مجلس النواب يدين استمرار العدوان الصهيوني على لبنان ويجدّد استهجانه للصمت العربي
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
الثورة نت|
استهجن مجلس النواب الصمت والخذلان العربي والإسلامي إزاء ما يتعرض له الشعبين اللبناني والفلسطيني من عدوان إسرائيلي مستمر، أسفر العدوان الأخير على لبنان عن استشهاد وجرح المئات.
واعتبر مجلس النواب في بيان صادر عنه اليوم، العدوان الإسرائيلي على لبنان انتهاكًا سافرًا لسيادة دولة عربية مستقلة، يضاف إلى سلسلة الجرائم التي يرتكبها كيان العدو الإسرائيلي بحق الأشقاء في لبنان وفلسطين.
وتساءل المجلس” أما آن للعرب أن يعقلوا ويفيقوا من سباتهم والخروج من دائرة الصمت والخذلان وموقف المتفرج إزاء ما يحدث اليوم في لبنان وبالأمس في سوريا وغدا في دولة عربية أخرى”.
وأضاف البيان “لقد آن للعرب أن يصحوا ويتأكدوا أن كيان العدو الصهيوني يسعى برعاية ودعم أمريكي، غربي لتحقيق حلم دولة اسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات “.
وأشار إلى أنه لولا الصمت والخذلان العربي والإسلامي لما وصل التمادي والصلف الصهيوني إلى هذا الحد من التصعيد الإجرامي الذي يستند إلى الدعم الأمريكي، والغربي في استهداف الشعبين اللبناني والفلسطيني وآخره قصف المدنيين الآمنين في منازلهم جنوب لبنان بمئات الغارات العدوانية.
ودعا مجلس النواب، شعوب الأمة وأحرار العالم إلى وقفة جادة والتحرك العاجل لوقف الإجرام الصهيوني، الذي لم يتوقف يوماً واحداً في غزة منذ قرابة عام وها هو اليوم يوسع من نطاق هذا الإجرام ليشمل لبنان.
وأكد أن ما اخذ بالقوة لن يستعاد إلا بالقوة .. مشدداً على وحدة الموقف والقرار العسكري والسياسي والاقتصادي والثقافي للأمة العربية والإسلامية في مواجهة الصلف الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني حتى تحرير الأرض والمقدسات وإلحاق الهزيمة بالعدو ودحره عن كافة الأراضي العربية المحتلة.
كما دعا مجلس النواب، البرلمانات العربية والإقليمية والدولية وأحرار العالم إلى إدانة الإجرام الصهيوني والتحرك لمحاسبة قادة كيان العدو على كافة الجرائم التي ارتكبها.
وحمل الأمم المتحدة ومجلس الأمن والهيئات الأممية التابعة لهما المسؤولية الكاملة عن الصمت المعيب تجاه المجازر وجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني في المنطقة.
ولفت بيان مجلس النواب إلى أن الوساطة المصرية – القطرية برعاية أمريكية كان الهدف منها إضاعة الوقت والتغطية على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي.
وأشار إلى أنه كلما صدرت قرارات عن مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية تلزم كيان العدو الإسرائيلي بوقف العدوان وانهاء الحصار يتمادى الكيان الغاصب في ارتكاب المزيد من الجرائم دون أن تقوم بردعه بموجب تلك القرارات وبالتالي فلم يعد معولاَ عليهما القيام بدورهما القانوني والإنساني والأخلاقي في حماية الحقوق والحريات والمقدسات التي تنتهك على مرأى ومسمع من العالم.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: صنعاء مجلس النواب مجلس النواب کیان العدو
إقرأ أيضاً:
قوافل الغضب التي هزّت عروش الصمت
بسم الله الرحمن الرحيم
#قوافل_الغضب التي هزّت #عروش_الصمت
دوسلدورف/ أحمد سليمان العُمري
في عالم يُحاصر الأطفال بين أنياب الاحتلال وأقدام الأنظمة العربية، انطلقت قافلتان: واحدة بحرية من أوروبا وأعقبتها أخرى برية من تونس؛ حملتا نفس الحلم: كسر الحصار عن غزّة، لكنهما اصطدما بنفس القسوة، قسوة تثبت أن الخيانة العربية والغطرسة الإسرائيلية وجهان لعملة واحدة. هنا قصّة أولئك الذين رفضوا أن يكونوا حرّاساً لهذا السجن الكبير.
مقالات ذات صلة لماذا يخفق القلب فرحًا أو حزنًا؟ وأيهما أشد وطأة؟ 2025/06/20الليلة التي غرق فيها الضمير العالمي
«تياغو» البرازيلي ذو العشرين ربيعاً لم يكن يعلم أن مشاركته في رحلة سفينة «مادلين» ستنتهي به في زنزانة إسرائيلية تحت الأرض. «كنا 12 ناشطاً فقط على متن السفينة»، يقول بصوت يرتجف، «عندما حاصرتنا الزوارق الحربية الإسرائيلية في المياه الدولية، وكأننا أسطولاً عسكرياً وليس متطوعين يحملون أدوية الأطفال».
بين الأمل والقمع
انطلقت السفينة من ميناء «كاتانيا» في جزيرة صقلية الإيطالية في الأول من يونيو 2025، تحمل على متنها ناشطين من جنسيات متعددة، بينهم الناشطة البيئية “غريتا تونبيرغ” والنائبة الأوروبية ريما حسن. كانت الشحنة رمزية بحجمها وعظيمة بأبعادها، تشمل مئات الكيلوغرامات من المواد الأساسية كالطحين والأرز وحليب الأطفال، بالإضافة إلى معدات طبية وأطراف صناعية وأجهزة تحلية مياه.
هدف الرحلة كان واضحاً: كسر الحصار البحري عن القطاع ونقل رسالة تضامن صامتة لكنها مدوّية، غير أن هذه المبادرة الإنسانية واجهت القسوة نفسها التي تحاصر غزّة، ففي التاسع من يونيو، وبعد ثمانية أيام من الإبحار، اعترضت القوات البحرية الإسرائيلية السفينة في مياه دولية. اعتُقل الناشطون، وتحولت رحلة الأمل إلى فصل جديد من الاعتقال والاضطهاد، حيث واجه الناشطون ظروفا قاسية من الحجز والتفتيش المشدد، في محالة واضحة لكسر إرادتهم ووقف صوت التضامن الدولي.
حيث يُسرق الحليب باسم السيادة
بينما كانت الناشط البرازيلي تياغو على متن السفينة يخترق البحر في محاولة مقدامة لكسر الحصار عن غزّة، جرى اعتقاله مع بقية زملاءه الشجعان بوحشية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسُجنوا في ظروف مهينة، دون أن يُراعى كونهم ناشطين إنسانيين؛ جاءوا بصفتهم المدنية لا كمقاتلين.
معاناة هؤلاء الشبان بالرحلة وفي السجون الإسرائيلية لم تكن حدثًا معزولًا، بل امتداد لمعاناة غيرهم من الأحرار الذين لا ينتمون إلى هذه الأرض جغرافياً، لكنهم ينتمون لها أخلاقياً وإنسانياً.
من تياغو إلى ريما حسن، النائبة الفرنسية الفلسطينية التي لم تشفع لها حصانتها الأوروبية، مروراً بالناشطين بين تركي وألماني وإسباني وهولندي… الخ الذين اعتقلوا أو طُردوا أو شُوّهت سمعتهم لأنهم فقط تجرّؤوا على رفع علم فلسطين في عواصمهم.
وإن كانت يد الاحتلال قد امتدت في عرض البحر لتقمع من جاؤوا متضامنين، فإن اليد الأخرى، المخفية تارة والمكشوفة تارة أخرى، كانت تضرب على اليابسة. ففي مصر، تعرّض الناشطون من “مسيرة غزّة” للضرب والإهانة والتنكيل على أيدي قوات أمن بلباس مدني، في محاولة ممنهجة لإظهار أن الاعتراض يأتي من “المواطنين العاديين”، وليس من الدولة.
لقد لبس القامعون ثوب الشعب ليخونوا نبضه، وأوهموا العالم أن الشارع المصري – وهو الزخم العارم لفلسطين – قد انقلب على المبدأ. بينما الحقيقة أن اليد التي صفعت هؤلاء المتضامنين ليست يد الشعب، بل يد السلطة، وهي اليد ذاتها التي تصافح القتلة هناك، وتمنع المساعدات هنا، وتحاصر الفلسطيني في جسده ومعيشته وتُمعن في عزل كل من يحاول الوصول إليه.
بهذا المشهد، تتكامل المأساة مع الهزل، وتغدو الجغرافيا السياسية للمقاومة محكومة بمنظومتين: شعوبٌ تتقد بالشجاعة رغم البعد، وأنظمةٌ تشتغل لحساب الاحتلال وإن رفعت شعارات ضده. وهنا، كما يؤكّد الحال راهناً، فإن التضامن مع القضية الفلسطينية لا يزال يواجه مقاومة ضارية من أنظمة ترى في بقاء الاحتلال حماية لاستقرارها أو امتداداً لاستعمارها، أكثر مما ترى فيه جريمة تستحق المواجهة.
وفي ليبيا، حيث تسيطر قوات حفتر، كانت العراقيل بذريعة البيروقراطية والتعنّت الأمني في أقصى درجاتها، إذ منعت قوافل التضامن من المرور، وواجه ناشطون تحقيقات مطولة وإجراءات تعسفية، مما يعكس تنسيقاً أمنياً واضحاً وفاضحاً مع الاحتلال.
هذه التجارب المشتركة، من الاعتقال في سجون الاحتلال إلى التضييق في الحدود ومطارات الدول العربية والحدود البرية، تؤكّد حجم العقبات التي تواجه أي محاولة حقيقية لكسر الحصار وإيصال الدعم لغزّة، كما تؤكّد أن التضامن مع القضية الفلسطينية لا يزال يلقى مقاومة شديدة من أنظمة تحابي الاحتلال أكثر مما تُساند شعوبها في قضاياه المصيرية.
الرسائل التي كتبها الجلادون بتواطئهم
الرسالة التي كتبها الجلادون كانت واضحة، وإن اختلفت أيادي التوقيع عليها: حفتر قطع الطريق في الصحراء، والسيسي أطلق شرطته على المتضامنين مع غزّة في شوارع مصر ومطاراتها، يضربون، يرحّلون، ويقمعون كل من حاول أن يمرّ من بواباتهم بجوازه وكرامته.
أما إسرائيل، فكانت تشاهد من بعيد، مُطمئنة إلى أن الطرق إلى غزّة ما زالت مغلقة.
قافلة الصمود رغم عودتها اليوم لم تُكسر، عادت إلى تونس بجراحها وتحمل شيئاً أعظم من العبور: يقظة الضمير. لم تصل الشاحنات، لكن وُلدت إرادة جديدة، وكُسر الصمت، وإن لم تنجح سفينة ماديلين والصمود، فسيأتي بعدهما قوافل أخرى، بالآلاف، فإرادة الشعوب لا تنضب، وغزّة لا يمكن أن تُحاصر إلى الأبد.
إذا مُنعوا اليوم من العبور، فستُحوّل الأرض كلها إلى معبر؛ القوافل والسفن لم تمت، بل صارت فكرة لا تموت.