دول تجهز خطط طوارئ لإجلاء رعاياها من لبنان.. تفاصيل العملية
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
دفع احتدام الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان الدول الغربية إلى الإسراع بتحديث خطط الطوارئ لعمليات الإجلاء من المنطقة.
ومن المرجح أن تصبح قبرص، عضو الاتحاد الأوروبي الأقرب إلى الشرق الأوسط، مركزا رئيسيا لهذه العمليات لأنها تعاملت من قبل مع نحو 60 ألف شخص فروا من حرب حزب الله وإسرائيل في 2006.
وعرضت تركيا المجاورة أيضا المساعدة.
وقال مصدر مطلع لرويترز إن أغلب خطط الطوارئ فيما يتعلق بالتنفيذ ستكون عن طريق البحر على ما يبدو مما يسمح بنقل مجموعات أكبر لكن ذلك سيتحدد وفقا للوضع الأمني.
وتستغرق الرحلة من بيروت إلى قبرص نحو 10 ساعات بالبحر أو 40 دقيقة بالطائرة.
فيما يلي بعض التفاصيل عن خطط الطوارئ:
أستراليا
أعدت السلطات خطط طوارئ قد تشمل الإجلاء بحرا رغم أنها حثت ما يقدر بنحو 15 ألفا من مواطنيها في لبنان على المغادرة جوا في وقت لا يزال فيه مطار بيروت مفتوحا.
كندا
تشير تقارير إخبارية من كندا إلى أنها ستتعاون مع أستراليا في إجلاء رعاياها بحرا. وذكرت صحيفة تورنتو ستار أن الخطة تتضمن التعاقد مع سفينة تجارية لنقل ألف شخص يوميا.
فرنسا
حثت مواطنيها على عدم السفر إلى لبنان ووضعت خطط إجلاء قبل عدة أشهر، لكنها لم تصدر بعد أمرا بالإجلاء. وتركز خطط الطوارئ الحالية على قبرص ومطار بيروت وتناقش أيضا عمليات إجلاء عبر تركيا.
ولدى باريس سفينة حربية في المنطقة وحاملة طائرات هليكوبتر في مدينة تولون بجنوب فرنسا والتي ستحتاج إلى عدة أيام للوصول إلى المنطقة.
ألمانيا
قالت وزارتا الخارجية والدفاع في ألمانيا في بيان مشترك إنهما تقومان بعمليات إجلاء من لبنان للموظفين غير الأساسيين وأسر العاملين في السفارة والمواطنين الألمان الذين يعانون من مشاكل صحية، وإنهما ستواصلان دعم الآخرين الذين يحاولون المغادرة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن المواطنين الألمان في المنطقة يمكنهم مغادرة البلاد على متن رحلات تجارية عبر المطارات التي لا تزال مفتوحة.
اليونان
دعت وزارة الخارجية اليونانية مواطنيها إلى مغادرة لبنان وتجنب أي سفر إليه. وهناك فرقاطة على أهبة الاستعدادت حسبا لطلب أي مساعدة.
بريطانيا
دعت بريطانيا رعاياها إلى مغادرة لبنان فورا. ونقلت نحو 700 جندي إلى قبرص لتعزيز وجودها في المنطقة حيث لها بالفعل أصول عسكرية تشمل سفينتين تابعتين للبحرية الملكية وقاعدتين عسكريتين في الجزيرة.
إيطاليا
قال مصدر لرويترز إن إيطاليا قلصت عدد موظفيها الدبلوماسيين غير الأساسيين وعززت قوات الأمن في سفارتها في بيروت.
وحث وزير الخارجية أنطونيو تاياني رعايا إيطاليا مرارا على مغادرة البلاد وسعى للحصول على ضمانات من إسرائيل بشأن سلامة الجنودالإيطاليين العاملين في عمليات حفظ السلام في المنطقة.
الولايات المتحدة
أمرت الولايات المتحدة بنشر العشرات من قواتها في قبرص للمساعدة في الاستعداد لأي سيناريوهات بما يشمل إجلاء الأميركيين من لبنان.
البرتغال
حذر رئيس الوزراء لويس مونتينيغرو من السفر إلى لبنان. وقال إن البرتغال لديها خطة لإجلاء المواطنين المقيمين هناك بالتعاون مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات قبرص الاتحاد الأوروبي الشرق الأوسط حزب الله تركيا خطط الطوارئ لبنان الدول الغربية خطط الطوارئ إسرائيل وحزب الله حزب الله قبرص الاتحاد الأوروبي الشرق الأوسط حزب الله تركيا خطط الطوارئ أخبار لبنان خطط الطوارئ فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
التسرب الإشعاعي.. هل نحن مستعدون؟
الطليعة الشحرية
في مُقابلة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر مع الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون، قال إن استهداف المنشآت النووية الإيرانية سيترك قطر ودول الخليج بلا ماء، مضيفًا: "وبشكل أساسي ستنفذ المياه في البلاد في غضون ثلاثة أيام".
لم تعُد احتمالية وقوع كارثة نووية مجرد سيناريو من أفلام الخيال العلمي؛ بل أصبحت واقعًا محتملًا في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، وزاد العدوان الإسرائيلي على المنشآت النووية في جمهورية إيران من احتماليات وقوع كارثة نووية على منطقة الخليج، فإذا كان مسموحاً لكيان الاحتلال العربدة وضرب منشآت نووية، ناهيك عن الاعتداء على سيادة دول أخرى دون رادع دولي، لتتسبب في كارثة نووية وبيئية محتملة الوقوع. كل ذلك يضعنا أمام ضرورة مُلحَّة لتعزيز الوعي المجتمعي بالخطة الوطنية للتعامل مع الأحداث النووية والإشعاعية في سلطنة عُمان، والتي تم اعتمادها قبل أشهر قليلة، وتهدف إلى حماية السكان والبيئة من التهديدات الإشعاعية العابرة للحدود.
المجتمع الدولي والأمم المتحدة تتخذ وضعية المشلول بالكامل أمام خطر بيئي وبيولوجي حقيقي يتهدد المنطقة بأكملها؛ وذلك بسبب رعونة ربيبة الولايات المتحدة المُدلَّلة: إسرائيل؛ بل ربما لن يتوانى المجتمع الدولي عن المساهمة في ارتكاب مأساة هيروشيما جديدة في الشرق الأوسط.
ورغم أنَّ الطاقة النووية تمثل تطورًا تقنيًا كبيرًا في مجال توليد الطاقة، إلّا أن مخاطرها المحتملة لا تزال حاضرةً، خاصة في ظل القرب الجغرافي لمنطقتنا من منشآت نووية مثل محطة بوشهر الإيرانية، الواقعة على سواحل الخليج العربي. هذا القرب الجغرافي- إلى جانب احتمالات نشوب حرب شاملة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، وليس مجرد عمليات عسكرية مُتبادلة كما يحدث- يفتح الباب أمام سيناريوهات كارثية في حال وقوع حادث نووي أو تسرّب إشعاعي. كما إن النشاط الزلزالي في المنطقة يزيد من خطورة وقوع حوادث مشابهة لتشرنوبيل (1986) أو فوكوشيما (2011)، وإن اختلفت السياقات.
قد يسأل البعض: لماذا يجب أن نقلق من حادث نووي قد يحدث في المنطقة؟
أولًا: القرب الجغرافي من محطة بوشهر، التي تبعد حوالي 1000 كيلومتر فقط عن السواحل العُمانية، يجعل انتقال النظائر المُشعَّة ممكنًا عبر الرياح الموسمية الجنوبية الغربية، أو عبر تيارات الخليج العربي.
ثانيًا: ضعف البنية التحتية النووية في بعض دول المنطقة، إلى جانب غياب الشفافية الكافية في التقارير الفنية المتعلقة بإجراءات السلامة، يزيد من احتمالات حدوث تسرب إشعاعي دون إنذار كافٍ.
وتؤكد التجارب الدولية أن آثار الحوادث النووية لا تعترف بالحدود السياسية للدول، كما حدث في كارثة فوكوشيما، التي لوَّثت مياه المحيط على بعد مئات الكيلومترات، وكارثة تشرنوبيل التي تركت أثرًا طويل الأمد على الأمن الغذائي في أوروبا الغربية.
لكن ما المخاطر المحتملة على منطقة الخليج؟
تلوث الهواء بجسيمات مُشعَّة قد تُستَنشَق أو تترسب على الأسطح والمزروعات. تلوث المياه السطحية والجوفية نتيجة الأمطار الملوثة أو انتقال المواد المشعة عبر البحر، تهديد الزراعة، وما ينجم عنه من آثار على الأمن الغذائي الوطني، وضغط هائل على القطاع الصحي بسبب حالات التسمم الإشعاعي، أو الأمراض المزمنة كأورام الغدة الدرقية والسرطانات.
تسارع الأحداث العالمية يدفعنا إلى ضرورة تعزيز خطة الطوارئ النووية الوطنية، وبناءً على المشهد العام نعزز الوعي بالسيناريوهات المُعدة لخطة الطوارئ النووية والمبنية على رؤية استباقية لتنامي الأحداث العالمية.
وعادة ما تتضمن مثل هذه الخطط الطارئة عدة جوانب:
الرصد والإنذار المبكر، من خلال إنشاء محطات رصد إشعاعي ثابتة ومتحركة على طول السواحل والمواقع الحساسة. وتطوير نظام رقمي مرتبط بالوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) لتلقي التنبيهات الإشعاعية، بجانب دمج بيانات الرصد مع أنظمة الأرصاد الجوية لتحليل اتجاه الرياح وانتشار الجسيمات. حماية المياه والغذاء: عبر بناء مخازن استراتيجية للمياه المُعبأة تكفي عدة أسابيع، وتحصين صوامع الغذاء تحت الأرض لتقليل تعرضها للتلوث الجوي، وتخزين كميات كافية من الأغذية الجافة والمعلبة غير القابلة للتلوث، وفرض رقابة إشعاعية صارمة على المنتجات الزراعية والمياه الجوفية. جاهزية القطاع الصحي: تخزين أدوية متخصصة مثل أقراص يوديد البوتاسيوم (KI) للحد من امتصاص اليود المشع، وتدريب الطواقم الطبية على التعامل مع الإصابات الإشعاعية وتشخيصها، وتجهيز مستشفيات مرجعية بوحدات عزل إشعاعي وغرف للطوارئ. خطط الإخلاء والتوعية المجتمعية: إعداد سيناريوهات إخلاء مدروسة للمناطق الساحلية في حال تعرضها للتلوث، وتوزيع أدلة إرشادية رقمية ومطبوعة توضح سلوك الأفراد أثناء الطوارئ. استخدام الإعلام والتطبيقات الذكية لتثقيف السكان بكيفية الاحتماء وتفادي استهلاك الأغذية المكشوفة. إشراك المدارس والجامعات والبلديات في برامج تدريب وتوعية مستمرة. التعاون الإقليمي والدولي: تعزيز التنسيق مع دول مجلس التعاون الخليجي ضمن إطار الدفاع المشترك. الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة مثل اليابان والسويد في إدارة الكوارث النووية. توقيع اتفاقيات لتبادل البيانات والإسناد الفني السريع في حالات الطوارئ.لقد أصبحنا نعيش في عالم تتسارع فيه الكوارث وتتشابك تداعياتها، لم يعد بمقدور أي دولة الاعتماد على موقعها الجغرافي فقط كوسيلة للحماية؛ فالكوارث النووية لا تعترف بالحدود، ولا تفرّق بين دول مُتقدمة وأخرى نامية.
وأخيرًا.. لا يخالطنا شك بأنَّ القائمين على حماية الوطن يملكون رؤية استباقية، ويتحلون بشجاعة اتخاذ القرار، والقدرة على الصمود في وجه أكثر التهديدات خطورة وتعقيدًا.
رابط مختصر