موقع 24:
2025-07-07@18:07:29 GMT

 الورْطة الإيرانيَّة

تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT

 الورْطة الإيرانيَّة

إسرائيل تدفع بالمنطقة كلها إلى حرب شاملة


تعددّت صيغ الخطابات وتنوعّت بخصوص ردّ إيران على إسرائيل من عدمه، خاصة بعد الاختراقات الأمنية التي تعرض لها "حزب الله" وانتهت بقتل عدد من قيادته الفاعلة والبارزة وعلى رٍأسها أمينه العام" حسن نصر الله.. الخطابات في معظمها قدّمت تحليلات قامت على فكرة مستندة إلى الطرح الرسمي الإيراني القائل:" نحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين".


 ذاك الخطاب الإعلامي والسياسي الإيراني الرسمي يعني لدى البعض رجماً بالغيب، أو ترويجاً لوعود كاذبة، وفي أحسن الظن تأكيداً على التسليم بمواقف القادة من منظور التسليم الديني، وبالنسبة لغيرهم هو خيبة أمل، تقوم على أساس تقديم المصالح الوطنية الإيرانية عن المشروع الديني المؤدلج، الذي يمثل الأولوية عند حركات وتنظيمات المقاومة التي تشكل اليوم تحالفا، مرجعيته ـ من ناحية اتخاذ القرارـ طهران، رغم تمتع تلك القوى باستقلالية في إدارة الحرب الدائرة حاليا في غزة والضفة، وجنوب لبنان.
على مستوى المساءلة، وجدت إيران نفسها اليوم أمام امتحان عسير، انتهى بها ـ نظراً لاستمرار الوضع على ما هو عليه، وبقاء المقاومة سواء في غزة أو في لبنان كَلْمى ـ مطالبة بالإجابة عن السؤال الآتي: متى ستكون طهران طرفا مباشرا في الحرب الدائرة، تؤازر حركات وعناصر المقاومة، بدل أن تبقى معتمدة عليها، أو مضحيّة بها، ومكتفية بدعم مادي ولوجيستي، وخطاب إعلامي معبر عن مواقف خاصة، وقد قدمت جوابا من خلال قصفها لإسرائيل بحوالي 200 صاروخ  الثلاثاء الماضي (1 أكتوبر 2024)
تدرك إيران، كما تعلم تنظيمات المقاومة جميعها، أن إسرائيل تدفع بالمنطقة كلها إلى حرب شاملة، تعول فيها على الانتصار لأنها ستكون ضد جيوش نظامية عاجزة وخائفة بما فيها الجيش الإيراني، وهي بلا شك قادرة على تحقيق نصر، تحُولُ دونه اليوم حرب العصابات، خاصة تلك التي تقوم بها المقاومة اللبنانية.  
وبالمقابل تعرف الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل أن إيران تتجنب الحرب، وتودُّ  أن تجْني محاصيل ما يقوم به حلفاؤها دون أن تدخل الحرب بشكل مباشر، كما أنها مستعدة للتضحية ببعض من قيادة جبهات المقاومة، بل من قادتها الإيرانيين مقابل التحول إلى قوة نوويّة في المنطقة، لذلك تعملان ـ أمريكا وإسرائيل ـ لأجل القضاء على جبهات المقاومة، أوّلاً قبل ادخال طهران في حرب تكون فيها نهايتها، والقضاء على قوتها العسكرية وخاصة برنامجها النووي، وفي نظر إسرائيل أن الفرصة اًصبحت سانحة اليوم للقضاء على البرنامج النووي الإيراني، بعد الهجوم الإيراني الأخير.
ما قامت به إيران من هجوم بالصواريخ ـ وهو رد فعل ـ حقّق رغبة عارمة تمّ التعبير عنها من أطراف كثيرة مناصرة لإيران وأخرى معادية تأمل في رد إيراني يزيل الظنون المتعلقة بوعود طهران لحلفائها، ويدفع نحو يقين يحسم الموقف، أو على الأقل يحرك مسار الحرب الدائرة حاليا نحو نهاية تضع فيها أوزارها، بغض النظر عن المنتصر والمنهزم فيها.
يبدو أن هذا الرد الذي روّجت له مراكز الاستخبارات العالمية، خاصة الأمريكية والإسرائيلية، قد تحقق وفق ما تريده أطراف الصراع في المنطقة، خاصة إسرائيل وأمريكا.
هنا يطرح السؤال الآتي: هل ستكتفي إيران بهذا الهجوم على إسرائيل، حتى لو ردّت عليها هذه الأخيرة، وبالتالي قبولها لسياسة الفعل ورد الفعل في المجال العسكري للحرب الجارية الآن في فلسطين ولبنان؟
ليس في مقدور إيران أن تظل ثابتة على مواقفها الرّاهنة، ذلك أنها ستكون مجبرة على دخول حرب إقليمية واسعة النطاق، ولو بالحدود الدنيا، كأن تتحول إلى طرف مساند عسكريا بشكل مباشر لحركات المقاومة، خاصة على الجبهة اللبنانية، وعندها ستجد نفسها معاقبة من الولايات المتحدة الأمريكية بتدخل عسكري مدمر، أما في حال عدم تدخلها في الحرب بشكل مباشر مُكتفية بهجومها الأخير، وتمكنت إسرائيل من القضاء على حركات المقاومة في غزة وجنوب لبنان، فإنها ستواجه بحرب من إسرائيل بشكل مباشر.
مهما كانت الحالة التي ستؤول إليها الحرب الجارية في غزة وجنوب لبنان، فإن إيران في ورطة بعد هجومها الأخير على إسرائيل، قد لا تخرج منها إلا بتصديرها الحرب للمنطقة كلها، وأحسب أن ذلك ما ستقوم به في مستقبل أيام بالشراكة مع إسرائيل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عام على حرب غزة غزة وإسرائيل بشکل مباشر فی غزة

إقرأ أيضاً:

المرشد الإيراني يظهر لأول مرة منذ المواجهة مع إسرائيل

شهدت حسينية الإمام الخميني في طهران، ليلة عاشوراء، أول ظهور علني للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وذلك عقب المواجهة العسكرية الأخيرة بين إيران وإسرائيل والتي استمرت 12 يوما.

أظهر مقطع فيديو بثه الإعلام الإيراني لحظة دخول خامنئي إلى الحسينية للمشاركة في مراسم العزاء، حيث وقف الحاضرون من رجال ونساء وأطفال لتحيته، ورد عليهم التحية أثناء مروره.

الحرس الثوري يتوعد برد "ساحق" إذا وقع أي هجوم جديد على إيرانحرب الـ12 يوما.. ما التغييرات التي طرأت على إيران بعد الهجوم الإسرائيلي؟رئيس إيران: دول المنطقة اتخذت مواقف مسؤولة خلال الحرب مع إسرائيلالاتحاد الأوروبي يدعو إيران لاحترام التزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي

ويأتي هذا الظهور بعد أسابيع من تداول تقارير إعلامية تحدثت عن تهديدات إسرائيلية تستهدف حياة خامنئي.

 وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد صرح خلال المواجهة الأخيرة بأن تل أبيب كانت تنوي اغتيال المرشد الأعلى، إلا أن "الفرصة لم تكن متاحة"، على حد قوله.

ويعد يوم عاشوراء من أبرز المناسبات الدينية لدى الشيعة، إذ يحيون فيه ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي في معركة كربلاء، من خلال إقامة مجالس العزاء والطقوس التعبيرية عن الحزن والأسى.

طباعة شارك حسينية الإمام الخميني طهران ليلة عاشوراء ظهور علني للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إيران وإسرائيل

مقالات مشابهة

  • الجميل: يجب سحب سلاح حزب الله والمال الإيراني
  • الغارديان: هكذا سعت إيران لتجنيد جواسيس في إسرائيل
  • كيف سعت إيران لتجنيد جواسيس داخل إسرائيل؟ تقرير لـ”الغارديان”: “طلبت اغتيال نتنياهو”
  • بعد وقف إطلاق النار.. تستعد إيران لحرب طويلة مع إسرائيل
  • مقتل عنصرين في الحرس الثوري الإيراني خلال تفكيك متفجرات من مخلفات الحرب
  • أول ظهور علني للمرشد الإيراني علي خامنئي منذ انتهاء الحرب مع إسرائيل
  • إيران.. أول ظهور علني لخامنئي منذ انتهاء الحرب مع إسرائيل
  • لأول مرة.. المرشد الإيراني يظهر علنًا منذ بدء الحرب مع إسرائيل
  • المرشد الإيراني يظهر لأول مرة منذ المواجهة مع إسرائيل
  • ‏الحرس الثوري الإيراني: إذا تعرضت إيران لأي هجوم جديد فلن تكون هناك خطوط حمراء في ردها