الصرف الصحي.. بنك معلومات للكشف المبكر عن مسببات الأمراض
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
منذ سنوات، استخدم العلماء تحليل المياه العادمة للكشف عن مجموعة متنوعة من المواد، مثل المخدرات والأدوية وحتى المواد الكيميائية البيئية. ولكن مع جائحة كوفيد-19، برز دور جديد ومهم لهذه التحليلات، حيث أصبحت وسيلة فعالة لرصد انتشار الفيروسات والأمراض في المجتمعات. وفقًا لباحثين الألمان، فإنمياه الصرف الصحي تحتوي على إفرازات من البشر والكائنات الحية الأخرى، مما يجعلها مصدرًا غنيًا بالمعلومات التي يمكن تحليلها في المختبرات للكشف عن المخلفات الكيميائية والفيروسات.
رغم أن الفكرة ليست جديدة بالكامل، فقد استخدمت تحليلات المياه العادمة للكشف عن الفيروسات منذ أكثر من 85 عامًا عندما تم اكتشاف فيروس شلل الأطفال في المياه العادمة بالولايات المتحدة. ومع ظهور جائحة كوفيد-19، أثبت علماء هولنديون أنه يمكن الكشف عن المادة الوراثية لفيروس كورونا في مياه الصرف الصحي، مما أتاح تتبع انتشار الفيروس واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد منه.
طموح ألماني للبحث
أدركت ألمانيا أهمية هذه الأداة وبدأت في تطوير مشاريع طموحة لمراقبة المياه العادمة. انطلق المشروع التجريبي «ESI-CorA» في عام 2022 بمشاركة 20 محطة معالجة مياه، وتوسع ليشمل عشرات المحطات الأخرى. يهدف المشروع إلى رصد تلوث المياه العادمة بفيروس سارس-كوف-2، ما أسهم في توفير بيانات حيوية للأطباء والمتخصصين في الصحة العامة.
وبعد انتهاء المشروع التجريبي، انطلقت مبادرة «Amelag» التي تتولى مراقبة المياه العادمة لتقييم الحالة الوبائية. يتمثل أحد أهداف هذا المشروع في تحديد مسببات الأمراض التي يجب أن تكون لها الأولوية في الفحص المستقبلي. كما يركز على بناء بنية تحتية رقمية لمعالجة البيانات بسرعة ودقة، مما يسمح بالكشف المبكر عن موجات العدوى.
يقول تيمو غراينر من معهد روبرت كوخ: " قائمة مسببات الأمراض المحتملة طويلة جدا"، ورأى أن من المهم أيضا الانتباه إلى تلك المسببات التي لا
تتوفر عنها معلومات كافية مشيرا إلى أن النظام الصحي لا تتوافر لديه معلومات عن حمى غرب النيل على سبيل المثال إلا في الحالات الشديدة. وقال
إن من الممكن لتحليل المياه العادمة أن يكشف أيضا عن عدد الحالات غير المكتشفة من الأمراض الخفيفة أو الخالية من الأعراض كما هو الحال مع
كوفيد.
إمكانات هائلة تنتظر الاستغلال
الدراسات الحديثة، مثل تلك التي أجراها فريق من مركز ماكس ديلبروك للطب الجزيئي في برلين، أظهرت أن تحليل مياه الصرف الصحي يمكن أن يكشف ليس فقط عن الفيروسات الشائعة مثل الإنفلونزا، بل أيضًا عن الفيروسات الموسمية التي تصيب النباتات وحتى البعوض. هذه النتائج تؤكد على الإمكانات الهائلة التي ينطوي عليها تحليل مياه الصرف الصحي، والذي يمكن أن يصبح أداة أساسية في مراقبة الصحة العامة والكشف المبكر عن الأوبئة.
رغم التقدم الكبير الذي أحرزته هذه المشاريع، يظل هناك تحدٍ كبير يتمثل في تسريع عمليات تحليل البيانات، لتكون قابلة للاستخدام في الوقت المناسب. مع ذلك، فإن البنية التحتية التي تم تطويرها خلال جائحة كوفيد-19 ستظل مفيدة للوقاية من الأوبئة المستقبلية. مع استمرار البحث والتطوير في هذا المجال، قد نرى قريبًا استخدامًا أوسع لتحليل المياه العادمة في الكشف المبكر عن الأمراض والحفاظ على الصحة العامة.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: میاه الصرف الصحی المیاه العادمة المبکر عن
إقرأ أيضاً:
محافظ بورسعيد يواصل جولاته بحي الزهور لمتابعة حل مشكلات الصرف الصحي وتطوير الشوارع
في استجابة سريعة لشكاوى المواطنين، واصل اللواء أ. ح. محب حبشي، محافظ بورسعيد، جولاته الميدانية المكثفة بحي الزهور لليوم الثاني على التوالي، وذلك بهدف الوقوف على أبرز مشكلات الصرف الصحي ووضع الحلول التنفيذية لها.
رافق المحافظ خلال الجولة النائب أحمد فرغلي، عضو مجلس النواب، واللواء عمرو فكري السكرتير العام، وخالد فوليه سكرتير حي الزهور، والمهندسة هويدا شميس رئيس الإدارة المركزية لتخطيط المشروعات والمشرف العام على منطقة تعمير بورسعيد، وعدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة.
بدأ المحافظ جولته بتفقد أعمال تطوير شارع محمد حسني مبارك، مؤكدًا على قرب الانتهاء من كافة أعمال التطوير التي يشهدها الشارع، وقد كثفت الأجهزة التنفيذية جهودها لتطوير وتوسعة ورفع كفاءة ورصف الشارع، بدءًا من شارع 23 ديسمبر وحتى شارع محمد سرحان.
تشمل أعمال التطوير الرصف، والتخطيط، ووضع الإرشادات والعلامات المرورية، وتوسعة الشارع، وتأسيس أماكن انتظار للسيارات، ورفع كفاءة وتجميل وإضاءة الشارع بأعمدة ديكورية، بالإضافة إلى أعمال اللاند سكيب على أعلى مستوى، ورفع وإزالة كافة الإشغالات والمخالفات والتعديات.
كما وجه المحافظ بالبدء الفوري في تطوير ورفع كفاءة ورصف شارع محمد رياض بحي الزهور، مشددًا على ضرورة وضع خطة زمنية محددة للانتهاء من تطوير الشارع في أقرب وقت.
وخلال جولته، تفقد المحافظ منطقتي "خالد بن الوليد" و"عمر بن عبد العزيز" لمناقشة الخطوات الفعلية لحل مشكلات الصرف الصحي بهما، بحضور النائب أحمد فرغلي والجهات المعنية.
استعرض المحافظ الموقف الحالي الذي تشهده هذه المناطق في قطاع الصرف الصحي، موجهًا بالتنسيق بين الجهات المختصة بالمحافظة والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، مشدداً على البدء في وضع دراسة عاجلة لحل هذه المشكلات وإعداد تقرير مفصل بإمكانية تغيير شبكات الصرف الصحي ونوازل الصرف الصحي بالعمارات، وعرضه على الجهات المعنية.
ووجه المحافظ خلال الجولة بتنفيذ ساحات انتظار للسيارات في المساحات الفضاء بين العمارات السكنية بمنطقة خالد بن الوليد، بالإضافة إلى إزالة المظاهر العشوائية في مداخل العمارات، وناشد المواطنين بدعم جهود الأجهزة التنفيذية والتعاون المثمر من أجل الحفاظ على المظهر الحضاري للمحافظة.
أكد المحافظ على أهمية التنسيق بين الجهات المختصة للبدء في الخطوات الفعلية التي تضمن الانتهاء من مشكلة الصرف الصحي في هذه المناطق بحي الزهور، مشددًا على كامل دعمه لهذا الملف نظرًا لأهميته في الحفاظ على بيئة صحية وآمنة وحضارية للمواطنين.