في يوم الجمعة، توافد العملاء من جميع أنحاء العالم إلى متاجر آبل لشراء آيفون 16 في يوم إطلاقه، لكن العملاء في أكثر من اثنتي عشرة مدينة قوبلوا باحتجاجات نظمها موظفون حاليون وسابقون في آبل.

المحتجون - الذين يحملون لافتات تقول إن آبل "تستفيد من الإبادة الجماعية" - طالبوا آبل بالتوقف عن الحصول على الكوبالت من جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تشتهر المناجم بالظروف الخطيرة والأجور المنخفضة والاستخدام المتكرر لعمالة الأطفال وانتهاكات حقوق الإنسان.

قالت آبل إنها لا تحصل على المعادن من المناجم التي تحدث فيها هذه الظروف، رغم أنها قالت إن هناك "تحديات" في تتبع سلاسل توريد المعادن الخاصة بها. في عام 2022، أدى هذا التتبع إلى قيام الشركة بإزالة 12 موردًا. 

استجوبت حكومة الكونغو مؤخرًا الشركة فيما يتعلق بـ "المعادن الدموية" المحتملة في سلسلة التوريد الخاصة بها.

كما طالب المحتجون شركة آبل بكسر صمتها بشأن الحرب الجارية في غزة، والتي وصفها بعض خبراء حقوق الإنسان بالإبادة الجماعية.

تم تنظيم الاحتجاجات، التي جرت في 10 دول، في المقام الأول من قبل مجموعة Apples Against Apartheid، وهي مجموعة تضم خمسة موظفين حاليين في Apple وحوالي اثني عشر موظفًا سابقًا في Apple. وقد شغلوا في المقام الأول أدوارًا في مجال البيع بالتجزئة في متاجر Apple.

تعاونت المجموعة، التي كانت تسمى في الأصل Apples4Ceasefire، مع منظمة Friends of the Congo ومجموعات ناشطة محلية في مدن حول العالم. تُظهر المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي المحتجين وهم يحملون لافتات خارج متاجر Apple في بريستول وريدينج ولندن وطوكيو وبروكسل وكيب تاون وأمستردام ومكسيكو سيتي ومونتريال وكارديف. في الولايات المتحدة، جرت الاحتجاجات في متجر Apple الرائد في الجادة الخامسة في مانهاتن، وكذلك في بالو ألتو وبيركلي.

لم يكن لدى العديد من هذه الاحتجاجات سوى عدد قليل من المشاركين، وغالبًا ما كانوا يلوحون بلافتات كبيرة وأعلام كبيرة لجمهورية الكونغو الديمقراطية وفلسطين. لم يكن معظم المحتجين الذين حضروا المظاهرة من عمال شركة آبل أنفسهم.

كان أكبر عدد من المحتجين في برلين، حيث شارك أكثر من ثلاثين شخصًا في الاحتجاج. وقد هتفوا من خلف حاجز، مما أبعدهم عن متجر آبل. وتُظهر اللقطات ضباط الشرطة وهم يوجهون المحتجين بعيدًا، ويعتقلون شخصًا يرتدي كوفية. ويقول طارق رؤوف، أحد منظمي حملة آبل ضد الفصل العنصري، لـ WIRED إن خمسة متظاهرين تم اعتقالهم.

عمل رؤوف في متجر آبل في سياتل لمدة 12 عامًا قبل طرده في يوليو. ويقولون إنهم طُردوا بسبب "مشكلة فنية" يعتقدون أنها "كان ينبغي أن تكون تحذيرًا من سوء السلوك". ويعتقدون أن طردهم كان على الأرجح انتقامًا لتحدي الشركة علنًا بشأن "التحيز والعنصرية ضد الفلسطينيين". ولم ترد آبل على الفور على طلب التعليق على الاحتجاج أو ادعاء رؤوف.

"الفكرة هي أننا نريد أن نجلب هذا لهم كمستهلكين، وبالتالي نريد أن نعطل أكبر يوم في العام لديهم بقدر ما نستطيع"، كما يقول رؤوف لـ WIRED. "نريد منهم أن يقيموا مقدار الأموال التي يكسبونها في يوم الإطلاق، وعدد الهواتف التي يمكنهم بيعها، وأن نظهر لهم بوضوح أن هناك الكثير من الدعم لهذه المجتمعات التي يتجاهلونها فقط".

في مارس، نشرت منظمة Apples Against Apartheid رسالة مفتوحة وقع عليها ما يقرب من 300 من عمال Apple الحاليين والسابقين، والتي زعمت أن موظفي التجزئة والشركات يتعرضون للتأديب أو "الفصل بشكل غير عادل" لدعمهم للشعب الفلسطيني من خلال ارتداء الدبابيس والأساور والكوفيات.

على موقع Instagram، قبل إطلاق iPhone 16، شجعت منظمة Apples Against Apartheid الناس على مقاطعة iPhone16، والنشر حول هذه القضية عبر الإنترنت، واستخدام نظام التذاكر عبر الإنترنت لشركة Apple للتحدث ضد ما يعتقدون أنه تواطؤ مزعوم للشركة في الكونغو وغزة.

شهد يوم الجمعة أحدث احتجاج نظمه عمال التكنولوجيا الحاليون والسابقون ضد موقف شركتهم من الحرب في غزة. وكان عمال جوجل نشطين بشكل خاص في الاحتجاج على مشروع نيمبوس، وجوجل بلس، وجوجل بلس.

وعقد الحوسبة السحابية بقيمة 2 مليار دولار من أمازون مع الحكومة والجيش الإسرائيليين. لقد قاطعوا المؤتمرات المرتبطة بإسرائيل، وفي مايو، نظموا احتجاجًا في عدة مدن واحتلوا مكاتب أسفر عن اعتقال تسعة عمال. طردت جوجل هؤلاء العمال، وأكثر من 40 آخرين. قدم هؤلاء الموظفون السابقون لاحقًا شكوى إلى مجلس العلاقات العمالية الوطني.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

من دارفور إلى الكونغو.. مباحثات لرئيس المفوضية الأفريقية مع القيادة القطرية

في توقيت بالغ الحساسية تمر فيه القارة الأفريقية بالعديد من القضايا المعقدة ما بين نزاعات مسلحة وتحولات سياسية ومطالب التنمية المستدامة، تكتسب زيارة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف إلى الدوحة أبعادا إستراتيجية كثيرة.

وتأتي الزيارة بينما رسخت الدوحة حضورها الإقليمي والدولي كوسيط نزيه وفاعل، وتواصل توسيع نطاق دبلوماسيتها النشطة باتجاه القارة السمراء، في محاولة لبناء شراكات متعددة المحاور، كما تأتي كعلامة على الثقة المتبادلة بين الاتحاد الأفريقي وقطر، والرغبة في إعادة صياغة التعاون بما يستجيب لتحديات الواقع.

وتشكّل الزيارة محطة مهمة في تعزيز الشراكة القطرية الأفريقية في مجالات الوساطة وحل النزاعات، حيث بحث المسؤول الأفريقي رفيع المستوى مع القيادة القطرية سُبل توسيع التعاون في مناطق النزاع بأفريقيا، لا سيما في السودان، والقرن الأفريقي، ومنطقة الساحل، والكونغو.

ويعكس تقارب الرؤية الأفريقية، التي تسعى إلى إيجاد حلول خالصة لمشاكل القارة، مع الخبرة القطرية في بناء الجسور وتقريب المواقف، تطلعا مشتركا نحو خارطة طريق جديدة لحل النزاعات بالوسائل السلمية، بعيدا عن منطق العنف والتدخلات الخارجية.

إعلان دعم آليات العمل الأفريقي

وتؤكّد المباحثات على الدور المتنامي الذي تلعبه الدوحة كشريك موثوق في صون السلم الإقليمي والدولي، وحرصها الدائم على دعم آليات العمل الأفريقي المشترك من أجل مستقبل أكثر أمنا واستقرارا لشعوب القارة.

وبحث رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف، أمس السبت، جهود حل الأزمة الراهنة بين رواندا والكونغو الديمقراطية، وذلك وفق بيان لوزارة الخارجية القطرية.

وأفاد البيان بأن رئيس الوزراء القطري ورئيس المفوضة الأفريقية استعرضا تعزيز علاقات التعاون بين قطر والاتحاد الأفريقي، وآخر تطورات الأوضاع في القارة السمراء، لا سيما الجهود الهادفة لحل الأزمة بين جمهوريتي رواندا والكونغو الديمقراطية.

وأشاد يوسف بدعم قطر لمساعي الاتحاد الأفريقي، الرامية لتحقيق الاستقرار الإقليمي وتعزيز السلم في القارة، وفق بيان الخارجية القطرية.

ومنذ أواخر 2024، تشهد العلاقات بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية تصعيدا خطيرا، على خلفية تجدد النزاع في إقليم شمال كيفو شرقي البلد، إذ يتم توجيه الاتهام إلى رواندا بدعم حركة "إم 23" المتمردة التي سيطرت على مناطق إستراتيجية بالإقليم، ما أدى إلى أزمة إنسانية حادة ونزوح مئات الآلاف من المدنيين.

وسيط نزيه على الساحة الدولية

وفى تصريح للجزيرة نت أكد رئيس تحرير جريدة الوطن القطرية محمد حجي أن الزيارات المتكررة التي تقوم بها وفود رسمية وشخصيات دبلوماسية بارزة إلى الدوحة تعكس الثقة الدولية في الدور القطري الفاعل في مجال الوساطة، حيث نجحت قطر خلال السنوات الماضية في ترسيخ مكانتها كطرف محايد وموثوق به في حل العديد من النزاعات الإقليمية والدولية.

محمد حجي: الزيارة تعكس الثقة الدولية في الدور القطري الفاعل في مجال الوساطة (الجزيرة)

وأوضح حجي أن الوساطة القطرية باتت تحظى بتقدير عالمي واسع، ليس فقط لحيادها، بل أيضا لفاعليتها وقدرتها على جمع الأطراف المتصارعة على طاولة الحوار، وخلق بيئة تفاوضية قائمة على الاحترام المتبادل والرغبة الحقيقية في التوصل إلى حلول سلمية.

إعلان

وأضاف "رغم أن الجهود القطرية تركّز حاليا على القضية الفلسطينية، لا سيما في ظل العدوان المتواصل على قطاع غزة، فإن قطر لم تكتفِ بهذا الملف، بل وسّعت نطاق انخراطها في ملفات وقضايا أخرى، سواء في المنطقة أو في قارات بعيدة مثل أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية".

وأوضح أن لقطر باعا طويلا وتجربة متقدمة في ملف الوساطات في أفريقيا، حيث كان لها دور أساسي في رعاية اتفاقيات سلام بين أطراف نزاع في السودان، وإريتريا، وتشاد، ودارفور، وغيرها من المناطق التي شهدت صراعات طويلة الأمد.

وأضاف حجي أن هذا النجاح لم يكن ممكنا لولا امتلاك قطر شبكة علاقات مرنة مع مختلف القوى الفاعلة، وقدرتها على بناء جسور الثقة بين جميع الأطراف، لافتا إلى أن الدوحة تستند في تحركاتها الدولية إلى مرجعية ثابتة قوامها احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والدعوة الدائمة إلى الحوار باعتباره الخيار الأفضل لحل النزاعات.

استضاف أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في مارس/آذار الماضي بالدوحة، اجتماعا للرئيسين الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي والرواندي بول كاغامي، في إطار جهود حل الأزمة بين البلدين.

وأعلن وزير الخارجية الرواندي أوليفييه ندوهونجيرهي، مطلع مايو/أيار الماضي، إمكانية توقيع اتفاق سلام مع الكونغو الديمقراطية في واشنطن منتصف يونيو/حزيران الجاري، في خطوة قد تساهم في إنهاء الصراع المستمر شرق الكونغو الديمقراطية.

نهج راسخ وحياد إيجابي

من جهته، يري المدير العام للمركز القطري للصحافة صادق العماري أن الدور القطري في الوساطة بات إحدى السمات المميزة للسياسة الخارجية لدولة قطر، ليس فقط في المنطقة، بل على مستوى الساحة الدولية، مشيرا إلى أن هذا الدور لم يعد تحركا دبلوماسيا عابرا أو مرتبطا بملفات طارئة، بل أصبح نهجا راسخا يقوم على المبادرة، والحياد الإيجابي، والبحث عن حلول مستدامة للأزمات.

صادق العماري: دور قطر في الوساطة بات إحدى السمات المميزة للسياسة الخارجية للدولة (الجزيرة)

وأوضح العماري -في تصريح خاص للجزيرة نت- أن ما يميز الوساطة القطرية هو تركيزها على العمق الإنساني والسياسي للصراعات، والتعامل معها من منطلق مسؤولية أخلاقية وسياسية في آن واحد، بعيدا عن المصالح الضيقة أو الاصطفاف الأيديولوجي.

إعلان

ولفت إلى أن قطر تتحرك في ملفات معقدة مثل السودان ودارفور وأفغانستان، وفلسطين بأمانة وحياد تامين، وتتعامل مع جميع الأطراف باحترام وتقدير، وهذا ما يجعلها وسيطا مقبولا ومؤثرا.

وأكد أن النجاح المتكرر الذي حققته الوساطة القطرية لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة تراكم طويل من العمل الهادئ والمستمر، لافتا إلى أن هذا التراكم يعكس رؤية إستراتيجية لدى القيادة القطرية، ترى أن السلم الإقليمي والدولي لا يتحقق عبر التدخلات العسكرية، بل من خلال صناعة الثقة وتقديم الضمانات وتشجيع الحلول السياسية.

وشدد العماري على أن قطر اليوم أصبحت عنوانا للثقة في المحافل الدبلوماسية، مشيرا إلى أن زيارات كبار المسؤولين في أفريقيا، كما في حالة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، تؤكد اتساع دائرة الثقة الدولية في النهج القطري، وتفتح آفاقا جديدة لتوسيع هذا الدور في أفريقيا.

مقالات مشابهة

  • من دارفور إلى الكونغو.. مباحثات لرئيس المفوضية الأفريقية مع القيادة القطرية
  • "قوات الطوارئ": منتشرون بجميع أنحاء المشاعر المقدسة لضمان أمن الحجاج
  • بدء صرف معاشات يونيو 2025 اليوم بجميع أنحاء الجمهورية.. وتيسيرات جديدة لأصحاب المعاشات
  • مصادر: رد حماس على مقترح ويتكوف كان إيجابياً وهذه التعديلات التي تطلبها الحركة
  • مقارنة بين iPhone 17 Pro و iPhone 17 Air فالتصميم الأداء والكاميرا
  • تحذيرات من نشر الأقمار الصناعية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي
  • تركيا تتصدر قائمة أغلى دول العالم في أسعار آيفون
  • Apple تطلق iOS 26 هذا العام مع إعادة تسمية أنظمة macOS و watchOS
  • «أبوظبي العالمي» يستقطب 10 آلاف مشارك بمعرض التوظيف الافتراضي
  • زيكو: المدربون البرازيليون لا يتمتعون بشعبية كبيرة