برامج التأهيل للزواج.. حكم الإلزام الشرعي بها وأهميتها
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
تتزايد نسب الطلاق مع الوقت، وقد فرضت دار الإفتاء خطبة اليوم الجمعة عن خطورة الطلاق وحذرت من خراب البيوت، وتقدم دار الإفتاء المصرية وغيرها من المؤسسات برامج تساعد وتؤهل المقبلين على الزواج على الحياة الزوجية، فما مدى أهمية هذه الدورات في منظور الشرع الشريف، وهل هناك ما يدعو إلى حضورها والاهتمام بها شرعًا؟
حرصت الشريعة الإسلامية على إبراز مكانة عقد الزواج وأهميته، فغلفته ببريق من المعاني الطيبة التي تتألف بها القلوب وتحرص عليها الأنفس، وأحاطته بسياج من الأوامر والنواهي التي تضمن بها نجاحه واستمراره وإثمار أهدافه، إذ إن الزواج في الإسلام ليس فقط شراكة اجتماعية وجسدية وفكرية بين رجل وامرأة؛ بل هو لبنة أساسية في بنيان المجتمع كله فلا ينصلح إلا بصلاحها ولا يفسد إلا بفسادها.
ولقد حرصت الشريعة على إبراز عددٍ من المعاني الطيبة تتألف بها قلوب الأزواج:
فمنها: التأكيد على أن صلة الزوجية هي صلة الجزء بكله، والكل بجزئه، فالأصل أن يَحْمِلَ كلٌّ منهما الآخر ويُكَمِّله ويسكن إليه؛ لقوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾ [الروم: 21].
ومنها: أنها جعلت الأساس الذي تبنى عليه العلاقة الزوجية هو المودة والرحمة؛ إرساء لما في هذين المعنيين من معاني الإنسانية البحتة الخالية من النظرة المصلحية أو الجفوة العاطفية؛ فقال تعالى: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21].
ما مدى أهمية هذه الدورات في منظور الشرع الشريفينبغي أن يدرك كل شاب مقبل على الزواج أهمية هذه الدورات التأهيلية وأن يحرص مع ذلك على حضورها هو ومَن ستشاركه الحياة الزوجية، بحيث يتعلما معًا الأسس التي تحفظ لهم حياتهم سعيدة مستقرة.
ويشرع كذلك لولي الأمر أن يتخذ الوسائل التي تزيد من وعي الناس إلى أهمية هذه الدورات وأهمية حضورها؛ لما في بث الوعي بذلك من تزايد أعداد الشباب التي ستحرص على حضورها؛ ممَّا قد يساهم بشكل كبير في الحد من مشكلة تزايد أعداد الطلاق في مجتمعنا، وكل ذلك ممَّا يستحسنه الشرع الشريف ويدعو إليه.
يشهد لأهمية هذه الدورات وأهمية حضورها كثير من نصوص التشريع الإسلامي ومقاصده؛ فمن ذلك:
أن الشرع الشريف كتب الإحسان على كلِّ شيء؛ وأمر به، والأمر بالشيء أمرٌ بما يوصل إليه من وسائل؛ لما تقرر من أنَّ "مَا لَا يَتِمُّ الْمَأْمُورُ إِلَّا بِهِ يَكُونُ مأمورًا بِهِ".
فإذا حث الشرع الزوجين على أن يحسن كلٌّ منهما إلى الآخر؛ اقتضى ذلك تحصيل ما من شأنه الإعانة على هذا الإحسان؛ إذ بسبب اختلاف الطباع وتغير العادات ربما يسيء الإنسان إلى زوجته من حيث يظن نفسه بها محسنًا، فيكون ذلك من أسباب الشقاق والخلاف، التي يمكنه أن يتجنبها: بمعرفتها، والوقوف عليها، والعلم بها الحاصل بالدراسة والتأهيل، والمدعم بالأخلاق والتربية الحسنة؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: 195].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الزواج الحياة الزوجية الشريعة الإسلامية العلاقة الزوجية الدورات أهمیة هذه الدورات
إقرأ أيضاً:
مسير ومناورة ووقفة لخريجي دورات التعبئة في المخادر بإب
الثورة نت /..
نفذت دفعة من خريجي دورات التعبئة العامة المفتوحة ” طوفان الأقصى” بمديرية المخادر محافظة إب المرحلة الثانية، مناورة ومسير ووقفة تزامنا مع ذكرى يوم الولاية.
وتضمنت المناوة لعدد 120 خريجا من أبناء عزلتي بني سرحة وجبل عقد، بحضور مسؤول التعبئة العامة بالمحافظة عبدالفتاح غلاب ومدير المديرية نبيل العواضي، ومسؤول التعبئة بالمديرية حافظ حجر، ومسؤول التدريب والتأهيل بالتعبئة العامة سراج السراجي، تطبيق ميداني باستخدام الأسلحة المتوسطة والخفيفة في مشهد افتراضي يحاكي الهجوم على مواقع وثكنات عسكرية للعدو الصهيوني والأمريكي.
وعبر الخريجون عن فخرهم واعتزازهم بمواقف القيادة الثورية، التي رفعت رؤوس أبناء اليمن والأمة نصرةً لفلسطين.
وجدد بيان صادر عن الوقفة والمسير، استعدادهم وجهوزيتهم العالية للمواجهة والمشاركة في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، نصرةً للشعب الفلسطيني في غزة والتصدي لأي عدوان على اليمن.
وأدان البيان العدوان الإسرائيلي السافر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيدين بعظمة الرد الإيراني المتواصل والذي سجل خسائر فادحة للعدو الإسرائيلي، وأثبت أن إسرائيل قشة وأوهن من بيت العنكبوت.
وأكد الخريجون أهمية الدورات التعبوية ودورها في الإعداد والبناء والتدريب لأحرار هذا البلد المعوّل عليهم استنهاض الأمة ومقارعة الطغيان ودول الاستكبار ومواجهة الأعداء، وفي مقدمتهم الأمريكان وبني صهيون.
وفي الوقفة، ثمّن مسؤول التعبئة بالمحافظة جهود القائمين على هذه الدورات والمؤهلين الذين لم يألوا جهدًا في سبيل تدريب وتأهيل المشاركين و تزويدهم بأساسيات المعارف والمهارات العسكرية والثقافية.
وأشار إلى أن مثل هذه المسارات والمناورات تأتي تطبيقًا لما أخذه المشاركون من دروس نظرية، وتنفيذًا لتوجيهات القيادة الثورية باستمرار أنشطة التعبئة العامة والتأهيل والتدريب العسكري والقتالي من أجل تعزيز الموقف الراسخ والمبدئي مع غزة والبقاء على جهوزية دائمة.