سرايا - يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التمسك ببقاء الجيش الإسرائيلي في منطقة فيلادلفيا الحدودية بين قطاع غزة ومصر، مدعيا أن هذه المنطقة تشكل "أنبوب أكسجين" لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" تستخدمه لتهريب الأسلحة.

ويعود تشبث نتنياهو بهذا المحور إلى قناعة قديمة لديه بأهمية هذه المنطقة الأمنية، إذ كان قد عارض عام 2005 خطة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، واعتبر أن خروجهم من محور فيلادلفيا في ذلك الوقت فتح الطريق لحركة حماس لتسليح نفسها.



ويعتبر هذا المحور حاليا إحدى النقاط الخلافية الأساسية في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، التي تجري بوساطة مصر وقطر وبدعم أميركي للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

وأشار نتنياهو مؤخرا إلى أن أهداف الحرب على غزة مرتبطة بالبقاء في محور فيلادلفيا، مؤكدا أن الجيش لن ينسحب منها أبدا. لكن هذا الموقف يتعرض لانتقادات حادة من قبل المعارضة ومسؤولين أمنيين، إذ يرون أن إصراره على البقاء في المحور يعرقل إبرام أي اتفاق لتبادل الأسرى، وذلك خوفا من انهيار ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه.

ويوضح تحليل الخبراء السياسيين أن تشبث نتنياهو بمحور فيلادلفيا ينبع من دوافع سياسية وإستراتيجية. فمن الناحية السياسية، يسعى نتنياهو لاستثمار هذا المحور كعنصر غير قابل للتنازل في المفاوضات، إذ يعلم أن حماس والوسطاء لن يقبلوا بتقديم تنازلات كبيرة بشأنه، مما يعرقل التوصل إلى صفقة قد تهدد مستقبله السياسي.

أما من الناحية الإستراتيجية، فيرى نتنياهو أن البقاء في محور فيلادلفيا ضروري لمنع إمدادات الأسلحة لحماس، التي يُزعم أنها تتم عبر أنفاق تحت المحور.

بالإضافة إلى ذلك، يهدف رئيس الوزراء إلى السيطرة الكاملة على غزة من خلال إحكام قبضته على الضلع الرابع للقطاع، المتمثل في فيلادلفيا، بعدما أحكمت إسرائيل سيطرتها على الحدود الشمالية والشرقية والبحرية للقطاع.

ويُعدّ معبر رفح، الذي يقع ضمن المحور، هدفا أساسيا أيضا لنتنياهو في مساعيه لتقويض حماس من خلال منعها من السيطرة على هذا المعبر الحيوي الذي يدر عليها إيرادات مالية.

وبالرغم من الضغوط الداخلية والخارجية على نتنياهو، فإن فرص الانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا تبدو ضئيلة في هذه المرحلة، التي يصر فيها نتنياهو على أن هذه القضية تشكل جزءا أساسيا من الأمن القومي الإسرائيلي ولا يمكن التنازل عنها.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: محور فیلادلفیا

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يلوح بتدخل مباشر لنزع سلاح حماس ويشترط استعادة جثث الرهائن

جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، التأكيد على أن إسرائيل لن تتردد في تولي مهمة نزع سلاح حركة حماس بنفسها إذا فشلت القوة الدولية المزمع تشكيلها بموجب قرار مجلس الأمن الأخير، مشيراً إلى أن بلاده وضعت سقفاً زمنياً محدداً لهذه العملية، وإن تجنّب الإعلان عنه بشكل صريح.

تلويح بتدخل ميداني

وقال نتنياهو إن إسرائيل “لن تقبل بأي واقع يُبقي قطاع غزة مسلحاً”، موضحاً أن القوة الدولية المنتظر انتشارها في القطاع ستكون أمام اختبار حقيقي لمدى قدرتها على تحقيق هدف نزع السلاح. 

وأضاف أن تل أبيب “لن تنتظر طويلاً” قبل أن تتخذ خطوات أحادية إذا رأت أن هذه القوة لا تحقق النتائج المطلوبة، مؤكداً أن “الأمن الإسرائيلي يتقدم على أي اعتبارات سياسية أو دبلوماسية”.

شرط إسرائيلي 

وفي ما يتعلق بمعبر رفح، ربط نتنياهو إعادة تشغيله بـ استعادة جميع جثث الرهائن الذين تقول إسرائيل إنهم محتجزون لدى حماس. 

ووصف هذا الشرط بأنه “أساسي وغير قابل للتراجع”، في مؤشر إلى استمرار التعقيدات المرتبطة بالمعابر والعمليات الإنسانية في جنوب القطاع.

نهاية مرحلة الحرب 

ورأى رئيس الوزراء الإسرائيلي أن “مرحلة الحرب الحالية انتهت عملياً”، لكنه شدد على أن وقف العمليات المكثفة لا يعني انتهاء المواجهة، مؤكداً إمكانية استئناف القتال في أي جبهة إذا تطلب الأمر. 

واعتبر أن الوضع الميداني لا يزال قابلاً للتصعيد رغم الإعلان عن خفوت وتيرة العمليات.

قرار مجلس الأمن 

وتأتي تصريحات نتنياهو بعد ساعات من إقرار مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الأميركي بشأن غزة، والذي ينص على إنشاء قوة دولية تتولى مهام الأمن وإدارة المرحلة الانتقالية في القطاع. 

ويرى محللون أن موقف نتنياهو يمثل رسالة مبكرة للقوة الدولية المفترض تشكيلها، إذ تحاول إسرائيل التأكيد على أنها لن تتنازل عن رؤية أمنية تعتبرها “خطاً أحمر”.

وتعكس التصريحات الإسرائيلية الجديدة توجهاً رسمياً نحو إبقاء جميع الخيارات مفتوحة، سواء عبر العمل مع القوة الدولية أو تجاوزها ميدانياً، في وقت ما زالت فيه ملفات المعابر، وإعادة الإعمار، ومستقبل حكم غزة، محل خلاف جوهري بين الأطراف الدولية والإقليمية.

طباعة شارك بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي حركة حماس قرار مجلس الأمن الأخير نزع سلاح حركة حماس إسرائيل

مقالات مشابهة

  • عاجل | ترمب: لم أناقش مع ممداني ما إن كان سيعتقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا زار نيويورك
  • مصطفى بكري : نتنياهو يواصل الاستفزاز بتصريح عن نزع سلاح حماس
  • الجيش الإسرائيلي يدّعي قتل 13 عنصرا من حماس في هجومه على "عين الحلوة"
  • الجيش الإسرائيلي يكشف وثائق تربط حماس بنظام الأسد
  • نتنياهو يلوح بتدخل مباشر لنزع سلاح حماس ويشترط استعادة جثث الرهائن
  • نتنياهو: مرحلة القتال المكثف في غزة تقترب من نهايتها لكن إسرائيل جاهزة للعودة للقتال
  • نتنياهو: الضغط العسكري المتواصل على حماس هو ما أدى إلى تحرير نحو 200 محتجز
  • بـ"السياسة أو العسكر".. نتنياهو عازم على تفكيك حركة حماس
  • عمدة ريو يصف ميرتس بـ”النازي” و”ابن هتلر المشرد”
  • مكتب نتنياهو يزعم كشف تفاصيل شبكة لحماس في أوروبا