واتساع رقعة الحرب وتزايد الخسائر البشرية وتفاقم الأوضاع الإنسانية، طرحت الأطراف الدولية والإقليمية 8 مبادرات توصلت إلى اتفاقات حول إجراءات لبناء الثقة شملت:

اعتقال عناصر النظام السابق الهاربين من السجون.تحسين الخطاب الإعلامي الرسمي لكل جانب، والحد من الخطاب التحريضي.اتخاذ إجراءات بشأن محرضي الحرب والعناصر المؤيدة للحرب من كل جانب.ويتبادل طرفا القتال الاتهامات بعدم الالتزام بالتفاهمات التي تم التوصل إليها وهو ما أدى من وجهة نظر الكثير من المراقبين إلى إطالة أمد الحرب التي أدت إلى قتل نحو 100 ألف وتشريد اكثر من 12 مليونا من المدنيين واحدثت دمارا هائلا في الاقتصاد والبنية التحتية للبلاد.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: السودان اتفاق جدة المبعوث الأميركي الحكومة المصرية المياه توم بيرييلو

إقرأ أيضاً:

هكذا سرقت الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان

أوقفت الحرب الدائرة في السودان منذ 15 أبريل/نيسان 2023، ضمن ما أوقفت من أوجه الحياة، النشاط الفني والثقافي عامة والغناء الجماعي خاصة. وهكذا فجأة، سرقت طبل الغناء الجماعي، فهجرت عصافيره شجرة الموسيقى السودانية، وتفرقت في المنافي ومدن النزوح، وساد المدينة صمت القبور.

ولكن كيف بدأت الحكاية؟ وكيف ساد هذا اللون من الغناء في السودان؟ قبيل دخول تسعينيات الألفية المنصرمة، نشأ تيار يؤسس لإعادة إحياء "الغناء الجماعي" في جسد الأغنية السودانية الحديثة، وقاد هذا التيار الموسيقي عثمان النو مؤسس فرقة "عقد الجلاد" الغنائية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رحيل أيقونة "سلاي آند ذا فاميلي ستون".. صوت غيّر وجه الموسيقى الأميركيةlist 2 of 2شيرين عبد الوهاب وماجدة الرومي تختتمان مهرجان "موازين" 2025end of list

لم تطرح الفكرة آنذاك بديلا للغناء المنفرد قدر ما كانت بعثا جديدا لغناء المجموعات الثقافية الأفريقية الجماعي القديم الذي ساد السودان قبل الهجرات العربية وحتى ما بعدها، وكانت تؤديه تلك القبائل ويغلب عليه طابع الأداء الجماعي.

للغناء الجماعي خصوصية تختلف عن بقية أنماط الفنون الموسيقية، فالعدد المشارك في الأغنية الجماعية أكبر من المعتاد في غناء المُغني المفرد، وتمارين وتدريبات المجموعة الغنائية ذات البناء الموسيقي والتنويعات اللحنية والمقامية المختلفة تستغرق زمنا عزيزا.

لكن بعد نشوب الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني استحالت إمكانية قيام التمارين والعروض الغنائية على المسارح تماما مثلما استحالت الحياة، فحمل الموسيقيون آلاتهم وحناجرهم، وغادروا البلاد لمنافٍ يكتبون فيها أغنيات جديدة تنبذ الحرب.

وقد كشف تقرير للمركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام ومركز أبحاث الموسيقى السوداني في أواخر 2024 عن مقتل أكثر من 55 من المشتغلين بالغناء والموسيقى خلال عام منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل/نيسان 2023. وتتراوح أسباب الوفاة بين القتل جراء القصف والاحتجاز والتعذيب والوفاة الطبيعية نتيجة لانعدام الرعاية الصحية.

مؤسس فرقة "عقد الجلاد" السودانية ورائد فرق الغناء الجماعي الحديثة عثمان النو (مواقع التواصل الإجتماعي) الموسيقى الشعبية السودانية

تتميز الموسيقى الشعبية السودانية بتنوعها وغناها بسبب تعدد القبائل والمجموعات الثقافية، وتقوم موسيقى أهل السودان على السلم الخماسي الذي تتشاركه مع دول جارة كإثيوبيا وأريتريا والصومال وموريتانيا أو ما يعرف بحزام السودان.

إعلان

يقول علي إبراهيم الضو، اختصاصي علم موسيقى الشعوب والأستاذ المشارك بمعهد الدراسات الأفريقية والآسيوية بجامعة الخرطوم، للجزيرة نت إن "الموسيقى السودانية تتوفر فيها عناصر جمعية كثيرة نسبة لسيطرة النظام النغمي الخماسي الخالي من نصف الدرجة الصوتية على غالبية الثقافات السودانية المتنوعة، فجميعها تربط الأداء الموسيقي الصوتي والآلي بحركة الجسد (الرقص) فيما يخص الغناء في المنطقة الثقافية السودانية. فالأصل في الغناء هو تسهيل حركة الرقص كشكل من أشكال التواصل".

وحول تجربة المجموعات الغنائية الحديثة والمحترفة، يستطرد الضو "تركز المجموعات الغنائية السودانية على القيمة الفنية للأداء كوظيفة مباشرة لتنشيط الفعل الجمعي للمتلقي وتستخدم النصوص الطويلة والحكي المكرر بسبب عنصر الثقافة العربية".

ويضيف: تجربة فرقة "عقد الجلاد" هي الأفضل بالطبع لأن بها خططا وأفكارا واضحة، وذلك بسبب وجود موسيقي محترف مثل عثمان النو كمؤلف موسيقي عقله متفتح جعل من تجربة "عقد الجلاد" قفزة نوعية في الغناء الجماعي الحديث، وأما بقية الفرق فقد كانت ظلالا لـ"عقد الجلاد".

عَراب فرقة "عقد الجلاد"

عثمان النو، مؤسس فرقة "عقد الجلاد" ورائد فرق الغناء الجماعي الحديثة، تحدث للجزيرة نت حول فكرة عقد الجلاد، قائلا "بدأ حلمي بتكوين فرقة غنائية منذ طفولتي في مدينة ود مدني وسط السودان، فمهنة والدي كمعلم ومدير بالمدارس الوسطى أتاحت لي فرصة التنقل بين مدن السودان المختلفة ومشاهدة ذلك الخليط الثقافي الذي كان له الأثر الكبير لاحقا في اهتمامي بفكرة الغناء الجماعي، في مدينة أبوجبيهة بجنوب كردفان مثلا شاهدت طقوس قبائل النوبة ومصارعتهم ورقصهم، وكيف يحملون مصارعيهم على أكتافهم، شاهدت إكسسواراتهم، وسمعت أغنياتهم التي عادة ما تكون جماعية، كنت أشاهد كل ذلك وأنا طفل جالس على أكتاف أبي".

فرقة "عقد الجلاد" السودانية للغناء الجماعي (مواقع التواصل الإجتماعي)

ويضيف عثمان النو "كانت فلسفتي تكوين مجموعة غنائية تعتمد على الصوت البشري في تقديم المعاملات الهارمونية مع ضرورة وجود صوت منفرد يدخل في بعض المناطق داخل اللحن ليخلق تلوينا، والموسيقى في الأساس تعتمد على التلوين مع ملاحظة أن دور الآلة الموسيقية ثانويا وغير مسيطر".

إعلان

غنت "عقد الجلاد" للعديد من الشعراء من داخل السودان وخارجه، ولحنت وغنت رائعة الشاعر المصري الراحل صلاح عبد الصبور:

الناس في بلدي يصنعون الحب

كلامهم أنغام ولغوهم بسام

وحين يتقابلون ينطقون بالسلام.. عليكم السلام

فرقة "أور- باب" الغنائية

قبل انفصال جنوب السودان وفي خضم نزوح آلاف الجنوبيين إلى الشمال، تأسست في العام 1987 بالخرطوم فرقة "أور- باب" الغنائية،  و"أور- باب" تعني بلغة قبيلة الأنجواك الجنوب سودانية "ابن الطبيعة". تغني الفرقة بما يعرف بعربي جوبا (لغة عربية بعامية سودانية ولسان جنوب سوداني). تحولت الفرقة إلى "أكاديمية أورو- باب للفنون" بجوبا بعد انفصال جنوب السودان عام 2011.

يقول مؤسس ومدير "أور- باب الثقافية" أستيفن أفير أوشيلا -النازح القادم من مناطق الحرب- للجزيرة نت إن فلسفة فرقة "أور- باب" الغنائية هي أولا فتح منبر للشباب النازحين من مختلف القبائل الجنوب سودانية في الخرطوم للتعبير عن أنفسهم موسيقيا وخاصة الأطفال، الأغاني التي تغنت بها الفرقة والتي تحدثت عن الحرب كانت في مجملها تنبذها وتدعو للسلام، مثلا أغنية ماتاكوري (رجاء لا تصيحي ولا تبكي) تتحدث عن طفلة تنتحب بسبب فقدها أباها وأمها في الحرب التي دارت بين الحركة الشعبية الجنوب سودانية والحكومة السودانية في الخرطوم، والتي استمرت من عام 1983 حتى 2005 عندما عقد اتفاق السلام بين الجانبين.

لا تبكي يا فتاة لا تبكي هذه الدنيا سيئة لا تبكي

هذه هي الدنيا الآن لا تبكي

إن تذكرت أيامك الخوالي ستؤلمين قلبك

يقول المثل الأفريقي الشائع "سرقة طَبْل القرية أمرٌ سهل لكنّ العثور على مكان للقرع عليه هو المشكلة"، فالحرب ليست مجرد حدث تاريخي عابر أو مستمر، الحرب تجربة بشرية مريرة. يغني المغنون عادة للسلام لأنهم عرفوه وعاشوا في كنفه، لكن لا أحد يغني للحرب قبل أن يعرفها، فالحرب ذاكرة البدائيين كما أنشد محمود درويش في "بيروت":

الحرب تهدم مسرحيتنا

لنلعب دون نص أو كتاب

والحرب ذاكرة البدائيين والمتحضرين

مقالات مشابهة

  • حكاية عجيبة من قصص الحرب في السودان
  • حالة الجمود التي يعاني منها خريجي مدرسة الحركات المسلحة في فهم وتفسير الأحداث
  • المعجزة التي يحق لكل سوداني أن يفتخر بها
  • الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم
  • الأمم المتحدة تدعو لوقف فوري للمعاناة الإنسانية في غزة وتنتقد الحرب الإسرائيلية
  • منظمة العنف، والاستبداد، والانتقام بالحرب على المدنيين والثورة
  • هكذا سرقت الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
  • تحرك لعقد جلسة استثنائية للبرلمان العراقي لمناقشة تداعيات الحرب
  • حفتر .. التورط في حرب السودان
  • الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. اتفاق السلام في جنوب السودان مهدد بالانهيار