انطلقت سادس جلسات المحور الفكري لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الحادية والثلاثين (دورة د. علاء عبد العزيز) برئاسة الدكتور سامح مهران، بعنوان "المسرح وصراع المركزيات)، وجاءت الجلسة بعنوان "الأداء التراثي ومكافحة المركزية" وذلك بقاعة الندوات بالمجلس الأعلى للثقافة، وأدارها الدكتور أحمد مجاهد.

د. عزة القصابي: المسرح العربي ظل حائرا بين التيارات العربية والغربية بسبب المتغيرات السياسية

وفي البداية قدمت الكاتبة والناقدة د. عزة القصابي، ورقة بحثية بعنوان "التراث في المسرح العربي التجريبي"، حيث قالت: يتصف المسرح العربي بحركته الدائمة، وتعدد الموضوعات والأشكال الَّتي تنضوي تحت مظلته، كما أنه مر بفترات زمنية متعاقبة، وصولًا إلى فترة التأصيل الساعية إلى إيجاد هوية مستوحاة من العناصر الثقافية والتراثية التي تدخل في نسيج المجتمعات العربيَّة.

وأضافت "القصابي": أن الاستعانة بالموروث الشعبي في المسرح العربي تقوم على استغلال المنجز الحضاري الذي يعد منفذا استعاريا أيديولوجيا يزيد من فاعلية المسرح الفنية وربما نقده، ويهدف إلى تقديم رؤيته الفنية وآلية استثمار النص والمحكي والموروث، برؤية تقوم على التجريب والتجديد، وتأثر المسرح العربي عبر مسيرته بالتيارات المسرحية العالمية بأشكالها وصورها المختلفة، وظل حائرًا بين المدرستين العربية والغربية، حيث ترسخت في ذاكرة المشتغلين ضرورة ملاحقة الركب المسرحي العالمي، في ظل ما عرفه العالم من تحولات كبرى بفعل ثورة التكنولوجيا والمتغيرات السياسية والاقتصادية المتلاحقة، لذلك كان من الطبيعي أن تتأثر البلدان العربية بما يدور من حولها في العالم.

وقدمت الباحثة بدراسة خصائص المسرح العربي في ظل الصراع بين المركزيتين العربية والغربية، وتوظيف "الموروث الشَّعبي" لإنتاج مسرحيَّات ذات رؤى تجريبيَّة لا تخلو من التأثُّر بالمدرسة الغربية، موضحة أن المسرحيون العرب اشنغلوا بسؤال التأسيس لمسرح عربي قائم على فهم الواقع الذي يضج بالتناقضات، والذي ساير رؤى التجريب من خلال "خطابه التراثي" الذي يحمل كمًّا من الدَّلالات والعلامات الَّتي تسعى لتأصيل هذا المسرح، لافتة إلى المسرح العربي التجريبي تضمن كل معاني العالم الواقعي وأشكال الوعي به، ومحاولة تطويعها بما يتناسب مع المهمات والوظائف ذات الدلالات المتغيرة والمتحولة.

 واختتمت "القصابي" أن استغلال التراث في المسرح العربي بوصفه مشروعا تجريبيًا لتأكيد الهوية والنسق الثقافي، وأيا كانت طبيعة المحاولات، فإنها شكلت تيارا مسرحيا يمثل انطلاقة حقيقية للتجريب؛ إذ وجد الرواد في "التراث" نصوصًا زاخرة بروح التجديد، ما فتح أبوابًا وآفاقًا أكدت الذات العربية في ظل التيارات الغربية التي رافقت ظهور المسرح في الوطن العربي. 

مجدي محفوظ: المسرح الخليجي قدم أعمالاً اعتمدت على موروثه الشعبي

من جانبه قدم الكاتب والناقد المسرحي مجدي محفوظ، ورقة بحثية بعنوان"الأداءات التراثية بين المركزية العربية والغربية التجارب المسرحية عند محمد العامري نموذجاً" قال فيها، إن: المسرح نشأ تراثياً منذ بدايته على يد الإغريق، وظهرت بعد ذلك الكثير من الاعمال المسرحية التي حاكت التراث وعبرت عن ثقافة المجتمعات، وحققت قدر كبير من العلاقة الناتجة بين التراث الشعبي والمسرح من خلال نماذج وأعمال مسرحية قدمها مسرحيين بصور تراثية توافر فيها التاريخ والتراث بدلالات مختلفة وبرهنت عليها العلاقة الجذرية بين المسرح والمورثات الشعبية واستثمر الكثير من المسرحيون العرب مواقف إيجابية نحو التراث واستلهامه في بناء وعي فني لاستيعاب روح العصر.

وقد تناولت المركزيات الثقافية لدي المجتمعات أفكار ومفاهيم ارتبطت بها كونها سمه من سمات المجتمع واستطاعت العمل بها في مختلف التجارب، الا أنها حاولت ألا تغير من صفاتها وتكوينها واستقر بها الأمر في جعلها علامة مميزة لتلك المجمعات وانبثقت منها ثقافتها وتجاربها حسب تطور المجتمع وانخراطه في تجارب جديدة.

وتناولت الدراسة البحثية التى قدمها الكاتب مجدي محفوظ الحديث عن بعض العروض المسرحية للمخرج الإماراتي محمد العامري والتي كان لتوظيفها دور فعال في رسم الأداءات التراثية في المسرح منها: (مجاريح، زغنبوت وهما من تأليف / إسماعيل عبد الله) والتي حملت عوالم جمالية في محاكاتها للمجتمع وتجانسها مع المكونات التراثية وتمسكها بالقيم والتقاليد وتقديمها في نسق جمالي معبر عن تلك الدلالات التي استخدمها المخرج: محمد العامري بصورة جمالية متميزة، مشيرا إلى أن الثقافة العربية واجهت بوجه عام الأعمال التراثية التي ارتكزت على إبراز الأشكال والأداءات التراثية واعتمدت على موروثاتها في البيئة، وحملت بها سمات وثقافة المكان ورسم معالم الهوية الوطنية والحفاظ عليها، وما تحمله من دلالات فكرية وجمالية ساهمت في تعميق القيم والمثل العليا وحققت تجانس بين مكونات التراث وتأصيله في المسرح.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي الدكتور سامح مهران المسرح المجلس الأعلى للثقافة الدكتور أحمد مجاهد المسرح العربى العربیة والغربیة فی المسرح العربی

إقرأ أيضاً:

«الغرفة» و«هذه ليلتي» في ختام عروض التجارب النوعية المسرحية بالغربية

شهدت محافظة الغربية، مساء أمس الإثنين، ختام عروض التجارب النوعية المسرحية، التي نظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، وذلك ضمن برامج عروض المسرح المجانية المقدمة من وزارة الثقافة.

في السياق، وبإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، استقبل مسرح 23 يوليو بمدينة المحلة الكبرى ليلة جديدة من العرض المسرحي "الغرفة" تأليف محمد علي إبراهيم، ديكور أحمد البحاري، اكسسوار أسماء رجب، أشعار مصطفى حسان، موسيقى وألحان محمد نبيل، ومن بطولة فرقة مسرح 23 يوليو بالمحلة، وهم: ميدو عزت، ندى عمرو، سما، أحمد سمير، سيد الحسيني، سماح شطارة، آدم محمد، أحمد أبو راشد، هاجر الطباخة، وأحمد الفيشاوي.

هذا وقد أوضح أحمد علواني، مخرج العرض المسرحي بأن الرواية تدور حول ثلاثة قصص، الأولى تروي قصة طبيب في مصحة للأمراض النفسية، يعاني من العجز الجنسي، ما أثر على حياته الأسرية وعلاقته بزوجته التي تتمنى إنجاب طفل، بينما تدور القصة الثانية داخل العرض حول حكاية "جين"، وهو نزيل المصحة، وذلك لاتهامه بقتل والديه، فيما تدور أحداث القصة الأخيرة حول زوجين شابين، يقرران ترك المدينة الصاخبة والعيش في منزل قديم ومنعزل، يحتوي على غرفة سرية، ليكتشفا أنها تمتلك قدرات خارقة تستطيع تحقيق الرغبات.

على مسرح شركة مصر للغزل والنسيج، جاء ختام العرض المسرحي "هذه ليلتي"، من تأليف مصطفى مراد، ومن إخراج هاني يسري، ودارت أحداثه حول مجموعة من الفقراء، يقوموا بسرد مشاكلهم التي تتمثل في الحب، والطبقية، وضياع الأحلام، ما يدعوهم لوضع قنبلة موقوتة للجمهور لإجبارهم على السماع لمشكلاتهم، ليتضح لهم في نهاية الأمر أن القنابل كانت داخل أعماقهم فقط.

"هذه ليلتي" ديكور محمد حسن، وتنفيذ ديكور أحمد البحاري، وسلمى المنسوب، موسيقى وألحان عبد الرحمن صبري، تنفيذ موسيقي شيكا، استعراضات أحمد المزين، مخرج منفذ مصطفى منتصر، أشعار ماريانا فيكتور، ومن بطولة فرقة قصر ثقافة غزل المحلة المسرحية، ومن بينهم: أحمد المزين، عهد علي، بسمله سامح، بدر الشربيني، حلا محمد، محمد عصام، إبراهيم جابر، هنا خالد، ولوجي علي.

يذكر أن عروض التجارب المسرحية بالغربية من إنتاج الإدارة العامة للمسرح، برئاسة سمر الوزير، ويعرض بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وبالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، بإدارة محمد حمدي، وفرع ثقافة الغربية، برئاسة وائل شاهين، وأقيمت بحضور لجنة التحكيم المكونة من الكاتب والناقد يسري حسان، و المخرج محمد حجاج، والمخرج أحمد طه، ومهندسة الديكور رانيا حداد، والملحن إيهاب حمدي.

مقالات مشابهة

  • رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد: المملكة تواصل جهودها لمنع تفشي الفساد وتداعياته
  • تعرف على الدول العربية والإسلامية التي أدانت هجمات إسرائيل على إيران
  • رئيس “نزاهة”: المملكة تبنّت نهجًا مؤسسيًا شاملًا لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد
  • محافظ المنوفية يشهد التشغيل التجريبي لمشروعي صرف صحي نادر وزاوية الناعورة
  • غدا.. انطلاق المهرجان الختامي لفرق الأقاليم المسرحية في دورته 47
  • «الغرفة» و«هذه ليلتي» في ختام عروض التجارب النوعية المسرحية بالغربية
  • تطوان تحتفي بعبق الموسيقى التراثية في أول ملتقى جهوي يحتفي بعبد الصادق شقارة
  • محافظ المنوفية يشهد التشغيل التجريبي لمشروع صرف صحي كفر شبرا بلولة بمنوف
  • أين النخوة العربية؟.. المفتي العام للسلطنة يستنكر الصمت العربي والإسلامي
  • ماذا تعرف عن شركة رافائيل التي أعلنت إيران تدميرها في إسرائيل؟