يؤسفنا ما حصل من اختراقات أمنية على مستوى «شبكة التواصل اللا سلكيه» ألحقت الكثير من الخسائر البشرية بحق الأخوة في لبنان، ما يؤكد أن العدو الأمريكي والإسرائيلي متربص على الدوام لكل الحركات الإسلامية والجهادية، التي يرى أنها تشكل أمامه عائقاً لا سيما مع هذا الظرف الذي يعلن فيه حربه الصريحة وبدعم ومساندة من دول عربية للأسف باعت نفسها للشيطان بالتافه الرخيص بغية الاستجداء والاسترضاء.
ولأن حركة الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- القائد المؤسس للمسيرة المباركة تناولت المخاطر والمخططات التي يسعى الأعداء إليها لاستهداف الناس في شتى مناحي الحياة، فقد سعى أنصار الله في هذه المسيرة إلى الاقتداء والاهتداء بما تضمنه هذا المشروع القرآني من دروس وقيم وتعاليم ونصائح ومحاذير صارت هي المرجع والسبيل الوحيد مع ما تناوله كلام الله في القرآن من تحذيرات عن خطورة اليهود وما يسعون إليه للوصول إلى الهيمنة على رقاب الناس وفرض سياسة الاستعداء وتركيع الناس وصولاً إلى إخراجهم من دين الله أفواجا وفصلهم فصلاً كاملاً عن تعاليم وقيم القرآن الكريم ليكونوا فريسة سهلة ينقض عليها الأعداء وهذا هو ما يحصل اليوم للأسف في واقع غالبية البلدان العربية والإسلامية.
إلا أن الله سبحانه وتعالى شاء للشعب اليماني أن يكون متميزاً بتمسكه بمبادئه، فهداه للانضواء في ظل هذه المسيرة القرآنية المباركة وحباه بقيادة حكيمة وحريصة على هدايته وإخراجه من نفق التيه والخذلان والإغواء، ليتحول إلى شعبٍ مجاهدٍ يقظ وهو يتحرك في كل ميادين العمل.
ما بات يقدم أنموذجاً في بناء قدراته وإمكاناته وعتاده العسكري والحربي، حيث أصبح ينطلق في بناء نفسه من مبدأ الاعتماد على الذات وتطوير القدرات بالاعتماد على الله ليكون مؤهلاً في مواجهة الأعداء وحاضراً للدفاع عن نفسه ومحصناً لنسيجه الاجتماعي، ما يؤكد ذلك نجاحه الذي وفقه الله في خروجه المليوني المهيب في كل الساحات بالمحافظات اليمنية المحررة وهو يحتفي بمولد الرسول الأكرم صلوات الله عليه وعلى آله يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول الماضي دون وقوع أية إخفاقات أو عوارض وحوادث أمنية وذلك فضل من الله وشاهد على النجاح الكبير الذي باتت تحرزه الأجهزة الأمنية اليمنية في وزارتي الداخلية والدفاع.
كل ذلك تحقق بفضل من الله والحرص المتوالي الذي تؤكد عليه قيادتنا المباركة المتمثلة في شخصية السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله ورعاه- والذي يولي عملية البناء والإعداد والتدريب والتأهيل وكذا الحث على تطوير القدرات في الصناعات والابتكارات مساحة شاسعة من وقته واهتماماته، باعتبار ذلك هو الأهم قبل توفير الغذاء والدواء على سبيل المثال، لأنه بدون أمن وجهاز مخابراتي قوي لا جدوى من توفر ما عداه.
لذلك بات اليمن بفضل الله يمتلك جهازاً أمنياً وحضوراً عسكرياً منيعاً، فأصبح متفوقاً في صناعاته وابتكاراته، لا سيما فيما يتعلق بجانب الاتصالات وبناء القوة الصاروخية التي باتت تحقق نجاحاً مميزاً وملحوظاً، كان آخرها صاروخ فلسطين 2 الذي هز أركان العدو الإسرائيلي في عقر داره وأجبر مليوني محتل إسرائيلي على الولوج إلى الملاجئ فزعاً من هول الكارثة التي حلت فوق رؤوسهم.
لذلك لا خوف على يمن الإيمان والحكمة، فهو صار اليوم أكثر وعياً وأصلب عوداً وأبرز حضوراً في مشهد المواجهة المباشرة، وبإذن الله أنه هو الشعب المؤهل لتخليص الشعوب المستضعفة والعاجزة بعجز حكامها عن التحرر من كابوس الهيمنة والاستقواء، فاليمن هو اليوم بل سيظل هو القوي بقوة الله وحكمة قيادته الراجحة والرشيدة في إحراز كل عوامل النصر الإلهي، كما أنه يحظى بذلك في مشهد الصراع القائم مع أئمة الكفر مستفيدا ومعتبراً من كل الدروس والأحداث، متوفقا في مواصلة عملية البناء والإعداد والتدريب والتأهيل والتغيير والتطوير، وإن وغدا لناظره قريب وما ذلك على الله بعزيز.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
خلوا بيني وبين الناس
خلوا بيني وبين #الناس
د. #عبدالله_البركات
هذا كل ما طلبه #النبي صلى الله عليه وسلم من قريش ولكنها ابت. لأنها تعلم أن في ذلك مقتلها. فحجتها داحضة امام حجة النبي. والناس فيهم العاقل وفيهم من يبحث عن الحق وفيهم من ينشد العدل. وكل هولاء سيتبع النبي صلى الله عليه وسلم.
ماذا يستفاد من هذا القول العبقري الحكيم. أنا ارى ان الأحزاب الإسلامية بعد ما حاولت الوصول إلى الحكم بطرقها المختلفة ولم تدرك غايتها عليها ان تعيد النظر في فلسفتها ومنطلقاتها الفكرية والدينية. في عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لم يعد هناك اي مبرر لطلب الحكم لا بالانتخابات ولا بالانقلابات. نشر الإسلام اصبح متاح ميسور. اي ان التكنولوجيا أتاحت لهم ما طلبه النبي صلى الله عليه وسلم وهو الوصول إلى الناس وايصال الرسالة الاسلامية إلى جميع العالم بكل اللغات وهو ما لم يكن متصورا قبل هذا الزمن. المطلوب اقامة مراكز اسلامية وتجنيد أفراد علماء منفتحون فقهاء يقدمون الإسلام دينا عالميا ويقومون بنشر مبادئه وشرائعه ويقارنون بينها وبين البدائل المعروضة ويبينون تفوقها ويستشهدون بالتاريخ والواقع ويبينون زيف الأفكار الاخرى. فأن منعت المراكز التقليدية فالمراكز الافتراضية لا يمكن منعها. وكل ممنوع مرغوب.
ولكن يجب قبل ذلك فهم الإسلام فهما صحيحا يناسب الواقع العالمي. فلا يجوز أن يبقى فكر باسم الاسلام يطالب بالسبي والرق. وإلغاء ذلك له اصل في الشريعة. فقد كان ذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بسبب المعاملة بالمثل. فاذا اتفق العالم على تحريم ذلك فهذا ما يريده الإسلام. والدليل على ذلك أن النبي اشاد بحلف الفضول الجاهلي وقال انه لو دعي لحلف مثله في الاسلام لاستجاب له.
هذا مثال واحد على التجديد المطلوب.
ومن امثلة التجديد ايضاً تبسيط الفقه وتوحيده حتى يعرض للناس بلا تعارض ولا تناقض ولا تعقيد. وتكون معايير التوحيد التيسير والعدالة والمصلحة العام . الخ وقد تناولت ذلك بالتفصيل في منشور سابق.
هذه نبذة عن ما يجب على مفكري الإسلام المناداة به والعمل عليه.
لا يخفى على عاقل أن غير المسلمين قد تفوقوا عليهم بما لا يمكن إلحاق به حتى لو قامت دولة إسلامه ولذلك يصلح التكليف تبليغ الرسالة لا اقامة الدولة. فاذا كان الإسلام في أول عهده ديناً بنى (امبراطورية) كما يقولون. مع التحفظ على ما بين القوسين فليس بمستبعد اليوم أن تكون هناك امبراطورية عظمى تتبنى الإسلام. وقد حدث في التاريخ مثل ذاك عندما تبنت الإمبراطورية الرومانية الشرقية الديانة المسيحية. فقد كانت الدولة البيزنطية امبراطورية تبحث عن روح فوجدتها في المسيحية رغم ما كان بين الطوائف المسيحية من خلاف ونزاع وحروب. فليس بمستبعد أن تبحث احدى الدول العظمى في يوم ما عن روح فتجدها في الإسلام.
هذا رأي مطروح للحوار والله أعلم واحكم.