تتزايد نسب الطلاق مع الوقت، وقد فرضت دار الإفتاء خطبة اليوم الجمعة عن خطورة الطلاق وحذرت من خراب البيوت، وتقدم دار الإفتاء المصرية وغيرها من المؤسسات برامج  تساعد وتؤهل المقبلين على الزواج على الحياة الزوجية، فما مدى أهمية هذه الدورات في منظور الشرع الشريف، وهل هناك ما يدعو إلى حضورها والاهتمام بها شرعًا؟

الأزهر للفتوى يوضح حكم اصطحاب غير البالغين إلى المسجد لصلاة الجمعة الإفتاء توضح حكم الغرامات التعويضية المالية مكانة عقد الزواج في الشريعة الإسلامية

حرصت الشريعة الإسلامية على إبراز مكانة عقد الزواج وأهميته، فغلفته ببريق من المعاني الطيبة التي تتألف بها القلوب وتحرص عليها الأنفس، وأحاطته بسياج من الأوامر والنواهي التي تضمن بها نجاحه واستمراره وإثمار أهدافه، إذ إن الزواج في الإسلام ليس فقط شراكة اجتماعية وجسدية وفكرية بين رجل وامرأة؛ بل هو لبنة أساسية في بنيان المجتمع كله فلا ينصلح إلا بصلاحها ولا يفسد إلا بفسادها.

ولقد حرصت الشريعة على إبراز عددٍ من المعاني الطيبة تتألف بها قلوب الأزواج:
فمنها: التأكيد على أن صلة الزوجية هي صلة الجزء بكله، والكل بجزئه، فالأصل أن يَحْمِلَ كلٌّ منهما الآخر ويُكَمِّله ويسكن إليه؛ لقوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾ [الروم: 21].

ومنها: أنها جعلت الأساس الذي تبنى عليه العلاقة الزوجية هو المودة والرحمة؛ إرساء لما في هذين المعنيين من معاني الإنسانية البحتة الخالية من النظرة المصلحية أو الجفوة العاطفية؛ فقال تعالى: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21].

ما مدى أهمية هذه الدورات في منظور الشرع الشريف

ينبغي أن يدرك كل شاب مقبل على الزواج أهمية هذه الدورات التأهيلية وأن يحرص مع ذلك على حضورها هو ومَن ستشاركه الحياة الزوجية، بحيث يتعلما معًا الأسس التي تحفظ لهم حياتهم سعيدة مستقرة.

 ويشرع كذلك لولي الأمر أن يتخذ الوسائل التي تزيد من وعي الناس إلى أهمية هذه الدورات وأهمية حضورها؛ لما في بث الوعي بذلك من تزايد أعداد الشباب التي ستحرص على حضورها؛ ممَّا قد يساهم بشكل كبير في الحد من مشكلة تزايد أعداد الطلاق في مجتمعنا، وكل ذلك ممَّا يستحسنه الشرع الشريف ويدعو إليه.

 

يشهد لأهمية هذه الدورات وأهمية حضورها كثير من نصوص التشريع الإسلامي ومقاصده؛ فمن ذلك:

أن الشرع الشريف كتب الإحسان على كلِّ شيء؛ وأمر به، والأمر بالشيء أمرٌ بما يوصل إليه من وسائل؛ لما تقرر من أنَّ "مَا لَا يَتِمُّ الْمَأْمُورُ إِلَّا بِهِ يَكُونُ مأمورًا بِهِ".

فإذا حث الشرع الزوجين على أن يحسن كلٌّ منهما إلى الآخر؛ اقتضى ذلك تحصيل ما من شأنه الإعانة على هذا الإحسان؛ إذ بسبب اختلاف الطباع وتغير العادات ربما يسيء الإنسان إلى زوجته من حيث يظن نفسه بها محسنًا، فيكون ذلك من أسباب الشقاق والخلاف، التي يمكنه أن يتجنبها: بمعرفتها، والوقوف عليها، والعلم بها الحاصل بالدراسة والتأهيل، والمدعم بالأخلاق والتربية الحسنة؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: 195].

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الزواج الحياة الزوجية الشريعة الإسلامية العلاقة الزوجية الدورات أهمیة هذه الدورات

إقرأ أيضاً:

رئيس أركان حرب القوات المسلحة يشهد تخرج دورات جديدة من دارسى الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية

شهد الفريق  أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة تخرج دفعات جديدة من دارسى الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية، والتى شملت الدورات ( 48 ) من كلية الحرب العليا، و( 54 ) من كلية الدفاع الوطنى، و( 26 ) للتأهيل العسكرى لقيادة التشكيلات، كذلك الدورات ( 74 ) أركان حرب عام و( 46 - 47 ) أركان حرب تخصصية من كلية القادة والأركان والتى شملت دارسين من مصر و( 27 ) دولة شقيقة وصديقة، وذلك بحضور الفريق الركن  صدام خليفة حفتر رئيس أركان القوات البرية بالجيش الليبى وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات المسلحة وعدد من السفراء والملحقين العسكريين للدول الشقيقة والصديقة وعدد من الشخصيات العامة والإعلاميين.

وألقى اللواء أح / عاطف عبد الرؤوف محمود مدير الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية كلمة أشار خلالها إلى حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على الإرتقاء بالمنظومة التعليمية بالأكاديمية لبناء أجيال مزودة بالعلم والمعرفة فى كافة المجالات العسكرية والمدنية إنطلاقًا من إيمانها بأن العلم هو الركيزة الأساسية لنهضة الأمم.

وتضمنت مراسم الإحتفال عرض فيلم تسجيلى تناول مراحل إعداد وتأهيل الدارسين بمختلف الدورات بالأكاديمية، أعقبها تقديم فقرة تعرض تاريخ الأكاديمية وتطورها ودورها البارز فى تخريج كوادر من العسكريين والمدنيين وذلك بمناسبة مرور 60 عام على إنشاءها، ومرور 100 عام على إنشاء كلية القادة والأركان.

وقام رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة بإعلان نتيجة التخرج للدورات المنعقدة بالأكاديمية، كما قدم عدد من الدارسين دروع الدورات الدراسية لرئيس أركان حرب القوات المسلحة، أعقبه إعلان مدير إدارة شئون ضباط القوات المسلحة قرار منح الدرجات العلمية وتكريم أوائل الدورات، وقام الفريق / أحمد خليفة بتقليد أوائل الخريجين الأنواط وتوزيع شهادات التقدير على المتميزين تقديرًا لتفوقهم خلال فترة دراستهم داخل الأكاديمية.

وفى نهاية المراسم ألقى الفريق / أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة كلمة نقل خلالها تحيات وتقدير السيد الرئيس / عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والفريق أول / عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى للخريجين، وهنأ الخريجين على تخرجهم من أحد أهم قلاع العلوم العسكرية، مشيرًا إلى حرص القوات المسلحة الدائم على تطوير المنظومة التعليمية بالأكاديمية وصولًا لمقرها الجديد بالقيادة الإستراتيجية لمواكبة التطور المتلاحق فى العلوم العسكرية والإستراتيجية بما يضاهى كبرى الأكاديميات العالمية المناظرة وبما يساهم فى إعداد قادة قادرين على التعامل مع المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة.

مقالات مشابهة

  • دار الإفتاء توضح طريقة حساب زكاة المحاصيل الزراعية والنصاب الشرعي
  • البديوي يؤكد حرص دول مجلس التعاون على تعزيز حضورها الدولي
  • البديوي: دول التعاون حريصة على تعزيز حضورها الدولي واستعراض إنجازاتها في مجالات التنمية الاقتصادية والمالية
  • رئيس أركان حرب القوات المسلحة يشهد تخرج دورات جديدة من دارسى الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية
  • تركيا تعزز حضورها في أفريقيا عبر الاقتصاد الأزرق باتفاق جديد مع الصومال
  • من التوبيخ إلى التأهيل.. إجراءات قانونية تحمي الطفل وتمنع العقاب الجنائي
  • افتتاح مركز العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل درنة
  • «أموى» و«الوكيل» يكرمان أوائل الدورات المتميزة للتخليص الجمركى
  • «أموى» و«الوكيل» يكرمان أوائل الدورات المتميزة للتخليص الجمركى
  • الحرية الدينية في الإسلام.. بين الانضباط الشرعي والجدل المفتوح