مقال في فورين بوليسي: هل تستطيع إسرائيل حقا ردع حزب الله؟
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
للمرة الأولى منذ فترة طويلة، بات الخوف من احتمال نشوب صراع آخر بين إسرائيل ولبنان أوضح من أي وقت مضى، كما أوردت الكاتبة أنشال فوهرا في مقالها التحليلي بمجلة "فورين بوليسي" الأميركية.
ولاحظت كاتبة العمود بالمجلة أن اللبنانيين بدؤوا في تخزين احتياجاتهم الأساسية، وشراء المواد الغذائية والوقود والحفاضات بكميات كبيرة.
ووضعت بعض الدول الغربية قواتها في حالة تأهب استعدادا لإجلاء رعاياها من لبنان، كما دعت أخرى مواطنيها إلى المغادرة بينما لا تزال الرحلات الجوية التجارية متاحة لمن يريد السفر.
وأشارت الكاتبة إلى أن المقاتلات الإسرائيلية ظلت تحلق على ارتفاعات منخفضة في المجال الجوي اللبناني، كاسرة حاجز الصوت ومحطمة النوافذ. بينما تذيع مسيرة إسرائيلية رسالة بالعربية تدعو فيها سكان بلدة بنت جبيل جنوب لبنان إلى الانقلاب على حزب الله.
وهناك إجماع في لبنان على أن اندلاع حرب شاملة مع إسرائيل بات الاحتمال الأرجح أكثر من أي وقت مضى منذ العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، وفق المقال.
قد لا تكون الإستراتيجية الأفضلغير أنه -حسب المقال- قد لا تكون الحرب الإستراتيجية الأفضل المتاحة أمام دولة الاحتلال، إذا كان الردع الدائم له هو هدفها.
ويجادل البعض بأن الوضع الذي كان سائدا مع حزب الله قبل طوفان الأقصى ربما كان السيناريو الأفضل لإسرائيل، فقد كانت معظم المناطق الحدودية هادئة منذ عام 2006، كما تعتقد الكاتبة.
وفي الوقت نفسه، كانت المعارضة لحزب الله داخل لبنان آخذة في الازدياد حيث أثار تحالفه مع إيران حفيظة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يُعد مواطنوه -بحسب المقال- من كبار المستثمرين في لبنان، كما أغضب الانفجار الهائل الذي تعرض له مرفأ بيروت يوم 4 أغسطس/آب 2020 عامة الناس.
وبحسب المقال التحليلي، فإن إحدى الإستراتيجيات التي يدرسها الإسرائيليون الآن أن تقتصر هجماتهم على المناطق التي يسيطر عليها حزب الله جنوب لبنان، وإحدى ضواحي بيروت، ووادي البقاع. وهذا من شأنه -برأي الكاتبة- أن يعيق أكثر اقتصاد لبنان المنهار أصلا.
الخطة التي تردعه
ولكن يبقى الهدف الإستراتيجي الأساسي هو دفع أنصار الحزب من الشيعة نحو مناطق أخرى من البلد القائم على التوازنات الطائفية، مما ينذر بتفاقم التوترات الاجتماعية، طبقا للمقال الذي تضيف كاتبته أن الإسرائيليين يعتقدون أن هذه الخطة يمكن أن تردع حزب الله داخليا.
ونقلت الكاتبة عن عيران ليرمان نائب مستشار الأمن الإسرائيلي السابق القول "أشعر بالقلق تجاه الشيعة.. فهناك كثير من الناس لديهم حسابات يريدون تسويتها مع حزب الله منذ انفجار ميناء بيروت أو منذ مقتل أفراد من أتباع المذهب السني بالحرب السورية".
وادعى ليرمان أن الإسرائيليين ليس لديهم أي شيء ضد الشعب اللبناني. وحتى لو اندلعت حرب واسعة النطاق، فإن إسرائيل ستحاول "عدم مهاجمة البنية التحتية اللبنانية، والبحث عن أشخاص يمكننا العمل معهم على الأرض" ويقصد بذلك أطرافا مناوئة لحزب الله في لبنان.
مدجج بالسلاحوتزعم كاتبة المقال أن المعارضة لحزب الله، حتى بين شرائح من الشيعة، أضحت أعلى صوتا خلال السنوات الأخيرة في ظل انخفاض قيمة العملة اللبنانية، وغرق البلاد في أزمة اقتصادية، ومقتل أكثر من 200 شخص في الانفجار بمرفأ بيروت.
وتقول إنه لا يُعرف على وجه اليقين كيف سيكون رد فعل اللبنانيين عند مواجهة العدو الإسرائيلي، كما يعتقد بعض المحللين، مشيرة إلى أن إستراتيجية إسرائيل -القائمة على الاعتماد على المعارضة الداخلية والبحث عن حلفاء محليين- قد تنجح أو لا تنجح إذا احتشد اللبنانيون خلف الجماعة في تضامن وطني معها.
ومع ذلك، فإن الكاتبة تعزو السبب الأكبر الذي يحول دون تمرد اللبنانيين ضد حزب الله إلى أنه مدجج بالسلاح ولديه جيش "ملتزم" من الأنصار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات حزب الله
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تضغط على لبنان والولايات المتحدة بسبب تهديدات حزب الله
قالت مراسلة قناة القاهرة الإخبارية في القدس المحتلة، دانا أبو شمسيه، إن تل أبيب تلقّت تهديدات حزب الله الأخيرة بقلق واضح، انعكس في بيان جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول إعادة "رمي الكرة في ملعب الحكومة والجيش اللبناني"، محمِّلاً بيروت مسؤولية ما يجري على الحدود.
وأوضحت أبو شمسيه، خلال رسالة لها على الهواء ، أن بيان جيش الاحتلال تضمّن اتهامين أساسيين؛ الأول موجّه للحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، في ظلّ زعم تل أبيب بأن الطرفين "غير قادرين على منع إعادة تسلّح حزب الله أو نزع سلاحه" مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي شدد على أنه “سيتولى القيام بهذه المهمة” إذا لم تستطع بيروت القيام بها.
وأضافت أن الاتهام الثاني وُجّه نحو الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اعتبر جيش الاحتلال أن واشنطن "لا تمتلك أي خطة مستقبلية لنزع سلاح حزب الله أو الحد من نفوذه في الجنوب اللبناني"، وهو ما رأت فيه إسرائيل فراغاً سياسياً وأمنياً يمكن أن تستغله المقاومة اللبنانية لتعزيز قوتها.
وأكدت أبو شمسيه أن بيان الجيش الإسرائيلي حمل تهديدات مباشرة، عبر الإعلان عن استمرار سلاح الجو الإسرائيلي في تنفيذ غاراته على الجنوب اللبناني، "وفي عمق الأراضي اللبنانية وصولاً إلى شمال الليطاني"، وذلك تحت ذريعة الحفاظ على ما تسميه تل أبيب “اتفاق التسوية أو وقف إطلاق النار”.
وأشارت المراسلة إلى أن هذا الخطاب الإسرائيلي يعكس خشية متزايدة داخل المؤسسة الأمنية من توسع نفوذ حزب الله، بالتزامن مع تصاعد التوترات على الحدود الشمالية، ومحاولة إسرائيل إبقاء الضغط السياسي والعسكري على لبنان والولايات المتحدة في آن واحد.