سواليف:
2025-07-30@23:19:23 GMT

إبراهيم النابلسي رفع الله قدره وأعلى مقامه

تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT

إبراهيم النابلسي رفع الله قدره وأعلى مقامه

#إبراهيم_النابلسي رفع الله قدره وأعلى مقامه

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

لم يكن يعلم أن اسمه سيكون ملء سمع الدنيا وبصرها وإن كان ابن أسيرٍ، وأنه سيكون حديث الناس كلهم وإن كان مطارداً ولسلطات الاحتلال مطلوباً، وأنهم سيحفظون اسمه رمزاً، وسيرون صورته بطلاً، وسيعرفون عمله مقاوماً، وسيتحدثون عنه طويلاً وسيقدرونه كثيراً، وأن وصيته المحدودة الكلمات العظيمة المعاني ستحفظ أمانةً وستتلى فرضاً، وستكون لمن بعده عهداً ووعداً، وأنه سيصبح للمقاومين مثالاً وللشبان نموذجاً، وأن الكثير من بعده سيحذون حذوه، وسيتشبهون به أو سيكونون مثله، وسيكونون على العدو وبالاً وعلى مستوطنيه لعنةً إلى أن يهزم وعن بلادنا يرحل.

كما لم يكن يعلم أن أمه من بعده ستكون مدرسةً للأمهات، ومعلمةً للأجيال، وملهمةً لأمهات الشهداء، وأن كلماتها في رثائه ووداعه ستكتب بماء الذهب، وستغدو للفلسطينيين سفراً ونبراساً، منها يتعلمون وبنورها يهتدون، وستبقى صورتها العظيمة التي رسمت ملامحها بكلماتٍ خالداتٍ إلى جانبه دوماً، يذكرها الفلسطينيون إذا ذكروا صبر الأمهات، وعظمة الفلسطينيات، وصمود المقاومات، فما من بيتٍ فلسطيني وربما عربي إلا ودخلته أم إبراهيم عزيزةً كريمةً، وأصبحت فيه وجهاً بالشموخ مألوفاً ولساناً بالعزة ناطقاً، إذ أعادت بكلماتها رسم صورة المرأة العربية الأبية الصابرة، الأصيلة المجيدة، المقاتلة الشجاعة، المضحية المعطاءة.

مقالات ذات صلة تأملات قرآنية 2023/08/10

ظن إبراهيم النابلسي نفسه مغموراً لا يعرفه أحد، ومجهولاً لا يتهم به الناس، وعابراً سيطويه النسيان، ونسياً ستبليه عاديات الأيام، ولن يذكروه بعد استشهاده إلا قليلاً، ولكنه نسي أن الله عز وجل هو الذي يختار الشهداء من بيننا، وأنه سبحانه وتعالى ينتقيهم من بين عباده وينتخبهم من خلقه، وأنهم خير خلقه وأنبلهم، وأحبهم إليه بعد الأنبياء والرسل، ولعله سيكون لإبراهيم عند الله عز وجل وعند الناس بصموده وثباته، وبكلماته وإصراره شأنٌ عظيمٌ ومكانةٌ ساميةٌ، لا تبلى مع الأيام ولا تبهت، ولا تتراجع منزلته ولا يندثر أثره.

ففي مثل هذا اليوم من العام الماضي، كان الشهيد إبراهيم النابلسي يتحصن في أحد مباني البلدة القديمة بمدينة نابلس، الذي لجأ إليه بسلاحه، واحتمى فيه بنفسه، حاملاً بندقيته، ومستعداً بذخيرته، يتهيأ للمواجهة، ويوطن نفسه على الصمود والثبات، ويعدها بالنيل من العدو وإصابته، أو الفوز بالشهادة واللحاق بالركب الطاهر، وقد آثر المواجهة على الاستسلام، وأصر على الثبات رغم كثافة النيران، وصمد رغم لجوء العدو إلى قصف المبنى بالقذائف الصاروخية المضادة للدروع، إلا أنه استمر ممسكاً ببندقيته، وقاتل وهو يتحدث مع أمه ويخاطب شعبه، ويوصيهم بأن يتمسكوا بالبندقية، وألا يتخلوا عنها أو يفرطوا فيها، فهي الشرف وهي الكرامة، وهي التي تحمي وتصنع العزة، وهي التي يخشاها العدو ويخاف منها.

قد أغاظ إبراهيم النابلسي العدو حياً وشهيداً، وأرغم أنفه مطارداً، وأذل بزته العسكرية مقاتلاً، ولاحقته كلماته الخالدة شهيداً، فقد لاحقته الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أكثر من سنةٍ، وجهدت في البحث عنه طويلاً، وحاولت اغتياله وتصفيته مراراً، فهي تشهد له بالجرأة والشجاعة، والقوة والاقتحام، فقد استدرج قواتهم واصطاد جنودهم، واخترق هواتفهم وهدد ضباطهم، وانتفض لدماء غزة وانتصر لأبطالها، ونقل البندقية من نابلس إلى محيطها، ونظم المجموعات ودرب المقاتلين، وأقسم معهم والبندقية بين أيديهم على مواصلة المقاومة، والحفاظ على البندقية، وقد كان له ولإخوانه ما أرادوا.

وهاي أمه التي ذاع بصبرها صيتها وانتشر بكلماتها اسمها، تتابع مسيرته، وتسير على خطاه، تشحذ الهمم، وتحث الشعب على المقاومة، وتؤكد على وصية ابنها وتصر عليها، وتسبق الجميع إلى بيوت الشهداء، تواسي أمهاتهم، وتصبر عائلاتهم، وتحتضن أطفالهم، وترفع الروح المعنوية عاليةً لدى شعبهم، وتخاطب العدو محذرةً أن في فلسطين مثل ابنها آلافٌ يتبعهم آلافٌ، يحفظون الوصية، ويتمسكون بالهوية، ويواصلون المسيرة، وأنهم سينالون منه يوماً، وسيوجعونه ألماً، وسيجبرونه على العودة والانكفاء ندماً.

إبراهيم النابلسي الذي رفع الله بالشهادة قدره وأعلى مكانته، واحدٌ من جيل المقاومة الجديد، شابٌ يقظٌ غيورٌ، عنيدٌ صلبٌ جسورٌ، مقدامٌ مغامرٌ جريء، تحدى جنود الاحتلال ولاحقهم، وكمن لهم وقنصهم، وأعد الكمائن لهم وأوقعهم، وخاطب قادتهم وكبار ضباطهم وهددهم، ونجا مراراً من محاولات تصفيته، وأفشل العدو خلال ملاحقته، واستطاع رغم سنه اليافع وخبرته القصيرة أن ينسج للمقاومة أثواباً من نور وقصصاً من خيالٍ، يعتز بها الفلسطينيون ويفتخرون، فهذا ابنهم، بل واحدٌ من أبنائهم، الذين أقسموا على الله عز وجل إما النصر وإما الشهادة، وصدقوا ما عاهدوه عليه، فإن كان إبراهيم قد سبق ونال الشهادة وفاز بالجنة، فإن من بعده بإذن الله سيفرحون بنصر الله واستعادة الأرض وبناء الوطن وعودة الشعب ورفع الراية والعلم.

بيروت في 10/8/2023

[email protected]

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

مسيرة حاشدة في جامعة صنعاء تنديداً باستمرار جرائم التجويع والإبادة بغزة

الثورة نت/..

شهدت جامعة صنعاء اليوم مسيرة حاشدة تنديداً باستمرار جريمة التجويع والإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق سكان قطاع غزة، وتفويضاً ومباركة للمرحلة الرابعة من التصعيد، تحت شعار” مع قواتنا المسلحة ، لن نترك غزة تموت جوعاً “.

ورفع المشاركون، في المسيرة التي تقدمها رئيس الجامعة، الدكتور محمد البخيتي، وعمداء الكليات ومنتسبوها من أكاديميين وإداريين وطلاب، العلمين اليمني والفلسطيني.

ورددوا هتافات منددة بصمت وتخاذل الأنظمة العربية والإسلامية تجاه جرائم التجويع والقتل التي يتعرض لها أبناء غزة يوميًا، مجدديّن التفويض لقائد الثورة باتخاذ الخيارات المناسبة لخوض المرحلة الرابعة من التصعيد لنصرة المستضعفين من أهل غزة.

وأكدوا أن خروجهم اليوم يأتي استجابة لنداء الواجب الإنساني والأخلاقي والديني، أمام تفاقم معاناة أبناء غزة، سيما مع استمرار العدو الصهيوني في تجويع وحصار أهلها، أمام مرأى ومسمع حكام وعلماء وشعوب الأمة العربية.

وأكد رئيس الجامعة الدكتور البخيتي، والدكتور عبدالودود النزيلي في كلمة له باللغة الإنجليزية، أن الخروج اليوم يأتي للتعبير عن وقوف كافة منتسبي جامعة صنعاء مع القوات المسلحة اليمنية وأمام اتقاد العزم والإيمان الذي يبرزه الشعب اليمني، وقواته المسلحة وأمام الروح الجهادية المضيئة التي تتوهج من رجال الله في غزة، وما يتحملون من الآم ومعاناة بكل صبر وصمود قل نظيره في التاريخ لمواجهة الكيان الصهيوني.

وعبرا عن الأسف لما وصل إليه حال قيادات وشعوب الأمة العربية والإسلامية من وهن وضعف وصمت وخذلان غير مسبوق، لم تحركهم مشاعرهم وضمائرهم تجاه الدماء ومجازر الإبادة والقتل والتجويع التي يتعرض لها سكان القطاع.

وأكد البخيتي والنزيلي، أن الشعب اليمني بقيادته وشعبه وقبائله وطلابه وأحراره هم في طليعة الصفوف إلى جانب الحق ومع الأشقاء في غزة مهما كانت التضحيات.

واعتبرا إعلان المرحلة الرابعة من التصعيد للقوات المسلحة اليمنية مؤشرًا على استمرار مساندة المظلومين وفي مقدمتهم سكان غزة الذي يتعرضون لأبشع جرائم إبادة جماعية عرفها التاريخ في ظل صمت دولي وتواطؤ وخذلان عربي وإسلامي.

وأكد بيان صادر عن الوقفة أن ما يعانيه الأشقاء في غزة جريمة كبرى لا يمكن لأي أمة من الأمم أن تسمح باستمرارها بحق مجتمع وغزة جزء من كيان الأمة، فيما هناك الكثير من الحكومات والشعوب من شرق الأرض ومغربها شمالها وجنوبها بحت أصواتهم رفضاً لهذه الجريمة.

وأوضح البيان أن ثقافة الكره للعرب متجذرة في ثقافة وتراث اليهود، والخذلان سيرتد على من خذلوا غزة سخطاً، داعياً الجميع للتحرك لدفع الشر والظلم، ونصرة الأشقاء في غزة.

وأشار إلى أن المطبعين مع الكيان الصهيوني حكم الله عليهم بالنفاق وتوعدهم الله بالندم والخسران في الدنيا والعذاب في الآخرة، مطالبًا العلماء والأكاديميين وطلاب الجامعات وفي المقدمة منهم العرب المسلمين، الاضطلاع بدورهم في قيادة الجماهير لمواجهة العدو الصهيوني المجرم والضغط عليه بكل وسيلة لإيقاف الإبادة الجماعية التي يرتكبها في غزة.

وأفاد البيان بأن التوحش اليهودي بلغ ذروته ضد النساء والحوامل والأطفال والكبار والصغار بالقتل والاغتصاب، والتجويع والتشريد والتهجير، والترويع وبكل صور الظلم والعدوانية.

وثمن بيان المسيرة إشادة قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي بالخروج الشعبي الطلابي الجماهيري لجامعة صنعاء ومنتسبيها، معاهدين السيد القائد بالمضي على الطريق المحمدي القرآني، باذلين النفس والمال مع الله وبالعلم والسلام وبتعزيز المشاركة في أنشطة التعبئة وبكل الطاقات والقدرات جهاداً في سبيل الله ونصرة لغزة.

وأعلن المشاركون الدعم والتأييد للخيارات التي أعلنتها القوات المسلحة اليمنية ومباركة كل الخطوات التي تتخذها للضغط على كيان العدو وتشديد الحصار عليه مهما كانت التحديات.

مقالات مشابهة

  • أمين عام حزب الله: لبنان لن يكون تابعاً لإسرائيل ولو اجتمع علينا العالم كله
  • الورداني: الشائعة اختراع شيطاني وتعد من أمهات الكبائر التي تهدد استقرار الأوطان
  • جامعة صنعاء تعاهد قائد الثورة بالمضي في نصرة غزة وتبارك مرحلة التصعيد الجديدة
  • الشيخ نعيم قاسم: لن نقبل أن يكون لبنان ملحقاً لكيان العدو الإسرائيلي ولو اجتمع علينا الكون كله
  • مسيرة حاشدة في جامعة صنعاء تنديداً باستمرار جرائم التجويع والإبادة بغزة
  • الجماز: الرئيس الجديد للهلال لن يكون له الصلاحيات التي كان يتمتع بها من سبقه
  • أذكار الصباح اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025.. «نسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده»
  • «الأعلى للإعلام»: تغريم 3 مواقع لمخالفتها الضوابط والمعايير
  • الأعلى للإعلام: إلزام 3 مواقع بأداء مبالغ مالية بسبب مخالفتها للضوابط والمعايير
  • الأوقات التي تُكرَه فيها الصلاة؟.. الإفتاء توضح