الفنانة سميرة عبدالعزيز: "الألقاب" يمنحها الجمهور ولايفرضها الفنان
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
تشويه الام في الاعمال الفنية مرفوض
اختاري ادواري بعناية..وريهام عبدالغفور خليفتي
الفنانة سميرة عبدالعزيز، واحدة من الفنانات التى أثرت الحياة الفنية بالعديد من الأعمال، وتأثر بها العديد من الأجيال، خاصة فى دور الأم، حيث اشتهرت بلقب «أم العظماء والمشاهير» لقيامها بتجسيد شخصية والدة عدد كبير من المشاهير فى مختلف المجالات، ومنها «أُم» الأئمة «أبى حنيفة النعمان» و«الترمذي» و«المراغي» و«الشافعي»، وأُم الشيخ الشعراوى فى «إمام الدعاة»، وأُم «أم كلثوم»، وأم «الظاهر بيبرس»، وأم الأديب يوسف السباعى فى «فارس الرومانسية»، وسيد درويش فى «أهل الهوى»، وغيرها من الأعمال، وأخر أعمالها فى دراما رمضان المنقضى مسلسل «قلع الحجر» بدور أم أيضًا، لتلتصق بها شخصية الأم على مدار مشوارها وتصبح أيقونة الأمومة فى مختلف الأجيال.
«الوفد» كان له حوار مع الفنانة سميرة عبدالعزيز، حول كيفية تناول دور الأم فى الدراما، ورأيها فى الأعمال الدرامية التى تقدم حاليًا.
- أدوار الأم تغيرت بشكل كبير، حيث إن دور الأم قديمًا كان بمثابة قدوة لكل أمهات المستقبل، وكان يعطى دروسًا فى التربية والعطاء والالتزام، ولكن خلال السنوات الحالية، شوهت بعض الأعمال دور الأم، من خلال تقديم الأم الشريرة وتاجرة المخدرات، والتى تربى أبناءها على العنف والبلطجة والسرقة، ولكن ما زلت بعض الأعمال التى تقدم دور الأم المكافحة من أجل أبنائها لتخرج لنا أجيال متعلمة تنهض بمستقبل الوطن.
- أعتقد أن المؤلفين لا بد أن يهتموا بالكتابة للأمهات، واختيار رسالة الأم فهى كل المجتمع وليست نصف المجتمع فقط هى الأم والحبيبة والصديقة والأخت والزوجة، المرأة هى من تعطى رسائل للأجيال الجديدة لكى يخرجوا قادرين على المواجهة والبقاء، الحياة تغيرت تمامًا، والمفاهيم الأخلاقية تغيرت وتحتاج إلى تركيز من قبل صناع الدراما، ولذلك أتمنى أن يركز المؤلفون فى تقديم الدور الحيوى للأم والذى اعتبره دورًا استراتيجيًا.
- الفن يجب دائمًا أن يحمل رسالة ويناقش قضية ما فى المجتمع، ويجب أن يقدم العمل الفنى القدوة الحسنة، والأعمال الحالية بعضها يحمل رسائل مهمة فى حياتنا، وبعضها لا يحمل رسالة، وأشعر أنها بلا قيمة.
- لكل جيل نوع الفن الذى يناسبه، لكن تظل القيم والتقاليد هى المطلب الأول للعمل الفنى، ولذلك تغيرت مفاهيم الدراما التى كانت تعتمد على قواعد وأسس، ودائمًا ما كان هناك لجان تحكيم على النصوص، حيث كانت توجد لجان رقابية تقرأ العمل قبل أن يشرع فى تقديمة، كذلك لجان رقابية وفحص كل مشهد حتى لا يتم تقديم مشاهد تؤثر بشكل سلبى على الجمهور، واحزن عندما أجد أعمالًا بها مشاهد عنف أو بلطجة أو أعمال يعاقب عليها القانون مثل مشاهد لف سيجارة حشيش، ومشاهد مخدرات، هل نحن ندعم تعليم الشباب شرب المخدرات وإفساد الإخلاق، لذلك أتمنى التركيز فى تلك المشاهد.
- كل إنسان حر فيما يفعل، ولكن الجمهور لا يحترم تلك الألقاب، ولا يحترم أصحابها، والألقاب يجب أن يمنحها الجمهور للفنان، أو من خلال الشخصيات العامة أو الرؤساء، مثلما أطلق الرئيس السورى حافظ الأسد، لقب سيدة المسرح على الفنانة سميحة أيوب، ومنح الألقاب تكون حصيلة أعمال عظيمة قدمها الفنان عبر تاريخه.
- لم أغب عن الدراما، وآخر أعمالى عرضت فى رمضان الماضى، من خلال مسلسل «قلع الحجر»، ولكن الأعمال أصبحت قليلة مقارنة بالماضى، نتيجة أن الأدوار التى تُعرض علي غير ملائمة لطبيعة الأدوار المختلفة فى مسيرتي الفنية، سواء الدينية أو التاريخية، حيث أنني قدمت العديد من الأعمال الخاصة بالأطفال التى كانت تحمل رسائل تربوية ودينية وتوعوية، وهو النموذج الذى غاب عن الشاشات حاليًا، لذا فأنا أشفق على الأجيال الجديدة التى أصبحت فريسة لمواقع التواصل.
- المسلسل يتناول هدفًا ويقدم رسالة ويدعم قضية، وأنا أدعم المسلسلات التى تتحدث عن هدف وقضية لكى نكون قدوة للمشاهدين، كذلك المسلسل به مجموعة من الفنانين الذين أعتبرهم جميعًا أبنائى مثل الفنان محمد رياض، بالإضافة إلى النجم رياض الخولى وعدد كبير من الفنانين، والمسلسل من إخراج المخرج الكبير حسنى صالح وأنا عملت معه كثيرا فى الدراما.
- أرى أن الفنانة ريهام عبدالغفور، هى خليفتى، حيث إنها فنانة ملتزمة جدًا ولا تقبل غير الأعمال الجيدة، فهناك أدوار فرقعة وتخرج عن الأخلاق ولكنها لا تقوم بتقديمها.
- كل أدوارى، فأنا أختار أدوارى بكل دقة، ولكن هناك أدوار محببة لدى، مثل دورى فى مسلسل بوابة الحلوانى، حيث كان مسلسلًا طويلًا والشخصية مميزة وأمًا تربى ابنتها بشكل جيد، فأنا أراعى جدًا السلوك ولا أحب أن أقدم أدوارًا تفهم بشكل خاطئ، فأنا أرى أن الأم هى مثال للأخلاق وهى التى تربى وتخرج جيلًا جديدًا فلا بد أن يكون سلوكها صحيحًا.
- سميحة أيوب، قيمة كبيرة فى المسرح وتاريخها الفنى عظيم، سواء فى المسرح أو التليفزيون أو السينما، فهى إضافة لأى مكان أو عمل، وهى أول من وقفت جانبى، لافتة إلى أن الفنانة سميحة أيوب لها مواقف عظيمة فى حياتها، مؤكدة أن فى بداية مشوارها الفنى، اعترض على وجودها بعض الأشخاص، ولكن الفنانة سميحة أيوب دافعت عنها قائلة «هى مش جاية من الشارع دى بكالوريوس تجارة اختارها المخرج»، وقالت لها تعالى يا سميرة جنبى، ومن يومها وأنا قاعدة جنبها، وبقيت حبيبتى وصديقتى، ولازم أطمن عليها كل يوم، هى روحى وقلبى وحياتى كلها وهى فنانة كبيرة، لها فضل عليا وأنا مدينة ليها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إمام الدعاة سمیحة أیوب دور الأم أدوار ا
إقرأ أيضاً:
الدكتورة سميرة إسلام.. سيرة حياة حافلة بالعطاء والريادة العلمية
في يوم تكريمه لها بتاريخ 13 ربيع الثاني 1428 هجرية، قال عنها صاحب الاثنينية الأستاذ عبدالمقصود خوجه -رحمه الله تعالى- : « لقد كان لها قصب السبق في الحصول على الدكتوراه والأستاذية في علم الأدوية وعندما أقول قصب السبق فأعني تفوقها قبل ربع قرن من الزمان على نون النسوة وواو الجماعة في آن، سعادة الباحثة الأكاديمية المستشارة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية الأستاذة الدكتورة سميرة إبراهيم إسلام، فسميرة أول امرأة سعودية تحصل على الدكتوراه في العلوم، وتستحق أن تسمى الرائدة في مجال تخصصها، إذ هي الأولى بين نساء ورجال السعودية في الحصول على لقب (أستاذ) في علم الصيدلة، وهي أول امرأة عربية ومسلمة تمنح جائزة (لوريال- اليونسكو) العالمية المخصصة لنساء العام، وذلك في عام 2000، فقد أسست أول الكليات الأهلية في المملكة (كلية عفت الأهلية للبنات)، وأنشأت (وحدة مراقبة الأدوية) في مركز الملك فهد للبحوث الطبية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، “وحين تحدثت هي عن نفسها في تلك المناسبة قالت إنها تنقلت في أنحاء المملكة بحكم ظروف عمل والدها الشيخ إبراهيم مصطفى إسلام في وزارة المالية في عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وأنها ما زالت تتذكر طفولتها في الهفوف ومكة وأبها والرياض والدمام.
وقالت إنها تلقت تعليمها الأول لدى الفقيهة في جرول بمكة، والمدرسة الإندونيسية في الشامية، فتعلمت منذ الصغر القراءة والكتابة ، ولم يكتف والدها الذي تنبه منذ وقت مبكر لأهمية التعليم وضرورة العلم، فبدأ يستعين بمدرسين من مدرسة تحضير البعثات “القلعة”، فكانوا يأتون لتدريسها هي وإخوانها في المساء مستخدمين كتباً كان يستقدمها والدها من مصر. واستغلت والدتها فرصة وجود أسرة صديقة تريد الرحيل إلى القاهرة لتعليم أبناءهم، وأقنعهم الوالد أنه سوف يتكفل بإقامة بيت في الإسكندرية على أن يقيموا معهم ومع مربيتهم للإشراف والاهتمام بهم. وأقاموا بالإسكندرية وأدخلوا في كلية البنات الإنجليزية في الشاطئ في مدارس الداخلي، واخوانها في مدرسة فيكتوريا، وفي الإسكندرية واصلت دراستها الثانوية ثم التحقت بكلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية، وبعد حصولها على البكالوريوس في الصيدلة والكيمياء الصيدلية، تابعت دراستها للماجستير في الصيدلة – تخصص «التحليل الكيميائي الحيوي والتحليل والمعايرات الإحيانية للأدوية»، ثم سافرت إلى بريطانيا والتحقت بكلية طب سانت ماري في جامعة لندن لتحصل منها عام 1970 على درجة دكتوراه الفلسفة في العلوم الصيدلية – فارماكولوجي (علم الأدوية). فكانت أول سيدة سعودية تحصل على درجة البكالوريوس والدكتوراه والأستاذية، بل أول السعوديين رجالاً ونساءً حصولاً على درجة الأستاذية في علم الأدوية.
وحين عادت الى المملكة، تولت سميرة إسلام خلال مسيرتها المهنية مناصب عدة، منها عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ومستشار إقليمي في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لبرنامج الأدوية الأساسية، كما شغلت منصب رئيسة وحدة قياس ومراقبة الأدوية في مركز الملك فهد للبحوث الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، وكانت أول عميدة مؤسسة لـكلية عفت الأهلية للبنات، وهي أول كلية أهلية جامعية للفتيات.
وتعد الدكتوره سميرة إسلام أول سعودية تحصل على درجة الأستاذيّة في علم الأدوية، وأسهمت من خلال عملها الأكاديمي في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، في تطوير البحث العلمي والتعليم في حقل الصيدلة. كما نشرت نحو 75 بحثًا علميًا، وكرمتها اليونسكو ضمن 32 عالمة استحققن جائزة المرأة والعلوم بمجال العلوم وذلك عن عام 2000م؛ حيث تم اختيارهن من بين 400 عالمة رُشحن من قارات العالم، ورغم توالي التكريمات؛ من جائزة مكة للتميّز إلى لقب «شخصية المنتدى العربي للبحث العلمي»، كانت الدكتورة سميرة اسلام تتهجى الإنجاز بنبرة مختلفة: «لا أريد المجد لنفسي، بل أريد من يكمل هذا الدرب، لا أطلب الكثير، فقط كرسيّاً علمياً يحمل المشعل من بعدي».
بتواضعها الكبير، وعمقها النادر، كانت تقول أكثر مما تكتب، تقول عنها الدكتورة ثريا أحمد عبيد أنها عندما كانت تدرس بمصر -مع بداية الستينيات الميلادية-، إن الرعيل الأول من الطالبات السعوديات معها كن سميرة إسلام، وثريا التركي، وفاتن أمين شاكر، ويوم اختارتها هيئة اليونسكو ضمن أفضل 32 عالمة متميزة لجائزة المرأة والعلوم في مجال العلوم لعام 2000م، عبر معالي الدكتور محمد عبده يماني عن اعتزازه بهذا التكريم وقال في كلمة له:
«لقد عملت هذه السيدة معي لسنوات بجدّ ووعي ومسؤولية وإخلاص عندما كنت مديرا لجامعة الملك عبد العزيز، وكانت تسهم في مسيرة كلية الطب والعلوم الطبية والعلوم عامة. وقد كنت ألاحظ فيها ولعاً وعشقاً للمسيرة التعليمية، ولكنها كانت لا تنقطع عن البحث، وتحرص على تشجيع الطالبات على البحث العلمي، ثم شاءت إرادة الله، أن نكلفها بأعمال في مجال العلوم الطبية في جامعة الملك عبدالعزيز، فكانت نعم المعين، وأشهد أنها من خيرة الذين أدوا الرسالة على خير وجه. وهي سيدة مثقفة واعية وعلى قدر كبير من المسؤولية، وكنت أشعر دائما أن من حق هذه السيدة وأمثالها على المجتمع السعودي، أن يكرّمها، ففي تاريخنا التعليمي الكثير من السيدات الفاضلات العاملات والرائدات اللاتي هن جديرات بالتكّريم، وأن يقدمن كرموز لبنات هذا الوطن ونساء هذا الوطن. »، ثم أضاف الدكتور يماني قائلا: «تحية من الأعماق للرجل الصالح والمواطن المخلص المرحوم بإذن الله الشيخ إبراهيم إسلام، الذي تنبّه منذ وقت مبكِّر، لأهمية التعليم، وضرورة العلم، وإعطائها الفرصة حتى وصلت بفضل الله وتوفيقه إلى ما هي عليه الآن».