لبنى خليفة تكتب: الحوار الوطني والمرأة المصرية
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
يمكننا وصف الجمهورية الجديدة بأنها تمثل عصرًا ذهبيًا لتمكين المرأة المصرية، فهو عام المرأة المصرية، ويشهد تطبيق استراتيجيات متعددة لتمكينها اقتصاديًا، كما يُخصَّص جزءا كبيرا من المحور الثالث للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان لتمكينها.
ويتجلى الاهتمام بالمرأة المصرية من القيادة السياسية، والرئيس عبد الفتاح السيسي بصورة مباشرة، في تخصيص الحوار الوطني العديد من الموضوعات المتعلقة بها خلال جلساته، والتي تتناول الأحوال الشخصية والوصاية وغيرها.
ولم يقتصر اهتمام الحوار الوطني بالمرأة على مناقشة العديد من قضاياه، بل شمل أيضًا تعزيز مشاركتها في كافة الجلسات والمحاور والقضايا التي تهم الوطن. وتمثّل تمكين المرأة أيضًا في تعزيز مشاركتها في مجلس أمناء الحوار الوطني، بالإضافة إلى ترؤس العديد من الخبيرات المصريات للجان المختلفة، في إشارة مباشرة إلى أن المرأة المصرية جزء لا يتجزأ من الجمهورية الجديدة.
ولا بد لنا أن ندرك أن المرأة المصرية على مر التاريخ المصري الممتد لأكثر من 7000 عام كانت ولا تزال راعية لمجتمعها ووطنها على كافة الأصعدة. ولعلّ ثورة 1919 كانت بمثابة الانطلاقة الحقيقية لتمكين المرأة في العصر الحديث، وقد شهدت مصر تأسيس الحزب النسائي المصري في عام 1942.
وفي أوقات الأزمات، كانت المرأة المصرية تبادر للتطوع في خدمات المجهود الحربي إبان حرب الاستنزاف وما بعدها، ثم توالت مساهمات المرأة المصرية في العمل العام، فقد كانت في طليعة المشاركين في ثورتي 25 يناير و30 يونيو ملهبة حماس الجماهير وداعية إلى الحرية والكرامة الإنسانية.
من هنا، فإن الحوار الوطني منوط به التعمق بشكل أكبر في القضايا ذات العلاقة بالمرأة المصرية، خاصة في المناطق الجغرافية المهمشة والفئات الأكثر احتياجًا. فمشكلة المرأة المعيلة على سبيل المثال تمثل هاجسًا مخيفًا يهدد التماسك المجتمعي في مصر، ويضيف أعباء صعبة على المرأة المصرية، وهو ما يحتاج إلى تدخلات عاجلة لتمكين المرأة المعيلة من جهة، ولتوعية المجتمعية بإعادة الأنساق المجتمعية للأسرة المصرية، سواء الأسرة النواة أو الأسرة الممتدة.
وفي الوقت نفسه، لا بد من العمل على بناء شخصية المرأة المصرية، وتقديم كافة سبل الدعم النفسي والمهاري والتعليمي والثقافي لها على الأصعدة كافة وفي الأقاليم كافة، من أجل تعزيز قيامها بأدوارها المختلفة على المستويات السياسية والاقتصادية والمجتمعية بشكل فعال ومتوازن يحقق لها النجاح والتميز والاستقرار والأمان في آن واحد.
وعلى جانب آخر، فإن هناك دور كبير لا بد أن يلعبه القائمون على الحوار الوطني وكذلك المشاركون فيه في نقل ما يتم داخل أروقة وجلسات الحوار الوطني فيما يتعلق بقضايا المرأة إلى كافة الأقاليم الجغرافية، وكذلك إلى المدارس والجامعات لتعزيز مشاركة فعّالة من المرأة في كافة قضاياه، وللتعرف بشكل أعمق على تحدياتها، وسماع توصيات أصحاب الشأن أنفسهن في قضاياهن.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عام المرأة المصرية تمكين المرأة الحوار الوطني المرأة المصریة الحوار الوطنی
إقرأ أيضاً:
كريمة أبو العينين تكتب: من خاف سِلم
يقولون إن الأمثال الشعبية انعكاس لشخصية البشر وطريقة تفكيرهم وحياتهم، ولعل مايحظى به تراثنا الوفير من أمثال تقول لنا الكثير من حياة الماضين والأجداد والكهول.
كنت اتصفح كتاب ( أصل ألف مثل ومثل ) ووجدت ان معظم الأمثال المتوارثة قريبة المعنى والظرف فى معظم الدول العربية مع اختلاف اللهجة والحدث والحديث أمثال كثيرة منها من يسعى الى شحذ الهمم واعلاء الكرامة ومنها من يؤكد لك ان هناك أناس منذ القدم كانوا يريدون أن يعيشوا فى ذلة ومهانة بل وأنهم يبررون ذلك ويريدون ان يقنعوا غيرهم بأن ينتهجوا نهجهم .
من بين الأمثال المحيرة مثلا يقول " من خاف سلم " ويتبعه آخرون بمثل مكمل له يقول " من عاش ندل مات مستور " ، المثل فى شقيه مخير وغريب فمن خاف سلم ذلك المثل الذى يتناقله كثير من الناس وهو مثل له معنى واضح ان من خاف سلم من الانجازات وتحقيق الغايات والتمتع بالحياة والفوز باللذات ذلك المثل من المفترض ان يحمل من ينطبق عليه صفات تؤهله لتخطى العقبات وبالطبع لا أن يكون خانعا ذليلا بل لابد أن يكون جسورا تخلص من الخوف وواجه التيار بقرار وواصل المسار وانت مقدر لذاتك رغم صعوبة الظروف وتذكر ان من خاف سلم لكنها سلامة الذل والخنوع والمهانة.
المثل مع مرور الزمان فقد جزءا من مفهومه وأصبح منزوع الهوية وصار يقول ان من عاش وكل همه ان يحيا فقط مثله ومثل باقى المخلوقات غير العاقلة ولذا فعليه أن ينأى بنفسه عن أية مواجهات وتحديات لان هدفه الاسمى أن يظل على قيد الحياة ، وهنا نتساءل أية حياة تلك التى تجعل بنو عروبتنا يصموا آذانهم وينفضوا عن أيديهم ويغمضوا أعينهم عن معاناة أهل غزة الذين يقتلون بدم بارد ويحاصرون ويموتون جوعا وعطشا وقهرا وذلا بيد الصهاينة جبابرة هذا العصر .
من خاف سلم أصبح الآن مقولة المرحلة وشعارها وسلوجانها البغيض، فقد صار الحال يظهر لنا ان الكل اصبح يريد العيش فى سلام مهما كلفه ذلك من مذلة وهوان . ان تعيش سالما آمنًا فى هذا الزمان فلابد ان تكمل المثل الذى يقول من عاش ندلا مات مستورا ؛ لان مايحدث فى الاراضى المحتلة طاغ وزاد الطين بلة وأصبح حال المنطقة والامة المسماة بالعربية تاريخيا فقط وليس أخلاقيا اصبح حالها من خاف سلم وبالطبع اكمل المثل بلا خذلان ولا قلق لان الكل سيغض بصره ويصم أذنه من اجل ان يعيش بمبدأ من خاف سلم . أى سلم هذا وأى أمان ذاك الذى نتغنى به ونتخذه نبراسا لنا . لعن الله المرحلة التى فرضت علينا فرضا وجبرتنا اجبارا بأن نخاف كى نعيش سالمين آمنين .. لاعزاء لنا ولا صوان ينصب لأخذ العزاء لاننا لم نمت بأجسادنا ولذا فلن يقام عزاء ولن نتلقى التعازى لأننا نعيش سالمين خائفين.