لبنان ٢٤:
2025-08-12@04:07:48 GMT

تحييد المخيمات منذ عشرة أشهر على وشك أن ينتهي

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

تحييد المخيمات منذ عشرة أشهر على وشك أن ينتهي

من الواضح أن تل أبيب أضافت إلى مهمتها في مواجهة "حزب الله"، مهمة أخرى هي القضاء على  ما تعتبره الخطر الفلسطيني المجاور للحزب في الساحة عينها. 

وكتب ابراهيم بيرم في" النهار": إلى الأمس القريب كانت إسرائيل تقارب الخطر الفلسطيني على أنه يمكن تأجيل جبهه، لكن اغتيال القيادي  في حركة حماس سامر  الحاج لدى مروره على مستديرة حسبة صيدا، ومن ثم اغتيال القيادي المخضرم في كتائب شهداء الاقصى والذراع المقاومة لحركة فتح خليل المقدح كان  إيذانا من جانب تل أبيب بانقضاء "فترة السماح والتأجيل" تلك، والإعلان أن الخطر يتعاظم ويتطلب الشروع في القضاء عليه قبل أن يصير حالة متجذرة.



ليس خافيا أنه منذ عملية مجدو في الجليل الأعلى التي نفذها قبل أقل من عامين مقاتل من مخيم برج الشمالي بالقرب من صور ينتمي إلى حركة "حماس"، وحالت ظروف معينة دون نجاحها فبقيت لغزا إلى وقت قريب، سقطت عند المعنيين في تل أبيب نظرية اللامبالاة بالوجود الفلسطيني في لبنان، وفرضت عليهم استعادة تجربة المواجهة المضنية مع مخاطر هذا الوجود، والتي بدأت منذ نهاية الستينيات وصولا إلى يوم الاجتياح العسكري الواسع للبنان صيف عام 1982.

وقد صار لزاما على إسرائيل أن تضع في حساباتها أن الأعوام التي تلت حرب تموز 2006، قد أنتجت تفاهما مكتوما بين "حزب الله" والجانب الفلسطيني المناهض لاتفاقية أوسلو. وتعزز الأمر بعدما أنهت حركة "حماس" رحلة ابتعادها عن "محور المقاومة"، وعادت إلى حضن هذا المحور برهانات جديدة حاسمة وقاطعة. وخلال وقت قصير اقتحمت "حماس" المخيمات الفلسطينية في لبنان وركزت فيها رؤوس جسور، ونجحت في إرساء واقعين جديدين: تعزيز حضورها في هذه المخيمات وفتح باب المنافسة مع فصائل سابقة الحضور وفي مقدمها حركة " فتح ". وخلال فترة قصيرة عاد لبنان ومخيماته ليكون المقر المركزي لقيادات فلسطينية أساسية. فإلى جانب قيادة الجهاد كلها (أمينها العام ونائبه وكل جهازها نخالة – الهندي) يقيم نائب الأمين العام لـ"الجبهة الشعبية" جميل مزهر والأمين العام لـ"الجبهة الديموقراطية" فهد سليمان وثلاثة أرباع قيادة "حماس" في الخارج، فضلا عن فصائل أخرى.



والمعروف أن الوجود الفلسطيني أدى منذ بدء المواجهات الحدودية مهمتين أساسيتين: الأولى المشاركة المباشرة في "حرب الإسناد" التي يقودها "حزب الله" عبر عمليات متنوعة، والثانية تأمين إيصال السلاح والأموال إلى الضفة الغربية عبر طرق التفافية تحتاج إلى جهد استثنائي، وخصوصا أنها تمر في الأراضي الأردنية، وهي مهمة شاقة، أفرزت لها إدارة متخصصة تضم قيادات مخضرمة كان قطب الرحى فيها خليل المقدح الذي قضى أخيرا، وثمة من يعتبره القائد الفعلي لـ"كتائب شهداء الأقصى" التي كانت إسرائيل تعتبر أنها قصت أجنحتها وشلت يديها عن الفعل.

وتعتقد إسرائيل أنها بقطعها قنوات التمويل وإيصال السلاح إلى الضفة تحقق ثلاثة أهداف دفعة واحدة: 

الأول: قطع شرايين التواصل مع الضفة وضمان عدم إشباعها بالسلاح.

الثاني: سد كل المنافذ التي من شأنها أن تعيد الضفة إلى دورها السابق إبان انتفاضة الأقصى، عندما كانت مصدر إبطال العمليات "الاستشهادية" التي أقلقت إسرائيل وأدمتها، فاضطرت إلى بذل جهد استثنائي لإيقافها، ولاسيما بعد وفاة ياسر عرفات الذي حاصرته في "المقاطعة" في رام الله.

لذا، وعلى عجل، بدت إسرائيل في سباق مع الوقت لكي تحول دون أن تعود الضفة و"حماس" إلى أداء هذه المهمة، وخصوصا أن "حماس" نفسها قد أعلنت صراحة بعد عملية تل أبيب التي نفذها انتحاري أنها في صدد العودة إلى هذا الاسلوب ردا انتقاميا بحق غزة وسكان الضفة على ممارسات إسرائيل الوحشية.

وليس خافيا أن "محور المقاومة" تعامل مع هذا الإعلان بارتياح كبير وعده عنصر قوة إضافيا، وخصوصا أن المواجهات في الضفة باتت على أشدها، فضلا عن أن إسرائيل والمحور يتعاملان مع هذه البقعة الجغرافية الملتهبة المكتظة بنحو عشرين مخيما وبأكثر من مليوني فلسطيني على أنها ساحة المواجهة المقبلة البديلة من غزة.

ومع أن إسرائيل عدت اغتيالها المقدح "صيدا ثمينا لها" وهي تبادر إلى فعل وقائي يحول دون انتشار النار في الضفة الغربية، فإنها أيضا شاءت أن تكون بمثابة رسالة إلى المخيمات في لبنان وفي مقدمها مخيم عين الحلوة، فحواها أن عملية "تحييد المخيمات" التي مارستها إسرائيل منذ عشرة اشهر على وشك أن تنتهي وتصير هذه المخيمات هدفا للإغارات كما البلدات اللبنانية، إذا واصلت مشاركتها.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: تل أبیب

إقرأ أيضاً:

محمد الغبارى: ما تدعيه إسرائيل هو بعيد تماما عن الحق التاريخى

كشف اللواء محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطني الاسبق والمستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، عن أن ما يهم إسرائيل فى المرحلة الحالية الضفة الغربية والقدس والسيطرة الأمنية على قطاع غزة، واستخدمت ذلك فى 7 أكتوبر، لتتجه الأنظار للمجازر التى يرتكبها فى غزة وهو يسيطر على الضفة.

الحرارة تلامس الـ 50 .. الأرصاد تحذر: موجة شديدة الحرارة تبدأ غدانجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي (55)

وأضاف محمد الغبارى خلال حلوله ضيفا ببرنامج "الحياة اليوم"، المذاع على قناة الحياة، أن هناك تقارير قالت إن نتنياهو هجر خلال العام الماضى 40 ألف مواطن من سكان غزة، لافتا إلى أن الإسرائيليين جاءوا فى العصر الحديث فى هجرة غير شرعية من أوروبا بالمراكب وكونوا مستعمراتهم على الساحل، وترك الضفة الغربية مع الفلسطينيين ولم يتحدثوا عن سيرة غزة.

 

تابع محمد الغبارى، ما تدعيه إسرائيل هو بعيد تماما عن الحق التاريخى، ولذا لن تجد نتنياهو يتحدث عن الحق التاريخى، كما أنهم يرون أن لهم الحق فى الضفة الغربية، مؤكدا أن الضفة قلب الدولة الفلسطينية
 

طباعة شارك غزة قطاع غزة الاحتلال الإسرائيلي

مقالات مشابهة

  • أنس.. الكلمة التي أرعبت الرصاصة
  • ترامب: حركة حماس لن تفرج عن المحتجزين في الوضع الحالي
  • احمد موسي: الشعب الفلسطيني لم يعد يريد استمرار حكم حركة حماس
  • جنرال إسرائيلي: لماذا لم تُهزم حماس بعد كل الضربات التي تلقتها؟
  • حركة فتح: آن الأوان للمجتمع الدولي أن ينصف الشعب الفلسطيني
  • “حماس”تنعي الشهداء الصحفيين وتؤكد أنها جريمة وحشية تتجاوَز كل حدود الإجرام
  • محمد الغبارى: ما تدعيه إسرائيل هو بعيد تماما عن الحق التاريخى
  • قد تمتد لستة أشهر.. تفاصيل خطة الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على مدينة غزة
  • عبد المنعم سعيد: حماس حركة مكشوفة تحاول الانخراط في حروب خاسرة
  • أحمد موسى لـ أسامة حمدان: سيب التكييفات وتعالى حرر الجانب الفلسطيني لمعبر رفح