عربي21:
2025-10-12@22:25:36 GMT

حرب الإبادة إلى أين؟

تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT

لا بدّ من أن يعجب أصدقاء الكيان الصهيوني ومؤيدوه، كما أعداؤه ومعارضوه، من المستوى المنحط الذي وصلته قياداته الحالية، وقسم كبير من "رأيه العام"، (وهو مشكّل من مستوطنين، أبا عن جد)، وذلك عند التدقيق في الإبادة البشرية والقتل الجماعي اللذين مورسا على مدى أحد عشر شهرا، وما زال حبلهما على الجرار حتى اليوم، وغدا.



صحيح أن هؤلاء الذين يعجبون الآن من مستوى الانحطاط الذي شكلته وتمثله الإبادة البشرية والقتل الجماعي، علما أنهم يعلمون منذ نشأة الكيان بأنه قام على أساس الاستيطان، واقتلاع الشعب الفلسطيني، والحلول مكانه، وهذا من حيث جوهره، يدخل في إطار العنصرية والقتل الجماعي (تعريف الإبادة: حين يوجّه القتل الجماعي للمدنيين، أو لمن لا قدرة لديهم لدفعه عنهم)، ولكن هذا جرى في حرب 1948 بالسر، وإخفاء ما ارتُكب من قتل جماعي في الكثير من القرى الفلسطينية التي امّحت بعد مجازر، وكُشف عن بعضها في المنتصف الثاني من الستينيات، أو في السبعينيات.

القادة الحاليون، وليس نتنياهو وحده وهو كبيرهم، تبنّوا عمليا، بشبه إجماع، جريمة الإبادة البشرية التي تعرض لها المدنيون في قطاع غزة، ولم يأبهوا بأن تجري تفصيلاتها، ساعة بساعة ويوما بعد يوم، علنا، وعلى مشهد من العالم أجمع
وكان ذلك بسبب حرص القادة المؤسّسين من أمثال بن غوريون وشاريت ورابين، ودايان وغولدا مائير، بأن يظهر الكيان الصهيوني بمظهر "الديمقراطي"، والذي سيتقيّد بالقانون الدولي. ولهذا راحوا يخفون قدر الإمكان، ما ارتكب، ويرتكب من جرائم القتل الجماعي، فمثلا أنكروا رسميا أيّة علاقة بمذبحة دير ياسين، وألبسوها لمنظمة شتيرن الإرهابية التي يحاربونها.

أما القادة الحاليون، وليس نتنياهو وحده وهو كبيرهم، تبنّوا عمليا، بشبه إجماع، جريمة الإبادة البشرية التي تعرض لها المدنيون في قطاع غزة، ولم يأبهوا بأن تجري تفصيلاتها، ساعة بساعة ويوما بعد يوم، علنا، وعلى مشهد من العالم أجمع.

بل تعمد القادة الحاليون للكيان الصهيوني، مع سبق الإصرار والتصميم، ليس على القتل والتنكيل، وإلقاء الجثث والأشلاء في الشوارع، ومن بينهم الأطفال والنساء والمسنون، فحسب، وإنما أيضا أن يربطوا -كما فعل نتنياهو في خطابه في الكونغرس- ما يفعله الكيان الصهيوني بالدفاع عن أمريكا والحضارة الغربية ضدّ البربرية. والأشد نكاية، أن نتنياهو حظي بتصفيق حارّ من الكونغرس، وزاد التأييد له في الكيان الصهيوني كذلك.

صحيح أن الضمير العالمي، كما في الغرب بالذات، تحرك ضدّ هوْل المجازر والإبادة، ولكن تعمّد قادة الكيان الصهيوني إظهار تغطية أمريكا وأوروبا والغرب عموما للكيان الصهيوني، والاستمرار في دعمه عسكريا وماليا وسياسيا، الأمر الذي يعني أن الصهيونية العالمية، قيادة الكيان الصهيوني والحركة الصهيونية العالمية، بطرفيها اليهودي والبروتستانتي الصهيونيين، راحتا تلعبان دور المهدّد للسلام العالمي، ونسف ما حققته، أو حاولت تحقيقه، شعوب العالم، من قِيَم إنسانية عليا، تخرج البشر من عهود الوحشيةتعمدت أن تلطخ سمعة الحضارة الغربية في أعين من يلطخ سمعة الكيان الصهيوني، من جهة، وتعمدت أيضا إذلال العالم، ليقبل ما تفعله "إسرائيل"، سكوتا أو عجزا أو جبنا، من جهة أخرى.

ولعل الدليل على ما تقدّم، يعبّر عنه استمرار نتنياهو في الحكم، وبفرض استمرار المجازر، والتهديد بإشعال حرب إقليمية، لا تبقي ولا تذر، بعد أن يورّط أمريكا في حرب ضد حزب الله وإيران واليمن، فضلا عن غزة والضفة الغربية، حين تشتعل تلك الحرب، الأمر الذي يؤكد أن قيادة الكيان الصهيوني والحركة الصهيونية العالمية، بطرفيها اليهودي والبروتستانتي الصهيونيين، راحتا تلعبان دور المهدّد للسلام العالمي، ونسف ما حققته، أو حاولت تحقيقه، شعوب العالم، من قِيَم إنسانية عليا، تخرج البشر من عهود الوحشية.

وقد فقدت تلك العهود صفة الوحشية، مقارنة بحرب الإبادة طوال أحد عشر شهرا، ضد المدنيين الآمنين، وتدمير دورهم ومساكنهم، ومدارسهم ومشافيهم، فضلا عن المساجد والكنائس والجامعات. هذا يعني الانحطاط الذي لا قعر بعده، وقد أخذ معه الغرب وحداثته، وحضارته.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإبادة نتنياهو غزة الصهيونية الحضارة غزة نتنياهو الصهيونية الحضارة الإبادة مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة مقالات سياسة صحافة مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونی الإبادة البشریة

إقرأ أيضاً:

قاليباف: إيران تدعم أي مبادرة لإنهاء الإبادة الجماعية في غزة

الثورة نت/وكالات أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف أن إيران تدعم أي مبادرة يقبلها الفلسطينيون لإنهاء جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة. وأفادت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء، بأن ذلك جاء في كلمة قاليباف في الجلسة العلنية أمام المجلس اليوم الثلاثاء ، وقال فيها:”أولًا، أؤكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم أي مبادرة لإنهاء جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة يدعمها الشعب الفلسطيني”. وأضاف قاليباف: “إن الوقف الدائم لهذه الإبادة الجماعية، وإنهاء العدوان والاحتلال في غزة، والانسحاب ورفع الحصار، وفتح المعابر، والسماح بحرية دخول الغذاء والدواء والمواد الأساسية الأخرى إلى غزة، من المطالب الملحة للشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة، والتي تؤكد عليها الجمهورية الإسلامية الإيرانية”. وتابع قائلا: “كما أن مجلس الشورى الإسلامي دأب على العمل في المحافل الدولية على مدى العامين الماضيين من أجل تثبيت وقف إطلاق النار ووقف الإبادة الجماعية في غزة، بالتعاون مع جميع دول العالم، وخاصة برلمانات العالم الإسلامي”. وأشار إلى أن وقف إطلاق النار في غزة كان هزيمةً لمخططات رئيس الوزراء الإسرائيلي القذرة للتعويض عن فشل طوفان الأقصى. ولإعادة الأمن المفقود لمحتلي الأرض الفلسطينية، أعلن نتنياهو عن أهداف واضحة، أهمها القضاء على حماس، والإفراج القسري عن الأسرى، والتهجير القسري، وإخلاء غزة. وأوضح أنه: “بعد عامين من الإبادة الجماعية والمجاعة وقتل النساء والأطفال، دفعت مقاومة أهل غزة ودعم جميع أركان محور المقاومة العالم إلى الانتفاض ضد هؤلاء النازيين في القرن الحادي والعشرين، وفي النهاية، اضطرت أمريكا وهذا الكيان إلى قبول الهزيمة وتوقيع اتفاق وقف إطلاق نار لم يحقق أيًا من أهدافهما المعلنة”. وأضاف قاليباف: “إنها حقيقة لا يمكن إنكارها أن الشعب الفلسطيني اليوم، ورغم التكاليف الإنسانية الباهظة التي دفعها، لم يفرض مطالبه على الكيان المجرم فحسب، بل أصبح الصهاينة اليوم أيضا أكثر الشخصيات مكروهة في العالم”.

مقالات مشابهة

  • الكيان المنبوذ..!
  • أحمد موسى: نتنياهو فشل في إعادة الرهائن رغم الإبادة التي قام بها
  • البخيتي لقادة الكيان الصهيوني : نود أن نذكركم أن يدنا لا تزال على الزناد
  • إيران تدين اعتداءات الكيان الصهيوني على لبنان وتدعو لتحرك دولي عاجل
  • قاليباف: إيران تدعم أي مبادرة لإنهاء الإبادة الجماعية في غزة
  • ناشط مغربي: اتفاق غزة ثمرة صمود المقاومة والجبهة اليمنية التي أربكت العدو الصهيوني
  • «بطاقة حمراء لإسرائيل».. احتجاجات في النرويج قبل مواجهة منتخب الكيان الصهيوني
  • المدن التي دمرتها الحروب حول العالم.. غزة في المقدمة
  • لازلو كراسناهوركاي.. الكاتب الذي عبر من الأدب إلى السينما وصولا إلى نوبل
  • وزارة النقل تناشد المواطنين مواجهة السلوكيات السلبية بوسائل النقل الجماعي