قتل أكثر من 40 عامل إسعاف وإطفاء بنيران إسرائيلية خلال الأيام الثلاثة الماضية في لبنان، مما يرفع عدد عمال الإسعاف والإنقاذ الذين قتلوا منذ بدء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل قبل نحو عام إلى 97، وقد دان الاتحاد الأوروبي الاستهداف الإسرائيلي للعاملين في مجال الرعاية الصحية.

وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض -خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس في مستشفى بعبدا الحكومي شرق بيروت- إن ألفي شخص قتلوا في المجمل، منهم 127 طفلا، وأصيب 9384 آخرون منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على لبنان عقب انطلاق طوفان الأقصى في غزة أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن هذا العدد الإجمالي يشمل 73 من العاملين في القطاع الصحي.

من جهته، قال المدير العام للمنظمة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس اليوم -في إفادة صحفية عبر الإنترنت- إن عديدا من العاملين في قطاع الصحة "لا يتوجهون لعملهم وفروا من المناطق التي يعملون بها بسبب القصف". ودعا إلى تعزيز حماية العاملين في قطاع الصحة.

وأضاف أن ذلك يحد بشكل كبير من توفير الرعاية المطلوبة ومواصلة تقديم الخدمات الصحية.

أزمة الإمدادات

وأشار غيبريسوس، في الإفادة الصحفية ذاتها، إلى أن المنظمة لن تتمكن من تسليم شحنات كبيرة من الإمدادات الطبية للبنان غدا الجمعة بسبب تعليق رحلات جوية.

وأحدث تصاعد التوتر فوضى في قطاع السفر الجوي، إذ حوّلت شركات طيران عالمية مسارات رحلاتها أو ألغتها، كما وردت أنباء عن تأخيرات كبيرة في مطارات المنطقة.

في هذا السياق، نفى وزير الصحة اللبناني صحة الادعاءات الإسرائيلية بشأن استخدام المعابر البرية لأغراض عسكرية، أو وجود أسلحة في المستشفيات مؤكدا تعرض أكثر من 10 مستشفيات لأضرار وخسائر نتيجة الغارات الإسرائيلية.

ودعا الأبيض المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته إزاء الاعتداءات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الحكومة اللبنانية في تواصل مع المنظمات المعنية (من دون أن يسميها)، وواجبنا ألا نبقى صامتين.

وفي وقت سابق الخميس، ادعى متحدث الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، في بيان، الكشف عن محاولة حزب الله استخدام معبر المصنع المدني الحدودي بين سوريا ولبنان لنقل وسائل قتالية إلى داخل لبنان.

ودعا أدرعي لبنان إلى إجراء تفتيش صارم للشاحنات المارة عن طريق المعابر المدنية، وإعادة الشاحنات والمركبات التي تحتوي على الوسائل القتالية إلى سوريا.

بوريل عن استهداف إسرائيل للمسعفين اللبنانيين: إنني أدين هذا الانتهاك لحقوق الإنسان (الأناضول) إدانة أوروبية

وقد دان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل استهداف الجيش الإسرائيلي للعاملين في مجال الرعاية الصحية في العاصمة اللبنانية بيروت.

وقال بوريل -في منشور له على منصة إكس- الخميس إن الجيش الإسرائيلي استهدف مرة أخرى العاملين في مجال الرعاية الصحية وسط بيروت خلال الليل وقتل 7 أشخاص، بينهم عاملون في مجال الرعاية الصحية.

وأشار إلى أن المدنيين ليسوا ضحايا للهجمات الإسرائيلية فحسب، بل إنهم محرومون أيضا من خدمات الرعاية الطارئة، وأضاف المسؤول الأوروبي: "إنني أدين هذا الانتهاك لحقوق الإنسان".

ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، تشن إسرائيل أعنف وأوسع هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، مما أسفر أيضا عن نزوح 1.2 مليون نازح، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية.

بينما يستمر دوي صفارات الإنذار بوتيرة غير مسبوقة في أنحاء إسرائيل، إثر إطلاق كثيف من حزب الله لصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وسط تعتيم إسرائيلي صارم على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی مجال الرعایة الصحیة العاملین فی حزب الله

إقرأ أيضاً:

«الصليب الأحمر»: الرعاية الصحية في غزة على وشك الانهيار

غزة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «اليونيفيل»: يجب انسحاب إسرائيل من النقاط المحتلة في الجنوب اللبناني «اليونيسف» لـ«الاتحاد»: 658 ألف طفل في غزة مهددون بفقدان عام دراسي ثانٍ

حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة يوشك على الانهيار التام، في إطار الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في القطاع منذ أكثر من عام ونصف.
وقالت اللجنة في بيان لها أمس إن أغلب المصابين الفلسطينيين في الحوادث الأخيرة بغزة كانوا يحاولون الوصول إلى مواقع توزيع المساعدات التابعة للآلية الأميركية الإسرائيلية، لافتة إلى أن الأيام القليلة الماضية شهدت تصاعداً في وتيرة الأعمال العدائية حول المستشفيات القليلة المتبقية التي لا تزال قيد التشغيل بغزة.
كما دعت إلى الحفاظ على ما تبقى من مرافق رعاية صحية في القطاع لتفادي مزيد من الخسائر بالأرواح.
وشددت اللجنة على أن الطاقم الطبي يواجه تحدياً بإنقاذ الأرواح في ظل استمرار تعرضه للرصاص الطائش، مما يعرّض سلامة العاملين بالمجال الطبي والمصابين على حد سواء للخطر، ويهدد استمرارية عمل المستشفى الميداني، مؤكدة أن الوتيرة غير المسبوقة لوصول المصابين -الذين يحتاج كثير منهم إلى تدخل فوري- أنهكت الطاقم الطبي واستنزفته.
وخلص «الصليب الأحمر»، في بيانه، إلى أن نظام الرعاية الصحية في غزة يوشك على الانهيار التام، مشددة على أن أعضاء الطاقم الطبي يواجهون تحدياً في إنقاذ الأرواح تحت وابل الرصاص، مما يهدد سلامتهم واستمرار عمل المستشفى الميداني.
وخلال الأسبوعين الماضيين، اضطر مستشفى الصليب الأحمر الميداني في مدينة رفح جنوب القطاع إلى تفعيل إجراءات الاستجابة لحوادث الإصابات الجماعية 12 مرة إثر استقباله أعداداً كبيرة من المصابين بطلقات نارية وشظايا، وفق البيان ذاته.
وأشارت اللجنة في بيانها إلى أن عدد الحالات التي استقبلها المستشفى خلال هذه الفترة تجاوز 916 حالة، من بينها 41 شخصاً أُعلن مقتلهم فور وصولهم.
وعلى الصعيد نفسه، قالت مديرة المستشفى الميداني غريس أوسومو نواصل استقبال أعداد كبيرة من المرضى يومياً، ونضطر إلى وضعهم في أي مكان متاح، بما في ذلك النقالات الموضوعة على الأرض.
في الأثناء، أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا»، أمس، بمقتل 8 فلسطينيين، جراء إطلاق قوات الاحتلال النار على المجوعين المنتظرين للمساعدات الغذائية غرب رفح.
في غضون ذلك، حذرت بلديات محافظة وسط قطاع غزة، أمس، من توقف خدماتها الأساسية بشكل كامل خلال الساعات القادمة، وذلك بسبب عدم دخول الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومضخات الصرف الصحي، وآليات جمع وترحيل النفايات، والمعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وفتح الشوارع. 
وقالت بلديات المحافظة الوسطى، في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك أمس، :«حاولت البلديات، رغم محدودية الموارد وانقطاع السولار، الاستمرار بتقديم الحد الأدنى من الخدمات الإنسانية، إلا أنها باتت اليوم في حالة شلل كامل وتوقف تام عن العمل، نتيجة تعنت الاحتلال ورفضه المستمر إدخال الوقود للبلديات، رغم كل المناشدات ونداءات الاستغاثة التي أطلقتها البلديات والمؤسسات الشريكة». 
وأشارت إلى توقف وصول مياه ميكروت، وهي أحد المصادر الرئيسة التي تغذي المحافظة الوسطى بالمياه، منذ تاريخ 23 يناير الماضي، ولم تستأنف حتى الآن، مما فاقم من أزمة المياه مما ينذر بحدوث كوارث صحية وبيئية خطيرة، وانتشار للأوبئة والأمراض، خاصة مع دخول فصل الصيف وازدياد حاجة السكان للمياه، في وقت باتت فيه طواقم البلديات غير قادرة على التدخل لتخفيف المعاناة أو تسهيل سبل الحياة.

مقالات مشابهة

  • رئيس هيئة الرعاية الصحية: تقديم أكثر من 189 ألف خدمة طبية وتوعوية خلال عيد الأضحى
  • «الصليب الأحمر»: الرعاية الصحية في غزة على وشك الانهيار
  • مقتل عشرات الفلسطينيين في غزة خلال 24 ساعة.. واتصال مرتقب بين ترامب ونتنياهو
  • تقديرا لجهودهن في تقديم الرعاية الصحية للمرضى.. تكريم ممرضات قسم الغسيل الكلوي بمستشفى بني عبيد
  • الرعاية الصحية تكثف تواجدها بالمناطق الساحلية والسياحية خلال العيد
  • محافظة الإسماعيلية تكثف خدمات الرعاية الصحية الميدانية خلال عيد الأضحى
  • الرعاية الصحية في عيد الجلوس الملكي..إرث ثمين وقفزات نوعية نحو الريادة الإقليمية
  • الرعاية الصحية: استمرار صرف أدوية الأمراض المزمنة وجلسات الغسيل الكلوي خلال العيد
  • «صحة أسيوط» تكثف المرور على المنشآت ومتابعة الرعاية الطبية خلال عيد الأضحى
  • الرعاية الصحية: استمرار صرف أدوية الأمراض المزمنة وإجراء جلسات الغسيل الكلوي خلال عيد الأضحى