أكاذيب "عاكف ومرسي" في حكايات "هيثم أبو خليل"
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
من يقرأ منشورات التباكي والترحم على المعزول محمد مرسي والهالكين من أعضاء مكتب الإرشاد الإخواني، المنشورة في صفحة الإرهابي هيثم أبو خليل، عبر "الفيسبوك"، ويقارن بين الصورة الملائكية التي يرسمها لهم، سمعًا وطاعة لأولياء النعم، يجد أنها على النقيض تمامًا من حديثه عنهم بأوصاف مُسيئة واتهامات فاضحة في ذات الصفحة منذ سنوات.
في العاشر من أغسطس 2012، كتب هيثم أبو خليل منشورًا في صفحته الموثقة يتهم المرشد العام السابق بالكذب، وقال: "الأستاذ مهدي عاكف مرشد جماعة (الإخوان) يكذب بدم بارد في برنامج (زمن الإخوان) مع طوني خليفة. عندما سأله المذيع عن لقاء (الإخوان) السري مع اللواء عمر سليمان أيام الثورة قال لم يحدث، فقال له: هيثم أبو خليل أكد ذلك، فقال هو كذاب وكررها مرتين. أقسم بالله أنت الكذاب.. .وأنا مذهول من رجل مثلك تخطى الثمانين يكذب".
وفي السابع والعشرين من أبريل 2012، نشر أبو خليل رابط تصريحاته المنشورة في موقع كان يخضع لإدارة مجموعة من الإخوان المنشقين، تحت عنوان: "هيثم أبو خليل: الدكتور محمد مرسي عضو مكتب الإرشاد يكذب"، وقال: "الكلام ده منشور بتاريخ 26 مارس 2011 أي قبل استقالتي من الإخوان بأربعة أيام بعدما عرفت من شباب الإخوان أن الدكتور مرسي رجل كذاب. ومن يريد أن يعرف تفاصيل ما حدث عندكم الدكتور محمد نور والمهندس محمد شمس ومحمد ماهر عقل". وأضاف أحد أصدقاء "أبو خليل" تعليقًا يتضمن تفاصيل الأزمة من خلال تصريحات محمد مرسي المنشورة في الموقع الرسمي للجماعة، ثم المنشور في موقع المنشقين تكذيبًا للتصريحات الإخوانية.
في السادس والعشرين من مارس 2011، نفى محمد مرسي بصفته عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم "الإخوان"، في ذلك الوقت، ما تردد في وسائل الإعلام عن رعاية مكتب الإرشاد لمؤتمر شباب "الإخوان"، الذي كان من المقرر انعقاده يوم السبت 26 مارس 2011. وقال مرسي في تصريحات خاصة لموقع الجماعة: "مكتب الإرشاد لم يوافق على أي عرض لتنظيم مؤتمر للحوار بين الشباب ومناقشة أطروحات الجماعة، وأن ما أشيع بهذا الصدد عارٍ تمامًا من الصحة، حيث لم يوافق مكتب الإرشاد على طلب من هذا النوع، كما أنه لم يقر بالتبعية حضور ممثلين عنه في مؤتمر السبت 26 مارس، على خلاف ما زعمت بعض وسائل الإعلام".
وفي المقابل، نشر الموقع الخاضع في ذلك الوقت للإخوان المنشقين القصة كاملة برواية هيثم أبو خليل، والتي أكدت أن "صاحب فكرة المؤتمر هو د.محمد نور، طبيب أسنان من الجيزة، وذهب بالفكرة إلى مكتب الإرشاد لعرضها. كان معه عمار البلتاجي، طالب في طب الأسنان بجامعة القاهرة، ومحمد ماهر عقل، أحد شباب الإخوان. وقابلوا محمود أبو زيد أكثر من مرة، وكذلك عبد الرحمن البر، وكانت هناك موافقة من المكتب على تنظيم مثل هذا المؤتمر. وكان الاتفاق على أن تكون هناك ورشتا عمل على يومين، ثم يكون هناك يوم ثالث يحضر فيه ممثلون عن مكتب الإرشاد لمناقشة ما تم في ورش العمل. كان هناك خلاف حول التغطية الإعلامية، واتفقوا على رعاية الموقع الرسمي الإخواني للمؤتمر. وبالفعل، نشروا الخبر في الموقع، ثم صدرت التعليمات بحذفه بعد ساعات، وذهب الشباب إلى الدكتور محمود أبو زيد وسألوه عن سبب حذف الخبر، فقال: لا أعلم، وأبلغهم بطلب المكتب تأجيل المؤتمر لما بعد الاستفتاء.
وبالفعل، استجابوا للطلب، ثم عادوا إليه مرة أخرى وقابلوا الدكتور أبو زيد والدكتور عبد الرحمن البر والدكتور محيي حامد.فجلسوا معهم جلسة عنيفة واتهموا الشباب بعدم الثقة في القيادة والتشوهات الفكرية، وأبلغوهم بأنهم لن يحضروا المؤتمر. وقال أحدهم: "الدعوة قطار يسير، اللي عاوز ينزل في أي محطة ينزل مفيش مشكلة". فبحث الشباب عن أكثر من مكان لإقامة المؤتمر، فضُيِّق عليهم في نقابة الأطباء ولم يوافقوا، لعلمهم بأن الإخوان لا يريدون المؤتمر، ونادي أعضاء هيئة التدريس لم يوافق لنفس السبب. فتم الاتفاق على فندق سفير، وبعدها استدعى مكتب الإرشاد محمد نور ومجموعة من الشباب، وقابلوا محمد مرسي، وقال لهم نصًا: "لا توجهوا دعوة للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أو الدكتور محمد حبيب". فقالوا له: "إحنا خلاص دعيناهم بالفعل". فقال لهم: "يبقى المؤتمر يتأجل". قالوا له: "إحنا خلاص دفعنا الفلوس وحجزنا القاعة". فسألهم: "ما رأيكم نستمع لكم ولآرائكم كلها ولكن ليس في الإعلام إنما في الحزب، وهنخليكم قيادات شبابية في الحزب وتلغوا المؤتمر".
قالوا له: "إحنا بنتكلم عن يوم السبت دلوقتي". قال لهم: "لو دعيتوا أبو الفتوح وحبيب تبقوا مبتسمعوش الكلام. أنا همشي واتصل بيكم الساعة أربعة ونصف أشوف عملتوا إيه". وبالفعل، اتصل بهم وقالوا له: "إحنا هنعمل المؤتمر وكل شيء هيمشي عادي". فقال لهم: "شكرًا" وقفل السكة. ثم نشر موقع "الإخوان" تصريحات مرسي الكاذبة.
وهكذا، كان أبو خليل يضرب قيادات التنظيم الإخواني في مقتل ويفضح مواقفهم الإقصائية التي تسببت في تمرد وانشقاق الكثيرين، وكان لا يتردد في اتهام أكبر القيادات بالكذب والتدليس والتضليل. وفي صفحته الرسمية الكثير والكثير لأكابر مجرمي الجماعة دون استثناء، ثم نكص على عقبيه وارتدى عباءة "الإخوان" مرة أخرى، وكاد يغني لهم: "أبوس القدم وأبدي الندم على غلطتي في حق الغنم". ثم سال لعابه على فتات التمويل المشبوه المتدفق على خزائن الجماعة الإرهابية، وتحقق له بعض ما أراد واحترف تسطير أساطير المظلوميات والبكائيات والأكاذيب والمعلومات المغلوطة.
وأخيرًا وليس آخرًا، أيهما نصدق؟ هيثم أبو خليل طبعة ما قبل منتصف عام 2013.. أم الطبعة الثانية لنفس الشخص بعد سقوطه في مستنقع أولياء النعم؟ وهل تتحقق المفاجأة ونرى "أبو خليل" في طبعة ثالثة بعد الاستغناء عن خدماته المدفوعة الثمن؟!
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مکتب الإرشاد محمد مرسی
إقرأ أيضاً:
أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي
لم يعرف التاريخ الإنساني، وأعتقد لن يعرف حتى قيام الساعة، دولة تكذب وتتحرى الكذب في كل أقوالها وأفعالها مثل دولة الكيان الصهيوني الغاصب التي تكذب كما تتنفس، وتعيش على الكذب الذي قامت على أساسه وتحيا عليه.
الدولة التي قامت على كذبة في العام 1948، لا يمكن أن تستمر وتبقى سوى بمزيد من الأكاذيب التي تنتجها آلة الدعاية الصهيونية المدعومة بوسائل الإعلام العالمية، بشكل يومي لكي تستدر عطف العالم الغربي وتبرر احتلالها البغيض للأراضي الفلسطينية وعدوانها الدائم والهمجي على أصحاب الأرض، وعلى كل من يحاول الوقوف في وجهها وكل من يكشف أكاذيبها ويقاوم غطرستها، وجرائمها التي لا تتوقف ضد الإنسانية.
بدأت الأكاذيب الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر مع نشأة الحركة الصهيونية، بالترويج لأكذوبة أن «فلسطين هي أرض الميعاد التي وعد الله اليهود بالعودة لها بعد قرون من الشتات في الأرض». وكانت هذه الأكذوبة، التي تحولت إلى أسطورة لا دليل على صحتها تاريخيا، المبرر الأول الذي دفع القوى الاستعمارية القديمة، بريطانيا تحديدا، الى إصدار الوعد المشؤوم «وعد بلفور» قبل عام من نهاية الحرب العالمية الأولى بانشاء وطن لليهود في فلسطين. وكان هذا الوعد، كما يقول المؤرخون، الذي صدر عن وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور حجر الأساس لأكبر عملية سرقة في التاريخ، سرقة وطن كامل من أصحابه، ومنحه لمجموعة من العصابات اليهودية دون وجه حق. الوعد الذي لم يعره العالم انتباها وقت صدوره تحول إلى حق مطلق للصهاينة في السنوات التالية، ومن أكذوبة «أرض الميعاد» ووعد الوطن القومي أنتجت الصهيونية العالمية سلسلة لا تنتهي من الأكاذيب التي ما زالت مستمرة حتى اليوم، والمسؤولة، في تقديري، عما يعيشه الفلسطينيون الآن من جحيم تحت الاحتلال الصهيوني.
الكذبة الأولى الخاصة بأرض الميعاد، والتي صدقها العالم نتيجة تكرارها وبفعل التأثير التراكمي طويل المدى لوسائل الاعلام التي سيطر عليها اليهود طوال القرن العشرين، لم تكن سوى أكذوبة سياسية ذات غطاء ديني غير صحيح. إذ تم تفسير النص التوراتي بطريقة ملتوية لتخدم المشروع الصهيوني. ولم تُثبت الحفريات التي يقوم بها الصهاينة أسفل المسجد الأقصى وجود هيكل سليمان أو وجود مملكة داود وسليمان في فلسطين كما تزعم الرواية التوراتية المحرفة، بل أن بعض المؤرخين الإسرائيليين شككوا في وجود اليهود في فلسطين كأمة قبل إنشاء إسرائيل.
دعونا في هذا المقال نتتبع أبرز الأكاذيب الصهيونية التي روجت لها إسرائيل لاستمرار سياساتها العنصرية والتي لم تكن مجرد دعاية عابرة، بل جزءًا من استراتيجية تم وضعها وتهدف في النهاية الى تحقيق الحلم الصهيوني بدولة تمتد «من النيل إلى الفرات»، والترويج للسردية الصهيونية في الاعلام العالمي وحصار السردية الفلسطينية والعربية.
الأكذوبة الثانية التي تمثل امتدادا للأكذوبة الأولى والمرتبطة بها ارتباطا وثيقا، هي أن فلسطين كانت أرضا بلا شعب، وبالتالي يمكن الاستيلاء عليها واحتلالها وتهجير أهلها منها، وجعلها وطنا للشعب اليهودي الذي كان بلا أرض»، وبذلك يتم نفي الوجود العربي الفلسطيني فيها. وتم الترويج لهذه الأكذوبة في الغرب المسيحي المحافظ من خلال خطاب إعلامي يربط إقامة إسرائيل بقرب ظهور المسيح (عليه السلام). وقد نجح الإعلام الصهيوني والمتصهين في تصوير اليهود باعتبارهم عائدين إلى أرضهم، فيما تمت شيطنة الفلسطينيين والتعامل معهم باعتبارهم إرهابيين يعارضون الوعد الإلهي. وكانت هذه الأكذوبة من أخطر الأكاذيب الصهيونية لتبرير احتلال فلسطين بدعوى أنها خالية من السكان، في حين كان يعيش فيها قبل إعلان قيام إسرائيل نحو مليون وثلاثمائة ألف عربي فلسطيني من المسلمين والمسيحيين.
وتزعم الأكذوبة الصهيونية الثالثة أن الفلسطينيين غادروا أرضهم طواعية بعد هزيمة الجيوش العربية وإعلان قيام دولة إسرائيل في العام 1948. وتم استخدام هذه المزاعم للتغطية على مجازر التطهير العرقي الذي قامت به عصابات الصهاينة، وأبرزها مجازر دير ياسين، واللد، والرملة، لطرد الفلسطينيين من أراضيهم وبيوتهم.
لقد ثبت للعالم كله كذب إسرائيل في كل ما روجت له من مزاعم تخالف الحقيقة في الإعلام العالمي المتواطئ معها والمساند لها على الدوام. ومن هذه المزاعم القول بإنها «واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» الذي لا يعرف الديمقراطية. ولم ينتبه العالم إلى أن الديمقراطية الإسرائيلية ترى بعين واحدة، ومخصصة لليهود فقط، ولا تشمل سكانها من الفلسطينيين الذين يعانون من تمييز وفصل عنصري في كل مجالات الحياة. وتستخدم هذه الديمقراطية الأسلحة المحرمة والإبادة الجماعية وسياسات الاغتيال والاعتقال والتعذيب كوسيلة للتعامل مع الفلسطينيين المحرومين من حقوقهم السياسية.
وشبيه بهذا الزعم القول إن «الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم». ومع الأسف ما زالت هذه المقولة تتردد على ألسنة العسكريين والسياسيين الصهاينة وفي بعض وسائل الاعلام الغربية، رغم الجرائم الموثقة من جانب منظمات حقوقية عالمية، والتي ارتكبها ويرتكبها هذا الجيش «عديم الأخلاق» في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا وإيران، واستهدافه المدنيين من النساء والأطفال، والصحفيين والأطباء وغيرهم، واستخدامه لسلاح التجويع في غزة ومنع الإمدادات الإنسانية من الدخول الى القطاع وإتلافها عمدا، وقتل الجوعى.
ولا تتوقف آلة الكذب الصهيونية عند هذا الحد وتضيف لها الجديد من الأكاذيب كل يوم، مثل الأكذوبة المضحكة التي أصبحت مثار سخرية العالم، وهي إن «إسرائيل تواجه تهديدا وجوديا من جيرانها العرب» المحيطين بها، في الوقت الذي يعلم فيه القاصي والداني أن الكيان الغاصب هو الدولة الشرق أوسطية الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية قادرة على محو جميع الدول العربية، وتتمتع بتفوق عسكري يضمنه ويحافظ عليه ويعززه الشريك الأمريكي ودول غرب أوروبا، وتمنع بالقوة أي دولة في المنطقة من امتلاك الطاقة النووية حتى وإن كان للأغراض السلمية، كما فعلت مع العراق وايران. وينسي من يردد هذه الأكذوبة إن إسرائيل فرضت من خلال الولايات المتحدة التطبيع معها على العديد من الدول العربية، ليس فقط دول الجوار التي كان يمكن ان تهددها، وإنما على دول أخرى بعيدة جغرافيا عنها، وفي طريقها لفرضه على المزيد من الدول.
ويكفي أن نعلم أن غالبية الحروب التي دخلتها إسرائيل كانت حروبا استباقية، وكانت فيها المبادرة بالعدوان، وآخرها الحرب على إيران. والحقيقة أن حربها المستمرة منذ نحو عامين على غزة والتي تزعم أنها، أي الحرب، «دفاع عن النفس» ما هي إلا أكذوبة أخرى تأتي في إطار سعيها لتفريغ القطاع من سكانه وتهجيرهم خارجه بعد تدميره وحصاره المستمر منذ العام 2007 وحتى اليوم، وهو ما ينفي الأكذوبة الأكثر وقاحة التي ترددها الآن بأن «حركة حماس هي المسؤولة عن معاناة أهل غزة، وهي من تجوعهم»، مع أن العالم كله يشاهد كيف حولت القطاع إلى أطلال وإلى أكبر سجن مفتوح في العالم بشهادة الأمم المتحدة.