يستعد النائب البرلماني البريطاني جيريمي كوربين رسميا لتشكيل تحالف برلماني مع أربعة نواب مستقلين تم انتخابهم على منصات مؤيدة لغزة، مع الإبقاء على التكتل مفتوحا لانضمام مزيد من النواب.

ويضم التحالف إلى جانب كوربين، زعيم حزب العمال السابق، النواب شوكات آدم، وأيوب خان، وعدنان حسين، وإقبال محمد.

وقال النواب في تصريحات نقلتها صحيفة "الغارديان" اليوم: "لقد انتخبنا من قبل ناخبينا لتوفير الأمل في برلمان اليأس.

لقد ألغت هذه الحكومة بالفعل بدل الوقود الشتوي لحوالي 10 ملايين متقاعد، وصوتت على إبقاء الحد الأقصى لطفلين، وتجاهلت الدعوات لإنهاء مبيعات الأسلحة لإسرائيل".

وأضافوا: "يصرخ الملايين من الناس من أجل بديل حقيقي للتقشف وعدم المساواة والحرب ـ وتستحق أصواتهم أن تُسمع... بصفتنا أفرادًا، تم انتخابنا من قبل ناخبينا لتمثيل مخاوفهم في البرلمان بشأن هذه الأمور، وأكثر من ذلك، ونعتقد أنه كمجموعة جماعية يمكننا الاستمرار في القيام بذلك بفعالية أكبر.

"وأكدوا أنه كلما زاد عدد النواب المستعدين للدفاع عن هذه المبادئ، كان ذلك أفضل. وقالوا بأن بابهم مفتوح دائمًا للنواب الآخرين الذين يؤمنون بعالم أكثر مساواة وسلامًا."

وأشار النواب الأربعة إلى أن هذا التحالف المستقل لن يكون حزباً سياسياً، لكن المجموعة قالت إنها تشكلت بحيث تم تخصيص المزيد من الوقت البرلماني للنواب الخمسة لطرح الأسئلة والتحدث في المناقشات ـ والعمل في الواقع كحزب سياسي بدون زعيم.

ومع ذلك، لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق رسمي لتمكين حدوث ذلك. وقال المتحدث باسم رئيس مجلس العموم، ليندسي هويل، إنه تم استلام خطاب لكنه رفض القول ما إذا كان ذلك سيكون له أي تأثير على الوقت البرلماني المخصص.

من المفهوم أن التحالف الجديد لا يتوقع تلقي أموال شورت، وهو التمويل الذي يمكن لأحزاب المعارضة الحصول عليه للعمل البرلماني.

وفي بيان مشترك، قال النواب الخمسة إنهم يتوقعون أن يمنحهم هويل عددًا مماثلًا من الفترات للتحدث مثل الأحزاب الصغيرة الأخرى مثل حزب الإصلاح بزعامة نايجل فاراج، بما في ذلك إضافتهم إلى قائمة الأسئلة التي يطرحها رئيس الوزراء.

وكان النواب الخمسة قد بدأوا بالفعل العمل كمجموعة برلمانية قبل العطلة الصيفية، بما في ذلك التوقيع على عدد من الرسائل المشتركة للحكومة وإصدار بيانات مشتركة.

وكتب كوربين على صفحته على منصة "إكس" اليوم قائلا: "سألت وزير الخارجية عن الدور الذي لعبته بريطانيا في تحليق طائرات المراقبة فوق غزة، وما إذا كانت القاعدة العسكرية البريطانية في قبرص تُستخدم كنقطة انطلاق للرحلات الجوية إلى إسرائيل. رفض الإجابة".

ويتزامن هذا التوجه مع تزايد الضغوط على الحكومة البريطانية من أجل أن تلعب دورا أكثر حزما وحسما في وقف إطلاق النار في غزة، فقد أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي اليوم أن بلاده ستعلق على الفور 30 رخصة لتصدير الأسلحة من بين 350 رخصة تصدير لإسرائيل بسبب مخاطر من احتمال استخدام مثل هذا العتاد في ارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي.

وقال لامي إن قرار تعليق الرخص لا يصل إلى مستوى الحظر الشامل أو حظر الأسلحة، ولكنه لن يسري سوى على الأسلحة التي يمكن استخدامها في الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة.

وتستعد حملة التضامن مع فلسطين وتضم: منتدى فلسطين في بريطانيا، أصدقاء الأقصى، تحالف أوقفوا الحرب، الجمعية الإسلامية البريطانية، وحملة نزع السلاح النووي"، لمظاهرة وطنية كبرى يوم السبت المقبل في العاصمة لندن رفضا للحرب على غزة ومطالبة بوقف تصدير السلاح إلى إسرائيل وإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، ورفضا لتصاعد موجة كراهية الإسلام في المملكة المتحدة.

وتشهد بريطانيا مظاهرات شعبية ضخمة رافضة للحرب في قطاع غزة، ومطالبة بوقف تزويد بريطانيا لإسرائيل بالسلاح، منذ اندلاع الحرب على القطاع في السابع من تشرين أول / أكتوبر الماضي.

وشهدت المدن البريطانية الكبرى، وعلى رأسها العاصمة لندن، مظاهرات ضخمة متضامنة مع فلسطين ومنددة بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وكانت الحكومة البريطانية الجديدة، بقيادة كير ستارمر، قد سحبت في أواخر تموز / يوليو الماضي اعتراضها على إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

إقرأ أيضا: بريطانيا تعلق "جزئيا" عددا من تراخيص تصدير السلاح للاحتلال الإسرائيلي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية بريطانيا الفلسطينية بريطانيا فلسطين برلمانيون كتلة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

التجويع الإسرائيلي يجبر أهل غزة على العودة لمقايضة السلع

غزة – حينما أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلية كافة معابر قطاع غزة بداية مارس/آذار الماضي، سارعت السيدة أم جاد كنعان إلى شراء كمية من الطعام ومواد التنظيف من الأسواق، تحسبا لاستمرار الحصار مدة طويلة.

ومع استمرار الإغلاق، بدأ مخزون أم جاد من بعض السلع الأساسية بالنفاد؛ ونظرا لعدم توفرها في الأسواق أو ارتفاع أسعارها بشكل كبير، لجأت إلى أسلوب المقايضة حيث نشرت إعلانات عبر مجموعات عامة على تطبيق واتساب، تعلن فيها عن رغبتها باستبدال سلع تحتاجها وتقديم أخرى تمتلكها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل باتت استثمارات الملياردير الهندي غوتام أداني بإسرائيل في خطر؟list 2 of 2المواجهة بين إسرائيل وإيران تدفع بورصات الخليج للتراجعend of list

ونظرا لحاجتها الماسة للطحين لصنع الخبز، اضطرت للتفريط في كمية من السكر المفقود من الأسواق. ويصل سعر الكيلوغرام منه إلى أكثر من 200 شيكل (الدولار = 3.6 شواكل).

ونشرت السيدة الفلسطينية إعلانا تطلب فيه مقايضة 4 كيلوغرامات من الطحين بكيلوغرام من السكر، ونجحت في ذلك.

المواصلات تعيق المقايضة

لكنّ غياب المواصلات داخل أرجاء قطاع غزة، بسبب شح الوقود وقلة السيارات، يجعل من المقايضة أمرا صعبا في بعض الأحيان، ويتسبب في فشل الكثير من المحاولات.

وتقول أم جاد للجزيرة نت "حينما أنشر عرضا للتبادل، يكون هناك تجاوب من العائلات الأخرى، لكن أحيانا البعد الجغرافي يُفشل المقايضة مع صعوبة المواصلات".

إعلان

وتُشيد ربة المنزل الفلسطينية بأسلوب المقايضة، وترى فيه عملية إيجابية تسمح بامتلاك الناس المواد التموينية المفقودة وخاصة الطحين.

يواجه أهل غزة تحديات كبيرة للحصول على ما يحتاجونه من سلع غذائية بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية (الجزيرة)

وبحسب أم جاد كنعان، فإن عدم توفر العملات النقدية وصعوبة سحبها من البنوك المغلقة يزيدان من لجوء الناس لأسلوب المقايضة بشكل كبير.

وفي بعض الأحيان، كانت ربة المنزل تضطر لسحب بعض الأموال من البنك بعمولة كبيرة جدا تصل إلى 40% (عبر السوق السوداء) من قيمة المبلغ لشراء الطحين، مما جعلها تُفضل اللجوء لعملية مقايضة السلع.

أصناف محدودة للمقايضة

على خلاف أم جاد، احتاجت ختام حسين، من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، إلى كيلوغرام من السكر، فنشرت إعلانا تعرض فيه مقايضته بالعدس، ونجحت في ذلك.

ويستخدم السكان العدس حاليا بديلا عن الطحين المفقود، إذ يصنعون منه الخبز بعد طحنه.

لكنّ المقايضة لا تمكّن السيدة ختام حسين من الحصول على كل ما تحتاجه نظرا لعدم توفر كافة السلع لدى العائلات الأخرى، وخاصة مكعبات المرق المجفف الضرورية لصنع الطعام، إذ قدمت الكثير من طلبات المقايضة دون جدوى.

وتقول ختام حسين إن هناك تجاوبا كبيرا مع إعلانات المقايضة لحاجة العائلات الماسة للطعام لسد رمق أبنائها.

وتضيف للجزيرة نت "شح البضائع وغلاء سعرها عاملان دفعاني لعرض البضائع للتبديل، والاستجابة كبيرة لأن الجميع مثلنا، الكل محتاج ولديه نقص في الطعام".

وترتفع الأسعار بشكل كبير في قطاع غزة بسبب شحّ البضائع، ويصل سعر الكيلوغرام الواحد من الطحين في بعض الأحيان إلى نحو 100 شيكل، علما أن سعره لم يكن يتجاوز 3 شواكل قبل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وتعج وسائل التواصل الاجتماعي في قطاع غزة حاليا بإعلانات تبادل "السلع مقابل السلع" وكذلك "السلع بسعرها الطبيعي مقابل توفير سيولة نقدية من دون عمولة".

إعلان

ومن بعض الإعلانات التي اطلع عليها مراسل الجزيرة نت:

"متوفر سيولة 300 شيكل من دون عمولة مقابل كيلوغرام من التمر بسعره الطبيعي". "متوفر عنب حُصرم مقابل سكر أو زيت قلي، أو تمر مضغوط أو حلاوة طحينية". "كيلوغرام فول مقابل كيلوغرام طحين"، و"علبة أناناس مقابل سكر". "كيلوغرام تمر مضغوط مقابل بامبرز (حفاظات أطفال)". "عدس حب بُني مقابل زيت قلي". يرى خبراء أن الحل بالنسبة لأهل قطاع غزة هو إنهاء الحرب وإدخال المساعدات والبضائع بحرية (رويترز) المقايضة تكامل اقتصادي

ورغم أهمية "المقايضة" للتخفيف من الظروف الإنسانية الصعبة في غزة، فإنها ليست حلا كافيا، وفق خبراء.

ويقول أستاذ الاقتصاد في جامعة النجاح الدكتور نصر عبد الكريم "هذه حلول إبداعية ومهمة، لكنها تبقى جزئية وليست مستدامة، الحل يتمثل في وقف الحرب وإدخال المساعدات والبضائع بحرية كاملة".

ويرى عبد الكريم أن ظاهرة المقايضة في قطاع غزة هي "واحدة من الحلول التي يبتكرها المجتمع للتخفيف من آثار المجاعة والحصار الإسرائيلي".

ويضيف للجزيرة نت "المقايضة في حالة قطاع غزة هي تكامل اقتصادي داخل المجتمع وهي ظاهرة محمودة".

أزمة اقتصادية وإنسانية

ويؤكد الخبير الاقتصادي عبد الكريم أن ظاهرة المقايضة تؤكد عمق الأزمة الاقتصادية والإنسانية التي يعيشها قطاع غزة بسبب غياب السلع والفقر الشديد وعدم امتلاك المال الكافي للشراء والعجز عن سحب المال من البنوك للإنفاق.

ويقول "بسبب حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل والتجويع والتضييق الاقتصادي واحتكار السلع واختفائها، والظواهر السلبية الأخرى، بات الناس بحاجة إلى التكامل عبر المقايضة، وهي ظاهرة تعكس الأزمة والحالة الاقتصادية المحزنة لمعظم الأسر"، مشيرا إلى أن "مقايضة السلع" ظاهرة قديمة وتاريخية كان يستخدمها البشر قبل ظهور النقود.

ويضيف عبد الكريم أن الفلسطينيين كانوا حتى وقت قريب يتعاملون بالمقايضة، فمن "لديه عنب يبادله باليقطين أو التين، ومن لديه قمح يبادله بالزيتون أو الزيت وهكذا"، مضيفا "أذكر أنه في الانتفاضة الأولى (1987-1994) في الضفة الغربية كانت الكثير من الأسر تلجأ للمقايضة".

إعلان

وحذر عبد الكريم من أن استمرار المجاعة ونقص البضائع سيقللان من جدوى المقايضة نظرا لنفاد السلع في قطاع غزة جراء استهلاكها أو تبديلها.

مقالات مشابهة

  • انسحاب وعودة تحت القبة.. نواب يغادرون مناقشات الإيجار القديم والوزير يتدخل لإعادة الحوار
  • بريطانيا تدعو رعاياها في إسرائيل للتسجيل لدى الخارجية بسبب الحرب مع إيران
  • تحت الرعاية الملكية.. العيون تحتضن المنتدى البرلماني الإقتصادي المغرب ودول “سماك”
  • رئيس البرلمان منتقدا غياب نواب: ليس لإحراج الغائبين والمعني في بطن الشاعر
  • ليس لإحراج الغائبين و المعني في بطن الشاعر .. رئيس البرلمان منتقدا غياب نواب
  • بريطانيا تترقب ارتفاعًا في أسعار الوقود بسبب التصعيد الإسرائيلي ـ الإيراني
  • التجويع الإسرائيلي يجبر أهل غزة على العودة لمقايضة السلع
  • البرلمان يوافق على قانون تنظيم ملكية الدولة.. نواب: أداة تشريعية تعظم الاستفادة من الأصول غير المستغلة
  • حفل تخرج مميز في جماعة تسلطانت بحضور النائب البرلماني الدريوش ولحباب رئيس الجماعة.
  • العودة الفلسطيني: لندن مطالبة بتحقيق في دور بريطانيا بـإبادة غزة