بوابة الوفد:
2025-06-30@09:39:01 GMT

»ﺑﺆﺳﺎء« ﻋﻠﻰ أﺑﻮاب اﻟﻌﺎم اﻟﺪراﺳﻰ

تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT

آباء وأمهات يكرهون بداية الدراسة بسبب المصاريفمعرض «أهلاً مدارس».. أسعار مبالغ فيها والعروض «وهمية» «على»: المدرسة صباحًا وورشة السمكرة ظهرًا«سعيد»: اسمى نقيض حياتى.. ونفسى أرجع مع زملائى

«يا صباح الخير ياللى معانا».. على أنغام أغنية «أم كلثوم» تبدأ الأسرة المصرية يومها الدراسى، تحضر الأم وجبة الإفطار وساندوتشات المدرسة فى عُجالة، بينما يحاول الأب تدبير مصروف اليوم لأبنائه قبل ذهابهم للمدرسة، وسط فرحة كبيرة للتلاميذ الذين ينتظرون قدوم نهار أول يوم دراسى يرتدون فيه ملابسهم الجديدة.

 

مع عقارب الساعة السابعة صباحًا تملتئ الشوارع بتلاميذ يرتدون «يونيفورم» جديد وحقائب جديدة، بينما غيرهم لم يشعروا بفرحة العام الدراسى الجديد، جميعهم حرمتهم الظروف الاقتصادية من هذه الفرحة، فمنهم من كتبت عليهم الحياة الشقاء مبكرًا، يحملون على أكتافهم أثقالا بدلاً من شنطة المدرسة، ويرتدون «عفريتة» العمل بدلاً من يونيفورم المدرسة، ويلبون طلبات صاحب العمل بدلاً من مدرس الفصل، منعتهم الظروف الاقتصادية من الذهاب إلى للمدرسة وسرقت منهم فرحة العام الدراسى وسط ظروف اقتصادية واجتماعية ونفسية على ملايين المواطنين الذين يعانون ارتفاع أسعار كل شىء.

الأمر لم يقتصر على سرقة فرحة الصغار فقط بل أن العبء الأكبر يقع على أولياء الأمور الذين تحول العام الدراسى بالنسبة لهم إلى كابوس مفزع بسبب مصاريف المدرسة والطعام والشراب والملابس والدروس الخصوصية، ليجد ولى الأمر نفسه يحتاج لعمل إضافى بجانب عمله الحالى حتى يتمكن من سد احتياجات الأسرة. 

ضغوط نفسية رهيبة تعيش فيها الأسر قبل بدء الدراسة بأسابيع لتوفير المتطلبات وشراء المستلزمات الدراسية، ورغم تدشين العديد من المعارض فى القاهرة والمحافظات، بتخفيضات كبيرة إلا أن الأزمة لاتزال قائمة. 

«الوفد» اقتربت من المحرومين من فرحة العام الدراسى لتعايشهم أجواء قدوم العام الدراسى الجديد.

«مدارس إيه بس».. قالها «أحمد» أحد التلاميذ والذى رفض ذكر اسم والده، حفاظًا على صورة أسرته، التى تحرص على إعادة استخدام الملابس بشكل مستمر، وتجنب شراء الجديد لأسعارها العالية، وإمكانياتهم الضعيفة، وقال: «أبويا مش بيدفع الا المصاريف وبلبس نفس اللبس.. ولو فيه جنيه زيادة فى المدرسة مش بيرضى يدفع».

كثيرًا ما يتعرض التلميذ لمضايقات فى المدرسة بسبب عدم دفع مصاريف تطلبها إدارة المدرسة لبعض الأنشطة، وقال: «مش باخد مصروف من البيت أمى بتعمل ساندوتش الفول أو الجبنة وبس كده». 

ينظر التلميذ كثيرًا لغيره من زملائه الذين يقبلون على كانتين المدرسة لشراء الحلويات والشيبسى ما يؤثر على نفسه بالسلب وقال: «ساعات بزهق من الساندوتش اللى ما بيتغيرش ويبقى نفسى أجيب حاجة ساقعة زى العيال ولا بسكوت».

الأمر لا يختلف كثيرًا عما قاله «على» الذى يعمل بعد انتهاء يوم الدراسة مثل إخوته الأربعة فى هايبرات وورش سمكرة لمساعدة والدهم المسن، ويأتى العام الدراسى له بالشقاء نهارًا فى المدرسة وليلاً فى العمل وقال: «الإجازة أريح على الأقل تعبى فى فترة واحدة». 

صاحب العشرة أعوام يعيش حياة قد يعجز عنها الكثير من الشباب، ينهى يومه الدراسى ويذهب لورشة الدوكو، ليتقاضى 100 جنيه، وتابع: «طبعًا فيه أيام ببقى تعبان ومش بروح الشغل لكن أيام المدارس فبتكون أشغال شاقة.. دراسة وشغل وحتى لو تعبان بروح علشان أجيب مصاريفى». 

قد تكون قصة «على» مؤثرة إنسانيًا لكن هناك الأكثر حزنًا وهو من لم يحالفه الحظ ويلتحق بالمدرسة من الاساس مثل غيره، فهناك أطفال كتبت عليهم الحياة أشغال شاقة مؤبدة منذ نعومة أظافرهم لكى يعتمدوا على أنفسهم لسد احتياجاتهم من مأكل وملبس، وقد يعيش الطفل دور عائل الأسرة لسد احتياجات والدته وإخوته بعد وفاة والده أو هربه من المسئولية. 

رفض «سعيد» الحديث، ولكن بعد برهة هدأ بعض الشيء، واستهل حديثه معنا باقتضاب شديد، وقال: « يعنى بعد ما احكى ليك حكايتى هتعملى إيه.. هتودينى المدرسة.. هترجعلى أبويا». 

قال الطفل سعيد، إن اسمه هو أكبر مشكلة فى حياته فحينما يناديه أحد باسمه «سعيد» يشعر بانكسار فى داخله ويبتسم ابتسامة حزينة ويقول «باب النجار مخلع». 

حكاية سعيد تبدأ حينما انفصل والداه، وتركه والده وهو فى العاشرة من عمره، وعجزت والدته عن دفع مصاريف المدرسة فاضطر إلى الخروج للعمل وشمر عن سواعده لمواجهة الحياة، ليعيش عمرًا يفوق عمره الحقيقى لسنوات طويلة، وتابع: «بحاول أعوض خسارتى فى المدرسة بتعلم حرفة تعيشنى ومتخلنيش احتاج لحد.. ويوميتى 50 جنيهًا». 

فى الوقت الذى يفرح فيه أبناء سنه بملابس جديدة، يشعر «سعيد» بفرحة من نوع آخر حينما يعود لوالدته ببعض الجنيهات والطعام والشراب، وقال: «بحس إنى رب البيت ولما أخليها مش محتاج لحد دى تبقى دى فرحتى». 

 

البؤساء

هناك فئة أخرى من البؤساء المنكوبين بالعام الدراسى وهى فئة أولياء الأمور الذين يعانون طوال الموسم لسد احتياجات أبنائهم، فمنهم من يعمل فترتين ليعود لمنزله فى الواحدة صباحًا ويستيقظ فى الخامسة صباحًا استعدادًا لتوصيل الأبناء للمدارس، وبذلك يصبح العام الدراسى أشغال شاقة لهم، لا يستطيعون الحصول على الراحة الكافية، وفى الوقت نفسه يعجزون عن سداد كامل احتياج أسرهم 

وقال على خلف، موظف فى إحدى الشركات الخاصة، ويعمل فى الفترة المسائية فى مول تجارى، إنّ لديه 4 أبناء فى مراحل التعليم المختلفة، الأمر الذى يدفعه إلى أن يواصل العمل نهارًا وليلاً وحتى أيام الإجازات فهو مجبر على العمل بها حتى يزيد من دخله لمواجهة أعباء الحياة. 

«لما يبدأ العام الدراسى الواحد بيحس إنه فى سجن».. يستكمل الأب حديثه، ويقول إنّ الدروس الخصوصية مع مصاريف الأبناء فى المدارس يوميًا مع قلة النوم وعدم الراحة يجعله يعيش فى كابوس على مدار العام الدراسى، وتابع: «اللى مبقدرش استحمله وأنا فى الإجازة من ضغط الشغل.. بقبله أيام الدراسة علشان القرش». 

والتقط أطراف الحديث شكرى كامل، الذى قال إنّه مثل غيره من أولياء الأمور الذين يعانون طوال العام الدراسى من متطلبات الدروس الخصوصية، خاصة أن أحد أبنائه فى الثانوية العامة. 

«شكرى» الذى يعمل فى إحدى الشركات الخاصة قال إنّ الحصة الواحدة فى المراجعات النهائية تصل إلى 500 جنيه، وتابع: «الواحد يبقى ليل ونهار شغل وفى الآخر يا دوب قادر يوفر تمن الدرس الخصوصى».

الضغوط ليست فقط على الأبناء والآباء، بل تعانى منها أيضًا الأمهات خاصة اللاتى تعملن، فبين مسئولية العمل والمنزل والأبناء تجد نفسها مشغولة طوال لنهار والليل أيضا، فمع قدوم العام الدراسى تعيش السيدات فى معاناه يومية بداية من الساعات الأولى من صباح كل يوم حتى الساعات المتأخرة من الليل، فضلاً عن مسئولية الميزانية وكيف لها أن تدبر من راتب زوجها متطلبات الطعام والشراب والأبناء. 

 

معارض فنكوش

ورغم جهود الحكومة فى تدشين العديد من المبادرات والمعارض منها أهلاً مدارس لتوفير مستلزمات الأسرة المصرية، فإنّ الكثير من المواطنين يؤكدون عدم رضاهم عن الأسعار التى لا تختلف كثيرًا عن المحلات التجارية، فضلاً عن مسافة الطريق بين منازلهم ومكان المعرض الكائن فى مدينة نصر بأرض المعارض. 

قال مراد سالم، أب لـ5 أبناء فى مراحل تعليمية مختلفة، إنه كان حريصًا على متابعة أخبار معارض أهلاً مدارس على مدار السنوات الماضية، إلا أنه خلال العامين الماضيين كانت أسعار السلع المعروضة غير مرضية فهى لا تختلف كثيرًا عن المحلات التجارية. 

يشير «سالم» إلى أنه مثل الكثير من المواطنين يفضلون شراء المستلزمات المدرسة من المكتبات القريبة لمنازلهم توفيرًا للمواصلات، وتابع: «أنا ساكن فى المرج لما أروح مدينة نصر سواء مواصلات أو بعربيتى بصرف فلوس كتير وتحسبها تلاقيها هى هى فرق الفلوس من المحل جنب البيت لأسعار المعرض». 

«دى عروض وهمية وفنكوش».. قالها شريف جمال، غاضبًا من أسعار معرض أهلاً مدارس العام الماضى حينما ذهب مع أبنائه، وقال: «صرفت 300 جنيه رايح جاى من الهرم إلى مدينة نصر وفى الآخر ألاقى فرق السعر فى نص جنيه وجنيه بس طيب يبقى أنا كده عملت إيه؟». 

وبسؤاله عن الخصومات التى تقدم فى هذه المعارض رد قائلاً: إن الخصومات تكون على منتجات بعينها وبالسؤال عنها يؤكدون عدم تواجدها بحجة تم بيعها. 

الأمر نفسه أكده خليل أحمد، الذى قال إن العروض الموجودة فى معرض أهلاً مدارس وهمية فكيف يكون أول من حضر للمعرض مع بدء الساعات الأولى لانطلاقه وبسؤاله عن الخصومات لبعض المنتجات يقولون له: «للأسف يا فندم مش موجودة».

واستكمل «خليل» حديثه وقال إنّ معرض أهلاً مدارس كان ملاذ له لشراء جميع مستلزمات المدرسة من ملابس وكتب وكشاكيل وكراسات وأقلام، بالإضافة لشراء بعض المواد الغذائية بأسعار مخفضة عن الأسواق القريبة، إلا أنّه خلال السنوات القليلة الماضية لم يلحظ فرقًا كبيرًا فى السعر ما جعله ينفر من المعرض. 

ونوه أحد المواطنين إلى أنّ تجار الأدوات المدرسية كانوا خلال السنوات الماضية يذهبون إلى معارض أهلاً مدارس ويشترون كميات كبيرة من المستلزمات ما يجعلها تنفذ قبل أن تصل إلى يد المستهلك المستهدف، ومع مرور السنوات تأثر المعرض بهذه السلوكيات ما جعل الأسعار مقاربة للسوق المحلي. 

وطالب عدد كبير من المواطنين الحكومة بضرورة التنويه على هذه الأزمة خلال معرض هذا العام وفرض عقوبات على من يقوم بشراء كميات كبيرة لغرض البيع، كما طالبوا بضرورة عودة الأسعار داخل المعارض كما كانت فى السنوات الماضية بفارق سعر حقيقى وليس وهميًا. 

كما طالبوا بوضع حد أدنى لعملية الشراء داخل المعرض بما يحفظ للمستهلكين حقوقهم ويستطيع الجميع الاستفادة من المعرض حتى لا يحدث تكالب كما حدث فى التجارب السابقة. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بؤساء أنغام أغنية الأسرة المصرية الوفد العام الدراسى فى المدرسة قال إن صباح ا کثیر ا

إقرأ أيضاً:

التعليم في ميزان المجتمع

بدايةً.. أهنئ الطلبة والطالبات وذويهم والمعلمين والمعلمات وعائلاتهم بإجازة العام الدراسي ١٤٤٦، متمنية للجميع إجازة سعيدة مكللة بالراحة والاستمتاع والسلامة من كل مكروه. بعض الأخوة والأخوات بعثوا لي يطلبون الكتابة عن موضوع التعليم والمعاناة مع بعض القرارات، التي وصفوها (بالمتخبطة والمرتجلة وغير المتناسبة والبعيدة عما يحقق الأهداف المنشودة) ولعل الفصول الثلاثة نموذج لهذه القرارات!! أحدهم وهو تربوي متقاعد مطلع، كتب بالحرف:(ها هو العام الدراسي بكل تخبطات القرارات، وسوء العمل الممنهج، قد انتهى بخيره وشره. متأكد أن في جعبتك مقالات، أو بالأصح رزنامة مقالات يستفيد منها المسؤول والمستثمر في التعليم). وكتبت أخرى، وهي خبيرة سابقة في التعليم، وبالحرف أيضًا: (كم أتمنى أن أجد إجابة شافية من مسؤول في التعليم عن سؤالي.. هل هو راضٍ عن علاقة التعليم بالميدان؟)، وأخرى علقت: (العلاقة بين التعليم والمستفيدين منه على غير ما يرام)، وكتابات أخرى قريبة ومشابهة لتلك!! مع أن وزارة التعليم بدأت مؤخرًا بالأخذ بآراء المجتمع حول القرارات المرتبطة بها، لكنها على ما يبدو من الواقع ليست بالمؤثرة؛ ما يؤكد- كما ذكرت الأخت- أن العلاقة أو التواصل بين التعليم والمجتمع يشوبها التكتم، والمفاجأة، والغموض، والضبابية!! (الله المستعان).
لكن دعونا نشرد بفكرنا بعيدًا عن القرارات، وما وصفت به من تخبطات وعدم عناية؛ لنعود إليها في مقالات لاحقة؛ فمواضيع التعليم شائكة ومؤلمة، ومعالجتها تتطلب إصغاء من الوزارة وإدارات التعليم، إذا كان للإدارات دور إيجابي مستقل! دار نقاش ساخن بيننا، وكنا مجموعة من التربويات المتقاعدات، وأخريات على رأس العمل، تحدثن عن ارتفاع نسب الطلاق!! وعن فشل الزواج!! وعن ضعف المسؤولية لدى الشباب!! وعن عدم احترام قواعد وقيم هامة وسلوكيات عديدة، ينتهجها الشباب والشابات، وإن لم تكن كظاهرة (ولله الحمد) لكنها تستوقف الجميع وتحتاج معالجة!! فاتهم الجميع وحمّل نظام التعليم جل المسؤولية في ذلك؛ فهو مقصر جدًا في تربية وتوعية الأجيال في أهم المراحل، وهي التعليم العام!! مقصر في التركيز على بناء القيم وقواعد الشخصية السوية ومتابعة ذلك، كما يتابعون الأجهزة والأبنية والتقارير؛ فبناء الشخصية السوية المسؤولة هو الأهم، وهو ما يبني الوطن ويرفع دعائمه!! خاصة بعد أن جرد التعليم نفسه من التربية، وانفصل عنها؛ حتى اعتبر البعض، -بل ونادى- بأن المدارس غير مسؤولة عن التربية وإصلاح العيوب الأخلاقية والسلوكية، وهنا المشكلة؛ إذ إن تغييب التربية عن التعليم سبب خللًا واضحًا؛ فمنهج بناء رجال وأمهات للمستقبل يفوق كل المناهج. لا شك أن للأهل دورًا كبيرًا في ذلك، لكن دور المدارس أكبر، وإذا انعدم أو قصر دور المدرسة، فعندها يبني الأهل وتهدم المدرسة؛ لأن الدور بينهما تكاملي يحقق الهدف بالتعاون بينهما، وقد تضطلع المدرسة بالدور كاملاً، فتؤتي الثمار يانعة! هذه حقيقة لا ينكرها إلا جاهل، أو ناكر لدور المدرسة التربوي، ويرى أنها للتعليم فقط، وهنا المفارقة العجيبة (فهل تنفك التربية عن التعليم)؛ فالتربية مع التعليم يندمجان لتشكيل شخصية الفرد الصالح السوي، الذي ينهض بنفسه ووطنه ومجتمعه، وحين يختل هذا الاندماج يختل التوازن وتتأثر القيم والمبادئ وبناء شخصية سوية، إلا ما رحم ربي.
أذكر حادثة منذ زمن.. أحد الآباء رفع قضية على التعليم متهمًا إياه بإفساد تربية ابنه؛ حيث لاحظ أن ابنه بدأ يتلفظ بألفاظ نابية جدًا غير مألوفة في بيتهم وتعاملهم، وأنه اكتسبها من المدرسة!! والحقيقة معه حق؛ فالأهل حين يحسنون تربية أبنائهم وباختلاطهم مع أقرانهم تفسد تربيتهم، خاصة أن الوقت في المدرسة يفوق وقتهم في البيت!! التربية الصحيحة مع التعليم الجيد إذا بدأت منذ الصغر في مراحل رياض الأطفال ثم الابتدائي ثم المتوسط والثانوي؛ فسوف تتشكل شخصيات قوية ناضجة واعية حتى مع صغر سنهم، يقدرون الحياة العائلية والاجتماعية والزوجية، يدركون معنى الوفاء والعطاء يشكرون الله على النعم ويحفظونها! قال الله تعالى: (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) في هذه الآية توضيح جلي لارتباط التربية بالتعليم، وفي الحديث (ما ذكره أبو ثعلبة- رضي الله عنه- قال: لقيت رسول الله- عليه الصلاة والسلام- فقلت: يا رسول الله، ادفعني إلى رجل حسن التعليم يعلمني؛ فدفعني إلى أبي عبيدة بن الجراح- رضي الله عنه- ثم قال: لقد دفعتك إلى رجل يحسن تعليمك وأدبك) ارتباط صريح للتعليم والتربية؛ فبالتربية الصحيحة والتعليم الجاد يتكون جيل واعٍ واسع الأفق؛ دعائم شخصيته صلبة أصيلة، ينهي مراحل تعليمه، وأساسه متين. يتزوج وهو مدرك لماهية الزواج ومسؤوليته. ينجح كزوج أو زوجة وكأم وأب. يبدع كمواطن صالح وابن بار. يميز بين النافع والضار والصح والخطأ. يفرق بين ما يليق وما لا يليق به كمسلم وعربي له تاريخ وجذور ممتدة؛ ولذلك كل ما يعانيه المجتمع من خلل سلوكي وأخلاقي هو مسؤولية التعليم ،وإنها مساءلة عند الله عظيمة. اللهم اصلح تعليمنا واربطه ربطاً وثيقاً بالتربية والتأديب ودمتم.
(اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً.

مقالات مشابهة

  • التعليم في ميزان المجتمع
  • السكرتير العام المساعد لبني سويف يتفقد انتظام سير العمل بمشروعات الدواجن المركزية
  • بعد ارتفاع مصروفات الخاصة 30%.. أولياء الأمور بسوهاج يبحثون عن مدارس بديلة لأبنائهم
  • أمير نجران يطّلع على إحصائيات الخطوط السعودية بمطاري نجران وشرورة خلال العام الماضي
  • نائب القائد العام لشؤون القطاع الجنائي بشرطة دبي يتفقد سير العمل في «البرشاء»
  • عقب تعطل التكييفات .. صحة قنا : استمرار العمل بقسم الحضانات
  • سيراليون على أعتاب اكتشافات نفطية جديدة
  • تدشين العام الدراسي الجديد في مدارس مديريات محافظة صنعاء
  • تدشين العام الدراسي الجديد في مدارس مديريات محافظة البيضاء
  • وزيرا الأوقاف والعمل يزوران منطقة رأس غارب.. تفاصيل الزيارة