حزب الله يخرجُ من الجنوب.. نصرالله كشف أسرار التوسع!
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
أسبوعٌ مرّ على ردّ "حزب الله" ضد إسرائيل انتقاماً لاغتيال أحد أكبر قادته وهو فؤاد شكر، ومنذ ذلك الحين كانت الهجمات التي نفذها الحزب دون عتبة "النوعية"، إذ أنّ معظمها كان عادياً أو مألوفاً على صعيد الجبهة القتاليّة. أمام كل ذلك، يستوجب التوقف عند تفاصيل جديدة مرتبطة بالميدان، فمسألة نوعية العمليات التي يشنّها "حزب الله" لم تعد هي أساس النقاش اليوم، فالأمر انتقل إلى ماهية انتشار الحزب ضمن الجنوب وخصوصاً ضمن المناطق المتقدمة والقريبة من الحدود.
خلال إطلالته الأسبوع الماضي، سرد أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله 3 نقاط أساسية، الأولى تقول إنَّ الحزب أطلق مُسيراته من البقاع باتجاه إسرائيل في "يوم الرّد"، فيما النقطة الثانية تُشير إلى أن الحزب سحب صواريخه الدقيقة من نقاطٍ كثيرة ضمن الجنوب. أما النقطة الثالثة فتقول إنَّ "حزب الله" نفذ عمليات من جنوب وشمال نهر الليطاني يوم الأحد الماضي.
ماذا يعني كل ذلك؟ في تحليل لكل ذلك، تقول مصادر معنية بالشأن العسكريّ لـ"لبنان24" إنَّ النقاط الـ3 المطروحة تعني أولاً أن "حزب الله" تحرّر من مسألة الحدود الجغرافية في هجماته عبر الصواريخ والطائرات، فهو قادرٌ على استهداف إسرائيل من مواقع له في شمال نهر الليطاني وليس من جنوب النهر فحسب. هنا، فإن هذا الأمر يشير إلى أن مطالبة تل أبيب الحزب بالانسحاب إلى منطقة شمال الليطاني لا تُقدم ولا تؤخر من الناحية العسكريّة، فالقدرات الصاروخية تجاوزت حدود الجغرافيا، وبالتالي يمكن لـ"حزب الله" تنفيذ هجمات من نقاط خارج المنطقة العازلة التي تشترط إسرائيل حصولها في جنوب لبنان.
أيضاً، فإن حديث نصرالله عن أن جبهة القتال توسعت لتُصبح من البقاع أيضاً يعني أنّ معادلة الجغرافيا سقطت أمام القدرة على اختراق إسرائيل من مناطق بعيدة، ما يعني أنّ ساحة نشاط "حزب الله" لم تعد ضمن منطقة واحدة بل باتت تشمل مناطق كثيرة وعديدة يصعب على إسرائيل السيطرة عليها ميدانياً وبسهولة.
على صعيد الصواريخ الدقيقة، فإن المصادر تقول إن "مسألة سحبها من الجنوب لا يعني انكفاء دورها، فالمدى المرتبط بتلك القذائف المملوكة من "حزب الله" يُثبت قدراتها التي تمكنها من سلوك الحدود مع لبنان باتجاه الداخل الإسرائيلي حتى وإن تمّ إطلاقها من مناطق بعيدة".
ماذا على صعيد إسرائيل؟ أمام كل هذه المشهدية، فإن المصادر ترى أن إسرائيل ستكون أمام جبهة توسّعية لـ"حزب الله"، فعمله العسكري بات على مساحة مناطق فضفاضة وواسعة، وبالتالي فإن هذه المسألة تخدم "حزب الله" ولا تُضعفه.
بالنسبة للمصادر، فإن "حزب الله" حينما يُطلق طائرات من البقاع، فإنه بذلك يقول إنّ مسار طائراته طويل المدى. هنا، يقول أحد المراجع العسكريّة لـ"لبنان24" إنّ مدى تحليق الطائرات المسيرة قد يصل إلى 3000 كلم، ما يعني أنّ "حزب الله" وعبر المُسيرات التي يطورها باتجاه هذا المدى، بإمكانه العمل جوياً من خارج الجنوب وباتجاهات أكثر تحرراً.
أمام كل هذه المعطيات، باتت معضلة إسرائيل غير مرتبطة بجنوب لبنان فحسب، بل أيضاً بالبقاع وبعمق لبنان. لهذا السبب، فإن مطالبتها بمنطقة عازلة لا ينفي خطر صواريخ "حزب الله"، لكنه يرتبط فقط بمسألة واحدة وهو منع الأخير من تنفيذ هجومٍ بري عبر "قوة الرضوان"، أما بالنسبة للهجمات الجوية والصاروخية، فهي مُحقّقة تبعاً لمعادلة التحرر من الجغرافيا واستناداً للقدرات المرتبطة بالطائرات المُسيرة والصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: من الجنوب حزب الله
إقرأ أيضاً:
رغم اتفاق وقف إطلاق النار .. جيش الاحتلال يواصل انتهاكاته بجنوب لبنان
قال أحمد سنجاب، مراسل قناة القاهرة الإخبارية من بيروت، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت منذ صباح اليوم سلسلة من الاعتداءات في جنوب لبنان، كان أبرزها إطلاق سيارة إسرائيلية صاروخًا على مركبة في بلدة ميزدون بقضاء النبطية، إلا أن الاستهداف لم يسفر عن إصابات في السيارة، بينما أصابت الشظايا عاملًا سوريًا كان بالقرب من الموقع.
أضاف، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن قوات الإسرائيلية شنت أيضًا قصفًا مدفعيًا من مواقعها العسكرية باتجاه عدة بلدات في قضاء بنت جبيل، من بينها بلدة بيت ليف، ما أدى إلى اندلاع حرائق في المناطق المستهدفة، كما طال القصف أطراف بلدة كفرشوبا في القطاع الشرقي، في حين استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية منطقة في البقاع الشرقي، ولم تتضح حتى الآن طبيعة العملية وما إذا كانت محاولة اغتيال أو قصفًا اعتياديًا للسلسلة الشرقية.
قطاعات الجنوب اللبنانيأشار سنجاب إلى أن الطيران المسيّر الإسرائيلي يواصل التحليق المكثف في أجواء مختلف قطاعات الجنوب اللبناني، في وقت تجاوزت فيه الانتهاكات الإسرائيلية منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في الثاني من نوفمبر الماضي أكثر من 4 آلاف خرق برًا وبحرًا وجوًا، وأسفرت هذه الاعتداءات حتى الآن عن سقوط أكثر من 245 قتيلًا ومئات الجرحى.
وحول ارتباط التصعيد الإسرائيلي بقرار الحكومة اللبنانية الأخير بحصر السلاح في يد الدولة، أوضح سنجاب أن هذه الخطوة جاءت كإبداء حسن نية من جانب الحكومة لتثبيت الاتفاق وضمان استقرار الجنوب، لكن الجيش الإسرائيلي قابلها بمزيد من التصعيد، إذ نفذ في اليوم التالي للقرار أكثر من 20 غارة على مناطق في الجنوب شمال نهر الليطاني، فضلًا عن عملية اغتيال كبرى على طريق المصنع الخميس الماضي أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة عشرة آخرين، في أكبر حصيلة منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
واختتم سنجاب مؤكدًا أن إسرائيل قابلت المبادرات اللبنانية الساعية للتهدئة بمزيد من الانتهاكات وتصعيد العمليات العسكرية في الجنوب اللبناني.