تقرير أمريكي: الحوثيون في اليمن يسعون إلى تحقيق مكاسب من استمرار الصراع في الشرق الأوسط (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
قال تقرير أمريكي إن جماعة الحوثي في اليمن تسعى إلى تحقيق مكاسب من استمرار الصراع في الشرق الأوسط، خاصة بعد مصرع زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت وكالة "أسوشيتدبرس" في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن "الأيام التي تلت تكثيف إسرائيل حملتها ضد حزب الله في لبنان، بما في ذلك الضربة التي قتلت زعيم الجماعة المسلحة حسن نصر الله، سارع المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن إلى إظهار أنهم لاعب مهم في الصراعات المعقدة التي تهز الشرق الأوسط".
وقالت "في هجوم يوم السبت، أطلق الحوثيون صاروخًا باليستيًا على المطار الرئيسي في إسرائيل أثناء عودة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من نيويورك، حيث ألقى كلمة أمام الأمم المتحدة. ويوم الاثنين، هددوا "بتصعيد العمليات العسكرية" لاستهداف إسرائيل بعد إسقاط طائرة عسكرية أمريكية بدون طيار كانت تحلق فوق اليمن".
وقال مسؤولون عسكريون بريطانيون ومسؤولون أمنيون خاصون إن طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات تحطمت على سفينة في البحر الأحمر يوم الثلاثاء بينما انفجر صاروخ على سفينة أخرى، في أحدث هجمات الحوثيين على الشحن التجاري في الممر المائي الرئيسي، وفق التقرير.
وذكرت أن هجمات الحوثيين لفتت مجددا الأنظار إلى المتمردين الحوثيين وأثارت تساؤلات حول أهدافهم واستراتيجياتهم.
وطبقا لمحللين ومراقبين فإن الصراع المتسع قد يعزز الحوثيين عسكريا ويوسع دورهم الضخم بالفعل في جميع أنحاء المنطقة - على الرغم من الضربات الانتقامية التي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة والمملكة المتحدة .
ونقلت الوكالة عن أحمد ناجي، المحلل البارز في شؤون اليمن في مجموعة الأزمات الدولية، إنه قبل الحرب في غزة، كان يُنظر إلى الحوثيين على أنهم فصيل غالباً ما يُنسى وأقل شهرة في محور يضم إيران وقوات الحكومة السورية وحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية ومجموعات أخرى في المنطقة.
وأضاف ناجي "لكن هذا تغير عندما بدأ الحوثيون في ضرب السفن في البحر الأحمر وخليج عدن أثناء توجهها إلى قناة السويس، مما شكل فجأة تهديدا أوسع نطاقا بكثير". مشيرا إلى أن "الحوثيين احتلوا مركز الصدارة خلال العام الماضي".
وبحسب التقرير فإن الحوثيين يرون أن التضامن السائد بين اليمنيين مع الفلسطينيين أداة مفيدة لتجنيد مقاتلين جدد وتعزيز صفوفهم، بحسب ناجي.
وفي يونيو/حزيران الماضي، كشف الحوثيون عن صاروخ جديد يعمل بالوقود الصلب في ترسانتهم يشبه جوانب صاروخ سابق عرضته إيران، وصفته طهران بأنه يطير بسرعة تفوق سرعة الصوت.
وفق التقرير "لقد كان حجم تصرفات الحوثيين مفاجأة لبعض الناس، وذلك أساسا بسبب مواردهم المحدودة والحرب الأهلية الباهظة التكلفة في اليمن".
ووصف أحمد ناجي استراتيجيتهم بأنها "تصعيد تدريجي" تجاه إسرائيل. وأضاف أنه مع تنامي نفوذهم، من المرجح أن يكون الحوثيون - الذين اعتمدوا لسنوات على منصات إطلاق الصواريخ المحمولة وتكتيكات الكر والفر - حريصين على وضع أيديهم على أسلحة أكثر تقدمًا.
ودفعت حملتهم إلى الرد من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، الذي شن في فبراير/شباط ضربات على "مواقع مرتبطة بمرافق تخزين الأسلحة المدفونة عميقا لدى الحوثيين، وأنظمة الصواريخ وقاذفاتها، وأنظمة الدفاع الجوي والرادارات"، بحسب مسؤولين دفاعيين أمريكيين.
يقول فوزي الجودي، وهو زميل في مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية، "من غير المرجح أن يتم ردع المتمردين في أي وقت قريب، وقد يستهدفون أيضًا السفن الموجودة في مناطق أبعد في المحيط الهندي".
وأضاف الجودي أنهم قد يسعون أيضا إلى "الشراكة مع ميليشيات أخرى لبناء تحالف من شأنه أن يهدد الأمن في المنطقة".
وخلصت الوكالة الأمريكية إلى أن الحوثيين قد يسعون أيضًا إلى استغلال مكانتهم الجديدة التي اكتسبوها بعد الضربات ضد إسرائيل في أي مفاوضات محتملة مع المملكة العربية السعودية بشأن حل الحرب الأهلية في اليمن
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أمريكا الحوثي السعودية صراع الشرق الأوسط فی الیمن
إقرأ أيضاً:
أردوغان: وقف إطلاق النار في غزة هشّ.. وتركيا مستعدة لقيادة مسارات السلام
شدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال كلمته في المنتدى الدولي للسلام والثقة المنعقد في العاصمة التركمانستانية عشق آباد، على أن الوضع في قطاع غزة لا يزال في مرحلة دقيقة تتطلّب تدخلاً دولياً مكثفاً.
وأوضح أن وقف إطلاق النار القائم، رغم أهميته، يبقى هشًّا بفعل الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، ما يفرض — بحسب قوله — ضرورة وجود دعم دولي حقيقي يضمن صموده ويمنع انهياره.
وأشار أردوغان إلى أن أي مسار جاد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يُبنى بمعزل عن الفلسطينيين، مؤكداً وجوب إشراكهم بشكل كامل في كل مراحل العملية السياسية، وأن الهدف النهائي يجب أن يظل ثابتًا: إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود معترف بها دوليًا.
وفي سياق حديثه عن الأزمات العالمية، أكد الرئيس التركي استعداد بلاده لتقديم دعم ملموس لكل المبادرات الدبلوماسية الهادفة إلى إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مشيراً إلى أن مسار مفاوضات إسطنبول ما يزال يشكل أرضية فعّالة يمكن البناء عليها لاستعادة التفاهم وفتح الطريق أمام تسوية مستدامة.
وشدد أردوغان على أن تركيا — انطلاقًا من إرثها التاريخي وموقعها الجغرافي ودورها الحضاري — تتحمل مسؤولية خاصة في دعم الاستقرار الدولي. وقال إن أنقرة تعمل «بكل ما تملك من إمكانات» لتعزيز مناخ الحوار، والحد من النزاعات، وتوسيع الجهود الدبلوماسية التي تعيد الثقة بين الأطراف المتنازعة.
ويأتي خطاب أردوغان في ظل تسارع التطورات الإقليمية والدولية، ليؤكد مجددًا رغبة تركيا في لعب دور محوري في صناعة السلام، سواء في الشرق الأوسط أو في ساحات الصراع العالمية، من خلال حضورها الدبلوماسي النشط وشراكاتها المتعددة.