الجديد برس:

أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن “العلاقات التجارية بين روسيا والصين تتطور بنجاح وتنمو بفضل الاهتمام الذي توليه حكومتا البلدين للعلاقات التجارية والاقتصادية”.

وأشار بوتين خلال استقباله رئيس مجلس الدولة الصيني (رئيس الوزراء)، لي تشيانغ، إلى أنه اطّلع على نتائج اجتماع رئيسي حكومتي روسيا والصين.

ووفق بوتين، ناقش الطرفان بالتفصيل النطاق الكامل للتعاون التجاري والاقتصادي والإنساني بين موسكو وبكين.

وأضاف الرئيس الروسي أنه “جرى التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون الثنائية التي تهدف إلى التعاون متبادل المنفعة”، مؤكداً أنّ “الشراكة بين البلدين تؤتي ثمارها”.

وتابع: “لقد أعدت دولتانا خططاً مشتركة واسعة النطاق ومشاريع في المجالين الاقتصادي والإنساني”، متطلعاً إلى تعاون طويل الأمد مع الصين.

بكين وموسكو توقعان اتفاقيات لتعزيز التعاون

وفي اجتماع منفصل، وقّعت الصين وروسيا اتفاقيات تعاون مُتعددة، الأربعاء، تُغطي مجالاتٍ مثل الاستثمار، التعليم، العلوم والتكنولوجيا، ونقل البضائع عبر الحدود. وتعهدّت الجارتان، بالارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوياتٍ جديد.

شهد التوقيع على الاتفاقيات في موسكو، رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ، ورئيس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوستين، بعد أن ترأسا بشكلٍ مُشترك الاجتماع الدوري الـ29 بين رئيسي الحكومتين الصينية والروسية (يعقد هذا الاجتماع سنوياً منذ عام 1996).

واتفق الطرفان على أنّ نقاط القوة في البلدين مُتكاملة في التعاون العملي، وحثّا على بذل الجهود لدفع التعاون بشكلٍ متبادل في المجالات التقليدية، مع توسيع التعاون في المجالات الناشئة مثل الاقتصاد الرقمي، وقطاع الأدوية الحيوية والتنمية الخضراء، داعين أيضاً إلى تعزيز أساس الصداقة بين الشعبين الصيني والروسي.

بدوره، قال رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ خلال الاجتماع إنّ العلاقات الصينية الروسية حققت نمواً كبيراً، وكانت مرنة في المجالات كافة، وتقدّمت بشكلٍ مطرد خلال السنوات الأخيرة، وحافظت على التجارة الثنائية بقوّة، كما أنّ التعاون في مجال الطاقة شهد نمواً كمياً ونوعياً، وكذلك اكتسب التعاون في مجالات مثل الخدمات اللوجستية والفضاء والطيران زخماً أكبر.

من ناحيته، أشاد رئيس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوستين، بالعمل الفعال لآليات التعاون الحكومي الدولي بين البلدين، مشيراً إلى أنّ روسيا مستعدة للعمل مع الصين، في مواصلة تعميق الثقة المتبادلة وتوسيع التعاون والتنسيق الوثيق في الشؤون العالمية، لحماية حقوقهما ومصالحهما المشروعة بشكلٍ أفضل.

ووفق ميشوستين فإنه يدرس في روسيا أكثر من 90 ألف طالب وتلميذ اللغة الصينية، كما أنّ عدد الرحلات السياحية بين البلدين تجاوز المليون العام الماضي، وتهدف روسيا إلى “مضاعفة هذا الرقم”، مع حلول نهاية كانون الأول/ديسمبر 2024.

وتشهد العلاقات بين روسيا والصين تطوراً لافتاً، خصوصاً على الصعيد الاقتصادي، بما يشمل التعاون في مجالات الطاقة والطائرات وبناء المحطات الفضائية الدولية وقطاع الفضاء، وغيرها من أوجه التعاون الاستراتيجية.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: التعاون فی

إقرأ أيضاً:

ما دلالات إصدار روسيا أول سندات مقومة باليوان الصيني؟

موسكو- في خطوة مالية تحمل أبعادا إستراتيجية، أكملت وزارة المالية الروسية بنجاح الإصدار الأول لسندات القروض الفدرالية المقومة باليوان الصيني، بقيمة إجمالية بلغت 20 مليار يوان (نحو 2.8 مليار دولار).

وشمل الإصدار، الذي تم في أوائل ديسمبر/كانون الأول الحالي:

سندا لأجل 3.2 سنوات بفائدة سنوية 6% وآخر لأجل 7.5 سنوات بفائدة سنوية 7%.

وحسب الوزارة، سيتم تسوية نصف المبلغ الإجمالي باليوان والنصف الآخر بما يعادله بالروبل.

وأعلنت وزارة المالية تجاوز الطلب على السندات التوقعات الأولية، مما أدى إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس لكلا الإصدارين خلال عملية بناء سجل الاكتتاب.

وبحسب بيانات الوزارة:

شكّلت البنوك المشترين الرئيسيين (59.6%). تليها شركات الإدارة (19.6%). ثم مستثمرو التجزئة (15.9%). فشركات الاستثمار (2.7%). ثم شركات التأمين (2.2%).

وأكدت الوزارة استعدادها لطرح السندات المقومة باليوان سنويا إذا استمر الاهتمام بها في السوق.

خيارات استثمارية جديدة للروس

ويُعد هذا أول إصدار روسي لسندات حكومية مقومة باليوان، وقد طُرحت في بورصة موسكو، وتأتي الخطوة في وقت تبحث فيه روسيا عن مصادر تمويل بديلة وتقليل اعتمادها على العملات والأنظمة المالية الغربية في ظل العقوبات الدولية.

البعد الجيوسياسي يشكل المحرك الأبرز للانتقال نحو عملات بديلة بينها اليوان تحمي الأصول الروسية من التجميد والمصادرة (الفرنسية)

ويرى خبراء روس أن هذه السندات تُتيح للمصدرين الروس، الذين راكموا فائضا كبيرا من العملة الصينية نتيجة التبادل التجاري، خيارا استثماريا جديدا.

فقد بلغ حجم التجارة السنوي مستوى قياسيا يناهز 245 مليار دولار في عام 2024، مقارنة بنحو 104 مليارات دولار فقط في عام 2020.

كما تُعد الصين أكبر شريك تجاري لروسيا، إذ بلغت حصتها من الصادرات الروسية 31%، بينما شكّلت حصتها من الواردات 39% بحلول نهاية 2024.

إعلان

وتبقى روسيا مصدرا مهما للموارد الطبيعية إلى الصين، مثل النفط والغاز والفحم، في حين تعوّض واردات التكنولوجيا والمعدات من الصين رحيل الشركات الغربية.

ويحتل اليوان موقعا مركزيا في صندوق الثروة السيادي الروسي، بعدما وصلت حصته إلى 57% من الأصول السائلة للصندوق في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ورغم ذلك، تُشير بيانات رسمية إلى توقع تباطؤ طفيف في نمو التجارة خلال 2025، وانخفاضها بنسبة 9.5% خلال الأشهر العشرة الأولى من العام (بالدولار)، لتصل إلى 244 مليونا و183 مليار دولار مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.

بُعد جيوسياسي في تحول روسيا نحو اليوان

ويوضح محلل الشؤون الاقتصادية، فيكتور لاشون، أن خطوة وزارة المالية تعود إلى جملة من الأسباب تتعلق بالتغيرات الجيوسياسية والعقوبات الغربية، والتوجه الروسي نحو التخلي عن الدولار في التعاملات الخارجية.

ويضيف للجزيرة نت أن روسيا، في مواجهة العقوبات الواسعة، تسعى إلى تقليل الاعتماد على الدولار واليورو، اللذين أصبحا عملتين "سامتين" ومعرضتين لخطر التجميد، وفق تعبيره. ومن شأن إصدار السندات باليوان جذب التمويل من خارج النظام المالي الغربي وإرساء معيار جديد للسوق المالية الروسية وتعزيز استقلالها المالي.

بنية التمويل الجديدة تعزز قدرة موسكو على تمويل احتياجاتها دون المرور بالقنوات المالية الأميركية والأوروبية (شترستوك)

وبحسب رأيه، تحوّل اليوان إلى ما يشبه "العملة الاحتياطية" الجديدة لروسيا، خاصة أن الصين أكبر شريك تجاري، وأن أكثر من 99% من التجارة الثنائية تُجرى فعلا بالعملات الوطنية.

ويضيف أن السندات الجديدة تهدف إلى استيعاب هذه العملة المتوفرة بكثرة لدى المستوردين والبنوك الروسية لتمويل التجارة والاستثمار.

ويؤكد لاشون أن الانتقال إلى اليوان يُعدّ إجراء ضروريا وذا أهمية إستراتيجية للحفاظ على الاستقرار المالي والنشاط الاقتصادي الخارجي لروسيا في ظل الظروف الحالية.

توازن هش

من جانبه، يصف الخبير المالي فياتشيسلاف بريكودين العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والصين بأنها قوية، لكن استدامتها تعتمد على الوضع الجيوسياسي وقدرة الجانبين على إدارة الاختلالات القائمة.

ويوضح أن اعتماد الاقتصاد الروسي على الصين ازداد مع انهيار العلاقات مع الغرب، مما أدى إلى ميل الميزان التجاري نحو صادرات المواد الخام الروسية مقابل السلع النهائية الصينية.

وبرغم الطابع البراغماتي للعلاقة، فإنها محفوفة بتناقضات قد تعكس هشاشة معينة على المدى الطويل.

وفي المقابل، يشير بريكودين إلى أن استخدام اليوان يُساهم في تنويع هيكل الدين الحكومي واحتياطيات النقد الأجنبي، مما يقلل من المخاطر المرتبطة بتقلبات أسعار صرف العملات الأخرى والقيود المحتملة.

ويعتبر إصدار السندات خطوة ضمن جهود أوسع لتعزيز الشراكة الاقتصادية مع الصين، وتطوير بنية مالية بديلة أقل تأثرا بالعقوبات والضغوط الغربية، وفق المتحدث ذاته.

مقالات مشابهة

  • توقيع بروتوكول تعاون بين «العامة للبترول» و«المواد النووية»
  • ما دلالات إصدار روسيا أول سندات مقومة باليوان الصيني؟
  • الصين: طائرات يابانية اقتربت بشكل متكرر من مناطق تدريبات بحرية تابعة لنا
  • رئيس الدولة يبحث مع رئيس الإكوادور علاقات التعاون ويشهد توقيع اتفاقيات بين البلدين
  • بنها الأهلية توقع 5 اتفاقيات تعاون جديدة مع مؤسسات صناعية وتكنولوجية
  • الهند: زيارة بوتين ساعدت في تعميق الثقة والاحترام المتبادلين بين البلدين
  • رئيس وزراء الهند يعلن عن اتفاقية مع روسيا للتعاون الاقتصادي حتى 2030
  • بوتين: التعاون العسكري التقني بين روسيا والهند قائم على الثقة
  • توقيع إتفاقية تعاون بين وزارة الصحة والمحافظة السامية للرقمنة
  • بوتين يصل إلى نيودلهي لبحث تعزيز التعاون بين روسيا والهند