تدريب الطفل على الاستقلالية ضرورة للاعتماد على نفسه

الأساليب التعزيزية للمستجدين مهمة في أول أيام الدراسة

تستقبل المدارس غدًا الأحد طلبتها مع انطلاقة العام الدراسي الجديد 2024-2025، ومن بينهم الطلبة المستجدون في الصف الأول. وأكد اختصاصيون تربويون على ضرورة تهيئة الطلبة لاستعادة نشاطهم واستقبال العام الجديد بكل عزم وحيوية.

كما شددوا على أهمية تهيئة الطلبة المستجدين للتكيف مع المجتمع المدرسي، وتنظيم المدارس للعديد من البرامج والفعاليات التي تساعد الطلبة على الاندماج في المدرسة والحد من قلق الانفصال.

وقالت منى بنت سعيد العبرية، مدربة معتمدة لمنهج فلسفة منتسوري: "مع اقتراب بداية العام الدراسي، يبدأ الكثير من الآباء والأمهات بالقلق حول أمور عديدة ومختلفة، من بينها تغير الروتين بعد الإجازة الصيفية وكيف سيستقبل طفلهم عامه الأول في المدرسة. يزداد هذا القلق والتوتر بشكل كبير كلما اقتربنا من بداية العام الدراسي."

وأضافت العبرية: "هناك طرق تسهم في التقليل من القلق وكيفية التعامل معه باستخدام أساليب متنوعة. منها الاهتمام بالصحة الجسدية للطفل من خلال تناول الأغذية المفيدة والتأكد من أن الطفل لا يعاني من نقص في الفيتامينات والمعادن، وتدريبه على النوم الكافي، خاصة للأطفال الذين ينامون متأخرًا. فذلك يؤثر بشكل كبير على التركيز، لذلك يجب تغيير الروتين قبل العام الدراسي لجعل الطفل مستعدًا جسديًا وذهنيًا للنهوض مبكرًا وتقبل التغيير بكل هدوء ودون قلق أو تعب."

وأضافت: "من الضروري التحدث عن الجانب النفسي، خاصة عند الأطفال المقبلين على مرحلة الروضة أو الصف الأول، حيث يعد الانفصال الأول عن الأم في مجتمع جديد كليًا عليهم. لذلك، فإن الاستعداد النفسي المبكر لهم سيخفف من وطأة الانفصال، وقد لا يمحيها بشكل كلي ولكن لن تكون هناك صدمة قوية."

وأوضحت العبرية أن هناك بعض الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل مدة كافية من موعد استقبال العام الدراسي، وهي تدريب الطفل على الاستقلالية والاعتماد على النفس، مثل ارتداء الملابس والدخول إلى دورة المياه والتعامل مع الحقيبة المدرسية وفتحها وغلقها والتعامل مع الطعام والماء. جميع هذه الأمور ستزيد من ثقة الطفل وقدرته على التعامل مع متطلباته ورغباته دون الحاجة الماسة لوجود الأم. بالإضافة إلى الحديث مع الطفل عن المدرسة أو الحضانة بشكل إيجابي دون مبالغة، مثل ربط المدرسة باللعب والمرح، حتى لا يصدم الطفل عندما يكتشف أنها نظام أكاديمي وجلسات طويلة. لكن يجب التحدث عن أنه سيتعرف على أصدقاء جدد ويتعلم معلومات جديدة ومثيرة بطرق متنوعة. كما يجب تدريب الطفل بشكل مبكر على مهارة مسك القلم والتآزر الحركي البصري، مما سيخفف الضغط عليه، ويجعله قادرًا على مجاراة متطلبات التعليم. إذ أن عضلات اليد الصغرى والكبرى لا تكون مكتملة وقوية في عمر الثلاث سنوات، لذلك التدريبات المسبقة من خلال الأنشطة المتنوعة ستجعله يتقبل التعليم برغبة أكبر وجهد أقل".

وأضافت: "يجب عدم تخويف الطفل بالمدرسة أو استخدامها كوسيلة عقاب أو للتخلص من الطفل عند دخول نوبات الغضب، حتى لا يربطها بأنها وسيلة لإبعاده والتخلص منه، وأنه غير مرغوب بوجوده في المنزل. كما يجب التدريب على الانفصال التدريجي عن الوالدين من خلال تركه مع شخص مسؤول من الأسرة لفترات قصيرة ثم زيادة المدة. بالتالي لن يشعر الطفل بالانفصال المفاجئ مرة واحدة."

وأشارت منى العبرية إلى أهمية الجوانب الاجتماعية لتشجيع الطفل على التفاعل مع الأطفال الآخرين والتعامل معهم من خلال أخذه إلى أماكن اللعب العامة المفتوحة، مما يسهل عليه اللعب والتواصل. وتشجيعه على ذلك بشكل مستمر وتعليمه أخلاقيات التعامل مع الآخرين مثل المشاركة وعدم التعدي عليهم. ومن المهم جدًا أخذ الطفل في زيارة للمدرسة ليتعرف على المكان والمعلمين أو مقدمي الرعاية، بحيث لا يشعر بالدهشة أو الصدمة في يومه الأول. مشيرة إلى أن الوضع الاجتماعي المستقر للوالدين يسهل على الطفل التعامل مع الظروف الخارجية وتقبل وجوده في محيط أكبر ومختلف؛ لأنه خرج من بيئة توفر له الأمان والاستقرار النفسي والعاطفي."

وقالت ميا بنت ناصر الحارثية، اختصاصية اجتماعية بمدرسة غلا للتعليم الأساسي (حلقة أولى): "مع بداية اليوم الأول من العام الدراسي، يتم تنفيذ برنامج خاص لاستقبال الطلبة المستجدين (طلاب الصف الأول) باعتبارها بيئة جديدة بالنسبة لهم. يتضمن البرنامج أنشطة ترفيهية وتعليمية وتوزيع الهدايا والتعرف على مرافق المدرسة والهيئة الإدارية والتدريسية. كما يتم وضع بطاقات تعريفية لكل طالب تتضمن الاسم والصف ومنطقة السكن والحافلة المدرسية ورقم هاتف ولي الأمر. ومن الأمور المهمة لسلامة الطلبة المستجدين عرض فيلم توعوي عن الأمن والسلامة وتوجيههم إلى كيفية ركوب الحافلة المدرسية والتقيد بإجراءات الأمن والسلامة، وتوزيعهم على الحافلات المدرسية. ويستمر البرنامج لعدة أيام خلال الأسبوع الأول من بداية العام الدراسي."

وتضيف شمسة العبرية، معلمة أولى مجال ثانٍ بمدرسة مدينة السلطان قابوس للتعليم الأساسي: "من الأساليب التعزيزية التي نقوم بإعدادها لاستقبال الطلبة تجهيز مدخل المدرسة بشكل جاذب لأخذ صورة تذكارية للطالب عند دخوله المدرسة، وتزيين الفصول الدراسية بالبالونات والعبارات المحفزة، وتشغيل أناشيد محببة للطلبة والغناء معها بشكل جماعي، بالإضافة إلى توزيع هدايا رمزية مع وجبة صحية تشجيعية ليحضروا بأنفسهم في الأيام القادمة وجبة صحية ومفيدة إلى المدرسة. كما نمنح الطلبة فرصة للتعرف على بعضهم البعض وذكر أسماء زملائهم الموجودين في الفصل ممن يعرفونهم سابقًا. كذلك نقيم مسابقات متنوعة وترفيهية لهم ونأخذهم في جولة للتعرف على مرافق المدرسة، ونعطيهم بعض المسؤوليات البسيطة مثل توزيع الكتب على مجموعتهم أو مساعدة زميل في فتح علبة الماء أو العصير، وتشجيعهم على حب مساعدة الآخرين لكسر القلق أو الخوف الذي قد يعتري بعض الطلبة."

ولفتت العبرية إلى بعض الطرق التعليمية المتبعة خلال الأيام الأولى من العام الدراسي، مثل التعلم خارج البيئة الصفية في الساحة أو منطقة الألعاب، والتعلم باللعب باستخدام الرمل والصلصال والتلوين والخرز، بالإضافة إلى استخدام إستراتيجيات الذكاء الاصطناعي في التعلم. كما يتم تحفيزهم على التعلم بالأقران والتعلم التعاوني من خلال تنفيذ نشاط جماعي وتعزيز المجموعة التي تنفذ بشكل تعاوني صحيح."

وتطرقت حمدة بنت سليمان العمرية، اختصاصية نفسية بمدرسة المنارة للتعليم الأساسي (5-9)، إلى القول: "في أول يوم دراسي نستقبل الطالبات بكل حب ونشاط من خلال تنفيذ بعض الألعاب التعليمية والترفيهية الهادفة. فمن الضروري تحفيز الطالبات وتوجيههن نحو الانطلاقات الجديدة وكيفية التخطيط للوصول إلى الهدف، بالإضافة إلى توزيع عبارات التهنئة لبث روح الحماس لاستقبال العام الجديد بكل عزم ونشاط".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العام الدراسی بالإضافة إلى التعامل مع من خلال

إقرأ أيضاً:

افتتاح مدرسة حي الزهور الثانوية المختلطة بتمويل ألماني في المفرق

صراحة نيوز- افتتحت الأمينة العامة لوزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية والمالية، سحر الشخاترة، الأربعاء، مدرسة حي الزهور الثانوية المختلطة في المفرق، بحضور محافظ المفرق فراس أبو الغنم. وتم إنشاء المدرسة بتمويل من بنك الإعمار الألماني بتكلفة بلغت 2.7 مليون دينار.

وقالت الشخاترة إن الوزارة استغنت هذا العام عن 50 مدرسة مستأجرة ضمن خطتها لتقليل الاعتماد على المباني المستأجرة وتوفير بيئة تعليمية ملائمة مجهزة بأفضل المواصفات، مؤكدة أن المدرسة الجديدة تخدم الطلبة من رياض الأطفال حتى الثانوية العامة بطاقة استيعابية 1090 طالباً وطالبة، بينهم 270 طالباً سورياً، وأسهمت في إلغاء المبنى المستأجر للمدرسة وإنهاء العمل بنظام الفترتين.

وأكد السفير الألماني في عمان، بيرترام فون مولتكه، أن ألمانيا تدعم وزارة التربية لبناء مدارس في جميع أنحاء المملكة، مشيراً إلى أن مدرسة حي الزهور تأتي ضمن برنامج لإنشاء 11 مدرسة، إضافة إلى برنامج لدفع رواتب معلمين في 200 مدرسة لتدريس الطلبة السوريين في الفترة المسائية.

من جانبها، قالت مديرة تربية قصبة المفرق، إيمان الخوالدة، إن المدرسة الجديدة خففت الضغط عن بعض مدارس المنطقة، وتضم 28 شعبة تعليمية، مختبرات حاسوب وعلوم، مشغلاً مهنياً، مكتبة، وقاعة متعددة الأغراض، معربة عن شكرها للحكومة الألمانية على دعمها المستمر لتطوير البنية التعليمية في المفرق.

مقالات مشابهة

  • كمادات الأمان.. سر خفض حرارة الأطفال دون مخاطر
  • جامعة قنا تُحقق طفرة في الأنشطة الطلابية بالفصل الدراسي الأول
  • استعدادات مكثفة لامتحانات الفصل الدراسي الأول بالفيوم
  • لقاء لتعزيز الشراكة بين البيئة المدرسية وأولياء الأمور لدعم العمل التربوي
  • التربية تستغني عن 50 مدرسة مستأجرة وافتتاح مدرسة جديدة في المفرق
  • افتتاح مدرسة حي الزهور الثانوية المختلطة بتمويل ألماني في المفرق
  • وزيرة البيئة تكشف جهود الرقابة والمتابعة الميدانية للحد من التلوث والمخالفات الصناعية
  • موعد إجازة منتصف العام الدراسي  2025- 2026
  • اختتام المسابقات المدرسية المنهجية في همدان
  • الحسنات: شبابنا خط الدفاع الأول ضد التطرف