الثورة نت:
2025-07-12@13:32:04 GMT

الهوية الإيمانية رافعة توحدنا وسر صمودنا

تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT

بينما يتذكر اليمنيون بفخر دور أسلافهم في خدمة الإسلام والمساهمة في نشره في شرق آسيا، فإنهم يفعلون ذلك بشعور من الفخر الجماعي، غير ملوث بالانقسامات الطائفية أو الإقليمية أو الثقافية. ويشكل هذا الحنين إلى الماضي شهادة على القوة الدائمة للهوية الإيمانية في اليمن، والتي كانت لفترة طويلة الحبل الذي يربط اليمنيين ببعضهم البعض ويربطهم بالله سبحانه وتعالى.

لقد كان اليمنيون على مر التاريخ متحدين في التزامهم الإيماني، متجاوزين الخلافات القبلية والمناطقية والمذهبية. ولم تقتصر هذه الوحدة على نطاق الإيمان القلبي فحسب؛ بل كانت قوة توحيدية عملية تغلغلت في كل جانب من جوانب المجتمع اليمني، من السياسة إلى الثقافة، ومن التعليم إلى الأعراف الاجتماعية. وكانت الهوية الإيمانية لليمن حجر الزاوية في شخصيته الوطنية، وصاغت قيمه وتقاليده ووعيه الجماعي.

ولكن خلال العقود الأخيرة، سعى أعداء اليمن إلى تقويض هذه الوحدة من خلال استغلال خطوط الصدع الطائفية والإقليمية والثقافية. وحاولوا تفتيت الشعب اليمني، وإثارة الفتنة بين أعضائه، والعمل على تآكل نسيج هويتهم الإيمانية.
ولكن على الرغم من هذه المحاولات الكثيفة والمساعي الحثيثة، وبتوفيق من الله – سبحانه وتعالى – ظل الشعب اليمني ثابتاً على التزامه بإيمانه، رافضا الخضوع للخطابات الانقسامية والأجندات الطائفية. وقبل أن أتحدث عن شواهد ذلك أقول:
إن الحفاظ على الهوية الإيمانية لليمن ليس مجرد ضرورة أخلاقية فحسب، بل إنه ضرورة اجتماعية وسياسية أيضاً. فهو الأساس الذي تبنى عليه الوحدة الوطنية لليمن، وهو الحبل الذي يربط بين مجتمعاته المتنوعة. وبدونه، يكون اليمن معرّضاً لخطر الانزلاق إلى الفوضى والتشرذم والصراع.

لننظر إلى الواقع في بلدنا اليوم، فالمناطق التي تمكنت من مواجهة الغزو والصمود أمام تحالف العدوان الأمريكي السعودي طوال تسع سنوات وبقيت حرة متماسكة موحدة تجد أنها تزداد تمسكا بالهوية الإيمانية، على العكس من المناطق اليمنية الأخرى التي تشهد الاحتلال والانقسام والتباينات التي تتعزز كل يوم. تجد هنا شعبا يسير خلف قيادة واحدة، وهناك توهان وتشرذم وتفرّق. لذا، فلن يمكن لهذا الشعب أن يتعلب على أعدائه وغزاة أرضه أجمع إلا إن ازدادا تمسكا بهويته الإيمانية.

لقد أصبحت الهوية الإيمانية لليمن – في عصر العولمة المتزايدة وفرض الأنماط الثقافية الأمريكية ونشر وتعميم الرذيلة والفواحش والمثلية ومواسم الرقص والغناء والمجون في السعودية ودول عربية وإسلامية – أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى. فهي درع وقاية وجدار حماية وسيف جهاد ومقاومة ضد قوى الشيطان اليهودية والتغريب والتدجين. وهي تذكير بأنها هوية أصيلة لليمن غنية بالقيم الإسلامية تستوجب الحفاظ عليها والاحتفاء بها.

وباعتبارنا يمنيين، يتعين علينا أن ندرك أهمية هويتنا هذه، وأن نعمل على تعزيزها وسد الثغرات التي يحاول الأعداء أن ينفذوا من خلالها إلى مجتمعنا. ويتعين علينا مقاومة قوى الانقسام والتفتت، وتعزيز الوحدة والتسامح والتفاهم. ويتعين علينا أن نربي أطفالنا على أهمية التمسك بالهوية الإيمانية، وأن نغرس فيهم شعور الانتماء لإيمانهم والفخر بيمنهم.

وفي الختام، فإن الهوية الإيمانية لليمن كنز ثمين يجب الحفاظ عليه وحمايته، فهي أساس وحدتنا الوطنية، ومنبع ثقافتنا، وسر صمودنا وقوة روحنا الجماعية. فلنحتف بهويتنا هذه بكل فخر، ولنعمل معا على ترسيخها واستمرار حيويتها في مواجهة الاستهداف الناعم لمجتمعنا ومتغيرات العصر. وأفلحنا إن فعلنا.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الأرصاد اليمني يتوقع هطول أمطار رعدية على عدة محافظات  

 يمن مونيتور/قسم الأخبار 

توقع المركز الوطني للأرصاد الجوية، اليوم السبت، هطول أمطار متفاوتة مصحوبة بالعواصف الرعدية على أجزاء من عدة محافظات يمنية. 

وقال في نشرة الطقس إن هذه التوقعات: تشمل محافظات عمران، حجة، ريمة، ذمار، إب، الضالع، تعز، ومرتفعات لحج، حيث يمكن أن تشهد هذه المناطق أمطارًا متفاوتة الغزارة. 

كما يتوقع المركز هطول أمطار متفرقة قد يرافقها الرعد على أجزاء من محافظات أخرى مثل صعدة، المحويت، صنعاء، البيضاء، شبوة، حضرموت، والسواحل الشرقية اليمنية، بالإضافة إلى سهل تهامة. 

من جهة أخرى، حذّر المركز من رياح شديدة إلى شديدة جدًا على أرخبيل سقطرى، ورياح معتدلة إلى شديدة السرعة على خليج عدن والسواحل الجنوبية والشرقية لليمن. 

وجه المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر تحذيرًا للمواطنين في المناطق الجبلية التي يتوقع هطول الأمطار عليها، من خطر العواصف الرعدية ومن التواجد أو عبور مجاري السيول أثناء وبعد هطول الأمطار. 

كما حذر المركز مرتادي البحر والصيادين وربابنة السفن من ارتفاع الموج واضطراب البحر في أرخبيل سقطرى وخليج عدن والسواحل الجنوبية والشرقية اليمنية. 

مقالات مشابهة

  • الأرصاد اليمني يتوقع هطول أمطار رعدية على عدة محافظات  
  • بغداد إلى الترقيم الانتخابي: سباق الهوية والسلطة من بوابة “الرقم واحد”
  • إيطاليا تُبسّط إجراءات السفر: لا حاجة لإبراز الهوية في بعض الرحلات
  • رواية الهرّاب.. أزمة الهوية والتعايش والوجود اليهودي في الجزائر
  • السلاح في اليمن .. هوية قبَلية وإيمانية متجذرة في الوعي اليمني
  • إسقاط الشأن الإقليمي على الحالة الأردنية: خلطٌ مضر وتحديات خطاب الهوية التاريخية
  • الأحوال المدنية: يمكن الاحتفاظ ببطاقة الهوية الوطنية أو سجل الأسرة عند التعويض عنها
  • المبعوث الأممي لليمن: تصعيد كبير بالبحر الأحمر جراء هجمات الحوثيين
  • محافظ البحر الأحمر يطلق مشروع الهوية البصرية بالتعاون مع الجامعة الألمانية
  • غروندبرغ في مجلس الأمن: المخاطر التي تواجه اليمن كبيرة للغاية