ما أفضل ساعة في اليوم لتناول علاج السرطان؟
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
طور باحثون في "شاريتيه-جامعة الطب في برلين" نهجا لتحديد أفضل وقت لعلاج السرطان بناء على أنواع معينة من خلايا سرطان الثدي. وقام الباحثون بتوظيف أدوات حسابية متعددة للكشف عن العوامل الخلوية والوراثية التي تشكل حساسية الدواء في الوقت المحدد من اليوم. ويطمح الباحثون للاستفادة من إيقاعات الساعة البيولوجية لتحسين علاجات الأدوية المضادة للسرطان.
يعتمد مدى فعالية الأدوية على عوامل مختلفة، منها الوقت الذي يتم فيه تناولها. لماذا؟ لأن أجسامنا لا تعمل بالطريقة نفسها طوال الوقت، بل تتبع دورة يتم ضبطها بواسطة الساعة الداخلية للجسم، والمعروفة بإيقاع الساعة البيولوجية. ولكن نظرا لأن إيقاع الساعة البيولوجية يختلف من شخص لآخر ويعتمد على عوامل متعددة، من الصعب ضبط جداول الأدوية وفقا لساعة جسم المريض.
تضبط الساعة الداخلية للجسم إيقاع العديد من الوظائف والعمليات الأيضية المختلفة، مثل النوم والهضم. لكن الأعضاء ليست الوحيدة التي تكون أكثر أو أقل نشاطا حسب الوقت من اليوم. حتى الخلايا الفردية تتبع دورة يحددها إيقاع الجسم، مما يجعل استجابتها للتأثيرات الخارجية تختلف حسب الوقت من اليوم. وهذا مهم جدا في العلاج الكيميائي لعلاج السرطان. أظهرت دراسات سابقة أن العلاج الكيميائي يكون أكثر فعالية عندما تنقسم الخلايا السرطانية. ولكن هذا الاكتشاف لم يُستخدم كثيرا في العلاج المرضى حتى الآن.
سعى فريق متعدد التخصصات برئاسة الدكتور أدريان إنريكي غرناطة من مركز السرطان الشامل في "شاريتيه" إلى سد هذه الفجوة. بدأ الفريق في البحث عن أفضل وقت لإعطاء الدواء بناء على إيقاع الساعة البيولوجية للأورام. ونشروا نتائج تجاربهم في مجلة نيتشر كومينكيشنز في 22 أغسطس/آب الحالي.
تقول كارولين إكتور، باحثة مساعدة في مجموعة الدكتور أدريان غرناطة البحثية، "قمنا بزراعة خلايا من مرضى سرطان الثدي الثلاثي السلبي لمراقبة كيفية استجابتها للأدوية في أوقات مختلفة من اليوم". وسرطان الثدي الثلاثي السلبي هو نوع عدواني جدا من سرطان الثدي، ويوجد عدد قليل من العلاجات الفعالة المتاحة له. وتضيف "استخدمنا التصوير الحي، وهي طريقة لمراقبة الخلايا الحية بشكل مستمر، وتقنيات تحليل بيانات معقدة لمراقبة وتقييم إيقاعات الساعة البيولوجية، ودورات النمو، واستجابات الأدوية لهذه الخلايا السرطانية بالتفصيل".
حدد الباحثون بهذه الطريقة أوقاتا معينة من اليوم تكون فيها الخلايا السرطانية أكثر استجابة للعلاجات الدوائية. على سبيل المثال، تبين أن دواء العلاج الكيميائي "5-فلورويوراسيل" (5-FU) كان أكثر فعالية ضد نوع معين من الخلايا السرطانية بين الساعة الثامنة والعاشرة صباحا. كما أظهرت الدراسة أن الجوانب الحاسمة هنا هي بعض العوامل الخلوية والجينية. وتمكن العلماء من تحديد الجينات التي تعتبر أساسية لتأثيرات الساعة البيولوجية لبعض الأدوية. يشرح الدكتور غرناطة "نسميها جينات الساعة الأساسية. لديها تأثير كبير على كيفية استجابة الخلايا السرطانية للعلاجات التي تُعطى في أوقات مختلفة من اليوم".
تسجل مواعيد الخلايا السرطانية: ملف لكل نوعيمكن استخدام هذا النهج لإنشاء ملفات تفصيلية توضح كيفية استجابة أنواع مختلفة من الخلايا السرطانية لأدوية مختلفة في أوقات متنوعة. يقول الدكتور غرناطة وفقا لموقع يوريك أليرت "يمكن أن يساعد هذا في تحديد أكثر تركيبات الأدوية فعالية". ويضيف "تشير نتائجنا عموما إلى أن خطط العلاج الشخصية القائمة على الإيقاعات البيولوجية الفردية قد تُحسن بشكل كبير من فعالية علاج السرطان". علاوة على ذلك، يمكن أيضا تقليل الآثار الجانبية غير المرغوب فيها.
لكي تساهم هذه النتائج في الممارسات السريرية قريبا، ينبغي التحقق من النتائج في دراسات تشمل مجموعات أكبر من المرضى. يقول غرناطة "نخطط أيضا لدراسة الآليات الجزيئية وراء التأثيرات البيولوجية على حساسية الأدوية، من أجل تحسين أوقات العلاج وتحديد أهداف علاجية جديدة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الخلایا السرطانیة الساعة البیولوجیة من الیوم
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تمنع طفلا من رام الله من تلقي علاج منقذ للحياة
رفضت السلطات الإسرائيلية السماح لطفل يبلغ من العمر خمس سنوات، ويعاني من مرض السرطان، بالسفر من رام الله لتلقي علاج منقذ للحياة في مستشفى "تل هاشومير"، بحجة أن عنوانه مسجل في غزة .
وقد قدم التماس نيابة عن عائلة الطفل إلى محكمة المركزية في القدس ، مشيرين إلى أن القرار يشكل انتهاكا صارخا للقوانين الدولية والمحلية المتعلقة بحقوق الإنسان والرعاية الصحية.
وأفادت منظمة "غيشا-مسلك" في التماسها أن عائلة الطفل انتقلت إلى رام الله عام 2022 لتلقي العلاج الطبي، الذي أصبح غير فعال حاليا، ويحتاج الطفل بشكل عاجل إلى عملية زرع نخاع عظمي لا تتوفر في الضفة الغربية أو قطاع غزة.
وأوضح المحامون أوسنات ليفشيتس، وسيغي بن آري، ومحمد عوض من منظمة "غيشا-مسلك" أن قرار السلطات الإسرائيلية بمنع طفل يبلغ من العمر خمس سنوات من تلقي هذا العلاج المنقذ للحياة بسبب عنوان سكنه يشكل انتهاكا صارخا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، وقانون حقوق الإنسان، بالإضافة إلى قواعد القانون الإسرائيلي.
وادعت الدولة في ردها للمحكمة أن الطفل يمكنه محاولة الانتقال إلى دولة ثالثة لتلقي العلاج عبر معبر اللنبي، أو اللجوء إلى المنظمات الدولية بموجب إجراءات الإجلاء الطبي لسكان غزة.
ويعد هذا القرار استثناء عن الحالات السابقة، حيث لم يعد الطفل يقيم في غزة، بل في رام الله منذ عام 2022 لتلقي العلاج الطبي الذي لم يعد فعالا، وهو الآن بحاجة عاجلة إلى عملية زرع نخاع عظمي غير متوفرة في الضفة الغربية أو غزة.
وأوضحت والدة الطفل أن حالة ابنها تتدهور باستمرار، وأنه في خطر الموت، مشيرة إلى أن والده توفي قبل عامين بالمرض نفسه، وأن الطفل لا يستطيع المشي ويعاني من ضعف شديد في جهازه المناعي، رغم تناول الأدوية لعلاج النوبات وضغط الدم.
وأكدت أن مستشفى تل هاشومير مستعد لاستقباله فور وصوله، وأن سياسة الدولة التي تسمح للمرضى بمغادرة غزة إلى دول ثالثة فقط لا تعفي إسرائيل من التزاماتها بتوفير الرعاية الطبية لسكان القطاع المدنيين، خاصة في ظل غياب بدائل للعلاج.
وقدمت خمس منظمات حقوقية الشهر الماضي التماسا إلى المحكمة العليا تطالب فيه إسرائيل باستئناف عملية إجلاء المرضى من قطاع غزة إلى مستشفيات الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهي الإجراءات التي كانت متبعة قبل السابع من أكتوبر.
ومع ذلك، تبرز الحالة الحالية كاستثناء، حيث لم يعد الطفل المعني يقيم في غزة بل في رام الله، ما يجعل رفض إتمام علاجه في المستشفى المتخصص قضية إنسانية وحقوقية أكثر تعقيدا.
وأشار الالتماس إلى أن نحو 16,500 شخص في غزة، معظمهم من الأطفال وكبار السن والنساء، يواجهون خطر الموت بسبب انقطاع الرعاية الطبية، محملا إسرائيل مسؤولية حماية الأرواح ضمن القانون الإسرائيلي والدولي ومنع وقوع المزيد من الخسائر البشرية في القطاع.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الإحصاء: ارتفاع عدد رخص البناء خلال الربع الثالث 2025 الاحتلال يقتحم حي الشيخ جراح بالقدس ويفرض مخالفات على المركبات وفاة رضيعة بخان يونس نتيجة البرد القارس الأكثر قراءة إسرائيل تحكم بالسّجن المؤبّد على الأسير هايل ضيف الله الرئاسة الفلسطينية ترحب بالبيان الختامي لمجلس دول التعاون الخليجي مدير الشفاء بغزة يحذر من نقص حاد في التجهيزات الطبية للجرحى مذكرة طلب اعتقال ضد أولمرت وليفني لارتكابهما جرائم حرب في غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025