كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": يسجل لامين عام «حزب الله» حسن نصر الله، من قبل مؤيديه ومعارضيه، أنه تمكن من بلوغ الرقم الصعب في المعادلتين الداخلية والدولية، وهذا ما يضع خَلَفَه أمام تحدٍّ كبير لسد الفراغ الذي لن يتأمن باستبداله، لأن خَلَفَه في حاجة إلى فترة سماح تمكّنه من استعادة موقع الحزب على الأصعدة كافة، رغم أنه لا مكان للتجاذبات الحزبية داخله، بغياب المحاور وصراع النفوذ على غرار ما يحصل في بعض الأحزاب.


لذلك، من الظلم التعامل راهناً مع خَلَفِهِ على أنه شبيهه في التأثير السياسي وفي الهالة التي يتمتع بها، كما يقول مصدر بارز في «الثنائي الشيعي» لـ«الشرق الأوسط»، سواء بالاختلاف أو بالاتفاق مع نصر الله، ما يدعو للتريث في إصدار الأحكام المسبقة وإتاحة الفرصة للخَلَف للحكم على أفعاله، وإن كان لا يقلّل من الفراغ الذي تركه نصر الله لما لديه من خبرة وتمرُّس حققهما طوال توليه الأمانة العامة للحزب لأكثر من ثلاثة عقود.
فالحزب في حاجة ماسة لترتيب أوضاعه وإعادة ترميم صفوفه كممر إلزامي لضمان خروجه من الصدمة والحفاظ على دوره في المعادلة الداخلية، ومن موقع قيادته لمحور الممانعة، الذي تسبب باختلافه مع المعارضة، التي يُفترض بحسب المصدر نفسه، ألا تتعامل مع اغتياله من زاوية التشفي وتصفية الحسابات، وإنما بالانفتاح للتلاقي في منتصف الطريق لإنقاذ لبنان وإخراجه من أزماته بانتخاب رئيس للجمهورية، وبالوقوف حالياً وراء الحكومة، بدعوة رئيسها نجيب ميقاتي للتوصل إلى وقف إطلاق النار، ووضع حد لإمعان إسرائيل في عدوانها بتدمير القرى وقتل المدنيين وتهجير السكان.
ويلفت المصدر إلى أنه لا مكان للثأر، بالمفهوم السياسي للكلمة، من «حزب الله»، وينوه بإيجابية بالاتصال الذي أجراه رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل، برئيس المجلس النيابي نبيه بري، ويأمل من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أن يحذو حذوه، لأن هناك ضرورة، في ظل العدوان الإسرائيلي على لبنان، للتعالي فوق الجراح السياسية لصالح تحصين الساحة الداخلية، مبدياً ارتياحه لرحابة صدر اللبنانيين بحسن تعاملهم مع النازحين.
وإلى أن يتمكن الحزب من ترتيب أوضاعه، بالتشاور مع إيران، لا بد من التعويل على دور أكبر لبري، حيث لا يبقى محصوراً بتفويضه من نصر الله بالتفاوض مع الوسيط الأميركي أموس هوكستين لتهدئة الوضع في الجنوب، وتكليفه بالاتصالات لخلق المناخ المواتي لانتخاب رئيس للجمهورية، ويُفترض بأن يتوسع تكليفه ليسهم في سد الفراغ الذي فرضه اغتيال نصر الله، ريثما يستعيد الحزب عافيته السياسية ودوره، وإن كان يتعذر على قيادته، التي يُعمل حالياً على تشكيلها، استرداد دورها الكامل في قيادتها لأذرع محور الممانعة في المنطقة.
فدور بري سيتعاظم، ليس بوصفه أمراً واقعاً، وإنما هناك استحالة في التوصل إلى تسوية رئاسية من دونه، كونه الأقدر على الاحتكاك إيجابياً بمعظم القوى السياسية، وبعضها في المعارضة، من موقع الاختلاف، لعل الانفتاح يؤدي للتفاهم على قواسم مشتركة تُخرج انتخاب الرئيس من المراوحة.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: نصر الله

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يتحسّب لاحتمال دخول حزب الله إلى الحرب

أفادت تقديرات في الجيش الإسرائيلي، صباح الأحد، بأن حزب الله قد يقرر الانضمام إلى الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، وذلك عقب الهجوم الأميركي على منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان فجر اليوم.

ووفقًا للتقييمات، فإن الجيش يرصُد حالة من الاستنفار داخل حزب الله منذ بدء الهجمات الإسرائيلية في إيران الأسبوع الماضي، دون أن تترجم حتى الآن إلى تحركات ميدانية تشير إلى استعداد فعلي للمواجهة.

ويقدّر مسؤولون أمنيون في تل أبيب أن انخراط حزب الله في القتال قد يشكّل "فرصة إيجابية" لإسرائيل، على خلفية ما وُصف بـ"الضعف الداخلي" الذي يعانيه الحزب في لبنان.

وبحسب التقديرات، فإن فتح جبهة مع إسرائيل من شأنه أن يفاقم التآكل في مكانة الحزب المتراجعة منذ الحرب الأخيرة.

وتشير مصادر إسرائيلية إلى أن جهات حكومية لبنانية كانت قد أوضحت لحزب الله منذ بدء التصعيد أنها لا تؤيد انخراطه في المعركة.

المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية بالفيديو والصور: إصابات ودمار واسع - أول رد إيراني على قصف واشنطن لمنشآتها النووية الجيش الإسرائيلي يُحقّق: لماذا لم تفعّل الإنذارات في حيفا؟ محدث: ترامب يعلن مهاجمة منشآت إيران النووية الأكثر قراءة المعابر والحدود: معبر الكرامة يعمل دون جدول زمني محدد اليونيسف: عائلات غزة تعاني الأمرّين لتأمين وجبة لأطفالها إسرائيل تنذر لأول مرة الإيرانيين بإخلاء مصانع الأسلحة إيران ترسل تحذيراً جديداً لإسرائيل عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • حزب الله الجديد.. لماذا ساند غزة ولم يساند إيران؟
  • تصعيد مفاجئ جنوباً يتّسع إلى شمال الليطاني
  • تركيا: عبد الله أوجلان يطالب بلقاء رئيس حزب الشعب الجمهوري
  • هل يعمّق ترشيح الحسن واترا لولاية رابعة الأزمة السياسية بساحل العاج؟
  • تبدّل في الخطاب السياسي لاستيعاب الحزب
  • القوى السياسية تتابع بقلق تطورات المنطقة:للتمسك بالحياد وتطبيق ال1701
  • حذر لبناني من مرحلة ما بعد الضربة الأميركيةواستبعاد رسمي لأي تورّط
  • رئيس مجلس القيادة يجتمع برئاسة هيئة التشاور ومكوناتها السياسية
  • تفاصيل لقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي بقيادات الأحزاب السياسية وهيئة التشاور والمصالحة
  • الجيش الإسرائيلي يتحسّب لاحتمال دخول حزب الله إلى الحرب