عضو بـ"العالمي للفتوى": تشريع حداد الزوجة على الزوج يراعي الانفعالات العاطفية والنفسية للفقد والفراق
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
أجابت الدكتورة إيمان محمد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على سؤال حول حكم خروج المرأة أثناء فترة العدة بعد وفاة زوجها، موضحة أن الشريعة الإسلامية تسمح للمرأة بالخروج من بيت الزوجية لأداء الأعمال الضرورية التي لا يمكن تأديتها.
وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "حواء"، المذاع على فضائية "الناس"، اليوم الاثنين، أن المرأة في فترة العدة يمكنها الخروج من المنزل لأداء بعض الحاجات الأساسية مثل العمل إذا كان ضرورة تقتضيها حياتها اليومية، كقضاء حوائجها من طعام وشراب، أو للتداوي.
وأكدت على أن الشريعة الإسلامية تبيح لها أيضًا الخروج لزيارة الأقارب إذا كانت هناك حاجة ملحة لذلك، مثل زيارة الأبناء أو الأهل المرضى، شريطة أن تكون الزيارة في النهار وتعود إلى بيتها في المساء.
كما شددت على أن السفر خلال فترة العدة يجب أن يكون مبررًا بضرورات قوية، مثل السفر إلى مكان يضمن لها المساعدة في حال كانت مريضة أو في حالة تقدم في السن، مما يجعلها بحاجة إلى الانتقال إلى مكان يوفر لها الرعاية، مشيرة إلى أن السفر بدون حاجة ملحة يتعارض مع أحكام الحداد التي تتطلب بقاء المرأة في بيت الزوجية.
وأضافت أن الشريعة الإسلامية توازن بين الحفاظ على التقاليد والاحتياجات الضرورية للمرأة، مما يوفر لها فرصة التعامل مع الوضع بمرونة مع الالتزام بالضوابط الشرعية، مشددة على أهمية الالتزام بهذه القواعد لتفادي أي تجاوزات وضمان احترام حقوق المرأة في فترة العدة.
ونوهت إلى أن الحداد في الشريعة الإسلامية هو فترة تربص خاصة بالمرأة المتوفى عنها زوجها.
وأوضحت أن الحداد يعني امتناع المرأة عن الزينة في بيت الزوجية خلال فترة العدة، وهي أربعة أشهر وعشرة أيام، إذا لم تكن المرأة حاملًا.
وأكدت أن الشريعة الإسلامية وضعت ضوابط محددة للحداد لتوفير وقت مناسب للمرأة للتعامل مع فقدان زوجها بشكل يتماشى مع قيم الإسلام، موضحة أنه في حالة حمل المرأة، تنتهي فترة العدة عند وضع الحمل، وهذا هو ما يضمن لها تجاوز فترة الحداد بشكل يتناسب مع حالتها.
ولفتت إلى أن الحداد لا يقتصر على المرأة فقط، بل هو محدد للمرأة المتوفى عنها زوجها فقط، وليس على الأهل مثل الأب أو الأخ، مشيرة إلى أن الشريعة الإسلامية تراعي المشاعر العاطفية والانفعالات النفسية التي تطرأ عند فقدان عزيز، ولكنها تبيح للمرأة إظهار الحزن في إطار محدد ومؤقت.
وشددت على أن الحداد على الزوج يتطلب من المرأة الامتناع عن الزينة مثل الثياب التي تُلبس عادةً للتزين، وكذلك تجنب استخدام أدوات التجميل والحلي مثل الذهب والفضة، مؤكدة أن هذه القواعد تساعد في تحقيق الاحترام للحداد وتوفير الوقت المناسب للمرأة للتعافي من فقدان زوجها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مركز الأزهر العالمي للفتوى ا الإسلامية مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الأزهر العالمي للفتوى إحتياجات متوفي مركز الأزهر أن الشریعة الإسلامیة فترة العدة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ليلٌ ينسى ودائعه في فم البجعة القبيحة !
يبدو للوهلة الأولى عالمٌ مُتقشف، مُشيدٌ من رجل وامرأة وما يدور بينهما من حبّ وخيبات، عالمٌ مُفرغٌ لحبيبين انسلا من ليلٍ نسي ودائعه، ليتكاشفا. لكن هذا العالم ما لبث أن توسع وهما يُعريان الحبّ من توهجه العارم، ليغدو شيئا يمكن مراقبته من مناظير عدّة.
فـي مجموعة جوخة الحارثي القصصية الأخيرة «ليلٌ ينسى ودائعه»، تتولى المرأة زمام السرد خمس مرّات، ويتولى الرجل السرد ثلاث مرّات، ولمرتين يسردُ السارد العليم القصص من مسافته الآمنة.
يتحدثُ الرجل والمرأة عن آراء شوبنهاور ونيتشه حول ملل الحياة الزوجية وكآبتها، تماما كما قد يتحدثا عن تفسير الأحلام لفرط الإيمان بواقعيّتها أو عن كتاب «الغصن الذهبي» لجيمس فريزر.
المرأة التي نشأت على البساطة فـي قصّة «زيارة»، أثارتها الحياة المُعقدة لحبيبها، وبينما كانت تأمل التكيف مع قلقه ومبالغاته، شعرنا -بصفتنا قراء- بأنّها تُلقي بظلال ذاتها «المُعقدة المُبالِغة» على الآخر، فهي الخائفة من القطط القاتلة ومن التعرق ومن شبيهة معلمة الابتدائية !
كلما ازدادت منابع الرجل الراغب فـي التنحي غموضا، ازدادت رغبتها فـي احتوائه، فهو ساحرٌ بيدين ثابتتين كمعجزة، وإذا لمس وجهها سيُعيدُ تشكيله. لكننا لا نراه غالبا إلا من خلال هواجسها، تماما كالرجل الذي يحتفظ بصورة مهترئة لحبيبته التي تمتعت بعينين مدهوشتين تمنح الحظ فـي قصّة «أوردة رخامية»، فالرجل المحكي عنه هنا، يتضخم أيضا فـي غيابه اللامحدود.
الاندفاعات المباغتة للقصص تدور غالبا حول الحساسية المفرطة من شيء غامض. تمضي القصّص إلى حيث لا نتوقع، فبينما نظن أنّنا فـي الطريق المؤدي إلى لقاء الحبيبين، نجد أنّ المرأة تلتقي بشحوبها، وبالمرايا التي تؤكد التضاد بينهما، كالبنت التي تلعب لعبة التوازن مع أختها، حيث توزعان ثقلهما على الجانبين، فتمتد اللعبة على تنويعات شتى فـي الحياة الأكثر شساعة، حيث يغدو أكثر ما يُشغلها فـي قصّة «الجنة» الأثمان التي ستدفع لقاء خياراتها الجامحة، لا سيما عندما تكون بصحبة رجل يضعُ كل شيء فـي حيز الاحتياط.. الطعام والثياب وحتى الحبّ.
لا تنمو النصّوص من نسيجها، بل تبدو كجذور شجر اللبلاب التي تنمو من أجزاء غير مُعتادة، جذور تنمو فـي عقد الساق مثلا لتُثبت نفسها. نرى ذلك بوضوح فـي قصّة «النخالة الوردية»، فبينما تجلبُ الأحاديث الشهية عن الأساطير الثعلبة -كما يقر بذلك ضمير الزوج- فإنّ البقع تتكاثر على ظهر المرأة دون انتباه منها. «البقعة النذير» تنمو فـي الظهر غالبا ثمّ تتلاشى، كما تتلاشى الأشياء بين اثنين.. فتختفـي البيجامة المُقلمة والقهوة التي تعد وتوضع على إفريز النافذة!
تنعم الشخصيات بفـيض من الشك، فبينما يمارسُ طرفٌ شكّه البغيض يُحاول الآخر تبرئة نفسه، كما حدث للرجل الذي وجد نفسه مضطرا لمجابهة تفسير منامات المرأة، بل شعر بضرورة أن يُثبت حسن نواياه، لكن النفق تطوّى بحلكة، فذهبُ كل واحد منهما فـي درب. يصلُ الشك العارم أيضا إلى الشعرة التي وقعت فـي كيس الهدايا من المرأة صاحبة الخيال التي تُهدي حبيبها ما لا يهم فـي قصّة «الهدايا فـي كيس الأزهار»، المرأة التي تخبطُ كوب القهوة على الصحن، فتندلق القهوة على مقربة من الكتاب، المرأة التي لم تفعل شيئا استثنائيا ليُعجب بها الرجل، لكن فـي غمرة انشغالها سقطت شعرة من رأسها فـي كيس الهدايا !
الزوجة الجديدة فـي قصّة «قنديل للمرأة الأخرى»، تمشي فوق رأس الديك المذبوح وقشر البيض المكسور، ظنا منها أنّها تتخطى شؤم الزواج برجل أرمل. لكن المرأة الميتة تتضخم بداخل الزوجة الجديدة، حتى تغدو أكثر حياة مما نظن، ولأنّ المقابر متقشفة تضع لها الزوجة الجديدة قنديلا مُطفأ فـي خزانتها القديمة.
كانت حياة الرجل هامشا صغيرا أمام موجات المرأة المتلاحقة التي تنداح فـي عشرات الدوائر. نساءٌ بقدر ما هن مذعورات، يعرفن ما يرغبن، وبقدر ما يبدون قليلات حظ؛ يتجرأن. يُكملن ما يبدأن بتصميم، لأنّهن ببساطة لا يستطعن ترك الدوائر مفتوحة على احتمالات فضفاضة.
«أطبقُ على يديه فـيقول: يداي لكِ، ولكن هذا مجرد مجاز، ما لم تدخل اليدان فم البجعة القبيحة فلن تكونا لي أبدا».
هدى حمد كاتبة عُمانية ومديرة تحرير «نزوى»