حمود بن علي الحاتمي

alhatmihumood72@gmail.com

 

 

مباراة مُنتخبنا الوطني مع نظيره العراقي التي خسرها في البصرة يمكن البناء عليها لمباراة الثلاثاء التي سيخوضها المنتخب أمام الشمشون الكوري، ورغم اعتبار البعض أن المنتخب لم يُقدِّم الكثير في مباراة العراق، إلّا أن مُتابعتي للمباراة، تدفعني للقول إن منتخبنا استحوذ على مجريات الشوط الثاني رغم الإصابات التي لحقت بلاعبي المنتخب حارب السعدى والمسلمي وطرد أرشد العلوي، فقد سيطر سيطرة كاملة في الوسط ولم يحصل المنتخب العراقي إلا على فرص قليلة.

لكن ما عاب منتخبنا هو عدم التسجيل رغم الفرص الكثيرة التي خلقها. عاد المنتخب إلى مسقط ومعه الجميع يردد الحلم لم ينتهِ "خسرنا مباراة ولم نخسر الحلم".

المنتخب عاد سريعًا إلى التدريب ومعالجة الأخطاء التي وقع فيها بالبصرة ويعد العدة للقاء الشمشون الكوري وسط جماهيره الوفية التي ستزحف نحو مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر منذ الثالثة ظهرًا في مشهد كروي يكتب فيه الجميع ملحمة وطنية كروية لتجديد الحلم وبقوة من شباك كوريا وتعود صيحة "عُمان نبض واحد" و"ما هي بعيدة" لصلاح الزدجالي، "وشعاره سيفين والخنجر عمانية" "والي خلق في هذا الوطن وضمه يكون الأول ما يكون الثاني"، صيحات تصدح في أرجاء مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر.

الآن.. نحن في بداية المشوار نحو تحقيق الإنجاز، وهذا التأهل هو مشروع وطن نتشارك فيه جميعًا حكومة وشعبًا واتحاد كرة ولاعبين وجماهير وإعلاميين بمختلف توجهاتنا، كُلنا يضع نصب عينيه مهمة واحدة ومسؤولية مشتركة، بأدوار متنوعة؛ لنهدي هذا الوطن وسلطانه المفدّى أعظم هدية؛ وهي رفع علم سلطنة عُمان في مونديال كأس العالم في 2026.

يجب أن نتحلى بالمسؤولية في تحفيز المنتخب والقائمين عليه وننحي اختلافنا مع اتحاد الكرة جانبًا ونترك التجريح في بعض اللاعبين لضعف أدائهم؛ فليس فيهم مقصر ولكن جانبه التوفيق في الأداء. وعلينا أن نبتعد كذلك عن الآراء التي لا تخدم المنتخب ومسيرته نحو التأهل، ولنجعل التحليل الفني لأهل الاختصاص من المدربين والفنيين.

المنتخب يزخر بكادر فني قدير يستوعب التحديات التي تواجه المنتخب وقادر على إيجاد الحلول الفنية.

وبكلمات محفزة في التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية، ستعلو معنويات المنتخب ويصبح قادرًا على مواجهة أي منتخب بمجموعته، لكنه فقط يحتاج إلى مساندة.

رمسة الثلاثاء بمجمع السلطان قابوس بوشر ستكون من الليالي الملاح لمنتخبنا وهو يؤدي مباراة كبيرة مدفوعًا بدعم جماهيري وإعلامي كبير واهتمام حكومي.

إنَّنا نجدد الثقة في منتخبنا الوطني، وعلينا أن نتوقف عن بث الآراء السلبية تجاه لاعبي منتخبنا.

وبكلمة وطنية محفزة منتخبنا يحقق الفوز بإذن الله تعالى "معك يا الأحمر".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بين الحلم واليقظة

 

 

وداد الإسطنبولي

قرأتُ مقال الأستاذ محمد بن رامس الرواس الذي حمل عنوان "يحدث في غزة فقط"، وتأثرتُ كثيرًا بما احتواه من مآسٍ تنزف بين السطور. جلستُ أتأمل الموقف... وأسترجع مواقف أخرى مرّت في ذاكرتنا. ثم استغفرت ربي على جحودنا النعم وتقصيرنا في حق من ابتلي وحقه علينا النصرة.

أغمضتُ عينيَّ، وكأنني غفوت في يقظتي... كنت أقرأ سورة الكهف في صباح يوم جمعة، فإذا بضوضاءٍ تقتحم سكون المستشفى الذي أعمل فيه. هرعتُ أستطلع الأمر، يقودني الصوت المرتبك، وفي اللحظة ذاتها رأيت إحدى الزميلات تركض مسرعة، تدفع سريرًا طبيًا يحمل أشلاءً بشرية. لم أستوعب المشهد بدايةً... ولم تمضِ سوى دقائق حتى وصلت سيارة الإسعاف إلى قسم الطوارئ، تحمل جثثًا كثيرة. واحد فقط كان لا يزال يتنفس… يُصارع الموت.

نظرتُ إلى زاوية ضيقة في غرفة الإنعاش، فرأيت هناك طبيبةً قد انكفأت على صدرها، تحت الرداء الطبي الأبيض، ينهار قلبها بصمت… فقد اختلطت المهنة بالأمومة، واختلطت الحياة بالفقد. كان المشهد يختصر وجع أمة كاملة.

يا الله… ما أصعب أن تُفيق لتكتشف أنَّ كل من كانوا على تلك الأَسِرّة قد ماتوا!

هذا الأمر يحدث في بلدي فقط… حيث أسمع صرخات النعي، ونحيب الأمهات… مكسورات، متألمات، منهارات.

انفطر قلبي… وأفقت من غفوتي. فتحتُ عينيّ، وإذا بمقال الأستاذ محمد يلوح في ظلام بصري، وتذكّرت مي، وتذكّرت غزة… وتذكّرت القصف، والدمار، وصور الأطفال تحت الركام، حين كنت أتابع أخبارهم من بعيد. كنتُ أدعو لهم وأقول:

"يا رب، احفظهم، واجعلنا لا نعيش ما عاشوه، ولا نرى ما رأوه من الفقد والموت."

كنت أظنها مشاهد من مقال… لا من واقع، ولا من حياة. لكن قلبي صدّقها في ذلك الحلم، وكأنَّ الله أراد أن يوقظني على وقع مشهد يشبههم، لأشعر بما شعروا به.

فتحتُ عينيّ وأنا أتنفس بعمق، أُسند صدري بكفي، وأنظر حولي…، كان حلم يقظة لا أكثر، آهٍ ما أقسى ما يعانون.

اللهم رحمتك بإخواننا، اللهم ارحمنا جميعاً ولا تبلينا.

لقد أيقظتني تلك الغفوة… وكأنَّ أهل غزة قرصوني من بعيد، ليُذيقني الله شيئًا من معنى الصبر، فيكتب لي أجر الرضا كما كتب لهم.

نعم… الألم مشترك، وإن اختلفت الأرض، والطغيان لا يعرف حدودًا، لكن رحمة الله واسعة، وعدله باقٍ، ونوره لا ينطفئ.

وستنصر غزة بإذن الله. وسيسحق ربي الظالمين.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • "بوشر الوقفية" تُطلق النسخة الثانية من "سيرة ومسيرة"
  • بين الحلم واليقظة
  • أريبلوا يخلف راؤول في «رديف» ريال مدريد
  • الرئيس الإيراني يزور جامع السلطان قابوس الأكبر في مسقط
  • الأحمر الأولمبي يترقب قرعة تصفيات أمم آسيا.. غدًا
  • الركراكي: الكرة المغربية أصبحت قاطرة في أفريقيا والجمهور مطالب بوضع ثقته في اللاعبين للتتويج باللقب القاري
  • منتخبنا يرسم ملامح خطة الأردن بمواجهة لبنان وديا غداً
  • قرعة متوازنة للمنتخب الوطني في بطولة كأس العرب
  • وفد من جامعة السلطان قابوس يزور روسيا لتعزيز التعاون الأكاديمي
  • العبري: تطبيق أنظمة تعليمية حديثة بكلية الطب جامعة ظفار