"المركزي": الاقتصاد العُماني يحافظ على مسار النمو الإيجابي مدفوعًا بتعافي القطاعات غير النفطية
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
◄ الحفاظ على معدلات تضخم منخفضة بفضل الإجراءات السليمة ماليًا ونقديًا
◄ 1.3% نموًا في الناتج المحلي الحقيقي بنهاية 2023
◄ 2.2% فائضًا ماليًا من الناتج المحلي.. وخفض الدين العام إلى 36%
◄ القروض المتعثرة ظلت منخفضة عند 4.5%
◄ توقعات باستقرار أسعار النفط عند مستويات جيدة
مسقط- العُمانية
أكّد البنك المركزي العُماني أن النشاط الاقتصادي العُماني استمر خلال العام المنصرم في التوسع والحفاظ على مسار النمو الإيجابي، مدفوعًا بشكل أساسي بتعافي القطاعات غير النفطية.
وفي تقريره السنوي لعام 2023، وأشار البنك إلى أن معدل التضخم المحلي ظل منخفضًا، نتيجةً للإجراءات السليمة على صعيد السياسات المالية والنقدية المُتخذة من قبل الحكومة، موضحًا أن الأرصدة المالية والخارجية حققت فوائض جيَّدة خلال عام 2023، مع انخفاض الدين العام بشكل كبير مقارنة بعام 2022.
وبين التقرير أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي سجل نموًّا بنسبة 1.3 بالمائة مقارنةً مع 9.6 بالمائة في عام 2022، ويُعزى ذلك إلى خفض الإنتاج المتفق عليه من قبل مجموعة "أوبك بلس"، الذي أدى إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي النفطي بنسبة 0.4 بالمائة في العام الماضي، في حين بلغت نسبة نمو إجمالي الناتج المحلي غير النفطي 2.4 بالمائة بالقيمة الحقيقية مقارنةً بمعدل النمو المسجل في 2022 والبالغ 9.1 بالمائة.
وأوضح التقرير أن النمو الحقيقي في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي خلال عام 2023 يُعزى بشكل أساسي إلى قطاعات الزراعة وصيد الأسماك التي سجلت نموًّا بنسبة 6.9 بالمائة، وقطاع الخدمات بنسبة 3.5 بالمائة، في حين انخفضت الأنشطة الصناعية غير النفطية بنسبة 0.4 بالمائة.
وشهدت سلطنة عُمان خلال عام 2023 انخفاضًا ملحوظًا في معدل التضخم، مستفيدةً من إطار السياسة النقدية ونظام سعر الصرف الثابت وتدابير السياسة المالية، وبلغ المعدل 0.9 بالمائة، منخفضًا عن النسبة المسجلة خلال عام 2022 والبالغة 2.5 بالمائة.
وواصل الوضع المالي لسلطنة عُمان مسيرة التحسن، مع الحفاظ على مستوى جيد من الفوائض في عام 2023، مدفوعًا بأسعار النفط المواتية وتبني تدابير فاعلة إضافة إلى تحسين إجراءات الضبط المالي.
وحققت الحكومة فائضًا ماليًا بنسبة 2.2 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي خلال عام 2023، وتمكنت من خفض نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي ليبلغ 36.0 بالمائة في العام الماضي، منخفضًا عن النسبة المسجلة في عام 2022 والبالغة 40.2 بالمائة، كما شهد التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان تحسنًا إيجابيًا ومتواصلًا خلال عام 2023.
وأظهر التقرير أن القطاع المصرفي في سلطنة عُمان شهد تحسنًا في الأداء؛ حيث ارتفع إجمالي أصول القطاع بنسبة 7.8 بالمائة ليصل إلى 41.8 مليار ريال عُماني بنهاية عام 2023، وارتفع إجمالي الائتمان الممنوح إلى 30.5 مليار ريال عُماني بنمو قدره 4.3 بالمائة، كمت ارتفع إجمالي الودائع إلى 29.1 مليار ريال عُماني بنمو قدره 12.3 بالمائة.
وذكر التقرير أن إجمالي القروض المتعثرة ظل منخفضًا عند 4.5 بالمائة في ديسمبر 2023، كما بلغت نسبة كفاية رأس المال 18.9 بالمائة، بينما ظلّت مستويات السيولة لدى البنوك جيدة كما يتضح من خلال نسب السيولة المقررة واستمرت المجاميع النقدية في التوسع بشكل معقول خلال عام 2023، حيث سجلت الاحتياطيات "القاعدة النقدية" نموًّا بنسبة 1.0 بالمائة، ونمو النقد بمعناه الواسع بنسبة 13.1 بالمائة.
ومن جهة أخرى، ظل أداء القطاع الخارجي قويًا خلال عام 2023، مدعومًا بالنمو الإيجابي للميزان التجاري والتحسينات في كل من حساب الخدمات وحساب الدخل الأولي، ما أسهم في الاستمرار بتحقيق فائضٍ تجاري في رصيد الحساب الجاري، كما انخفض عجز حساب الخدمات بنسبة 23.6 بالمائة، وشهد الدخل الأولي تحسنًا ملحوظًا، مدفوعًا بانخفاض الديون في دخل الاستثمار المباشر والتوسع في إجمالي أرصدة دخل الاستثمار، ليحقق الحساب الجاري فائضا قدره مليار و14 مليون ريال عُماني في عام 2023.
وسجل الحساب المالي ارتفاعًا في صافي التدفقات الخارجة وصافي الإقراض بمبلغ مليار و227 مليون ريال عُماني في عام 2023؛ نتيجة للتدفقات في استثمارات المحفظة والاستثمارات الأخرى التي تعكس بشكل رئيس ارتفاع مدفوعات الحكومة والشركات لسداد الدين خلال العام الماضي.
وأكد التقرير أن آفاق الاقتصاد الكلي للاقتصاد العُماني مواتيةً، مدعومةً بالتحسينات المستمرة في إطار التوجه الإستراتيجي لـ"رؤية عُمان 2040" وأسعار الطاقة التي من المتوقع أن تحافظ على فوائض الميزان المالي والخارجي.
وتوقع التقرير أن تظل أسعار النفط عند مستويات جيدة ما يوفر دعمًا حيويًا للأنشطة النفطية، كما يتوقع أن يرتفع النمو غير النفطي تدريجيًا ليصل إلى 3 بالمائة على المدى المتوسط، مدعومًا بتعافي الطلب العالمي والإصلاحات المستمرة والتمكن من استقطاب مشروعات استثمارية كبيرة وسط تحول يتجه نحو الاستثمار في القطاعات غير النفطية.
ومن المتوقع أن تشهد آفاق المالية العامة لعام 2024 المزيد من التحسن، مدعومةً بأسعار النفط المواتية وإجراءات ضبط الأوضاع المالية والتي أثرت بشكل إيجابي على المركز المالي والخارجي للدولة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الامتياز التجاري العُماني
فايزة بنت سويلم الكلبانية
faizaalkalbani1@gmail.com
أطلقت غرفة تجارة وصناعة عُمان النسخة الرابعة من برنامج الامتياز التجاري، بهدف تمكين القطاع الخاص العُماني من التوسع داخليًا وخارجيًا ودعم العلامات التجارية الوطنية في بناء نماذج عمل مستدامة، حيث يُعد البرنامج مبادرة اقتصادية تسعى إلى تعزيز تنافسية الشركات العُمانية، وإعدادها لتكون قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية وفقًا لمعايير تشغيلية عالية.
وقد شهد البرنامج منذ انطلاقه في عام 2023 نجاحات بارزة؛ حيث أسهم في توقيع 110 اتفاقيات امتياز تجاري في 16 دولة حول العالم، كما شارك في البرنامج أكثر من 1700 مشارك، وجرى عقد أكثر من 160 جلسة استشارية، ما يعكس دوره الفاعل في دعم رواد الأعمال وتطوير بيئة الأعمال، ومن خلال مركز الامتياز التجاري، عملت غرفة تجارة وصناعة عُمان على تقديم الاستشارات والتدريب لأصحاب العلامات التجارية؛ مما أسهم في تمكينهم من التوسع بثقة واحترافية.
ركَّزت النسخة الرابعة من البرنامج على تطوير 25 علامة تجارية عُمانية عبر تقديم خدمات متكاملة تشمل التدريب، والاستشارات المتخصصة، والزيارات الميدانية، وتم تصميم هذه النسخة لتلبية احتياجات السوق المحلي مع ربطها بمعايير تشغيل عالمية تدعم خطط النمو والتوسع، تضمنت هذه النسخة تقديم وثائق مالية احترافية؛ مما يساعد الشركات على جذب المستثمرين وتعزيز قدراتها في التفاوض مع شركاء الأعمال.
واعتمد البرنامج معايير دقيقة لاختيار المشاركين، بما في ذلك الجاهزية التشغيلية والمالية، مع التركيز على توفير الدعم العملي الذي يساعد الشركات على التوسع المحلي والدولي، كما يهدف البرنامج إلى تعزيز قدرات العلامات التجارية على بناء نماذج أعمال قائمة على أفضل الممارسات المؤسسية، مما يسهم في رفع كفاءتها التشغيلية وتوسيع قاعدتها السوقية بشكل مستدام.
هذا كما ساهم البرنامج في إنشاء بيئة أعمال مبتكرة تدعم سلاسل الإمداد المحلية، من خلال خلق طلب منتظم على المنتجات والخدمات الوطنية، هذا النهج يعزز التكامل بين مختلف القطاعات الإنتاجية ويسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة، كما دعم البرنامج الشركات في دخول الأسواق الإقليمية والدولية من خلال تنظيم مشاركاتها في المعارض والفعاليات التجارية، مما يفتح آفاقًا جديدة للتوسع وبناء الشراكات الاستثمارية.
تميَّزت هذه النسخة بخدمات ما بعد المشروع التي تهدف إلى استدامة العلامات التجارية وتوفير التأهيل الإضافي وخطط التسويق والتوسع، مما يضمن تحقيق أثر اقتصادي طويل المدى، هذا التوجه يعكس التزام الغرفة بدعم الشركات العُمانية وتحويلها إلى نماذج وطنية ناجحة تخدم أهداف التنويع الاقتصادي وتتماشى مع رؤية "عُمان 2040".
استقطب البرنامج اهتمامًا واسعًا من رواد الأعمال؛ مما يؤكد وعي القطاع الخاص بأهمية الامتياز التجاري كأداة استراتيجية للنمو، ومن خلال تحقيق نجاحات ملموسة في النسخ السابقة، يعزز البرنامج مكانته كركيزة اقتصادية تدعم الابتكار وتوسع نطاق الاستثمار.
وأخيرًا.. يمكن القول إن هذا البرنامج أصبح يُمثِّل نموذجًا عمليًا لتحويل العلامات التجارية العُمانية إلى قصص نجاح قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية.
رابط مختصر