وصف اللواء طيار حسن راشد، رئيس أركان القوات الجوية الأسبق، الطلعات الجوية والعمليات التى اشترك فيها «نسور الجو»، منذ حرب الاستنزاف حتى حرب أكتوبر المجيدة، بأنها بمثابة «تدريب بالدم»، أدى لتحقيق المستحيل، واستعادة أراضينا من الاحتلال الإسرائيلى، مشيراً إلى أنهم تدربوا على الضربة الجوية أكثر من 100 مرة خلال الفترة من أغسطس 1970 حتى 6 أكتوبر 1973، حتى تحقق النصر.

وقال رئيس أركان القوات الجوية الأسبق، فى حوار لـ«الوطن»، إنه كان سعيداً بالأخذ بالثأر لطائرته من طراز «الجمهورية»، التى تدمرت أمامه قبل الإقلاع بها فى 5 يونيو 1967، حين شارك بصحبة زملائه فى تفجير لواء مدرع إسرائيلى يوم 10 أكتوبر 1973، وإلى نص الحوار:

اللواء طيار حسن راشد: أخذت ثأر تفجير طائرتي أمامي في 1967 بتفجير لواء مدرع إسرائيلي في «10 أكتوبر» 

  ما أبرز ذكرياتك مع حرب أكتوبر المجيدة؟

- أبرز ما حققناه هو الثأر لكرامتنا وشرفنا واستعادة أراضينا من الاحتلال، لكن أبرز شىء بالنسبة لى كان بمثابة «ثأر شخصى» من إسرائيل.

كيف ذلك؟

- فى 5 يونيو 1967، كنت طالباً فى الكلية الجوية، وأثناء توجهى لجناح الطيران فى الكلية، فوجئت بطائراتنا، وهى طائرة التدريب «الجمهورية»، يتم استهدافها وضربها وهى على الأرض، وكان الأمر بمثابة كابوس، حتى أخذت بالثأر يوم 10 أكتوبر 1973.

وماذا حدث حينها؟

- فى يوم 10 أكتوبر 1973، استدعانا قائد اللواء، وكنت نقيب طيار فى هذا الوقت، وأبلغنا بتحرك لواء مدرع إسرائيلى من العريش فى اتجاه القوات التى عبرت قناة السويس فى نطاق الجيش الثانى، ومهمتنا كانت ضرورة تدمير أو شل قدرات هذا اللواء، وكانت عملية مهمة للغاية لحماية القوات التى عبرت شرق قناة السويس، وهنا توجهنا لطائراتنا، وأزلنا خزانات الوقود الاحتياطية، وحملنا قنابل إضافية بدلاً منها، وخرجت 12 طائرة، وطرنا على ارتفاع منخفض، حتى وجدنا سيارات إسرائيلية بها عدد من الضباط والجنود الإسرائيليين، لكنهم لم يكونوا هدفنا، ليوجهنا قائد السرب باستكمال المهمة، والطيران للهدف.

وماذا حدث بعدها؟

- حينما توجهنا للإحداثيات لم نجد القوات، وأمرنا بالطيران لمدة دقيقتين إضافيتين، وفجأة ظهرت أمامنا منطقة إدارية بها خزانات الوقود والطعام والشراب، وكان اللواء المُدرع الإسرائيلى يعبئ الوقود فى آلياته العسكرية، بالإضافة لوجود عدد كبير من الضباط والجنود فى سيارات، وذخائر كبيرة، وكانت بمثابة «صيد ثمين»، وبدأنا الهجوم، و«ما رميت إذ رميت ولكن الله رمى»، لنشهد قدراً غير مسبوق من الانفجارات فى هذا الموقع، نظراً لكمية الوقود والذخائر والمتفجرات الكبيرة الموجودة فيه، وهنا شعرت أننى أخذت بثأرى لرؤيتى طائرتى تتدمر أمامى قبل الطيران فى عام 1967، وكانت هناك مغامرة أثناء العودة.

هل تحرك العدو الإسرائيلى حينها لاستهدافكم؟

- بالفعل؛ فوجئنا بطائرة ميراج، وكانت من أحدث الطائرات فى العالم حينها، خلفى، وتسعى لاستهدافى، وهنا كان بصحبتى ملازم طيار حديث، استهدف الطائرة الميراج، الحديثة جداً وقتها، بطائرته الـ«الميج 17» المنتجة فى الخمسينات، ودمرها، وكان ذلك بمثابة إنجاز كبير.

ومتى عرفت بموعد الحرب؟

- فى تمام الساعة 10 صباح يوم 6 أكتوبر 1973، تم استدعاؤنا من قائد اللواء الجوى الموجود فيه، وأبلغنا أن هناك طلعة جوية منتظرة، وكنا خلال الفترة من 7 أغسطس 1970 حتى 6 أكتوبر 1973 قد تدربنا على الضربة الجوية أكثر من 100 مرة.

وكيف ذلك؟

- كان يتم استدعاؤنا كل 10 أو 15 يوماً، ونجهز معداتنا، وخرائط الأهداف، ونحمل القنابل والصواريخ، وننتظر الأمر، إما بالعودة إلى الدشم، أو التوجه لميدان ضرب النار الهيكلى الموجود فيه هياكل صواريخ ودبابات ومراكز قيادة وغيرها، لكن فى «6 أكتوبر» أخذنا الأمر بالحرب، وهى فرحة عارمة امتلكتنا جميعاً بصورة لا تتخيلها.

وهل كنت تعرف الشهيد عاطف السادات؟

- كان صديقى ودفعتى.

وكيف استقبلتم خبر استشهاده؟

- من عرف بالاستشهاد عزم على الثأر له؛ فقد كان إنساناً ضحوكاً ومرحاً، ولم نشعر أبداً بأن له «واسطة» على الرغم من أن شقيقه الرئيس محمد أنور السادات كان رئيس مجلس الشعب لدى التحاقه بالقوات الجوية.

حللنا طلعاتنا الجوية لاستخلاص مواطن القوة والنقاط المطلوب التركيز عليها.. و«ملازم» دمر طائرة «ميراج» بـ«ميج 17» رغم فارق الإمكانيات بينهما

وكيف تصف قدراته العسكرية بحكم معرفتك به؟

- كان مميزاً جداً؛ فالشهيد عاطف السادات، بعيداً عن أنه أكثر من أخ، كان الثالث على دفعتنا، وعُرف بالكفاءة والبطولة والجسارة.

المشاركة فى «الضربة الجوية»

كانت حلماً أنتظره منذ 6 سنوات كاملة؛ فكنا نريد الأخذ بالثأر، وتحرير الأرض، ومهد لذلك حرب الاستنزاف، التى كانت بمثابة «حرب تدريب بالدم»، فقبل عام 1967، كان العدو خفياً علينا، وكنا فى كل طلعة جوية ننفذها نستخلص منها الدروس المستفادة من نقاط القوة، والنقاط المطلوب التركيز عليها، حتى تدربنا بشكل متميز، وجاءت لى فرصة التدريب فى حرب الاستنزاف فى كل من مصر وسوريا، بعد سفر سرب مصرى لسوريا للمشاركة مع الطيارين السوريين فى صد العدو جنوب الأراضى المحتلة فى لبنان، وأوقعنا فيهم خسائر كبيرة، وتعلمنا ما يرفع كفاءتنا وقدراتنا حتى فاجأنا العدو فى حرب أكتوبر المجيدة، بفضل التخطيط العبقرى المصرى، المتكامل، وفق الإمكانيات المتاحة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أكتوبر نسور الجو الضربة الجویة القوات الجویة أکتوبر 1973 أکثر من

إقرأ أيضاً:

نحو ولاية رابعة… رئيس ساحل العاج الحسن واتارا يعلن ترشّحه للانتخابات الرئاسية في أكتوبر/ تشرين الأول

أعلن رئيس ساحل العاج الحسن واتارا، الثلاثاء، ترشحه لولاية رابعة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. الخطوة المثيرة للجدل تأتي بعدما أُعيد انتخاب واتارا، البالغ من العمر 83 عامًا، لولاية ثالثة متنازع عليها في عام 2020، رغم أنه كان قد صرّح سابقًا برغبته في التنحي. اعلان

ومع ذلك، أظهر واتارا تغيّراً في رأيه بشأن الترشح لولاية جديدة، حيث أشار في يناير/ كانون الثاني إلى رغبته في الاستمرار في منصب الرئيس.

وقال واتارا، الذي انتُخب رئيسًا لأول مرة في أكبر دولة منتجة للكاكاو في العالم عام 2010، في رسالة فيديو على حسابه على موقع "إكس" (تويتر سابقاً): "دستور بلادنا يسمح لي بالترشح لولاية أخرى، وصحتي تسمح بذلك".

وأضاف: "أترشح لأن بلادنا تواجه تحديات أمنية واقتصادية ومالية غير مسبوقة تتطلب خبرة في التعامل معها".

مبررًا قراره التراجع عن وعده السابق بعدم الترشح لولاية أخرى، قال واتارا: "الواجب أحيانًا يتجاوز الوعد الذي قُطع بحسن نية".

وتابع: "لهذا السبب، وبعد دراسة متأنية، وبكامل وعيي، أعلن اليوم أنني قررت الترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2025".

المرشح الأوفر حظاً

قرار رئيس ساحل العاج، الحسن واتارا، بالترشح لولاية جديدة في أكتوبر يعني أن أكبر دولة منتجة للكاكاو في العالم ستضطر مجددًا إلى انتظار وعده بتسليم زمام الأمور لجيل جديد من القادة السياسيين.

لكن المصرفي الدولي السابق، البالغ من العمر 83 عامًا، يأمل أن يدفعه اقتصاد قوي وتنافس ضعيف إلى ولاية رابعة، مما يُطيل فترة الاستقرار النسبي بعد الحرب الأهلية التي أوصلته إلى السلطة عام 2011.

أعلن واتارا ترشحه يوم الثلاثاء، مؤكدًا أن صحته لا تُشكل مشكلة. ومع استبعاد أبرز سياسيي المعارضة في البلاد من الترشح، يُصبح واتارا المرشح الأوفر حظًا.

خياراته الاقتصادية تدعمه

واتارا، الخبير الاقتصادي الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، والذي تشمل سيرته الذاتية توليه مناصب محافظ البنك المركزي لغرب أفريقيا ونائب المدير العام لصندوق النقد الدولي، لطالما صوّر نفسه كخبير تكنوقراطي بارع قادر على تحقيق نمو مُطرد.

الأرقام تُؤكد صحة كلامه، إذ يتوقع صندوق النقد الدولي ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي إلى 6.3% هذا العام، بما يتماشى مع المتوسط على مدى العقد الماضي.

كما أثبت كفاءته السياسية، حيث أبرم صفقاتٍ سهلت مساعي إعادة انتخابه السابقتين، وتجنبت تكرار أعمال العنف واسعة النطاق التي أعقبت فوزه في الانتخابات على سلفه لوران غباغبو أواخر عام 2010.

Related ساحل العاج تستعيد السيطرة على آخر القواعد الفرنسية في البلادالحسن واتارا يفوز بولاية رئاسية ثانية في ساحل العاجحوار حصري - المتحدث باسم رئيس ساحل العاج المنتخب الحسن واتارا: "نأمل ألا تخلق الأزمة انقسامات مصطنعة"

العنف السياسي رافق مسيرته

أدى رفض غباغبو قبول الهزيمة في تلك الانتخابات إلى حرب أهلية قصيرة أودت بحياة أكثر من 3000 شخص، وانتهت فقط باعتقاله في مخبأ بمقر إقامته في أبيدجان.

وُلد واتارا في ديمبوكرو بوسط ساحل العاج في الأول من يناير/ كانون الثاني عام 1942 وحصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة بنسلفانيا.

اكتسب سمعة طيبة بفضل إدارته الاقتصادية الكفؤة كرئيس للوزراء في عهد الرئيس المؤسس فيليكس هوفويه بوانيي، الذي تذكر فترة حكمه بعقود من الازدهار الزراعي القائم على الصادرات، والذي ساهم في بناء شوارع زاخرة بأشجار النخيل وناطحات سحاب.

أدت وفاة هوفويه بوانيي عام 1993 إلى جانب التحديات الاقتصادية المتعلقة بالتعديل الهيكلي وانخفاض قيمة العملة الإقليمية، إلى فترة أكثر اضطرابًا في السياسة الإيفوارية.

بعد انقلاب عام 1999 استُبعد واتارا من الترشح للرئاسة في العام التالي بحجة أن أحد والديه من بوركينا فاسو. ووصف غباغبو، الذي فاز في تلك الانتخابات، واتارا بأنه "مرشح للأجانب".

أدى تمرد عام 2002 ضد غباغبو إلى تقسيم البلاد إلى قسمين، تاركًا نصفها الشمالي في أيدي المتمردين، وكثير منهم من جماعة ديولا العرقية التي ينتمي إليها واتارا.

كانت الحرب إلى حد كبير نتيجة لسياسات معادية للأجانب اتبعتها الحكومات الإيفوارية المتعاقبة ضد المزارعين المهاجرين من بوركينا فاسو ومالي، والتي استهدفت أيضًا سكان شمال كوت ديفوار الذين تربطهم بهم روابط ثقافية.

واتارا رئيساً للجمهورية

في انتخابات عام 2010، شكل واتارا اتفاقًا مع الرئيس السابق هنري كونان بيدييه، مما ساعده على ضمان فوزه في جولة الإعادة ضد غباغبو.

بعد خمس سنوات، وبينما كان غباغبو ينتظر المحاكمة في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، أعاد واتارا تأكيد تحالفه مع بيدييه، وفتح علامة تبويب جديدة، وفاز بسهولة بإعادة انتخابه بنسبة 83% من الأصوات.

في عام 2020، تعهد واتارا في البداية بعدم الترشح مرة أخرى، لكنه تراجع عن ذلك بعد وفاة خليفته المفضل، رئيس الوزراء آنذاك أمادو غون كوليبالي، بعد عدة أشهر.

جادل واتارا بأن الدستور الجديد الذي أُقرّ عام 2016 أعاد تحديد مدة ولايته الثانية، على الرغم من معارضة خصومه ومقاطعتهم.

وأفاد مسؤولون لاحقًا بأن اشتباكات بين المؤيدين المتنافسين قبل وبعد انتخابات 2020 أسفرت عن مقتل 85 شخصًا.

شهدت فترة حكمه للبلاد انسحاب القوات الفرنسية مطلع عام 2025.

هذه المرة، استُبعد أبرز مرشحي المعارضة. فقد قررت اللجنة المستقلة للانتخابات استبعاد رئيس الحزب الديمقراطي تيجان تيام من القائمة الانتخابية، بسبب جنسيته الفرنسية، كما حظرت على الرئيس السابق لوران غباغبو المشاركة لاتهامه بقضايا فساد واحتيال على البنك المركزي لدول غرب أفريقيا.

وقال واتارا إن "نجاحه في إحلال السلام بعد عقد من الأزمة لا يزال قائمًا. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به فيما يتعلق بتوزيع الثروة للحد من التفاوتات الاجتماعية".

وتحظى الانتخابات المقبلة بدعم إفريقي، حيث أعلن الاتحاد الأفريقي استعداده لمساعدة كوت ديفوار، في تسيير الانتخابات الرئاسية المقرّرة في أكتوبر/تشرين الأول القادم.

وكان الاتحاد قد أرسل في الأيام الماضية بعثة إلى العاصمة أبيدجان، برئاسة وزير خارجية تشاد السابق صالح النظيف، وتم استقبالها من طرف الرئيس الحسن واتارا، كما أجرت لقاءات بالأطراف الفاعلة في المشهد السياسي، مثل الرئيس السابق لوارن غباغبو.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • أكثر الأبراج حظاً في شهر أغسطس/ آب 2025
  • رئيس جامعة بنها الأسبق: زيادة الصادرات الزراعية إلى 9 مليارات دولار
  • نحو ولاية رابعة… رئيس ساحل العاج الحسن واتارا يعلن ترشّحه للانتخابات الرئاسية في أكتوبر/ تشرين الأول
  • رئاسة أركان القوات البرية تنظم محاضرة حول خطر الجماعات المسلحة
  • سوريا.. القبض على اللواء عماد نفوري رئيس أركان القوات الجوية لدى النظام السابق
  • «في أغسطس».. الأرصاد الجوية تكشف موعد ذروة الصيف
  • رئيس حزب مصر أكتوبر: كلمة الرئيس السيسي عن غزة أخرست المشككين
  • تتبعها واقتحم شقتها.. «تيك توكر» تتهم عشريني بتقييدها والاعتداء عليها في أكتوبر
  • هجوم أوكراني «غير مسبوق» بالمسيرات يستهدف لينينغراند الروسية
  • إضراب في مطار لشبونة يؤدي إلى إلغاء وتأخير عشرات الرحلات الجوية