خلية نحل مشكلة من 150 إخصائى آثار وترميم ومعالجة، جميعهم يعملون بكامل طاقتهم لصيانة الآثار بالمتحف المصرى الكبير، يسابقون الزمن داخل مركز الترميم الدولى لترميم وصيانة القطع الأثرية، وبالفعل استطاعوا إنجاز 57 ألف قطعة أثرية، اصطحبنا الدكتور حسين كمال، مدير عام المركز، للاطلاع على خطوات عمليات إجراء الترميم والصيانة للقطع الأثرية منذ دخولها إلى المركز وحتى عرضها بالفاترينات.

ومن داخل معامل الترميم بالمتحف ووسط عمل إخصائى الترميم لصيانة القطع الأثرية، وقف مدير عام المركز، يشرح المراحل التى يمر بها الأثر منذ دخوله إلى المركز لإجراء عملية الترميم، حيث تبدأ من منطقة تجهيز الآثار التى تستقبل القطع الأثرية المنقولة من المناطق الأثرية أو المتاحف إلى المركز، والتى تكون منقولة فى مواد تغليف مناسبة، فى إطار التوصيل الآمن للأثر، ثم يتم فض القطع الأثرية وفك التغليف وفحص وتوثيق القطع الأثرية، وهنا تبدأ مرحلة جديدة للتأكد من عدم وجود أى إصابات حيوية أو حشرية للأثر، وفى حال وجود أى إصابات يتم حجر القطع المصابة فى منطقة الحجر بالمركز، لضمان خلو المركز من أى إصابات حشرية.

150 إخصائى آثار ومعالجة لترميم وحفظ الآثار على مستوى عالمى 

يقول «كمال»: «عقب عملية الفحص من الفريق المختص بالسيطرة على وجود أى إصابات حيوية أو حشرية للأثر، يتم نقل الأثر إلى معامل الترميم، وتكون أولوية دخول الأثر إلى المعامل وفقاً لتقرير حالة الأثر الصادر من مسئولى منطقة تجهيز الآثار بالمتحف، حيث تكون الأولوية للأثر الذى يحتاج إلى علاج سريع، وحال وجود عدد كبير من القطع الأثرية داخل معامل الترميم تحول بعض القطع إلى مخازن المركز، ويتم تحديد دور لها».

ووفقاً لمدير المركز الذى جرى افتتاحه فى عام 2010، يجرى توزيع القطع الأثرية على معامل الترميم الـ6، وفقاً للمادة الأثرية لكل قطعة، سواء كانت المادة أحجاراً ونقوشاً جدارية أو أخشاباً، آثاراً عضوية، آثاراً غير عضوية، بقايا آدمية، ثم يبدأ بعد ذلك داخل المعمل المختص تحديد خطة علاج الأثر من قِبل إخصائى الترميم، ثم تتم مناقشتها على مستوى أكبر لإقرارها، مشيراً إلى أن خطة العلاج للآثار المصرية داخل المركز باتت موحّدة. وشدّد «كمال» على أن مدرسة الترميم المصرية داخل المركز تحترم المواثيق الدولية، إلا أنها مختلفة عن المدارس الأوروبية كونها تحافظ على خصوصية الآثار.

وأشار إلى أنه بعد وضع خطة العلاج، يتم البدء فى التنفيذ، ويحدد فيها الفترة الزمنية اللازمة للترميم والمواد والخامات المستخدمة فى عملية الترميم والخطوات التى سيتم تنفيذها، ثم يتم تصوير القطعة الأثرية وتوضيح المواد التى تم استخدامها فى الترميم لتكون مرجعية، وبعد ذلك يتم نقل القطعة بعد ترميمها إلى المخازن الأثرية تخزيناً آمناً يصلح لفترة لا نهائية مع ضمان سهولة الوصول إلى أى قطعة أثرية بالمخازن، ثم نصل إلى المرحلة الأخيرة، وهى تثبيت الأثر داخل قاعة العرض بالمتحف.

وحسب «كمال»، فإن درع الملك توت عنخ آمون كان أكثر القطع الأثرية التى استغرق العمل بها وقتاً طويلاً تجاوز العام، موضحاً أنه عند نقل الدرع إلى المركز، وهى قطعة أثرية فريدة كان شكلها مشوهاً، عبارة عن كتلة نسيج عليها قصائص من الجلد، لافتاً إلى أنه كان هناك انقسام فى الرأى على ترميم الدرع أو تركها للحالة التى وجدت بها داخل المقبرة، خاصة أن الكثير من الخبراء العالميين لم يحدّدوا طريقة لإجراء عملية الترميم.

ولفت إلى أن ترميم درع الملك توت عنخ آمون أجاب عن الكثير من التساؤلات حول ماهية هذه الدرع، ومدى استخدامها فى وقاية الملك من السهام، أو استخدامها كدرع جنائزية موجودة بأساس الملك، موضحاً أنه «بعد الوصول إلى الشكل الأصلى للدرع وجدنا أن الدرع بها 3 طبقات من جلد البقر عند منطقة البطن، و6 فى الوسط، و12 عند الصدر»، ونوه بأنه جرى إعداد تصميم مشابه للدرع، لتحديد مدى قدرتها على صد السهام بسرعاتها الكبيرة، حيث جرى التأكد أن الحالة الوحيدة التى ينفذ فيها السهم من الدرع فى حال إطلاقه من مسافة مترين من الملك، لافتاً إلى أن هذه الدرع أكدت وجود تطور كبير فى صناعة الدروع بمصر القديمة، والتى كانت تتألف من مواد عضوية.

«كمال»: ترميم درع الفرعون الذهبى توت عنخ آمون استغرق أكثر من عام

وأكد «كمال» أن المدرسة المصرية فى الترميم لا تهدف إلى عودة الأثر لشكله الجمالى الأصلى 100%، خاصة مع وجود أجزاء مفقودة ببعض القطع الأثرية، ولكنها تعمل على الحفاظ على القطعة الموجودة بحالتها الطبيعية بعد إجراء الترميم، لافتاً إلى أنه سيتم عرض بعض عمليات الترميم التى جرت للقطع الأثرية من خلال شاشات عرض بقاعات المتحف.

المركز أنشئ على مساحة 32 ألف متر مربع مما جعله أكبر مركز ترميم فى العالم

وتابع: «القطع الأثرية الموجودة بالمتحف المصرى الكبير أغلبها فريدة يُعرض بعضها للمرة الأولى، وهو ما يُشجّع الزوار على رؤية جميع القطع المعروضة داخل المتحف، فالمركز صُمّم لترميم وحفظ الآثار على مستوى عالمى، لذا فقد جرى إنشاؤه على مساحة 32 ألف متر مربع، مما جعله أكبر مركز ترميم فى العالم».

وأضاف «كمال» أن تقسيم المعامل داخل المركز يغطى جميع أنواع صيانة الأثر، موضحاً أن المركز يجرى أعمال الصيانة العلاجية «الترميم» والصيانة الوقائية والفحص للأثر، لافتاً إلى أن المركز يتكون من 19 معملاً مقسّمة على أنواع الصيانة الـ3 للأثر، منها 6 معامل مخصّصة للصيانة العلاجية، و5 للصيانة الوقائية يتم خلالها السيطرة على عوامل تلف الأثر فى المستقبل ووضعها فى بيئة جيدة لا تجعلها تتعرّض لأى نوع من التلف المستقبلى. وأكد أن المركز يجرى دراسة لعلوم الآثار لمعرفة كل المعلومات عن القطع الأثرية، والتى لا ترى بالعين المجردة ويتم توفير معلومات جديدة للأثريين فى كتابة التاريخ.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المتحف الكبير الحضارة الفرعونية القطع الأثریة إلى المرکز إلى أن

إقرأ أيضاً:

متحف تل بسطا بالزقازيق ينظم احتفالية بمناسبة اليوم العالمى للمتاحف

نظم متحف تل بسطا بالمنطقة الأثرية بمدينة الزقازيق، اليوم احتفالية خاصة احتفاءً باليوم العالمى للمتاحف بعنوان "مستقبل المتاحف في ضوء مجتمعات سريعة التغير" والذى يوافق الثامن عشر من شهر مايوالجارى، وذلك بإفتتاح معرض أثرى مؤقت بعنوان ( كنوز الاستدامة في تل بسطا )، و ملتقي علمي بعنوان ( الفكر الاقتصادي في مصر بين الماضي والحاضر )، وذلك بالتنسيق مع " مبادرة انا وابني ومجتمع أخضر" و قسم التاريخ بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر بتفهنا الاشراف، ومنتدى صالون الزمن الجميل.

بدأت الاحتفالية التي نظمتها إدارة متحف تل بسطا اليوم بعزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية و تلاوة قرآنية، بآيات من الذكر الحكيم، أعقبها ملتقي علمي بعنوان ( الفكر الاقتصادي في مصر بين الماضي والحاضر ) قدم مجموعة من المحاضرات توضح مفهوم الاستدامة الاقتصادية في مصر.

وعلى هامش الاحتفال، قام قسم المعارض المؤقتة بالمتحف بتنظيم معرضين مؤقتين، الأول بالقاعة الرئيسة بالمتحف يضم "5 قطع أثرية لأوانى وقدور من عصور الدولة الحديثة " وعصر الإنتقال الثانى " ومعرض أخر لمنتجات معاد تدويرها" بالإضافة لقيام قسم البحث العلمى بالمتحف بتنظيم ندوتين بعنوان " اللغة المصرية القديمة - التاريخ المصرى القديم ".

وأكد إبراهيم على حمدي مدير متحف تل بسطا بالزقازيق أن متحف تل بسطا يعتبر من أهم المزارات الأثرية والسياحية في محافظة الشرقية يوضح ويحكى تاريخ المنطقة الأثرية لجذب السياحة الداخلية والخارجية، مشيداً بدور متحف تل بسطا بالزقازيق في تنظيم الندوات وورش العمل والمعارض المؤقتة وإستضافة الفعاليات التي من شأنها ترسيخ الهوية المصرية والفخر بتراث الأجداد.

هذا وكرم مدير المتحف عددا من العاملين المتميزين بمتحف تل بسطا لافتاً أنة تم إصطحاب الحضور لجولة متحفية بالمنطقة الأثرية والمتحف حيث قام المتحف اليوم بفتح ابوابة لجميع المصريين بالمجان.

حضر الحفل منال منير حبيب مدير عام منطقة اثار الشرقية ورزق دياب مدير عام أثار شرق الدلتا والدكتور مجدى الحصرى رئيس الفرع الإقليمي لجهاز شؤون البيئة بالشرقية والإسماعيلية والأستاذ الدكتور السيد الفضالى رئيس قسم علم النفس بكلية التربية جامعة الزقازيق والأستاذ الدكتور مغاورى عبيد بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر.

مقالات مشابهة

  • مصر تستعيد 21 قطعة أثرية تم تهريبها إلى أستراليا
  • مصر تسترد 20 قطعة أثرية من استراليا
  • متحف تل بسطا بالزقازيق ينظم احتفالية بمناسبة اليوم العالمى للمتاحف
  • حظر إنتاج الفحم الحيوي من السماد الحيواني في الزراعة العضوية
  • إعلان قمة بغداد .. تشكيل لجنة مفتوحة العضوية لحل الخلافات العربية
  • فنانات عُمان يُبدعن في ملتقى التمكين بالفن بالمتحف المصري الكبير
  • كايو يخضع لفحص طبي قبل مواجهة الوحدة
  • قوات حكومية تُحبط محاولة تهريب آثار يمنية نادرة إلى دول القرن الإفريقي
  • خريطة فلسطين لفحص العيون في مخيم الوحدات بالأردن
  • قوات العمالقة تُحبط محاولة تهريب 24 قطعة أثرية يمنية عبر باب المندب