واشنطن، صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك ساليفان، السبت،عن قلق الولايات المتحدة من احتمال شن روسيا هجمات على المنشآت النووية الأوكرانية، مؤكدًا أن واشنطن تسعى لمساعدة كييف في حماية هذه المنشآت الحيوية.

خلال مشاركته عبر الفيديو في منتدى يالطا للاستراتيجية الأوروبية المنعقد في كييف، أشار ساليفان إلى السلوك الروسي السابق قائلًا: "لقد أظهر الروس قسوة بالغة في هجماتهم على البنى التحتية المدنية للطاقة وقد سبق لهم استهداف محطات الطاقة النووية الأوكرانية، وأعتقد أن هذا السيناريو قد يتكرر".

واشنطن تخشى احتمالية شن روسيا هجمات على محطات الطاقة النووية في أوكرانيا ضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية

منذ بداية الحرب، أبدى الحلفاء الغربيون لأوكرانيا حذرًا في توسيع نطاق مساعداتهم، خشية الانزلاق إلى مواجهة مباشرة مع روسيا.

ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة وبريطانيا تدرسان حاليًا إمكانية تلبية أحد أهم مطالب كييف، وهو السماح لها باستخدام أسلحة ذات مدى أطول لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية، هذا التطور قد يشكل تحولًا مهمًا في استراتيجية الدعم الغربي لأوكرانيا.

ستارمر يتعرض لضغوط لدعم أوكرانيا في تنفيذ هجمات داخل الأراضي الروسية ‏أمين عام حلف الناتو: إنهاء الحرب في أوكرانيا لن يتحقق إلا على طاولة المفاوضات أوكرانيا تستخدم صواريخ غريبة بعيدة المدى

في تصريحات حديثة، أكد كيريلو بودانوف، مدير الاستخبارات الأوكرانية، أن استخدام أوكرانيا لصواريخ غربية بعيدة المدى لن يؤدي إلى تصعيد الصراع قائلًا: "لن يكون هناك تصعيد، ولا شيء من شأنه أن يجعل الوضع أسوأ".

وتوقع بودانوف أن تسعى روسيا لإنهاء الحرب قبل عام 2026، مشيرًا إلى التحديات الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الغربية والحاجة إلى تجنيد المزيد من القوات، مشددًا على عزم أوكرانيا مواصلة القتال، مؤكدًا: "نحن نقاتل من أجل أرضنا، وليس لدينا خيار آخر".

واشنطن تخشى احتمالية شن روسيا هجمات على محطات الطاقة النووية في أوكرانيا روسيا قادرة على تدمير كييف

في المقابل، صرح دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، بأن روسيا قادرة على تدمير كييف بأسلحة غير نووية ردًا على استخدام أوكرانيا لصواريخ غربية بعيدة المدى. 

وأضاف أن روسيا تمتلك بالفعل أسسًا قانونية لاستخدام الأسلحة النووية بعد توغل أوكرانيا في منطقة كورسك الروسية، لكنها قد تلجأ بدلًا من ذلك إلى أسلحة متطورة تقنيًا.

كوريا الشمالية تدعم روسيا.. وأوكرانيا تواجه "مشكلة كبيرة" عاجل| الناتو طرفًا مباشرًا في الصراع ضد قوة نووية.. روسيا تحذر "عواقب وخيمة"

وانتقد ميدفيديف عبر منصة "تليجرام" قادة الغرب، متسائلًا عن توقعاتهم لرد فعل روسيا على الضربات الصاروخية المحتملة في عمق أراضيها، واتهمهم بالاعتقاد الخاطئ بأن تهديدات روسيا باستخدام أسلحة الدمار الشامل هي مجرد كلام فارغ، مؤكدًا أن هذا التصور خاطئ.

هذه التصريحات تعكس حدة التوتر المتصاعد بين الأطراف المتنازعة والمخاوف من تصعيد محتمل للصراع.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: واشنطن روسيا الطاقة النووية أوكرانيا روسيا وأوكرانيا الحرب الروسية الأوكرانية الاوروبية محطات الطاقة النووية الطاقة النووية الأوكرانية محطات الطاقة النوویة شن روسیا هجمات على فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

خلافات حادة في واشنطن بعد تسريب تقرير تقييم الضربات على منشآت إيران النووية

في تصعيد جديد للأزمة النووية بين إيران والولايات المتحدة، فجرت تسريبات استخباراتية خلافات حادة داخل الأوساط السياسية والأمنية في واشنطن، بلغت حدّ توجيه اتهامات بـ"الخيانة" على خلفية الكشف عن تقييمات سرّية بشأن آثار الضربات الأميركية الأخيرة على منشآت نووية إيرانية. اعلان

ووفقًا لما نشرته شبكة "NBC"، فقد أُحيل إلى الكونغرس الأميركي تقرير استخباراتي سرّي استعرض نتائج الهجوم، وأكد أن الضربات الجوية الأميركية أخّرت البرنامج النووي الإيراني لعدة أشهر، لكنها لم تُعطِّله بالكامل. التقرير، الذي اطلع عليه أعضاء في مجلس الشيوخ خلف أبواب مغلقة، جاء متناقضًا مع التصريحات الرسمية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اللذين أكدا أن البرنامج "دُمّر كلياً".

 من جانبها، أفادت وكالة "أسوشيتد برس" أن تقريرًا لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية كشف أن الضربات، التي استهدفت منشآت نطنز وفوردو وأصفهان، ألحقت أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية، لكنها لم تُحدث دمارًا شاملاً. وبيّن التقرير أن كميات من اليورانيوم عالي التخصيب نُقلت قبل الهجوم، كما أن الجزء الأكبر من أجهزة الطرد المركزي ظل سليمًا.

Relatedنتنياهو بعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية: لقد تحقق الوعد وترامب صديق عظيم لإسرائيل ولا مثيل لهما حجم الخسائر التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية جراء الضربات الإسرائيلية؟بعد ساعات من استهداف المنشآت النووية الإيرانية.. واشنطن تقلّص وجودها في العراق وتحذّر رعاياها

وأشار التقرير إلى أن منشأة فوردو، التي تقع داخل جبل وعلى عمق يزيد عن 80 مترًا، تعرضت لتدمير جزئي في مداخلها وبعض بنيتها التحتية، في حين لم يُصَب الهيكل الداخلي للمنشأة بأضرار جسيمة.

مصادر تحدثت إلى الوكالة لفتت إلى أن تقييمات سابقة كانت قد نبهت إلى صعوبة تدمير منشأة فوردو بضربة جوية تقليدية بسبب تحصينها الفائق.

 هذا التباين في التقديرات فجّر موجة انتقادات داخلية، أبرزها من السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن، الذي أعرب لموقع "أكسيوس" عن "قلق بالغ من تلاعب الرئيس ترامب بالمعلومات الاستخباراتية". بدوره، صعّد المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، من لهجته، متهمًا مُسرّب المعلومات بـ"الخيانة"، مطالبًا بمحاكمته.

 وفي المقابل، وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو التقارير الاستخباراتية بأنها "كاذبة"، مؤكدًا، في تصريحات لمجلة "بوليتيكو"، أن إيران أصبحت "أبعد من أي وقت مضى عن حيازة سلاح نووي" بعد الضربة الأخيرة. كما رفض البيت الأبيض بشدة ما ورد في تقرير وكالة استخبارات الدفاع، واعتبرته "خاطئًا تمامًا"، وقالت المتحدثة باسمه، كارولين ليفيت، إن "تسريب هذه المعلومات يهدف إلى تقويض الرئيس ترامب والتقليل من نجاح العملية العسكرية الدقيقة".

 وأكدت ليفيت أن الضربة استخدمت 14 قنبلة بوزن 30 ألف رطل لكل منها، مما يعني، على حد تعبيرها، "دمارًا شاملاً"، في حين شدد ترامب مرارًا خلال الأيام الماضية على أن "منشآت فوردو ونطنز وأصفهان قد دُمّرت بالكامل، ولن تتمكن إيران من إعادة بنائها". وهو ما أكده نتنياهو في خطاب متلفز قال فيه: "وعدتكم لعقود بأن إيران لن تملك سلاحًا نوويًا، وقد أوفينا بالوعد ودمرنا البرنامج".

 ويأتي هذا الجدل بعد أن شنت إسرائيل، عدة ضربات جوية على إيران بدأت في 13 يونيو/حزيران واستمرت 12 يومًا، استهدفت خلالها منشآت عسكرية ونووية ومدنية، واغتالت عددًا من العلماء والقادة العسكريين. وأسفرت الضربات عن مقتل 606 أشخاص وإصابة 5332 آخرين، وفق وزارة الصحة الإيرانية.

 الرد الإيراني لم يتأخر، إذ أطلقت طهران وابلًا من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على مواقع عسكرية واستخباراتية إسرائيلية، اخترقت أعداد منها الدفاعات الجوية وأوقعت دمارًا وذعرًا واسع النطاق، فضلاً عن سقوط 28 قتيلًا و3,238 جريحًا، بحسب بيانات إسرائيلية رسمية.

 وفي أعقاب الضربات الإيرانية، شنّت الولايات المتحدة هجومًا على منشآت نووية داخل إيران، مدعية "نهاية" البرنامج النووي، وردّت طهران بقصف قاعدة العديد الأميركية في قطر، مما زاد من خطورة التصعيد. وفي 24 يونيو/حزيران، أعلنت واشنطن رسميًا التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بعد أسابيع من التصعيد الذي أعاد المنطقة إلى حافة الحرب المفتوحة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • روسيا تعلن تحرير بلدة في خاركوف وتنفيذ ضربات دقيقة ضد أوكرانيا
  • بين انتصار مزعوم وتشكيك واسع.. كيف تقيم أميركا ضربة ترامب النووية؟
  • روسيا تعارض تعليق إيران تعاونها مع الطاقة الذرية
  • روسيا: إسطنبول لا تزال المنصة الرئيسية للمفاوضات مع أوكرانيا
  • زخاروفا: نأمل استمرار وتطور التعاون بين روسيا وإيران في مختلف المجالات
  • انقسام استخباراتي داخل واشنطن.. هل دُمّرت قدرات إيران النووية أم تأجلت فقط؟
  • إيران: سنواصل استخدام الطاقة النووية
  • إيران: منشآتنا النووية تضررت بشدة جراء هجمات أمريكا وإسرائيل
  • خلافات حادة في واشنطن بعد تسريب تقرير تقييم الضربات على منشآت إيران النووية
  • أوكرانيا.. قمة الناتو تناقش كيفية إجبار ‎روسيا على إنهاء الحرب