تعرف علي موعد عرض الفيلم المصري بمهرجان فينيسيا السينمائي
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
يشهد مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، يوم الأربعاء المقبل، العرض الأول للفيلم المصري معطر بالنعناع ضمن مسابقة أسبوع النقاد.
معطر بالنعناع أخرجه محمد حمدي، ويروي قصة طبيب يدعى علاء يلتقي بصديقه القديم مهدي الذي يعاني من حالة غريبة تتمثل في نمو نباتات النعناع في جسده.
ويعد فيلم معطر بالنعناع الذي يستغرق عرضه 111 دقيقة، من أبرز الأعمال المصرية المشاركة في الدورة الحالية للمهرجان، حيث يجمع بين عناصر الخيال والدراما، وتم إنتاجه بالتعاون بين شركات انتاج من مصر وفرنسا وتونس وقطر.
وفيلم معطر بالنعناع أحد سبعة أفلام يتم عرضها ضمن أسبوع النقاد، وهو قسم مستقل داخل مهرجان فينيسيا يهتم بعرض الأعمال الأولى لمخرجي السينما الواعدين.
مؤسسة البحر الأحمر السينمائيوتواصل مؤسسة البحر الأحمر السينمائي حضورها ومشاركتها في المهرجانات الدولية، وهذه المرة في الدورة الواحدة والثمانين من مهرجان فينيسيا السينمائي بين 28 أغسطس و7 سبتمبر 2024، وذلك عبر ستة أفلام حظيت بدعم صندوق البحر الأحمر.
وتشمل قائمة الأفلام المشاركة: فيلم "عائشة" للمخرج التونسي مهدي البرصاوي والذي سيُعرض ضمن قسم "أوريزّونتي" المرموق.. وكان الفيلم قد حصد جائزة سوق البحر الأحمر في الدورة الثانية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.
أما فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" لمخرجه المصري خالد منصور، فسيُعرض ضمن "أوريزّونتي إكسترا" في إنجاز جديد للسينما المصرية التي تعود اليوم إلى منافسات مهرجان البندقية بعد عشر سنوات من الانقطاع.
والفيلم هو أيضاً أحد الأفلام المختارة ضمن برنامج "اللودج" التابع لمعامل البحر الأحمر لعام 2021، كما حظي بدعم صندوق البحر الأحمر لعام 2023.أما فيلمي "عائشة لا تستطيع الطيران" للمخرج المصري مراد مصطفى و"حتى بالعتمة بشوفك" للمخرج اللبناني نديم تابت، فسيتمّ عرضهما ضمن مبادرة "فاينل كت" التي تدعمها المؤسسة للعام الثالث على التوالي، عبر جائزة مالية قدرها 5000 يورو تُمنح للفيلم الفائز في مرحلة ما بعد الإنتاج.
وإلى جانب تلك الأفلام المميزة، سيُعرض فيلم "سودان يا غالي" للمخرجة التونسية الفرنسية هند المدب ومن شمال شرق آسيا فيلم "قتل حصان منغولي" للمخرجة الصينية شياوشوان جيانغ، ضمن قسم "جورنات دجلي أوتوري".
وعلى هامش مهرجان فينيسيا السينمائي، تواصل مؤسسة البحر الأحمر للعام الرابع على التوالي دعمها لحفل "أمفار" الخيري، بقيادة جمانا راشد الراشد، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، إلى جانب شخصيات أخرى بارزة في الصناعة السينمائية، من بينهم: أكيلي بوريولي، ويليم دافو، ماتيو فانتاشيوتي، أليخاندرا غيري، أندريه جيلوت، هاري غوودوينز، تي رايان غرينوالت، لوسيان لافيسكونت، جوليان لينون، توني مانسيلا، كيفين مكلاتشي، كاثرين أوهارا، فين روبرتي، كارولين شوفيله، ديفيد تايت، أمير أوريار، وجون واتس.
فاينل كتوتعليقاً على هذه المشاركة الواسعة، قالت رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي جمانا راشد الراشد: "إن المؤسسة فخورة بدعمها ستة أفلام استطاعت الوصول إلى مهرجان دولي عريق مثل مهرجان فينيسيا السينمائي، ما يجسّد قوة وأهمية السينما التي تنتجها منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا"، مشيرة إلى حرص المؤسسة على الاستمرار في دورها الداعم للإبداع والتنوّع الفكري والثقافي، لا سيما وأنها توسّعت هذا العام نحو آسيا عبر الدعم الذي قدمته للمخرجة الصينية شياوشوان جيانغ.
من جهة أخرى، نوّهت الراشد إلى أهمية استمرار الشراكة مع برنامج "فاينل كت" التي أثمرت حتى الآن عن مشروعين سينمائيين مبدعين لصنّاع أفلام موهوبين من جميع أنحاء المنطقة.
يُذكر أن "فاينل كت" التي تدعمها مؤسسة البحر الأحمر السينمائي على هامش مهرجان فينيسيا السينمائي، هي مبادرة تطويرية تقدم منذ العام 2013، دعماً ملموساً للأفلام من قارّة أفريقيا، ومن خمس دول من الشرق الأوسط: العراق، لبنان، فلسطين، وسوريا.
وتأتي هذه المبادرة ضمن برنامج "جسر فينيسيا للإنتاج"؛ أحد برامج مهرجان فينيسيا السينمائي، بإشراف ألبرتو باربيرا وتنظيم لا بينالي دي فينيسيا.
ويتيح البرنامج الفرصة لتقديم الأفلام التي لا تزال قيد الإنتاج إلى محترفي السينما الدوليين، لتسهيل مرحلة ما بعد الإنتاج والوصول إلى أسواق الأفلام الدولية بسلاسة.
ويمتدّ البرنامج لثلاثة أيام من الأنشطة والفعاليات بين 1 و3 سبتمبر 2024، خلال الدورة الواحدة والثمانين من مهرجان فينيسيا السينمائي، حيث تُعرض مجموعة من الأفلام أمام نخبة من المنتجين والموزّعين ومبرمجي المهرجانات السينمائية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مهرجان فينيسيا السينمائي مهرجان فينيسيا السينمائي 2024 مهرجان فينيسيا 2024 مؤسسة البحر الأحمر السینمائی مهرجان فینیسیا السینمائی
إقرأ أيضاً:
إبراهيم شقلاوي يكتب: آن للسودان أن يرقص على رؤوس الأفاعي
الرقص على رؤوس الأفاعي مقولة شهيرة ارتبطت بالرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، في توصيفه لواقع سياسي معقد تطلّب إدارة توازنات دقيقة داخليًا وخارجيًا. واليوم، تكاد العبارة تنطبق على المشهد السوداني، وسط تحولات إقليمية كبرى تعيد تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط. فالحرب بين إيران وإسرائيل بصرف النظر عن مالاتها تعبّر عن مرحلة جديدة تتشابك فيها المصالح، وتتنوع أدوات النفوذ، حيث أضحت المواجهة العسكرية جزءًا من مشروع استراتيجي أوسع يعيد رسم خرائط الهيمنة الإقليمية في المنطقة.
في هذا السياق، يجد السودان نفسه في موقع بالغ الحساسية، تتقاطع فيه التحديات الداخلية مع صراعات إقليمية متسارعة، تجعله جزءًا من معادلات تتجاوز حدوده.
ويأتي الحراك الأميركي في المنطقة، مدعومًا بتأييد غير مشروط لإسرائيل، وتمويل الحرب عبر قوى خليجية – بحسب مراقبين – ضمن مشروع لإعادة هندسة النظام الإقليمي، وإنتاج أنظمة سياسية عربية جديدة، لا تكتفي بالولاء، بل تندمج بالكامل في مشروع التطبيع وفق المشروع الإبراهيمي . إذ لم يعد المطلوب أنظمة موالية فحسب، بل بنى سياسية وثقافية تتماهى مع تصوّر إسرائيلي-أميركي للمنطقة، يُعيد ضبط الإقليم وفق معايير الهيمنة الناعمة والتحكم المستدام.
وسط هذه المتغيرات، يبرز السودان كحالة استثنائية تحمل إمكانات استراتيجية واعدة، إذا أُحسن توظيف التوازنات الإقليمية، واللعب على خطوط التماس بحذر وذكاء. ورغم الجراح الداخلية المفتوحة، وتعقيد الأزمات السياسية والاجتماعية، فإن السودان يمتلك موقعًا جيوسياسيًا بالغ الأهمية، وموارد طبيعية وبشرية ضخمة، وموقعًا إقليميًا يربطه بالقرن الأفريقي ومحيط البحر الأحمر والخليج العربي في آنٍ واحد. وإذا كان بعض الفاعلين الإقليميين مهددين بالذوبان أو السقوط في فوضى ممنهجة، فإن السودان، إن أحسن ترتيب بيته الداخلي، قادر على التحوّل من دولة كانت على هامش الصراع إلى دولة مركزية مؤثرة في معادلات ما بعد الصراع.
ومع اتساع رقعة الحرب في الخليج، وارتفاع كلفتها، وتزايد احتمالات الانهيار في بعض دوله، قد يصبح السودان الوجهة الأقرب والأكثر قابلية لاستقبال تدفقات بشرية واقتصادية هائلة، سواء من مواطنيه العائدين من هناك، أو من عربٍ قد تدفعهم الأوضاع إلى الهجرة بحثًا عن أمن مفقود. هذه الموجات المتوقعة من النزوح العربي والخليجي نحو السودان قد تُشكل، إذا أُديرت بوعي، رافعة اقتصادية ضخمة تسهم في تحريك عجلة الإنتاج، وتوسيع السوق المحلي، وزيادة الطلب على الخدمات والسلع والمساكن، فضلًا عن إمكانية استثمار رؤوس الأموال الهاربة في قطاعات واعدة كالتعدين، الزراعة، والطاقة والثروة الحيوانية .
إن التحول الإقليمي المقبل لا يقتصر على الاقتصاد، بل يمتد إلى بنية الأمن في البحر الأحمر والقرن الأفريقي. وإذا نجح السودان في استعادة الاستقرار، فقد يتحول جيشه – بما أثبته من كفاءة قتالية – إلى ركيزة إقليمية لحفظ التوازن. ومع تراجع الأدوار الخليجية، تتعاظم قيمة السودان كفاعل استراتيجي، ويغدو جيشه طرفًا مطلوبًا في معادلات الأمن الإقليمي، بما يعزز نفوذه السياسي والتفاوضي في لحظة تعاد فيها هندسة المنطقة.
لكن جميع السيناريوهات تظل مرهونة بقدرة السودان على التقاط لحظته التاريخية، باعتبارها فرصة لتأسيس مسار استراتيجي جديد. فالنجاح مرهون بالتحرك المدروس، وتجنّب استنساخ تجارب الماضي، وامتلاك رؤية وطنية عقلانية تتجاوز الانقسامات، وتؤسس لدولة فاعلة لا منفعلة. ويتطلب ذلك قيادة تدرك حساسية التوقيت، وتبني سياساتها الخارجية على براغماتية هادئة توازن بين المصالح الوطنية والنفوذ الإقليمي ، بعيدًا عن الشعارات والاستقطاب الأيديولوجي.
السودان لم يعد فاعلًا هامشيًا في الإقليم، بل أضحى مركزًا استراتيجيًا في قلب التحولات الجيوسياسية الجارية. فالخرائط الجديدة تُرسم خلف الكواليس، والفراغ الذي خلّفه تراجع النفوذ الخليجي في البحر الأحمر لا بد أن يُملأ. وإن لم يبادر السودان إلى ملئه، فسيفعل ذلك فاعلون آخرون.
لذا، فإن اللحظة تقتضي وعيًا استراتيجيًا عقلانيًا، يتجاوز الحسابات العاطفية والماضي المثقل بالجراح، ويدرك أن التحولات الكبرى – مهما بدت مدمّرة – تحمل في طياتها فرصًا لمن يُحسن قراءتها بذكاء وواقعية.
وبحسب ما نراه من وجه الحقيقة لقد آن للسودان أن يرقص على رؤوس الأفاعي. وليس في ذلك مجازفة متهورة، بل استجابة لطبيعة اللحظة التاريخية التي لا تسمح بالتقوقع أو الانتظار. فالأفاعي تتحرك، والخرائط يُعاد رسمها، والمصالح تتبدل. ومن يمتلك القدرة على السير فوق الحبال المشدودة دون أن يسقط، هو من سيكون له نصيب في صناعة التاريخ وكتابته. وربما يكون السودان، بثقله الجيواستراتيجي، أمام بوابة مختلفة، لا تفتحها القوة وحدها، بل يُفتح قفلها بالعقل، والرؤية، والبصيرة.
إبراهيم شقلاوي
إنضم لقناة النيلين على واتساب