سودانايل:
2025-05-28@10:56:10 GMT

مقتطفات من تراث قبائل جبال النوبة- 24

تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT

مقتطفات من تراث قبائل جبال النوبة- 24
ترويها الأستاذة جليلة خميس كوكو
حررها عادل سيد أحمد

24- الشُلوخ والوَشم:

أريد هنا أن أتحدث عن الشلوخ والوشم في جبال النوبة، وهي تختلف من قبيلة إلى أخرى، خاصةً الشلوخ على الوجه، فهناك الشلوخ الطولية وهناك الشلوخ العرضية التي تشبه شلوخ الشايقية.
وفي قبائل كثيرة يكون الوشم على الجبهة، بالذات للنساء.


ولعمل الوشم تستخدم الشوكة والموس، بالذات شوكة اللالوب لأنها قوية، ويرفع الجلد مكان الوشم ويُقطع، ويضع عليه زيت السمسم، ثم يرجع إلى مكانه حتى يكون الوشم الناتج عن ذلك ظاهراً بعد أن يبرأ ويلتئم.
والوشم دائما يكون للشباب، فعندما تبلغ البنات عمر المراهقة تعمل لها وشم، وهو ظاهرة جمالية، تتنافس فيه البنات عمن فيهن عندها وشم أكثر، خاصة وأنه في الزمن الماضي لم يكن الناس يلبسون الملابس، فقط القرباب للنساء أو العراقي للرجال، وباقي الجسم يكون كله ظاهر فيتم عمل الوشم فيه.
والوشم عبارة عن نقوش جميلة، في أشكال ورود أو مربعات أو مثلثات أو في شكل عقرب، أو في أشكال بيضاوية أو دوائر وتكون منقوشة نقشا دقيقا.
ويمكن أن يكون الوشم في الأطراف أو في الأكتاف.
وتتنافس فيه الفتيات، فهن يذهبن إلى بيوت نساء متخصصات في عمل ذلك الوشم، لأن ليس كل الناس يعرفون كيفية عمل الوشم.

يذهب الشباب أو الشابات إلى (بيوت الوشم) ويجلسون في صفوف في انتظار أدوارهم.
ويتم الوشم على مراحل، يعني المرحلة الأولى تكون وشم البطن من الصدر وحتى منطقة السرة، والأرداف. وتترك إلى أن تندمل تماما، لأنها في تلك الفترة لا تستطيع إلا أن تستلقي على ظهرها. ثم المرحلة الثانية وشم الظهر، والعضل.
والوشم يختلف من شخص لآخر حسب طبيعة جسم كل شخص، فهناك من تظهر له كدمات ويقال إن الوشم (مسك)، وهناك من يكون وشمهم ناعما، وهو كما قلنا ظاهرة جمالية ولا يقصد فيها الأذى.
وفي وقتنا الحالي، فقد اندثر هذا التقليد وتلاشى، مع تطور الأجيال، وخوفهم من مثل هذه الجروح، وأيضا استخدامهم للملابس التي نفت جدوى الوشم.
أما في الماضي فكانت البنت تلبس القرباب وتمسح جسمها بالزيت وتتزين بالسكسك، فيظهر الوشم جميلا ومميزا، تتنافس فيه البنات فيما بينهن، وأيهن أحلى وأكثر وشماً.
اما الشلوخ التي في الوجه فكانت للكبار، البنات لا يتشلخن في وجههن، ممكن أن يعملن الوشم في الرقبة والظهر والبطن وعضلات الأيدي والأرجل، أما الوجوه فلا، ولكن النساء الكبيرات اللائي وصلن سن معينة والمتزوجات كن يتشلخن.
وكما أسلفت فإن للشباب وشوم مميزة، في الصدر وعضلات اليدين وعضلات الأرجل، ليس كالبنات، فالبنات يشمن كل الجسم.
وكما قلت لك، فأن الأدوات المستخدمة في الوشم هي شوكة اللالوب والموس، ويوضع على الجرح زيت السمسم لمنع الالتهابات، وهناك من يريد أن يكون لون وشمه أزرقاً فيضع في هذه الحالة مسحوقا من نواة بذرة اللالوب المحمصة.
ونواة بذرة اللالوب مرة جداً ولكنها علاج، فهي تعالج الجروح وتمنع الالتهابات وتضفي على الوشم لوناً أزرقاً غامقا تحبه البنات.
وإذا سألت كبار السنة هناك، وقلت لهم لماذا تصرون على الوشم مع قسوته، والدماء التي تسيل، والجروح التي تمنع القعاد والرقاد، فيقولون:
- إن الموتى كثيرون، ولذلك يفرز جدودنا الموتى بأن يعرفوا الوشم على جلد الميت فيفرزون قبيلته من القبائل الأخرى، ولذلك لا بد أن يكون لكل نوباوي وشما يميزه عند أسلافه.
كما إن لديهم اعتقاد خاطئ آخر، بأنه أذا مات أحد النوبة وجلده بلا وشم فإن جلده يُنزع منه، لذلك كانوا حريصين على تلك الوشوم.

amsidahmed@outlook.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الوشم فی

إقرأ أيضاً:

قبائل اليمن تحرج أمة المليارين مسلم..!

|يمانيون|بقلم|محسن علي الجمال

لعبت القبائل اليمنية في مختلف مسيرة حياتها الضاربة جذور حضارتها في عمق التاريخ دورا محوريا ورياديا منذ حتى ما قبل الإسلام في الحفاظ على قيمها ومبادئها وتمسكها بأصالتها وتماسكها الاجتماعي- رغم حملات الاستهداف الكبير لها-, وأركعت كل حملات الاستعمار والغزو والاحتلال حتى وصفت ” بمقبرة الغزاة” , وتميزت بالصدارة في بناء صرح الإسلام الشامخ وبنيانه العظيم, لتتفرد بذلك عن غيرها من سائر قبائل الجزيرة العربية التي ذابت في أوساطها قيم الإسلام ومبادئه وتشريعاته السمحة وتنكرت في القرن الـ21 لكل هذه القيم التي أتت بها تشريعات الله إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وآله .

وبينما تشهد الساحة العربية والإسلامية أنظمة وشعوبا وقبائل انسلاخ كامل عن الهوية الإسلامية بشكل عام في هذه المرحلة العصيبة من التاريخ حيث وصل الضلال ذروته, يبرز اليمن بقبائله الحرة في مختلف المحافظات وينهض – من تحت الركام ومرحلة الاستضعاف- إلى الساحة أمام شعوب العالم, متبنية لقضايا الإسلام الكبرى, على رأسها “نصرة الشعب الفلسطيني وما يتعرض له أبناء غزة من إجرام أمريكي صهيوني- وتواجه كل طواغيت وأشرار العالم بثقة مطلقة بالله سبحانه , ملتفة حول قيادتها القرآنية , لترى فيها شعوب العالم بأجمعه النموذج الصادق المجسد للإسلام المحمدي الأصيل ويصدق فيهم قول رسول الله “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.

عام ونصف من العدوان الصهيوني الأمريكي المتواصل علىى سكان غزة راح ضحيته قرابة 180 ألف بين شهيد وجريح في غزة جلهم نساء وأطفال على مرأى ومسمع أمة تقول أنها (عربية مسلمة) لديها القدرات والإمكانيات والجيوش والسلاح, وتحوط جغرافيا بالقطاع المحاصر’ تشارك من تحت الطاولة وفوقها في هذا الإجرام, إذ لم تكتف بالتفرج وإشغال شعوبها بالرقص وحفلات الكلاب والترفيه والمجنون, بل كشفت وسائل الإعلام ضلوعها في هذا العدوان, وأمام هذا الافتضاح المهين والمخزي, برزت إلى الساحة المحلية والعربية والإقليمية والدولية موقف القبائل اليمنية حاملة لواء رفع المظلومية عن فلسطين وسكان غزة, وخطت بدمائها وأموالها ومواقفها انصع المواقف, لتعكس حجم الارتباط بالقضية الفلسطينية ومحوريتها في وجدان كل فرد من أبناء اليمن وتعلن ان لا مساومة على هذه القضية مهما كان الثمن, لتضع أمة الملياري مسلم في موقف لا يحسد عليه.

هذا الزخم الشعبي لقبائل اليمن في موقفها المتقدم لنصرة فلسطين رغم الظروف المعيشية الصعبة نتيجة الحرب والحصار المفروض على اليمن, لم يكن فزاعة, أو مجرد عاطفة, أو جديدة تجاه أي مظلومية تصل مشاهدها وأخبارها إلى أنظار وأسماع اليمنيين.. بل يعبر عن  إيمان صلب عن قيم وأخلاق ومبادئ وثقافة وفكر وقضية انغرست في أفئدة كل طفل يمني , وإيمانها الحق بها , وارتباطها التاريخي بالمقدسات الإسلامية على رأسها المسجد الاقصى وفزعتها المستمرة , هو ما يميزها عن بقية الشعوب العربية والإسلامية, حيث لا توجد في قواميسها شيء من مصطلحات المساومة أو التنازل أو عض الطرف عن الأوجاع والآلام والحصار والمعاناة على الإطلاق.

هذه العادات تناقلها الشعب اليمني كابرا عن كابر, فإن لم يحكمك القانون كشخص , تحكمك هذه المبادئ أمام أي قضية أو موضوع, أو مشكلة أو نزاع , ويتقيد الشعب بها وفق الأسلاف والأعراف القبلية على حد سواء.

تميزت بإغاثة الملهوف, ونصرة المظلوم , والكرم والجود والسخاء والعفو, وشدة البأس والصلابة, ولعل خير شواهد في التاريخ ,على ذلك ما تحدث الله عن أجداد قبائل الشعب اليمني ومواساتهم لإخوانهم المهاجرين في المدينة المنورة  حيث قال ” والذين تبوؤا الدار والإيمان يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة”.

ما يشهد على ذلك هي مايشاهده العالم اليوم في زمن الثورة التكنولوجية التي تبث مواقفهم وتنشر ثباتهم وتتحدث عن صدق إيمانهم ووفائهم وإخلاصهم وعبوديتهم لله ولآل بيت رسول الله ولعل أبرز شاهد التفاهم حول رسول الله في المدينة, وقتالهم معه ورفعهم راية الإسلام تحت لوائه, ثم دخولهم في الإسلام يوم أن بعث الرسول  الإمام علي عليه السلام إلى اليمن, وتوليهم الصادق له وإلى حد اليوم, وكذلك خوضهم المعركة مع الإمام الحسين في مواجهة طواغيت بني أمية بكربلاء, حيث استشهد إلى جانب سيد شباب أهل الجنة 40 مجاهدا من أهل اليمن , وكذلك في كل مراحل التاريخ وإلى اليوم كانوا ولا يزالون السند والمدد للإسلام والأمة جمعاء.

هذه المواقف ليست غريبة عن ما عرف به أهل اليمن , فلقد كانوا هم السباقون إلى كل خير وفضيلة, فبهم ارتفع لواء الإسلام في صدره الأول, وبهم يرتفع لواءه في آخر الزمن الذي يتغربل فيه الناس إلى قسمين, إما مؤمن صريح أو منافق صريح.

#قبائل اليمن#محسن_الجمالغزة

مقالات مشابهة

  • "120 عامًا من الريادة.. مدبولي يفتتح قصر غرناطة بعد تطويره ويؤكد: تراث مصر الجديدة ركيزة لهويتنا ومستقبلنا"
  • مدبولي: إحياء تراث مصر الجديدة امتداد لرؤية الدولة في الحفاظ على هويتنا الثقافية
  • فرق الإطفاء تخمد حريقاً في جبال بلدة دير شميل بريف حماة
  • توقعات بهطول أمطار على الداخلية وشمال وجنوب الشرقية ومسقط
  • فصل تاريخ مصر الفرعونية عن حضارات النوبة والسودان القديم- فتحٌ معرفي ضد التهميش
  • في الذكرى 75 لرحيله.. فيلم “الوصية” عن الشيخ رفعت في عرض خاص أول يونيو
  • ليلة صوت وصورة.. إحياءً تراث كوكب الشرق على مسرح قصر النيل
  • قبائل اليمن تحرج أمة المليارين مسلم..!
  • خلال الساعات القادمة..أمطار متفرقة على جبال الحجر
  • من جبال طوروس إلى قلاع كيليكيا.. مسار سياحي جديد لعشّاق المشي في تركيا