يُقال إنه في زمن ملكٌ الحيرة (النعمان بن المنذر، 552- 609م.) الملقب بأبي قابوس، والذي كان له حاجبٌ -أي بوَّاب- يقف على بابه اسمه (عصام بن شَهْبَر)، وكان عصامٌ هذا رجلًا ذكيًا مجتهدًا يٌعلم نفسه بنفسه، حتى أصبح الملك النعمان يعتمد عليه ويستشيره في أمور الحكم، ويثق في رجاحة عقله وسداد رأيه..
‏وهكذا ارتقى عصام حتى صار من أهم رجال القصر، وأصبح في مكانةٍ عالية، وذا مال كثير، مٌعتمدًا في ذلك على جهده، وبدون مساعدة من أحد أو اعتمادٍ على حسبٍ أو نسب أو ثروة ورثها عن آباء أو جدود.


واشتهر عصام وأصبح حديث الناس، وصاروا يضربون به المثل في الاجتهاد والاعتماد على النفس لبلوغ أعلى المناصب، وسمُّوا كل من فعل مثله (عصاميًا) نسبة إليه! حتى أن الشاعر الكبير النابغة الذبياني قال فيه:

- نَفْسُ عِصامٍ سَوَّدَت عِصاما
وعَلَّمَتْـــــهُ الكَـــرَّ والإقداما
وصَيَّــــرَتْهُ مَلِكاً هُمامـــــــا

سَوَّدَتْهُ: أي جعلته سيدا، يعني أن عصاما بنفسه جعل نفسه سيدا
وفي زمان آخر كانت لرجل عند الحجاج بن يوسف الثقفي (660- 714م.) حاجة. وكان يعرف عن هذا الرجل صفة الجهل. فَقَالَ الحجاج في نفسه:
- لاختبرنه.
فسأله عندما دخل عليه:
- أعصاميا أنت أم عِظَامياً؟

يريد أشَرُفْتَ أنتَ بنفسك أم تفخر بآبائك الذين صاروا عِظاما؟
فَقَالَ الرجل:
- أنا عصامي وعظامي.
فَقَالَ الحجاج:
- هذا أفضل الناس وقضى حاجتَه وزاده ومكث عنده مدة.
وفي اثناء اقامته فتش الحجاج فيه فوجَدَه أجْهَلَ الناسِ؛ فَقَالَ له:
- تصدُقُنِي وإلاَ قَتلتك.
قَالَ له:
- قل ما بدا لك وأصدقك.
قَالَ:
- كيف أجَبْتَنِي بما أجَبْتَ لما سألتك؟
فقَالَ له الرجل:
- والله لم أعلم أعصامي خير أم عظامي فخشيت أن أقول أحدهما فأخطئ.
فقلت في نفسي: (أقول كليهما فإن ضرَّني أحدهما نفعني الأخر). ففهمت انت بأنني أفْتَخِرُ بنفسي لِفَضْلِي، وبآبائي لشرفهم.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

صدمه بالخطأ فقتله.. جريمة صادمة تهز مترو إسطنبول

خاص 

أقدم مراهق تركي يبلغ من العمر 15 عامًا على دفع رجل مسن من ذوي الاحتياجات الخاصة داخل محطة “مجيدية كوي” للميتروباص في إسطنبول.

وبحسب التحقيقات الأولية، فقد وقع الحادث خلال ازدحام شديد على رصيف المترو، حين اصطدم الرجل البالغ من العمر 60 عامًا، وهو من فئة الصم والبكم، بالمراهق ووالده عن طريق الخطأ، ليقوم الفتى بدفعه بقوة أفقدته توازنه وأسقطه أرضًا، متسببًا له بنزيف حاد في الدماغ.

وتم نقل الرجل إلى المستشفى في حالة حرجة ودخل في غيبوبة، لكنه توفي متأثرًا بإصابته رغم تلقيه الرعاية الطبية المكثفة، بعد ثلاثة أشهر من إصابته.

ومن جانبها، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على المراهق، الذي أفاد في التحقيقات بأنه اعتقد أن الاصطدام كان متعمدًا، مؤكدًا أنه لم يكن ينوي إيذاء الضحية، مطالبًا بالاستماع إلى شهادة والده.

وفي سياق متصل، أحالت النيابة العامة القضية إلى المحكمة التي أمرت بحبس الفتى احتياطيًا، فيما لا تزال التحقيقات مستمرة، ومن المنتظر الاستماع إلى والد المتهم كشاهد رئيسي.

مقالات مشابهة

  • اللغة التي تفشل
  • «نور محمد» ابنة البحيرة من ذوي البصيرة ثاني الجمهورية بالثانوية الازهرية: حلمى كلية علوم القرآن
  • «ابتسام» الخامسة على الثانوية الأزهرية من ذوي البصيرة أدبي بأسوان: حلمي أكون عميدة الأدب العربي
  • أسماء أوائل الشهادة الثانوية الأزهرية من ذوي البصيرة لعام 2025م – 1446هـ
  • بالأسماء.. وكيل الأزهر يعلن أوائل الشهادة الثانوية الأزهرية 2025 «ذوو البصيرة»
  • كوردستان تطلق نظاماً رقمياً لتسجيل الحجاج
  • الجاهل عدو نفسه (ترامب نموذجا)
  • صدمه بالخطأ فقتله.. جريمة صادمة تهز مترو إسطنبول
  • من يهاجم الهلال .. يهاجم التاريخ نفسه لا تهاجموا المجد من خلف الشاشات .. الهلال لا يُشبه أحد
  • عبر شنق نفسه.. انتحار معلم غربي نينوى