مُذَكِّرات مُغترِب في دُوَلِ الخَلِيجِ العَربي (١٦)
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
أُجْرِيتْ العَمَليّة في مُستَشفَى المَلِك فَيَصل التَّخَصُّصِي بالرِّياض في ١٩٩٢ وهو مُستشفى كَبيرٌ وفَخِيم يَعُجُّ بالأخِصَائيين والمُمَرِّضين والمُمَرِّضات مِن كُلِّ انْحَاءِ العَالَم وخَاصَّة مِن الدُّولِ
المَعرُوفة بِقُدرَاتها العِلمية والطِّبية مِثل أمريكا وكندا والهند والفلبين . دَخَلتُ المُستَشفى قبلَ يَومَين مِن إجراءِ العَمَلية وذلك - طبعاً - لإجراءِ التَّحاليل والفُحُوصات والنَتائِج التي يَتمُّ على ضَوئها اتخاذُ القَرار في يومِ العَمَلية .
تَمَّتْ إسْتِفاقَتي مِن التَّخدِير بعدَ أربعِ ساعاتٍ وهو زَمنٌ لمْ يَحدُثْ لِمَريض قَبلِي بِنَفسِ العَملِية . وتلك شَهادةُ أخِصَّائي التَّخدِير .
والفَضلُ بعدَ المَولَى عَزًّ وجَلَّ يَعُودُ لقِراءَةِ سُورةِ البَقَرة . أجْرَى العَمَليّة جَرَّاحَان لِلقَلب أحَدُهُما سَعَودِي مِن أهَالي جَدّة والآخَرُ هِندِي . أخْبَرني أخِصّائي القَلب السَعُودي أنَّ العُمرَ الافتِراضِي للصَّمّام - وهو على فِكرة مَعْدِني metallic - عَشرُ سَنواتٍ . والحَمدُ لله منذُ ۱۹۹۲ وحتّى يومِ النَّاسِ هذا أعِيشُ على ذَلِكُم الصَّمام . فقط أتَناوَل حَبتَين يَومِيّاً من ال warfarin للحَفَاظِ على مُعَدّل السِّيُولةِ في الدَّم ( 5mg + 1 mgm ).
وخَرجْنَا مِن المُستَشفَى بعد أُسْبُوع واستَضَافَنا أخٌ عَزِيزٌ في دارِهُم العَامِرة بالرِّياض لِمُدةِ أُسبُوع هو الأسْتَاذ مُحمَّد إبراهِيم وزَوجَتُه وهي بِنتُ عَمٍّ للأستاذ عادل أحمد العمدة . وكذلك استَضافَنا الأخُ العَزِيز عبد الله صالح ( تربية ۸۱ ) وزوجُتُه سلمَى عَوَض ( تربية ۸۳ ) أسْبُوعاً آخَر في دارِهمُ العامِرة بِمَدِينة الخَرْج التي تَبعُد ۸۰ كم عن الرِّياض . جَزاهُمُ اللهُ عنَّا جَمِيعَهم خيرَ الجَزاء . ولهُم كُلُّهم التَحَايا والشُّكرُ الجَزِيل والدَّعَواتُ الطَّيِّبَات .
محمد عمر الشريف عبد الوهاب
m.omeralshrif114@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
رحيل المناضلة والمفكرة بيان نويهض الحوت.. أيقونة النضال الفلسطيني
ترجّلت عن الحياة، اليوم السبت، المفكرة والأستاذة الجامعية والكاتبة الأديبة، بيان عجاج نويهض، التي تعتبر قيمة استثنائية في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة. وهي أرملة القائد الكبير وأحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية، وعضو لجنتها التنفيذية، وأول سفير لفلسطين في لبنان، المرحوم شفيق الحوت.
الراحلة ولدت في مدينة القدس، ودرست في كلية شميدت للبنات، وفي أواخر خمسينات من القرن الماضي قد أتمّت دراستها العليا، ونالت الدكتوراة في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية وكان قد أشرف عليها أنيس صايغ، ثم اتجهت إلى التدريس في الجامعة نفسها.
كان والدها من رجالات الحركة الوطنية الفلسطينية ومن مؤسسي "حزب الاستقلال العربي" في آب/ غشت 1932، فيما أغنت معارفها بفضل مكتبة والدها الذاخرة بالكتب المتنوعة، والتي تركت بصمة في عقلها لا تُنسى.
إلى ذلك، انضمت الراحلة إلى "جبهة تحرير فلسطين - طريق العودة "، وهي الجبهة التي أنشأها، في نهاية عام 1963، شفيق الحوت، ونقولا الدر، وإبراهيم أبو لغد، وسميرة عزام، وهي من كانت المسؤولة عن القسم النسائي في الجبهة.
وقرّرت بيان الحوت، خلال عام 1966، ترك النشاط الصحفي، ليقتصر عملها الإعلامي على الكتابة الإذاعية، عقب أن عُيّن زوجها شفيق الحوت مديراً لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، وبعد قيام الثورة الفلسطينية، أتيحت لها فرصة التعرّف إلى أبرز قادة الثورة.
أما بخصوص ما يعتبر: أكبر الصعوبات التي واجهتها في حياتها، فكانت محاولات الاغتيال المتتالية التي تعرّض لها زوجها، والتي وقعت أولها في 17 شباط/ فبراير 1967 على باب مبنى منزلهما.
وكانت مجزرة "صبرا وشاتيلا" قد خلّفت حزنا كبيرا عندها، إذ قررت أن تجمع أسماء ضحاياها وأن تسجل شهادات ذويهم، وبدأت هذا الجهد في منتهى السرية مع مجموعة من صديقاتها، حالما خرج المحتل الإسرائيلي من بيروت، وكان هدفها الأول أن تثبت، رداً على التقرير الإسرائيلي الذي صدر عن المجزرة وحمل اسم "تقرير كاهانا"، أن ما جرى هو مجزرة حقيقية ذهب ضحيتها الآلاف من الضحايا المدنيين الأبرياء وليس معركة، وتكلل هذا الجهد فيما بعد بصدور كتاب ضخم عن تلك المجزرة أصدرته، في عام 2003، مؤسسة الدراسات الفلسطينية.
وإلى جانب تفرغها للتدريس الجامعي والبحث التاريخي، قد تعاونت الراحلة مع مركز الأبحاث الفلسطيني، ومع مؤسسة الدراسات الفلسطينية، ومع مركز دراسات الوحدة العربية، واختيرت عضواً في هيئة تحرير مجلة "المستقل العربي" الصادرة عن هذا المركز الأخير، وفي مجلس التحرير الاستشاري لمجلة الدراسات.
وفي عام 2014، كرّم سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، الراحلة الحوت بتقديم درع خاص لها تقديرًا لدورها الوطني والقومي، بحضور عدد من الشخصيات الوطنية والقيادات الفلسطينية، ووفد عن لجنة "كي لا ننسى صبرا وشاتيلا" تتقدمه الشاهدتان على المجزرة الطبيبة البريطانية سوي تشاي آنغ والممرضة الأميركية إلين سيغيل.
أيضا، نالت جائزة القدس للثقافة والإبداع التقديرية للعام 2015 لإنجازاتها المميزة في الثقافة الوطنية الملتزمة التي تنتصر للقدس وللفضية الفلسطينية ولقضايا الإنسان والمجتمع، وتسلمت الجائزة من رئيس اللجنة عثمان أبو غربية في منزلها في بيروت، بحضور الوفد المرافق من فلسطينيين مناضلين.