تحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن ظهور جيل جديد من السعوديين ذوي "النظرة المعتدلة" لإسرائيل، الذين قالت إنهم "يفهمون أدق تفاصيل المجتمع الإسرائيلي ويعمل جزء منهم كمستشارين لولي العهد الأمير محمد بن سلمان".

وتشير الصحيفة إلى أن هناك "جيلا جديدا من السعوديين المتعلمين وكثيري السفر يقدمون رواية مختلفة حول العلاقة بين السعودية وإسرائيل، مما يعطي فهما دقيقا لديناميكيات المنطقة".

وتضيف أن هؤلاء الشباب، والكثير منهم أكمل دراسته في الخارج ويجيدون لغات متعددة، يُظهِرون فضولا عميقا بشأن إسرائيل، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين.

الصحيفة قالت إن "من بين هؤلاء الشباب أشخاص يعملون مستشارين لولي العهد، حيث يجري الاستعانة بعدد قليل منهم للعب أدوار استشارية رفيعة المستوى أو تكليفهم بصياغة تقارير وتلخيص الاجتماعات لمحمد بن سلمان".

وتقول الصحيفة إن "من الجدير بالاهتمام مدى فهم هؤلاء الشباب السعوديين لإسرائيل"، مضيفة أنهم على دراية بمفاهيم مختلفة بشأن قضايا عديدة مثل الكيبوتسات ونمط الحياة في القرى العربية داخل إسرائيل".

كذلك "يمكنهم التمييز بين الطائفة الدرزية والأقلية البدوية، ويدركون الفوارق الاقتصادية بين السكان اليهود والعرب في إسرائيل"، وفقا للصحيفة.

وتتابع أن "اهتمام هؤلاء الشباب السعودي يمتد إلى السياسة الإسرائيلية، حيث يعرب البعض عن حماسهم لشخصيات مثل عضو الكنيست منصور عباس، زعيم حزب القائمة العربية الموحدة".

وتشير الصحيفة إلى أن هذا الجيل الجديد من الشباب السعودي "يتميز بإحساس قوي بالثقة، معتقدا أن السعودية قد حلت محل مصر في زعامة العالم العربي".

كذلك تؤكد أن "المملكة العربية السعودية تعمل على الحد من الخطاب العقائدي المناهض لإسرائيل، وتصر أن السلام مع هذا البلد مرهون بإقامة دولة فلسطينية".

أصوات غير مؤثرة

وتعليقا على ما أوردته الصحيفة، يقول رئيس مركز القرن العربي للدراسات سعد بن عمر إن "وجهة النظر العامة في السعودية لا تختلف عن الموقف الرسمي للدولة، على الرغم من بعض الأصوات الصادرة المخالفة هنا وهناك".

ويضيف بن عمر في حديثه لموقع "الحرة" أن هناك "كُتّاب ومثقفون، ليسوا بالكثرة التي يعتقدها البعض، يعتقدون أن القضية الفلسطينية يجب أن تحل من قبل الفلسطينيين أنفسهم".

ويشير بن عمر إلى أن "هذه الأصوات ليس لها آذان صاغية في الوقت الحالي.. هم فقط مجموعة من الأشخاص غير المؤثرين في المجتمع".

ويؤكد بن عمر أن وجهة النظر السعودية الشعبية تجاه إسرائيل لم تتغير، لأن إسرائيل نفسها لم تتغير، وما يجري حاليا في غزة أكبر دليل على أن إسرائيل لم تقدم شيئا للعالم العربي"، حسب تعبيره.

وتسعى الولايات المتحدة بقوة منذ فترة إلى التوصل لاتفاق من شأنه أن يجعل السعودية تعترف بإسرائيل، في مقابل إقامة علاقة أمنية أقوى بينها وبين واشنطن وتقديم مساعدة أميركية لبرنامج نووي مدني لديه القدرة على تخصيب اليورانيوم.

ولم تعترف السعودية بإسرائيل قط، ولم تنضم إلى اتفاقات أبراهام المبرمة عام 2020 بواسطة أميركية، التي طبّعت بموجبها الإمارات والبحرين العلاقات مع إسرائيل. وبعدها حذا المغرب والسودان حذو الدولتين الخليجيتين.

وفي سبتمبر الفائت، قال ولي العهد السعودي في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأميركية إن المملكة تقترب "كل يوم، أكثر فأكثر" من تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

لكن هذه الجهود تضررت بشدة بسبب الحرب الدامية المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر في غزة، والتي اندلعت بسبب هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل.

وأسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 1170 شخصا غالبيتهم مدنيون، وفق أرقام رسمية إسرائيلية. وخطِف خلال الهجوم أكثر من 250 شخصا ما زال 125 منهم محتجزين في غزة قضى 37 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.

وردا على الهجوم، ينفذ الجيش الإسرائيلي حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة حيث قتل حتى الآن أكثر من 40 ألف شخص، غالبيتهم مدنيون، حسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

ومذّاك، قال مسؤولون سعوديون إن العلاقات مع إسرائيل مستحيلة من دون خطوات "لا رجعة فيها" نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما يعارضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بقوة منذ فترة طويلة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: هؤلاء الشباب أکثر من بن عمر

إقرأ أيضاً:

السعودية ومصر ترحبان بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران

رحبت مصر والسعودية بإعلان ترامب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، فيما أكدت الصين على أهمية حفظ السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

ومن جانبها، ثمنت المملكة العربية السعودية الجهود المبذولة لخفض التصعيد.

وقالت الخارجية السعودية في بيان لها: "تتطلع المملكة أن تشهد الفترة المقبلة التزاما من جميع الأطراف بالتهدئة والامتناع عن استخدام القوة أو التلويح بها، وأن يسهم هذا الاتفاق في إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة وتجنيبها مخاطر استمرار التصعيد".

وتابعت: "وتجدد المملكة موقفها الثابت في دعم انتهاج الحوار والوسائل الدبلوماسية سبيلًا لتسوية الخلافات والنزاعات الإقليمية انطلاقًا من مبدأ احترام سيادة الدول وترسيخ الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار في المنطقة والعالم".

بدورها، شددت مصر على كون إعلان ترامب تطورا جوهريا نحو احتواء التصعيد الخطير الذي شهدته المنطقة خلال الأيام الأخيرة، ومن شأنه أن يشكل نقطة تحول هامة نحو إنهاء المواجهة العسكرية بين البلدين واستعادة الهدوء بالمنطقة.

وأكدت مصر، في بيان لوزارة الخارجية اليوم الثلاثاء، أن "هذه الخطوة تمثل فرصة حقيقية لوقف دائرة التصعيد والهجمات المتبادلة، وتهيئة البيئة المواتية لاستئناف الجهود السياسية والدبلوماسية، وتدعو مصر الطرفين الإسرائيلي والإيرانى بالالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس خلال هذه المرحلة الدقيقة، واتخاذ الإجراءات التي تسهم في تحقيق التهدئة وخفض التصعيد، بما يحافظ على أمن واستقرار المنطقة وسلامة شعوبها".

وفي السياق، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، الثلاثاء، إن بكين لا ترغب في تصعيد التوتر بين إسرائيل وإيران، وإنها مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي للحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

وأضاف المتحدث قوه جيا كون في مؤتمر صحفي دوري أن الصين تدعو جميع الأطراف المعنية إلى العودة إلى التسوية السياسية في أقرب وقت.

وقال ترامب، الثلاثاء، إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران "دخل حيز التنفيذ الآن"، ودعا الجانبين إلى عدم انتهاكه.

وذكر ترامب في منشور على منصته تروث سوشيال أن "وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ الآن، الرجاء عدم انتهاكه".

وفي وقت سابق، قال ترامب: "جاءتني إسرائيل وإيران، في آنٍ واحد تقريبًا، وقالتا: سلام".

وأضاف: "عرفتُ أن الوقت قد حان. العالم، والشرق الأوسط، هما الرابحان الحقيقيان. سيشهد كلا البلدين حبًا وسلامًا وازدهارًا هائلين في مستقبلهما".

وتابع: "لديهما الكثير ليكسباه، لكنهما سيخسران الكثير إذا انحرفا عن طريق البر والحق. مستقبل إسرائيل وإيران لا حدود له، ومليء بالوعود العظيمة. بارك الله فيكما".

مقالات مشابهة

  • المواصفات السعودية تفتتح 44 موقعًا للفحص الفني الدوري للمركبات في مختلف مناطق المملكة
  • السعودية تُجهّز أكثر من 1000 مسجد بمكة المكرمة لاستقبال موسم العمرة
  • المملكة ممثلة بوزارة الداخلية تُسهم في إحباط محاولة تهريب أكثر 200 ألف قرص إمفيتامين بالتنسيق مع “الداخلية السورية”
  • إسرائيل تصدر 600 أمر اعتقال إداري في أسبوعين
  • «ريف السعودية»: أكثر من 87 ألف مستفيد من البرنامج تعزيزًا لاستقرار المجتمع الريفي
  • العراقيون في لائحة أكثر الشعوب الوافدين إلى السعودية
  • فئات معينة أكثر عُرضة للإصابة بالبهاق .. هل أنت منهم؟
  • المملكة تنضم إلى توصية منظمة “OECD”.. السعودية رائد عالمي في تعزيز حوكمة الذكاء الاصطناعي
  • مدير صندوق مكافحة الإدمان: أكثر من 34 ألف متطوع يشاركون في نشر الوعي بمخاطر المخدرات
  • السعودية ومصر ترحبان بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران