عالم أزهري عبر قناة الناس: فتح الله للإنسان باب الرجاء للاجتهاد لا للتواكل
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
أوضح الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، أنَّ المقصود بـ«أبشروا» في حديث النبي محمد – صلى الله عليه وسلم - «سددوا وقاربوا وأبشروا» هو تغليب الرجاء على قلب العبد كي يجتهد في الطاعة فأبشروا توحي بالرجاء، قائلاً «يكون عندك رجاء شديد في الله ولم يقل تيقنوا لأنها توحي وكأن العبد له حق على الله وجميع عبيده تحت رحمته إن شاء عذب وإن شاء رحم».
وأضاف «جبر» خلال تقديمه احدى حلقات برنامجه «اعرف نبيك» المُذاع على شاشة «قناة الناس»، أنَّه ليس واجبا على الله أن يثيب الطائع ويعاقب العاصي ولكن هذا من محض عدله ولكن لا يوجب أحد على الله شيء، مشيراً إلى فتح الله باب الرجاء وأن يكون الأمر معلقاً بباب الرجاء لدفع العبد إلى الاجتهاد وبالتالي العبد يُثاب بفضل الله أكثر «ليزيد فضله لا ليضيق أو ليحجر عليك»، «أولئك يرجون رحمة الله».
اليقين والرجاءوتابع عالم الأزهر الشريف، «قول النبي صلى الله عليه وسلم - «أبشروا» بدلاً من «أيقنوا» لأن التيقن قطع بالأمر والقطع لا يكون إلا لله وحده وإنما لغيره قوة الرجاء لا غير لأن ليس للعبيد حق وجوب على الإلهية وإنما هو من طريق الفضل والمن وبالتالي لا يُطمع فيه إلا بقوة الرجاء لا أنه يكون حتماً وكما قال تعالى في كتابه: «ومن أوفى بعهده من الله» يعني لا أحد وبذلك تكون قوة الرجاء في هذا الوعد بحسب ما يرجى من عظيم الفضل اللائق بالجلال والكمال، والأمر الثاني لقوله «أبشروا» ولم يقل أيقنوا.. أنَّ ذلك سد للذريعة أي سد حجه للعبد قد تكون سبباً لتقصيره في العمل مع كونه مهلكاً.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الرجاء التوكل اليقين
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاد الشيخ عبد الحليم محمود.. الأوقاف عالم رباني، وقائد وطني
تزامنًا مع ذكرى ميلاد الإمام الأكبر الشيخ عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر الشريف الأسبق، تستحضر وزارة الأوقاف المصرية بكل إجلال وإكبار هذا النموذج الفريد للعالم العامل، الذي اجتمع فيه نور العلم، وصدق الإيمان، وصدق الولاء لله ثم للوطن، فكان أحد الرموز الكبرى التي سطرت مواقف خالدة في تاريخ مصر الحديث، وبخاصة في أيامها العظيمة: أيام نصر أكتوبر المجيد.
لقد كان الإمام الأكبر الشيخ عبد الحليم محمود داعمًا بكل قوة لقواتنا المسلحة المصرية الباسلة حتى أحرزت النصر، كما كان مؤازرا للرئيس الراحل محمد أنور السادات في قرار الحرب، إيمانًا منه بأن معركة أكتوبر لم تكن فقط معركة سلاح، بل كانت معركة عقيدة، وإرادة، وكرامة.
وقد وقف الإمام الأكبر على منبر الأزهر الشريف، يعلنها صريحة:
«إن الجنود المصريين الذين يقاتلون لاسترداد الأرض المغتصبة هم في سبيل الله، ومن يُستشهد منهم فهو شهيد»، فكان لكلماته وقع بالغ في قلوب الضباط والجنود، وارتفعت الروح المعنوية في جبهات القتال، كما ارتفع الإيمان في قلوب المصريين جميعًا بعدالة قضيتهم ونُبل معركتهم.
ولم يكتفِ الإمام الأكبر بالدعم النظري، بل بادر إلى حشد طاقات الأزهر الشريف علمًا ودعوة ووعظًا، فأرسل القوافل الدعوية إلى الجبهة، وقام بتوجيه كل علماء الأزهر لرفع الروح المعنوية لجنودنا الأبطال، يخطبون فيهم، ويذكّرونهم بفضل الجهاد، ويغرسون في نفوسهم الأمل والثقة بوعد الله:
"وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين".
ولعلّ من أبرز ما خلدته الذاكرة الوطنية أن الإمام الأكبر رأى رؤيا صالحة تبشّر بالنصر، فبادر بإبلاغها إلى الرئيس السادات، الذي ازداد يقينًا وطمأنينة في قراره، وسار بها واثقًا حتى تحقق النصر بإذن الله.
وفي هذه الذكرى الطيبة لمولد الإمام، تؤكد وزارة الأوقاف أن مسيرته ستبقى مشعلًا مضيئًا في مسيرة العلماء الربانيين الذين يحملون همّ الدين والوطن معًا، وتدعو أبناء مصر إلى استلهام هذه الروح الصافية التي جمعت بين الإيمان العميق، والفكر المستنير، والموقف الوطني المسئول.
رحم الله الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشيخ عبد الحليم محمود، وجزاه عن الأزهر الشريف وعن أرض الكنانة مصر خير الجزاء، وحفظ الله مصر قيادةً وشعبًا وجيشًا..