ماذا سيحدث إذا فشلت المفاوضات الأخيرة بين إسرائيل وحماس؟.. خبراء يجيبون
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
تتوجه الأنظار إلى الجولة الحاسمة من المفاوضات المقررة اليوم الأحد بين إسرائيل وحماس، وسط جهود مكثفة من قبل الوسطاء، وخاصة مصر وقطر، للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار. إلا أن فشل هذه الجولة قد يؤدي إلى تصعيد واسع يمتد إلى ساحات أخرى، مما يعمق الأزمة الإقليمية.
توسيع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط
وقال الكاتب الصحفي الفلسطيني، ثائر نوفل أبوعطيوي، بإن الأوضاع قد تصبح خطيرة للغاية إذا فشلت المفاوضات المنتظرة يوم الأحد بين إسرائيل وحماس، حيث لم تثمر جهود الوسطاء، وخصوصًا مصر وقطر، في الوصول إلى هدنة حتى الآن.
وأضاف«أبوعطيوي» لـ «الفجر»، أن فشل هذه المحادثات سيقود إلى طريق مسدود يصعب تجاوزه على المدى القريب، مما يستلزم وقتًا إضافيًا لعودة كافة الأطراف المعنية إلى طاولة المفاوضات من جديد مشيرًا إلى أن فشل التوصل إلى اتفاق حول صفقة تبادل قد يُطيل أمد الحرب في غزة لعدة أشهر، وهو ما قد يصب في مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لمواصلة التصعيد العسكري وتشريد أكثر من مليون ونصف نازح فلسطيني.
وأشار أبوعطيوي إلى أن فشل المفاوضات قد يزيد من حدة الاشتباكات على الجبهة الشمالية مع لبنان، مع احتمالية دخول إيران في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، مما يهدد بتحول الصراع إلى حرب إقليمية شاملة.
ورغم تلك المخاوف، أكد المحلل السياسي الفلسطيني أن فشل المفاوضات يبقى احتمالًا ضعيفًا، داعيًا إلى التمسك بالأمل في دعم جهود الوساطة العربية والدولية لتحقيق هدنة دائمة في غزة.
من جانبه، اعتبر الدكتور أيمن الرقب، المحلل السياسي الفلسطيني، أن الجولة الحالية ليست سوى واحدة من محاولات عديدة بدأت منذ نوفمبر الماضي. وشدد على أن الحديث عن "الفرصة الأخيرة" هو مجرد تضخيم إعلامي تدفع به الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأكد الرقب لـ "الفجر"، أن هذه الجولة لن تكون النهاية، وأن الأمور قد تتغير في أي لحظة، مشيرًا إلى أن نتنياهو قد يسعى للتهرب من الاتفاقات حتى نهاية سبتمبر.
واختتم أن الوضع قد يشهد تحولًا بعد احتفالات أكتوبر، مما قد يفتح الباب أمام احتمالات جديدة للتفاهمات.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حماس اسرائيل اسرائيل و حماس مصر قطر أمريكا أن فشل
إقرأ أيضاً:
بماذا ينبئ الانسحاب الأميركي من سوريا؟ محللون يجيبون
أثار قرار تقليص واشنطن وجودها العسكري في سوريا موجة من التساؤلات بشأن مدى الثقة بين إدارتي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره السوري أحمد الشرع، إضافة إلى التأثيرات العملية والخطط الجارية لملء الفراغ المتوقع.
وفي هذا السياق، قال هاينو كلينك نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق إن قرار الولايات المتحدة "مؤشر على حقبة جديدة بين واشنطن ودمشق"، مشيرا إلى اجتماع ترامب والشرع في الرياض، مما أوجد مستوى ثقة أعلى بين إدارتيهما.
ووفق حديث كلينك لبرنامج "ما وراء الخبر"، فإن إدارة ترامب تعيد تقييم علاقاتها مع الشرق الأوسط، وتفضل العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية على نظيرتها العسكرية، مشيرا إلى أن واشنطن تثق بأن لديها شركاء في دمشق للتعاون لمواجهة أي تهديد محتمل.
كما تعلمت إدارة ترامب الدرس من "الانسحاب الكارثي من أفغانستان"، الذي تم في عهد إدارة جو بايدن، وأنهى أي وجود أميركي هناك.
وكذلك، يأتي في سياق خفض الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط وأوروبا للتركيز على أولويات أخرى في منطقة المحيطين الهادي والهندي، حسب كلينك.
وكان مسؤولان أميركيان قالا للجزيرة إن القوات الأميركية ستحتفظ بقاعدة واحدة في سوريا -من أصل 8 قواعد- في محيط الحسكة شمال شرقي سوريا.
إعلانوكشف هذان المسؤولان عن أن القوات الأميركية ستتخلى عن جميع قواعدها الأخرى في سوريا بما فيها التنف، وأكدا أن الانسحاب في سوريا سيتطلب عدة أشهر وظروفا أمنية مناسبة.
بدوره، يرى عميد كلية العلوم السياسية في جامعة الشمال بإدلب كمال عبدو أن القرار متوقع بناء على الإستراتيجية الأميركية الجديدة في المنطقة، وأنه جاء تتويجا للقاء ترامب والشرع في الرياض.
وأوضح عبدو أن القرار الأميركي مشروط بتعاون الحكومة السورية وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، لافتا إلى أن التفاهمات وصلت إلى درجة عالية تسمح بالانسحاب الأميركي من سوريا.
وأكد أن حكومة دمشق تنظر بإيجابية عالية للقرار الأميركي، متحدثا عما سمّاها "شراكة إستراتيجية تشكل انقلابا في السياسة الخارجية السورية".
ووفق حديث المسؤولين الأميركيين للجزيرة، فإن أكثر من 500 جندي أميركي غادروا سوريا في إطار عملية الانسحاب، مشيرين إلى أن عدد القوات الأميركية في سوريا سينخفض إلى أقل من ألف جندي بحلول نهاية العام "إذا سمحت الظروف".
وأكدا إخلاء 3 قواعد في شمال شرق سوريا، وهي القرية الخضراء والحسكة والفرات، وسلمت بعضها لقوات "سوريا الديمقراطية" (قسد).
من جانبه، رجح الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي أن الانسحاب الأميركي من سوريا وعدم القيام بخطوات مماثلة في العراق والأردن والخليج قد يتعلق بـ"استعدادات وتوقعات باحتمال اندلاع صراع في المنطقة".
وأوضح مكي أن القواعد الأميركية في سوريا حديثة نسبيا، و"لن تقوم بدور في المعارك المحتملة"، مشيرا إلى أنها أنشئت لأسباب لوجستية وأمنية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية والعناصر الإرهابية.
وأشار إلى احتمال عودة الإرهاب من جديد في سوريا، بعد تدمير إسرائيل مقدرات الجيش السوري السابق، مضيفا أن ما تبقى للجيش السوري الجديد أسلحة متوسطة إلى خفيفة.
إعلان
تحديات ما بعد الانسحاب
لكن عبدو شدد على ضرورة ملء الفراغ في المنطقة بعد الانسحاب، مشيرا إلى أن ذلك يقع على عاتق الحكومة السورية وحلفائها في أنقرة والدوحة والرياض، وأكد أهمية تولي دمشق ملف سجون تنظيم الدولة في شمال شرقي سوريا.
وأقر بعجز القوات السورية بمفردها عن إدارة هذا الملف، لذلك هناك حاجة إلى "تعاون إقليمي وإنشاء مركز لتنسيق العمليات ضد الإرهاب في سوريا".
وتهدف واشنطن من قرارها -حسب مكي- حماية قواتها من صراع ممكن في المنطقة، معتبرا أن الأمر يتعلق بهشاشة الوضع الأمني في هذه القواعد، مما يجعلها أهدافا سهلة لخصومها.
ووفق مكي، فإنه لا توجد مؤشرات على انسحابات أميركية من العراق والأردن والخليج، مشيرا إلى المنطقة تعتبر إستراتيجية للأميركان لمواجهة نفوذ الصين.
موقف إسرائيل
وبشأن اجتماع المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال كلينك إنه يعطي انطباعا بأن هناك قلقا أميركيًا من استمرار الضربات الإسرائيلية في سوريا، التي "قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار فيها، ولا تدعم الأهداف الأميركية هناك".
أما مكي فقال إن هناك اختلافات بين واشنطن وتل أبيب بشأن الملف السوري، وقال إن لقاء ترامب والشرع كان مفاجئا ومزعجا لإسرائيل، التي كانت في خضم "محاولة لتقسيم سوريا، وخلق كيان درزي في الجنوب السوري".
وأوضح أن واشنطن أقامت علاقات أمنية مع النظام الجديد في سوريا، الأمر الذي أوقف مساعي إسرائيلية لـ"تقسيم سوريا وإثارة الفوضى فيها من أجل إزاحة خطر محتمل قد يأتي إليها مستقبلا".
لكن عبدو يرى الخلاف الأميركي الإسرائيلي بشأن سوريا "تكتيكيا"، وليس إستراتيجيا، معتبرا أنه يندرج في سياق "توزيع أدوار متكاملة للتعامل مع الملف السوري".
وقال إن إسرائيل بحاجة إلى "نظام قادر على ضبط الأوضاع في سوريا، وتفضل ذلك على تقسيمها"، لذلك تضغط عبر ورقة الأقليات والتوغلات من أجل "إجبار النظام الجديد على تقديم تنازلات مستمرة".
إعلان