قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الثلاثاء، إن صُناع القرار في إسرائيل يدرسون إمكانية شن "هجوم استباقي" على المنشآت النووية في إيران، في ظل تقديرات إسرائيلية أن هجوما كهذا لن يؤدي إلى تدمير جميع أجهزة الطرد المركزي.

وبحسب الصحيفة، يدّعي صناع القرار الإسرائيليون في إطار النقاش حول "هجوم استباقي" كهذا، أن قدرة إيران على الرد على هجوم إسرائيلي يستهدف منشآتها النووية "محدودة" حاليا، بزعم أن حزب الله و حماس تعرضا لضربات شديدة.

وأضافت الصحيفة أن هذا الوضع "يمكن أن يتغير نحو الأسوأ، والتوقيت السياسي الذي فيه سيواجه البيت الأبيض في فرض فيتو، هو اعتبار آخر"، لكن "الصدمة الإقليمية من انقلاب الوضع، الذي قد يكون تاريخيا، يدعم أولئك الذين يدعون أن الفرصة الذهبية قد حانت".

وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال دمر هجوم إسرائيلي 40% من المشروع النووي الإيراني، فإن الاعتقاد لدى الكثيرين من صناع القرار وفي هيئة الأركان العامة الإسرائيلية هو أنه "لا حاجة لأن يكون تأثيرا كبيرا" لاستهداف البرنامج النووي.

وتابعت الصحيفة أنه في المرة السابقة التي درست فيها إسرائيل هجوما كهذا، تعالى التقدير أنه "لا حاجة لتدمير أي قدرة. يكفي أن يرتفع سعر برميل النفط إلى 200 دولار، كي يدرك العالم أن هذه لم تعد مشكلتنا وحدنا".

والاعتبارات المضادة لهجوم كهذا التي تعالت في إسرائيل هي أن "هجوما في إيران من شأنه منح شرعية دولية للنظام بالتقدم نحو القنبلة، وسيحول الحرب إلى حرب إقليمية بشكل كامل ومطلق، والمواجهة المباشرة مع إيران يمكن أن تستغرق سنوات، ويوجد صبر لدى الإيرانيين، وحماس وحزب الله ضعيفان لكنهما لا يزالان موجودان ويشكلان تهديدا عسكريا".

وأشارت الصحيفة إلى اعتبارات أخرى تتعالى في النقاش بين صناع القرار الإسرائيليين، أحدها يتعلق بروسيا، التي بمقدور منظومات دفاعاتها الجوية أن ترصد طائرات سلاح الجو في أنحاء الشرق الأوسط، وأن تسقطها إذا أرادت ذلك".

واعتبار آخر ضد هجوم إسرائيلي هو أن "الدفاعات الجوية الإيرانية كبيرة، وبإمكانها الرد باستهداف قوات أميركية أو دول عربية صديقة للولايات المتحدة وإسرائيل في الخليج، وإذا لم يتم تنسيق الهجوم الإسرائيلي مع جميع هؤلاء، فإنه سيكون للهجوم عواقب هائلة على إسرائيل. فبعد هجوم كهذا، سيكون سهلا على الإيرانيين ترميم القدرات وتطويرها ثانية".

ويعتبر صناع القرار الإسرائيليون أن النقاش في إسرائيل قد يُحسم في أعقاب قرار إيراني. "فإذا ارتكبت إيران خطأ وهاجمت إسرائيل، فإنها ت فتح الباب أمام مؤيدي الهجوم الإسرائيليين لتحقيق غايتهم، وربما بدعم أميركي، قبل أو بعد الانتخابات الرئاسية".

وحسب الصحيفة، فإن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، سيتخذ القرار حول كيف سترد إيران على الأحداث في لبنان، وفي مقدمتها اغتيال أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، وكذلك اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحماس، إسماعيل هنية .

ويعتبر صناع القرار الإسرائيليون أن أمام خامنئي ثلاث إمكانيات: "هجوم مكثف على إسرائيل، وقد حاول الإيرانيون ذلك وفشلوا، في نيسان/أبريل؛ هجوم مركز ومؤلم بقدر الإمكان، وهو ما يحاول الإيرانيون تنفيذه منذ نصف سنة دون نجاح؛ أو صبر إستراتيجي، ستحاول خلاله إعادة بناء إمكانية ضرب إسرائيل، بمساعدة حزب الله بعد إعادة ترميمه".

المصدر : عرب 48

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: صناع القرار

إقرأ أيضاً:

ستارمر: عدم قيام إسرائيل بخطوات حيوية في غزة سيدفعنا إلى الاعتراف بفلسطين

أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن عدم قيام "إسرائيل" بخطوات حيوية في قطاع غزة "سيدفعنا إلى الاعتراف بدولة فلسطين في أيلول/ سبتمبر المقبل"، في موقف موعد يتوافق مع التوجه الفرنسي.

أعلن ستارمر الثلاثاء أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في أيلول/ سبتمبر، مشترطا لعدم القيام بهذه الخطوة أن تتخذ "إسرائيل" خطوات حيوية في غزة، بينها الموافقة على وقف إطلاق النار.

زأضاف "قلت دائما إننا سنعترف بدولة فلسطينية كمساهمة في عملية سلام فعلية في لحظة يكون لحل الدولتين أكبر تأثير ممكن.. ومع تعرض هذا الحل راهنا للخطر، حان وقت التحرك".

بدورها، ردت وزارة الخارجية لدى الاحتلال الإسرائيلي بالقول: إن "تغير الموقف البريطاني بعد المسار الفرنسي والضغوطات الداخلية جائزة لحماس".


وأضافت أن "التصريحات البريطانية تضر بجهود التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار واستعادة الرهائن"، على حد وصفها.

والخميس، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن قرار تاريخي، باعتراف بلاده بدولة فلسطين، قائلا عقب توقيع قرار الاعتراف بدولة فلسطين: إنه أصدر القرار، "وفاء بالتزامنا التاريخي بتحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط".

وشدد على أن الحاجة الملحة اليوم، هي "إنهاء الحرب في غزة، وإنقاذ المدنيين".

وأضاف ماكرون: "سأعلن قرار الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر المقبل".

وفي أول رد فعل للاحتلال على القرار، قال نائب رئيس حكومة الاحتلال ياريف ليفين، إن قرار الرئيس الفرنسي الاعتراف بدولة فلسطينية "وصمة عار ودعم للإرهاب" وفق وصفه.

وتابع ليفين: "حان الوقت لإحلال السيادة على الضفة الغربية، كرد تاريخي عادل على القرار الفرنسي".


ويأتي القرار البريطاني بعدما أكد مدير مكتب صحيفة "نيويورك تايمز" في لندن مارك لاندلر، أن بريطانيا تدرس الآن بجدية أكبر الاعتراف بدولة فلسطينية، وهو تحول لافت مدفوع بـ"الاشمئزاز الشعبي" من صور الأطفال الجائعين في قطاع غزة والضغط الشديد على رئيس الوزراء كير ستارمر من قبل نواب حزب العمال الذي يتزعمه.

وجاء في تقرير أعده لاندلر للصحيفة أن "ستارمر لم يحذ  حذو الرئيس إيمانويل ماكرون عندما أعلن
الأسبوع الماضي أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطين، وقال رئيس الوزراء البريطاني في بيان آنذاك إن الاعتراف يجب أن يكون جزءا من خطة أوسع نطاقا تؤدي في النهاية إلى حل الدولتين وأمن دائم للفلسطينيين والإسرائيليين".

وأوضح التقرير أن المسؤولين البريطانيين، الذين كشفوا هذه المعلومات، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة المداولات الداخلية الحساسة، وقالوا إن الزخم يتزايد بسبب تصاعد الأزمة الإنسانية، مع ورود تقارير عن وفيات بسبب الجوع في غزة بعد أشهر من القيود التي فرضتها السلطات الإسرائيلية على المساعدات.

مقالات مشابهة

  • عراقجي: إيران لن تقبل بأن تمضي الأمور كما كانت عليه قبل حرب الـ12 يوم مع “إسرائيل”
  • يديعوت أحرونوت: تسونامي دبلوماسي يحاصر إسرائيل
  • مصر تدرس وقف استيراد السيارات الكهربائية الصينية
  • إسرائيل تكشف عن تنفيذ 500 هجوم في لبنان منذ التهدئة وتعلن مقتل الآلاف!
  • طهران تؤكد الرد على أي هجوم جديد.. خامنئي: «الملف النووي» ذريعة لضرب إيران
  • ستارمر: عدم قيام إسرائيل بخطوات حيوية في غزة سيدفعنا إلى الاعتراف بفلسطين
  • صحيفة: إسرائيل تدرس الضغط على حماس بتقطيع أوصال غزة
  • بوتين يؤكد لنتنياهو ضرورة احترام سيادة سوريا ويعرض الوساطة في محادثات إيران النووية
  • ترامب يهدد إيران: سنقصف المنشآت النووية مرة ثانية
  • ترامب يهدد بقصف المنشآت النووية الإيرانية إن أعادت طهران تشغيلها