الحرة:
2025-07-28@02:41:54 GMT

من حرب 1973 لـهجمات أكتوبر.. هل يتكرر سيناريو السلام؟

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

من حرب 1973 لـهجمات أكتوبر.. هل يتكرر سيناريو السلام؟

في 6 أكتوبر 1973 شن الجيشان المصري والسوري هجومًا على القوات الإسرائيلية المرابضة في سيناء وهضبة الجولان المحتلتين منذ حرب 1967. خلال الأيام الأولى للمعركة نجح الجيشان نجاحًا  في اختراق الدفاعات الإسرائيلية قبل أن تتغير مسار المعركة.

مع انتهاء الحرب تعقّد المشهد إثر نجاح إسرائيل في استرداد أغلب ما خسرته من أراضٍ على الجبهة السورية أما في سيناء فعجزت عن ردِّ القوات المصرية المتمركزة شرق القناة، لكن 3 فرق عسكرية إسرائيلية نجحت في عبور القناة غربًا والتسلل إلى ظهر القوات المصرية، حيث فرضت حصارًا على الجيش الثالث ومدينة السويس.

على الجبهة المصرية انتهت تلك الأوضاع المعقدة في 28 أكتوبر الذي شهد توقف القتال نهائيًا وبداية المباحثات العسكرية بين الطرفين، التي انتهت بتوقيع اتفاقية فض الاشتباك؛ لاحقًا تطوّرت المباحثات بين البلدين إلى توقيع اتفاقية كامب ديفيد 1978، التي أسّست لإنهاء حالة الحرب ودشّنت علاقة سلام بين البلدين استمرّت حتى يومنا هذا.
إ
وفي الشهر نفسه لكن بعد نحو 5 عقود، وتحديدا يوم 7 أكتوبر 2023، شنّت حركة حماس، المصنفة جماعة إرهابية، هجومًا مباغتًا على عددٍ من المناطق الإسرائيلية القريبة من غزة، مما أسفر عن مقتل 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات حكومية إسرائيلية، بجانب اختطاف قرابة 250 رهينة أفرج عن 110 منهم ولايزال الباقون رهن الاحتجاز أو قتلوا.

بعد مرور عامٍ كامل على هجمات أكتوبر واتساع رقعة المواجهات العسكرية لتشمل غزة ولبنان واليمن وأخيرًا إيران، زادت ضغوط المجتمع الدولي لوقف التصعيد وخوض مباحثات دبلوماسية لتحقيق هدنة على الجبهات الساخنة، وهو مطلب لم يتحقق حتى اللحظة.

في هذا التقرير نرصد مدى إمكانية تكرار "سيناريو 1973" على أوضاع اليوم؛ هل يُمكن أن تفضي الحرب المشتعلة حاليًا إلى اتفاق سلاح يُنهي القتال الدائر بين الأطراف المتصارعة ويفرض سلامًا يدوم لعقود؟

أوجه تشابه مذهلة ولكن

"هناك أوجه تشابه كبيرة بين ما جرى في حرب 1973 وهجوم السابع من أكتوبر"، هكذا بدأ أورين باراك، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس، حديثه لموقع "الحرة".

بعدها شرح قائلاً إن الحالتين شهدتا وصول المفاوضات الدبلوماسية بين الطرفين إلى مسارٍ مسدود بسبب توهّم إسرائيل -باعتبارها الأقوى عسكريًا- أن فرض حالة "لا سلام لا حرب" يُمكن أن يستمر إلى ما لانهاية، لكن في المرتين نجح الطرف الأضعف عسكريًا (مصر أو حماس) في إثبات أن إسرائيل ستدفع ثمنًا باهظًا لو ظلّ ذلك الوضع قائماً.

من حرب 73.

لكن على الجانب الآخر عدّد أستاذ العلوم السياسية الاختلافات بين المشهدين هو أن مصر وإسرائيل تصارعتا في صحراء سيناء التي شكّلت ما يشبه منطقة عازلة بين المجتمعين، أما في الحالة الفلسطينية فإن الصراع يجري بين قوتين متجاورتين، وهو ما يزيد الأمر صعوبة.

كذلك فإنه في الأيام الاخيرة لحرب 1973 استعادت إسرائيل شيئًا من عافيتها العسكرية إلا أن مصر لم تخسر كثيرًا من مكاسبها بعكس ما يجري اليوم، فلقد نجحت إسرائيل في استعادة زمام المبادرة بعد الضربة المروعة التي تعرضت لها، ونجحت في تدمير العديد من القدرات العسكرية لحماس جعلت الجانب الإسرائيلي يعتقد أنه قادر على إجبار الفلسطينيين على تقديم المزيد من "التنازلات المؤلمة"، بحسب أورين.

واعتبر أستاذ العلوم السياسية أنه لا يُوجد حل منطقي لإنهاء هذا الصراع إلا إقامة دولتين بسيادة مطلقة، وهو الهدف الذي يجب أن يسعى لتحقيقه المعتدلون عند الطرفين.

الظروف السياسية مختلفة

في حديثه مع موقع "الحرة"، استبعد أستاذ العلوم السياسية، طارق فهمي، وقوع مثل هذا السيناريو، مؤكدًا اختلاف الظروف التاريخية والاجتماعية بين الحربين.

"في 1973 واجه الإسرائيليون جيشًا وطنيًا جيد التسليح قادر على الدفاع عن أرضه، وكانت هناك حالة كاملة من التضامن العرب مع مصر بدءًا من الدعم المالي والعسكري وحتى إصدار قرار حظر النفط ضد الدول الداعمة لإسرائيل"، يقول دكتور فهمي.

وأكد أستاذ العلوم السياسية أن الوضع الحالي مختلف تمامًا، فإسرائيل لا تواجه جيشًا مسلحًا وإنما مجموعة من الفصائل الفلسطينية التي لا تُجمع حتى الدول العربية على تأييدها، ثم تابع فهمي أن الظرف السياسي العالمي في السبعينيات أتاح نوعًا من المرونة لمصر من خلال إقحام القطبين الكبيرين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، في الأزمة والتدخل المباشر لفرض السلام على المنطقة.

يُذكر أن يوم 24 أكتوبر 1973، كاد أن يشهد حربًا عالمية بعدما انتقد السوفييت رفض إسرائيل تنفيذ قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، فهددّت موسكو بالتدخل عسكريًا لإجبارها على الامتثال للقرار، خطوة ردّت عليها واشنطن برفع درجة الاستعداد النووي في قواعدها العسكرية.

كاد تأزّم الأمور بين مصر وإسرائيل أن يقود لحربٍ مباشرة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، لكن الأيام التالية شهدت انفراجة في الأوضاع وبدأت مصر وإسرائيل مفاوضاتهما المباشرة لفض الاشتباك الأولى.

وبحسب أستاذ العلوم السياسية، فإن "حرب أكتوبر" أقنعت إسرائيل بأنه من المستحيل الاطمئنان لحسم الوضع عسكريًا لصالحها في الشرق الأوسط بعد نجاح مصر في إعادة بناء جيشها بشكلٍ صحيح، مكّنه من إحراز التفوق عليها خلال أيام الحرب الأولى ومقارعتها ندًا بند طيلة الأيام الباقية، لذا فإنها كانت على استعداد للدخول في مفاوضات "تحيّد" مصر وتجنّب أي مواجهة عسكرية معها في المستقبل.

أما الآن فلقد تغيّر الوضع تمامًا في ظل الدعم الغربي الكامل لإسرائيل الذي منحها تفوقًا عسكريًا كبيرًا في جبهات القتال، وبالتالي فإن حكومة نتانياهو على قناعة بأنها قادرة على حسم الأمر بالقوة وحدها، وحتى اللحظة فإن إسرائيل لم تتعرض للحجم الكافي من الضغوط والخسائر الذي يُجبرها على الانخراط الفعّال في مفاوضات سلام تقدم فيها بعض التنازلات، بحسب فهمي.

كما أن الدول العربية لم تُظهر من التضامن مع الفصائل الفلسطينية وخاصة حماس ما أظهرته سابقًا في 1973، ولم تستخدم أدواتها الضاغطة القصوى لإنهاء القتال لأسباب كثيرة أهمها، بحسب فهمي، ارتباط حماس بإيران ووجود حالة من العداء المتراكمة بين الأنظمة العربية وبين الفصائل المسلحة المدعومة من إيران -كالحوثيين وحزب الله- والتي تقود العمليات القتالية ضد إسرائيل هذه الأيام.

هل إيران جاهزة لمواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل؟ منذ فبراير 1979 وحتى إبريل 2024، حوالي 45 عاماً من العداء المعلن بين إيران وإسرائيل. خلال هذه الفترة، لم يكن البلدان قد دخلا في أي مواجهة مباشرة ومعلنة منذ تولي، روح الله الخميني، الحكم بعد انتصار الثورة الإسلامية.

وخلال حديثه لموقع "الحرة"، أضاف المتخصص في تاريخ الدبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط، بيرت هان، بُعدًا إضافيًا للاختلاف بين المشهدين، وهو انخفاض الخسائر في صفوف المدنيين خلال حرب 1973، التي تصادم فيها الجيشان النظاميان في منطقة صحراوية بعيدة عن العُمران.

أما ما جرى في 2023، فهو عكس ذلك تمامًا فلقد بدأت الحرب بمقتل واحتجاز مئات المدنيين الإسرائيليين، بينهم نساء وأطفال، واستمرت بقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، ودمار غزة، الأمر الذي أثار غضبًا شعبيًا عارمًا ألقى بظلاله على عملية اتخاذ القرار على المستويات الأعلى.

البحث عن قيادات بديلة

ديفيد فرانك، أستاذ التاريخ في جامعة أوريغون الأميركية المتخصص في الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين/ أظهر رؤيةً متفائلة بشأن تحقيق السلام بشرط ظهور الرجال المناسبين لهذه المهمة.

وقال ديفيد، لموقع "الحرة"، إن الإسرائيليين يُمكنهم تجاوز صدمة ما جرى في الـ7 من أكتوبر إذا اعترفوا بالمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون بسبب احتلال أراضيهم.

من جانبه، أكد فرانك أن الإسرائيليين والفلسطينيين بحاجة إلى زعامة جديدة قادرة على تقديم التنازلات لتحقيق السلام، لذا تمنّى أن يسير رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، على نهجيْ مناحم بيغن الذي أبرم معاهدة السلام مع مصر، وإسحاق رابين الذي وقّع اتفاقية الأردن، عندها "من المؤكد أن الإسرائيليين سوف يتبنون خطة السلام إذا ما أيدها قادة الدولة"، حسبما قال أستاذ التاريخ.

وهو ما أكّد عليه أستاذ العلوم السياسية الإيراني، هوتشانغ حسن ياري، لموقع "الحرة"، حين قال إن المنطقة تخلو من الزعماء الكاريزميين مثل الرئيس المصري أنور السادات ونظيره السوري حافظ الأسد وشاه إيران محمد بهلوي وأمثالهم القادرين على اتخاذ قرارات جريئة تستجيب لها شعوبهم.

من جهته، رشّح فرانك السياسي الفلسطيني مروان البرغوثي للعب هذا الدور فلسطينيًا إذا ما خرج من السجن، قائلاً أنه "يستطيع توحيد الفلسطينيين والضغط من أجل تحقيق السلام وتخفيف المعاناة عبر الاستفادة من إرث حرب 1973".

ويقضي مروان البرغوثي القيادي البارز في حركة فتح حكمًا بالسجن مدى الحياة بسبب دوره الكبير في إشعال الانتفاضة الثانية، وفي فبراير الماضي أعلنت إسرائيل وضعه في العزل الانفرادي بسبب اتهامها له بالسعي لـ"إشعال انتفاضة ثالثة".

فرص النجاح أقرب إلى الصفر

وأظهرت إليزابيث شاكمان هيرد، أستاذة العلوم السياسية والدراسات الدينية في جامعة نورث وسترن الأميركية، نظرة متشائمة لمستقبل الأحداث بسبب ما أسمته "أزمة الحكم في إسرائيل".

وقالت إليزابيث، لموقع "الحرة"، إن سيطرة حكومية يمنية متطرفة، على حد وصفها، على السُلطة في إسرائيل يجعل من المستحيل تحقيق السلام بسبب إصرارها على استخدام القوة العسكرية وتكريس احتلالها للأراضي الفلسطينية.

التشاؤم نفسه أظهره رافائيل كوهين، الحاصل على الدكتوراة في العلوم السياسية من جامعة أكسفورد وألّف عدة أطروحات عن تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، بعدما اعتبر أن فرص نجاح أي مبادرة سلام تظهر بالمستقبل القريب "تقترب من الصفر"، على حد وصفه.

وقال كوهين، خلال حديثه لموقع "الحرة"، إن تغييرًا سياسيًا كبيرًا لن يقع إلا بظهور قيادات جديدة على الساحة؛ فالزعماء الحاليون لإسرائيل وفلسطين وحزب الله لا يفهمون إلا لغة الحرب لذا فإنهم غير قادرين على تحقيق السلام"، ثم أضاف "عملية السلام ليست سباق 100 متر بل ماراثون، ولا بد أن تظهر قيادة مناسبة تتحلّى بالصبر عندها فقط ستُتاح الفرصة لإحلال السلام".

ولكي تشهد الساحة الفلسطينية نفس "سيناريو 1973"، وضع كوهين 3 شروط، هي: أولاً: زعيم إسرائيلي مؤمن بالسلام ومستعد لدفع ثمنه وإقناع الإسرائيليين به، وثانيًا: زعيم فلسطيني يدرك أن السلام سلعة غالية يجب دفع ثمنها عبر تقديم بعض التنازلات، وأخيرًا: الظروف الناضجة للتوفيق بين هذين الزعيمين ومساعدتهما على إبرام اتفاقية، وفي حال غاب أحد هذه العناصر عن المشهد فلن يكون السلام متاحًا.

"لا أعتقد أننا يُمكن أن نرى سلامًا بين إيران وإسرائيل أبدًا، فمنذ عهد الخميني الشيء الوحيد الذي تسعى الجمهورية الإسلامية لتحقيقه هو تدمير إسرائيل، لذا فإن إسرائيل تعتبر معركتها معها (حرب وجود)"، يقول هوتشانغ حسن ياري أستاذ العلوم السياسية الإيراني.

وبحسب ما ذكر هوشتانغ، فإن المختلف في هذا السياق أن إيران لم تكن مُجبرة على هذا النزاع ولا تملك حدودًا مشتركة مع إسرائيل وإنما اختارت ذلك، "لقد قرروا أن يفعلوا ذلك بمحض إرادتهم، اختاروا أن تكون إزالة إسرائيل هدفهم الرئيسي"، يقول أستاذ العلوم السياسية الإيراني.

"هذه إهانة لمصر، كيف يُمكن مقارنتها بحماس؟!"، قال جدعون راحات أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس الذي رفض من جانبه أي مقارنة بين ما جرى في 1973 و2023.

وبحسب راحات، فإنه لا يُمكن مقارنة الواقعين، فمصر دولة كبيرة تمتلك من الموارد ما يكفي لتكون قادرة على تحقيق السلام والحرب بإرادتها المستقلة، أما في الحالة الفلسطينية، فإن السُلطة فشلت في "احتكار القوة"، وهو ما يثير تساؤلات لدى الإسرائيليين حول الجانب الذي يتعيّن عليهم التفاوض معه، إذا ما كانت السُلطة غير قادرة على تعزيز قبضتها في المناطق الخاضعة لها.

الدين يجعل التنازل السياسي عسيرًا

"بعدما ورثت إيران الدور الناصري المعادي لإسرائيل في المنطقة، حوّلت الصراع من مواجهة تقليدية حدودية بين جيشين أحدهما عربي والآخر إسرائيلي إلى مواجهة دينية بين الإسلام واليهودي"، قال الباحث اللبناني علي يحيى.

واعتبر الباحث اللبناني، خلال حديثه لموقع الحرة، أن دخول إيران، من خلال أذرعها المُقاتلة في المنطقة حزب الله وغيره  حلبة الصراع مع إسرائيل التي تقودها حكومة يمينية ترفض إقامة دولة فلسطينية ، أحدث تغيرًا كبيرًا في المعركة.

واختتم يحيى حديثه بالقول إن الصراع تحوّل إلى "مواجهة هوياتية وجودية، لا مجرد خلاف حدودي، وبالتالي لا أفق لحل جذري للحل، وإنما بات أقصى ما يمكن تحقيقه هو تجميد الصراع لا حلّه بشكلٍ جذري".

أما هوتشانغ حسن ياري أستاذ العلوم السياسية الإيراني، فقال: "قديمًا كان الصراع قائمًا على شكلٍ من القومية العربية، أما الآن فإنه في ظل غياب دور الدولة بسبب الميليشيات المسلحة باتت طبيعة العلاقة بين القوى في المنطقة معقدة جدًا".

النقطة نفسها تطرّق إليها بيرت هان، في حديثه لموقع "الحرة"، حين أعاد استعراض مشهد رعاية الدبلوماسيين الأميركيين للمفاوضات بين مصر وإسرائيل منذ خمسة عقود حينها جرى التفاوض بين زعيمين "علمانيين" في مصر وإسرائيل، أما اليوم فيجب أن نضع في الحسبان جماعات مشبعة بحماسة دينية تجعلها أقل استعدادًا للتنازل لصالح حكومة إسرائيلية يمينية لا تقل عنها تدينًا ورغبةً في عدم التنازل.

وهو ما لخّصه هوتشانغ قائلاً "لا يملك الفلسطينيون شخصًا ذكيًا مثل أنور السادات، وإن وُجد فلا يحكم إسرائيل مناحم بيغن أو حتى شخص يملك نفس أفكاره السياسية".
 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: تحقیق السلام مصر وإسرائیل قادرة على ما جرى فی عسکری ا حرب 1973 وهو ما

إقرأ أيضاً:

تقرير يتحدّث عن سيناريو يقلق لبنان.. ماذا سيحدث؟

نشر "مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية - JCPA" تقريراً جديداً عما قد يشهده الوضع بين لبنان وإسرائيل خصوصاً بعد المُحادثات التي أجراها الموفد الأميركي توماس برّاك في لبنان بشأن ملف نزع سلاح "حزب الله" وتسليمه للدولة.   وقال التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنَّ الأحداث الأخيرة في سوريا، خصوصاً المذبحة التي ارتكبت ضد الطائفة الدرزية في السويداء والتصعيد الذي تلاه بين إسرائيل وسوريا، كل أحداث ألقت بظلالها على لبنان، وأضاف: "خلال زيارته الثالثة إلى بيروت، صرّح برّاك متحدثاً عن فشل تطبيق إتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل والمُبرم في تشرين الثاني 2024، مُبيناً أسباب الفشل ومشيراً تحديداً إلى رفض حزب الله نزع سلاحه وعجز الدولة اللبنانية عن ذلك".   وتابع: "لقد أكد برّاك أن على الحكومة اللبنانية تعمل الآن إيجاد حل داخلي، إذ لم تعد الولايات المتحدة قادرة على مطالبة إسرائيل بمزيد من التنازلات".   وزعم التقرير أنَّ "هذه التصريحات جاءَت في أعقاب سلسلة من الاستفزازات التي قام بها حزب الله، فخلال مراسم عاشوراء، نظم حزب الله استعراضاً مسلحاً في شوارع بيروت"، وتابع: "رغم اعتقال بعض المشاركين ووعدهم بالملاحقة القضائية، أُطلق سراحهم لاحقاً".   التقرير ذكر أنَّ الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم قال إنَّ "حزب الله لن ينزع سلاحه طالما استمرّت إسرائيل باحتلال جنوب لبنان". كذلك، أشار التقرير إلى أنَّ قاسم برّر موقف الحزب بسبب الهجمات التي تعرض لها الدروز في السويداء في جنوب سوريا من جهة، والطائفة العلوية في شمال غرب سوريا من جهة أخرى.   وأكمل: "لقد جادل حزب الله وأنصاره بأن الأخير لا يستطيع نزع سلاحهِ في ظلّ مواجهة تهديد محتمل من سوريا، كما حدث بين عامي 2011 و2013. أيضاً، وفي المقابل، وبفضل فوزه الساحق في الانتخابات البلدية، واصل حزب الله تحديه للحكومة اللبنانية والولايات المتحدة، ورفض التوجيه رقم 170 الصادر عن مصرف لبنان المركزي، والذي استهدف الهيكل المصرفي الموازي لحزب الله، وخاصةً ذراعه المالية المتمثل بمؤسسة القرض الحسن".   وأضاف: "تعمل هذه المنظمة خارج النظام المصرفي الرسمي في لبنان. وفي ردٍّ حازم، أعلن حزب الله عن افتتاح 4 فروع جديدة، ليصل إجمالي فروعه إلى 40 فرعاً".   وتابع: "كذلك، أعلن حزب الله مؤخراً أنه انتهى من إعادة تنظيم وتجديد ترسانته وأنه مستعد لمواجهة إسرائيل مرة أخرى عندما يحين الوقت. في الوقت نفسه، فإن عملية نزع سلاح المخيمات الفلسطينية بقيت حبراً على ورق رغم أنه تم الحديث عن هذا الأمر بشكل علني".   وذكر التقرير أن "السؤال المحوري الآن يدور حول ما سيحدث لاحقاً في لبنان"، وأضاف: "ترسم وسائل الإعلام اللبنانية، على امتداد الطيف السياسي، سيناريو كارثي مفاده أنَّ إسرائيل قد تستأنف عملياتها العسكرية ضد حزب الله بمجرد أن يتضح أن الحزب لن يذعن للضغوط وأن الحكومة اللبنانية عاجزة عن الوفاء بوعودها".   وأكمل: "يتكهن البعض بأن إسرائيل قد تشن ضربة استباقية لتوجيه ضربة ساحقة لحزب الله، وإجباره على الاستسلام أو التفاوض. وفي الوقت الراهن، يبدو أن الولايات المتحدة تفتقر إلى استراتيجية ملموسة. لقد اقترح برّاك أن تبدأ الحكومة اللبنانية مفاوضات مع ما يُسمى بالجناح السياسي لحزب الله، كما اقترح مطالبة حزب الله بنزع أسلحته بعيدة المدى التي تُهدد أمن إسرائيل".   وتابع: "وسط ذلك، من غير المرجح أن تستثمر الولايات المتحدة رأس مال دبلوماسي كبير في دعم لبنان في المحافل الدولية طالما ظل حزب الله يحتفظ بقبضته على مالية البلاد ولم يتم اعتماد أي إصلاحات هيكلية".
وختم: "مع كل هذا، يلفت الوضع المتسارع في سوريا، واحتمال تسلل مسلح عبر الحدود باتجاه لبنان، الانتباه أيضاً. قد يُهمّش هذا التطور مؤقتاً جهود نزع سلاح حزب الله، إذ سيتحول التركيز نحو مواجهة تهديد وجودي قد يُزعزع التوازن الطائفي الهش في لبنان ويُغرقه في حرب أهلية". المصدر: ترجمة "لبنان 24" مواضيع ذات صلة ماذا تفعل إسرائيل بين لبنان وسوريا؟ تقريرٌ يتحدّث Lebanon 24 ماذا تفعل إسرائيل بين لبنان وسوريا؟ تقريرٌ يتحدّث 26/07/2025 22:37:37 26/07/2025 22:37:37 Lebanon 24 Lebanon 24 سيناريو "تأجير الجولان".. ماذا قال تقريرٌ إسرائيلي عن سوريا؟ Lebanon 24 سيناريو "تأجير الجولان".. ماذا قال تقريرٌ إسرائيلي عن سوريا؟ 26/07/2025 22:37:37 26/07/2025 22:37:37 Lebanon 24 Lebanon 24 ماذا كشف تقريرٌ إسرائيلي عن "حرب إيران"؟ إسم لبنان ورَد فيه! Lebanon 24 ماذا كشف تقريرٌ إسرائيلي عن "حرب إيران"؟ إسم لبنان ورَد فيه! 26/07/2025 22:37:37 26/07/2025 22:37:37 Lebanon 24 Lebanon 24 ماذا طلب خامنئي بعد الحرب على إيران؟ تقريرٌ يتحدّث Lebanon 24 ماذا طلب خامنئي بعد الحرب على إيران؟ تقريرٌ يتحدّث 26/07/2025 22:37:37 26/07/2025 22:37:37 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص صحافة أجنبية قد يعجبك أيضاً "الأمور هادئة اليوم".. جنبلاط يدعو إلى مصالحة في السويداء Lebanon 24 "الأمور هادئة اليوم".. جنبلاط يدعو إلى مصالحة في السويداء 22:28 | 2025-07-26 26/07/2025 10:28:02 Lebanon 24 Lebanon 24 متى ستصدر نتائج الإمتحانات الرسمية؟ خبر يكشف Lebanon 24 متى ستصدر نتائج الإمتحانات الرسمية؟ خبر يكشف 22:19 | 2025-07-26 26/07/2025 10:19:51 Lebanon 24 Lebanon 24 خلال تشييعه.. هذا ما يحضر له محبو زياد الرحباني Lebanon 24 خلال تشييعه.. هذا ما يحضر له محبو زياد الرحباني 22:16 | 2025-07-26 26/07/2025 10:16:00 Lebanon 24 Lebanon 24 مرقص: لبنان خسر عموداً من أعمدة الفن بوفاة زياد الرحباني Lebanon 24 مرقص: لبنان خسر عموداً من أعمدة الفن بوفاة زياد الرحباني 22:05 | 2025-07-26 26/07/2025 10:05:55 Lebanon 24 Lebanon 24 "الوطني الحر": زياد الرحباني كان عنواناً للفن الملتزم قضايا الإنسان Lebanon 24 "الوطني الحر": زياد الرحباني كان عنواناً للفن الملتزم قضايا الإنسان 21:54 | 2025-07-26 26/07/2025 09:54:01 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة هذا سبب وفاة زياد الرحباني Lebanon 24 هذا سبب وفاة زياد الرحباني 13:18 | 2025-07-26 26/07/2025 01:18:21 Lebanon 24 Lebanon 24 الموت خطف حياته.. زياد الرحباني "وداعاً"! Lebanon 24 الموت خطف حياته.. زياد الرحباني "وداعاً"! 11:05 | 2025-07-26 26/07/2025 11:05:11 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد وفاة زياد الرحباني... بيان لمستشفى "BMG" في الحمرا Lebanon 24 بعد وفاة زياد الرحباني... بيان لمستشفى "BMG" في الحمرا 16:27 | 2025-07-26 26/07/2025 04:27:47 Lebanon 24 Lebanon 24 تفاقمت حالته الصحيّة.. مصادر تكشف كيف أمضى زياد الرحباني أيّامه الأخيرة Lebanon 24 تفاقمت حالته الصحيّة.. مصادر تكشف كيف أمضى زياد الرحباني أيّامه الأخيرة 15:32 | 2025-07-26 26/07/2025 03:32:50 Lebanon 24 Lebanon 24 حزنٌ كبير... ماذا حصل للسيّدة فيروز بعد تلقيها خبر وفاة إبنها زياد؟ Lebanon 24 حزنٌ كبير... ماذا حصل للسيّدة فيروز بعد تلقيها خبر وفاة إبنها زياد؟ 17:22 | 2025-07-26 26/07/2025 05:22:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب ترجمة "لبنان 24" أيضاً في لبنان 22:28 | 2025-07-26 "الأمور هادئة اليوم".. جنبلاط يدعو إلى مصالحة في السويداء 22:19 | 2025-07-26 متى ستصدر نتائج الإمتحانات الرسمية؟ خبر يكشف 22:16 | 2025-07-26 خلال تشييعه.. هذا ما يحضر له محبو زياد الرحباني 22:05 | 2025-07-26 مرقص: لبنان خسر عموداً من أعمدة الفن بوفاة زياد الرحباني 21:54 | 2025-07-26 "الوطني الحر": زياد الرحباني كان عنواناً للفن الملتزم قضايا الإنسان 21:47 | 2025-07-26 "إبتسامة داخل المستشفى".. آخر صورة لزياد الرحباني قبل وفاته! فيديو بالفيديو: الكارثة المؤجلة.. أبنية مُهددة بالإنهيار في لبنان Lebanon 24 بالفيديو: الكارثة المؤجلة.. أبنية مُهددة بالإنهيار في لبنان 20:14 | 2025-07-26 26/07/2025 22:37:37 Lebanon 24 Lebanon 24 "أنا والقمر"… هدية جديدة من هشام جمال إلى ليلى زاهر (فيديو) Lebanon 24 "أنا والقمر"… هدية جديدة من هشام جمال إلى ليلى زاهر (فيديو) 17:00 | 2025-07-24 26/07/2025 22:37:37 Lebanon 24 Lebanon 24 "نعمل مهرجان للبوس".. نقيب الفنانين في مصر ينفعل مباشرة على الهواء بسبب قُبلة راغب علامة (فيديو) Lebanon 24 "نعمل مهرجان للبوس".. نقيب الفنانين في مصر ينفعل مباشرة على الهواء بسبب قُبلة راغب علامة (فيديو) 09:48 | 2025-07-24 26/07/2025 22:37:37 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • عاجل. خليل الحية ينتقد انسحاب إسرائيل من مفاوضات الدوحة رغم التقدم الذي تحقق ويدعو العرب للزحف نحو فلسطين
  • العدو الذي يتحدث لغتك.. خطة إسرائيل الجديدة لاختراق المجتمعات
  • تقرير يتحدّث عن سيناريو يقلق لبنان.. ماذا سيحدث؟
  • الجماز: تأخير صفقات الهلال يتكرر رغم مطالب إنزاغي
  • أستاذ سياسة: التجويع الممنهج سلاح تستخدمه إسرائيل لإخضاع المدنيين
  • إسرائيل تعمل على تغيير النظام القانوني الذي يحكم الضفة الغربية لتسريع الضم
  • “الرباعية” .. سيناريو مُعاد
  • حدث استثنائي في أجواء غزة… ما الذي سمحت به إسرائيل فجأة؟
  • ألمانيا: لا نعتزم الاعتراف بدولة فلسطين لأن إسرائيل أهم!
  • مهاجما خطة ماكرون للاعتراف بدولة فلسطين.. روبيو: خدمة لدعاية حماس وصفعة لضحايا 7 أكتوبر