طياف
صباح محمد الحسن
طيف أول
تأرجح فوق أسلاك اليقظة والغفلة، ثم اغتسل من الشعور بمعاناتهم ، حاول أن يهرب من الحديث لأنه يعرف أن ماحدث كذبة يجب أن لايورط نفسه فيها بتصريح،
ووقف في فضاء امامهم
ونظر إلى أصابع يده التي يمدها فأشار
وبعدها مارس الهروب
فبلغ الأمر سخفا عندما قلّدته ( مغنيته المفضلة)
عندها ادرك الجميع انه عبّرَ فعلا عن معاناة مايعيش وليس مانعيش !!
وثلاثة مسارات جديدة تظهر هذا الإسبوع على خارطة الطريق تتقاطع فيما بينها تلتقى في نقطة بداية ، وتفترق ربما في كيفية النهايات، (مسار سياسي ومسار عسكري، و عدلي وقانوني)
فالمسار السياسي تحركت فيه الإدارة الأمريكية حيث أن الخارجية الأميركية قالت أمس : إن المبعوث الخاص إلى السودان توم بيرييلو سيواصل مساعينا للضغط على الجيش والدعم السريع للوصول لإتفاق إنساني يقود لوقف عدائيات شامل وتوسعة مظلة مرور الإغاثة واعلنت أن توم بيريلو سيبحث في نيروبي وأديس أبابا مع قادة في المجتمع المدني واللاجئين سبل حل الأزمة ومستقبل الديمقراطية في السودان
ومسار عسكري حدثت فيه تطورات خطيرة ربما تعمل على تغيير الخارطة الميدانية فالدعم السريع وعبر عضو التفاوص محمد المختار بثت ثلاثة قرارات كشفت عن تحول واضح فيما يتعلق بالحرب ويبدو أنها جاءت احتجاجا على الهجمات المباغتة التي شنتها القوات المسلحة عليها
وفي تصريح بالأمس أعلن الرجل عن قرارهم وقف التفاوض مع الجيش
ومواصلة الحسم العسكري الذي قال إنه سيكون كاملا بلا تراجع أبدا!!
وقطع أنهم سيتحركون بقواتهم وعتادهم العسكري وصولا إلى بورتسودان وأن خيارهم الوحيد أصبح الحسم العسكري لاغيره
والمسار الثالث هو مايدور في أروقة الأجهزة العدلية ومنظمات حقوق الإنسان فإن مشروع قرار وضع حقوق ألأنسان والأزمة الإنسانية الناجمة عن الصراع المسلحً في السودان ( تمديد بعثة تقصي الحقائق) سيتم مناقشته اليوم في جلسة مشاورات غير رسمية مفتوحة للدول الأعضاء و المراقبة و منظمات المجتمع المدني ، تمهيدا لإيداعه رسميا لدي سكرتارية المجلس بحلول منتصف نهار الأربعاء الثاني من اكتوبر علي أن يتم التصويت عليه في 10 اكتوبر
لذلك تبقى الثلاث خطوات القادمة هي التي تكشف ملامح وجه الحرب او تتجلى فيها إشراقات شمس السلام ، وذلك في العشرة أيام الأولى من إكتوبر
فإعلان الخارجية لتحركات توم بيرلييلو تعني إن امريكا ماضية في خطواتها للوصول الي حل سياسي لوقف الحرب برغبة جادة على أن يكون عاجلاً، بالرغم من أن الإدارة الأمريكية تقف على أعتاب الإنتخابات وقد تريد أن تحرز هدفا في السودان قبل بداية السباق الإنتخابي، وقد يبدو أن الوقت لن يسعفها ولكن يبقى دخول الانتخابات دائما يعتمد على الإعلان لمايريد الحزب الحاكم تنفيذه وليس على تنفيذه ومن ثم الدخول الي الإنتخابات، بمعنى أن الادارة الأمريكية لو بدأت في الحلول للأزمة السودانية عبر التفاوض او أعلنت عن فرض عقوبات على قادة طرفي الصراع فهذا وحده يكفيها لخوض الإنتخابات حتى قبل أن تشرع في تنفيذها
لكن ثاني المسارات هو أخطرها، فإن رفض الدعم السريع التفاوض وذهب في إدارة ظهره فهذايعني بلاشك إغلاق الطريق الأسهل امام الحكومة نحو السلام والذي ظل مشرعا لوقت طويل وقد تضطر الي أن تسلك الدرب الأصعب للموافقة على التفاوض ، وهذا يعني إلغاء عملية وضع الشروط امام الدعم السريع واحتمالية تقديم التنازلات لها ، كما أنه ايضا يعني نية هذه القوات للتمدد عسكريا بغية السيطرة على مزيد من المدن وبالتالي المزيد من الفقد في الأرواح والممتلكات مما يتسبب في تفاقم الأزمة والكارثة الإنسانية وهذا مايجب ان يحذر منه المجتمع الدولي حتى يتلافى ماينتج عنه من أزمات إنسانية
اما مسار الحق والعدالة وتحركات المنظمات الدولية واقتراب خطواتها من عتبة مجلس الأمن، فيعني أن بعثة تقصي الحقائق لو حصلت على التمديد، واتوقع ذلك ، فإن مجلس الأمن سينظر الي تقريرها المقدم بعين الإعتبار والذي اوصت فيه بنشر قوات دولية في السودان
اذن سباق محموم تتقدم فيه الخطى نحو هذه المسارات الثلاثة، التي تتباين في طرحها وطريقة رؤيتها للحل ، لكنها ستضع نقاطها على كثير من الحروف اليتيمة ، لقراءة السطور بأكثر وضوحا على شاشة أحداث أكتوبر المقبل.
طيف أخير :
#لا_للحرب
وداعا شاعر ثورة إكتوبر محمد المكي إبراهيم الرجل الوطن الذي كان مهوما بقضايا الشعب والوطن حين قال ( أُمتي)
و( إنني آخر الذاهبين أنشرُ الآن أجنحتي ذاهبا عن بلادي وأشياء قلبي وأبناء سربي وقافيتي المزهرة)
لك الرحمة والمغفرة فقد كنت الرحيق والبستان والبرتقالة.
الجريدة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی السودان
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يوجه ضربة قاصمة لظهر مليشيا الدعم السريع بدارفور
"ضربة قاصمة لظهر مليشيا الدعم السريع" هكذا وصف قادة ميدانيون ومحللون عسكريون تحدثوا للجزيرة نت استعادة الجيش السوداني لمنطقة العطرون الإستراتيجية بولاية شمال دارفور، صباح أمس، مؤكدين أنها تمثل نقطة تحول حاسمة في مسار الحرب التي اندلعت في 15 أبريل/نيسان 2023.
وتتحكم منطقة العطرون الواقعة بمحلية المالحة في أقصى شمال ولاية شمال دارفور بمحور صحراوي حيوي، يربط بين الولاية الشمالية وشمال دارفور، ويمتد نحو المثلث الحدودي الذي يربط السودان وليبيا وتشاد، كما يوجد بها مطار، مما يجعلها نقطة عبور رئيسية للإمدادات العسكرية.
وقال مصطفى تمبور، والي ولاية وسط دارفور، ورئيس حركة تحرير السودان للجزيرة نت إن "الانتصارات الكاسحة التي حققتها القوات المسلحة الباسلة والقوات المساندة في منطقة العطرون الإستراتيجية بشمال دارفور جعلت الطريق سالكا نحو مدينة الفاشر لفك حصارها".
وأفاد أن هذا الانتصار يمهد كثيرا لتقدم القوات نحو ولايات غرب وجنوب وشرق ووسط دارفور، لضمها قريبا لحضن الوطن، وأضاف "نبشر شعبنا الأبي بأن إنهاء التمرد بات قريبا، وكل المؤشرات تدل على ذلك".
قطع خطوط الإمداد
قال معتصم أحمد صالح، الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة السودانية، التي شاركت باستعادة منطقة العطرون من قبضة قوات الدعم السريع، للجزيرة نت، إن "استعادة السيطرة على المنطقة من قبل القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح -المتحالفة مع الجيش- يُعد تحولا إستراتيجيا في مسار الحرب".
وأفاد بأن فقدان الدعم السريع لمنطقة العطرون يعني حرمانها من أحد أهم خطوط الإمداد اللوجستي، مما يضعف قدرتها على المناورة والتحرك في شمال وغرب دارفور ودعم جيوبها في شمال غرب كردفان.
وأكد معتصم أن القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة تستطيع من خلال السيطرة على منطقة العطرون "مراقبة التحركات العسكرية للمليشيا في المنطقة، وقطع طرق إمدادها القادمة من ليبيا وتشاد، مما يُسهم في تقليص نفوذها في الإقليم".
وقال إن أهمية العطرون كمنطقة إستراتيجية تُحدد موازين القوى في دارفور، "وتُشكل نقطة تحول كبرى ضمن الخطط الرامية لفك الحصار عن الفاشر، وهزيمة قوات الدعم السريع في غرب كردفان، ودحرها في دارفور".
استعادة مباغتة
وأكد نور الدائم طه، مساعد رئيس حركة جيش تحرير السودان، التي يرأسها حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، أن السيطرة على منطقتي المالحة والعطرون تمثل "ضربة إستراتيجية قاصمة" لقوات الدعم السريع ولمن يقف خلفها إقليميا.
وقال نور الدائم الذي شاركت قواته الجيش السوداني باستعادة منطقة العطرون للجزيرة نت، إن هذه المناطق التي تم تحريرها لم تكن مجرد نقاط إمداد، "بل كانت ممرات حيوية لتهريب السلاح، والمرتزقة واستهداف السودان عبر الحدود الليبية".
واعتبر أن ما جرى هو "كسر فعلي لعمود الدعم اللوجستي والاستخباراتي الذي اعتمدت عليه المليشيا، وإغلاق لأحد أخطر المنافذ التي استُخدمت لإغراق السودان بالفوضى"، وأضاف "الرسالة واضحة، وهي أن السودان ليس ساحة مستباحة، والجيش والقوة المشتركة ماضون في حماية الدولة السودانية من الانهيار".
ورأى مراقبون أن الاستعادة المباغتة للجيش السوداني والقوة المشتركة لمنطقة العطرون الإستراتيجية تعني السيطرة بشكل كامل على مفاصل الحركة عبر الصحراء الغربية، وعلى نقطة تجمع المقاتلين القادمين من خارج السودان للقتال بجانب الدعم السريع، وهو ما يمنح القوات المسلحة والقوة المشتركة الأفضلية في الميدان.
سيطرة كاملة
تقع منطقة العطرون في قلب الصحراء بشمال دارفور، وهي أرض منخفضة يوجد بها مطار قديم يصلح لاستقبال طائرات الشحن التجارية والمسافرين. و يرى المحلل العسكري والعميد المتقاعد بالجيش السوداني إبراهيم عقيل مادبو أن هذا الموقع جعل لها بعدا إستراتيجيا، كونها تُشكل ملتقى وتقاطع طرق لـ3 دول.
وقال العميد مادبو للجزيرة نت، إن سيطرة الجيش على المالحة والعطرون تمثل انفتاحا على مناطق الصحراء الأخرى مثل بئر راهب وواحة النخيلة، وقفلا لمنطقة المثلث الحدودي، وإعلانا للسيطرة الكاملة على الصحراء والحدود مع ليبيا.
وأضاف "وبذلك يتم قطع كل طرق الإمداد على المليشيا، التي كانت تستغل عدة بوابات، وتقوم بجلب الإمداد اللوجستي والمرتزقة".
وأشار العقيد المتقاعد إلى أنه "من خلال تتبع خارطة بنك أهداف وضربات طيران الجيش، ونتائج العمليات البرية الخاصة، يتضح أن منظومة وأولوية الاستهداف كانت على موعد مع العديد من التطورات النوعية المهمة".
وتوقّع أن تدفع هذه التطورات قوات الدعم السريع لنقطة "حافة الهاوية والانهيار"، أو لتجريدها ومنعها من تحريك وسحب قواتها من كردفان لحشدها في الفاشر، وذلك عن طريق قطع خط انسحابها التدريجي غير المنظم وغير المحسوب، الذي جاء كأحد ارتدادات التحرك النشط للقوات المسلحة بمحاور كردفان والنيل الأبيض وأم درمان.
تأمين الولاية الشمالية
اعتبر قادة ميدانيون تحدثوا للجزيرة نت، أن استعادة منطقة العطرون في المثلث الحدودي شديد الأهمية بين السودان وليبيا وتشاد، تضيّق الخناق على قوات الدعم السريع وتمهد الطريق أمام تحرير كامل إقليم دارفور.
وحسب بيان للعقيد أحمد حسين، المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح فإن "تحرير منطقة العطرون الإستراتيجية يُعد إنجازا عظيما، تم نتيجة عملية عسكرية دقيقة ومنسقة نفذتها القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، بالتعاون مع القوات المسلحة السودانية".
وأضاف البيان أن "تحرير منطقة العطرون كبّد العدو خسائر فادحة بالأرواح والعتاد، ويمثل خطوة حاسمة في سبيل استعادة الأمن والاستقرار في إقليم دارفور، ويعكس التزامنا الراسخ بحماية المدنيين وتأمين الأراضي السودانية".
ويرى عسكريون أن تحرير العطرون يسهم في تعزيز تأمين الولاية الشمالية من الهجوم الذي توعدت به الدعم السريع على مدينة الدبة، بعد تجميع "المرتزقة" في العطرون، لأن ظهرها سيكون مكشوفا أمام ضربات الجيش السوداني والقوة المشتركة لو غامرت بالتفكير في الهجوم على الشمالية.